وزير الإعلام السوداني: المملكة دعمتنا في التحديات الراهنة
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
جدة – علاء الدين عبدالرحيم
تصوير – عصام محمد يوسف
أكد وزير الثقافة والإعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، تقدير بلاده العميق للدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، في مختلف المجالات، مشيرًا إلى دورها البارز في تقديم المساعدات الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وتسهيل أوضاع السودانيين المقيمين في المملكة.
ووجه الإعيسر خلال تنوير صحفي في جدة أمس، شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على كرم الضيافة ودعم السودان في ظل التحديات الراهنة. وأكد أن اتفاقية جدة شكلت نقطة مهمة في مسار الأزمة وعملت على تحقيق السلام، مشددًا على أن السودان لن يقبل بعودة الميليشيات بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن الحكومة السودانية تعول على شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة، للمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. وأضاف أن هناك توجهًا لترسيخ شراكة اقتصادية قوية بين البلدين، خاصة في ظل العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين.
وثمن الإعيسر الدعم الذي قدمته دول شقيقة مثل البحرين، قطر، الكويت، وسلطنة عمان، وشكرها على وقوفها مع الشعب السوداني في هذه المحنة. كما أعرب عن إدانة الحكومة بشدة استهداف المليشيا المتمردة للمنشآت الصحية، بما في ذلك المستشفى السعودي، مؤكداً العمل على إعادة تأهيل المرافق التي طالها الدمار جراء هذا الاستهداف الإجرامي.
تقدم كبير للجيش وتطهير المدن
فيما يتعلق بالأوضاع الميدانية، أوضح الإعيسر أن الجيش السوداني يحقق تقدمًا ملحوظًا في تطهير المدن من الميليشيات، مؤكدًا أن السودان سيخرج من هذه الأزمة أكثر قوة ووحدة، مع رؤية واضحة لبناء دولة ديمقراطية ومستقرة.
وأضاف: “خلال الأيام الماضية، قمت بجولة ميدانية شملت مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، بحري، وأم درمان، ووقفت بنفسي على حقيقة الوضع الميداني، حيث لم يعد هناك وجود مؤثر لمليشيا الدعم السريع المتمردة في معظم المناطق، إلا بعض الجيوب المتفرقة التي تعمل قواتنا المسلحة الباسلة على القضاء عليها بشكل كامل. أحيي جيشنا العظيم الذي يتقدم بثبات في كل المحاور، مدعوماً بقوات الدعم المساندة، وأؤكد للشعب السوداني أن الأيام المقبلة ستحمل أنباءً سارة عن مزيد من الانتصارات الميدانية، خصوصاً في مناطق دارفور، الجنينة، وكردفان، حيث تتقدم قواتنا بخطى واثقة لتحرير كل شبر من أرض السودان”.
17 دولة تدعم المليشيا
أشار الإعيسر إلى أنه “لا بد من التذكير بأن هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل حرب شُنت على السودان في أربعة محاور متوازية: عسكرياً، عبر مليشيا متمردة مدعومة خارجياً، وسياسياً، من قبل قوى سياسية مدجنة تسعى لإضعاف الدولة، وإعلامياً، من خلال حملات تضليل ممنهجة، واقتصادياً، عبر محاولات خنق السودان وحرمانه من موارده. ورغم كل ذلك، فإن قواتنا المسلحة وقفت صامدة أمام هذه المؤامرة الدولية التي تجاوزت كل التصورات، وتمكنت من تفكيكها بمهارة وحزم”.
ومضى قائلاً: “إن ما نواجهه اليوم ليس مجرد تمرد داخلي، بل حرب عابرة للحدود، حيث تشارك فيها مليشيات ومرتزقة من 17 دولة، من بينها إحدى دول أمريكا الجنوبية، في مشهد يعيد إلى الأذهان معارك السودان التاريخية الكبرى مثل كرري وشيكان. ومع ذلك، فإن قواتنا المسلحة تخوض هذه الحرب باعتبارها معركة وجود، وتثبت يوماً بعد يوم بسالتها وقدرتها على التصدي لأعتى التحديات، مهما بلغت التضحيات.
السودان لن يعود كما كان قبل الحرب
أكد وزير الإعلام السوداني، أن “علاقات السودان الخارجية في مرحلة ما بعد الحرب ستُبنى على أساس التجربة التي مررنا بها خلال هذه المحنة، ومن وقفوا معنا سيجدون منا كل التعاون، أما من تآمروا علينا فسيُواجهون موقفاً حازماً. نؤكد أن كل من دعم المليشيا المتمردة، سواء ميدانياً، إعلامياً، أو اقتصادياً، سيُقدم لمحاكمات عادلة، ولدينا أجهزة رصد ومراقبة تتابع كل من تورط في هذه المؤامرة”.
وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية: “أؤكد أن السودان لن يعود كما كان قبل الحرب، بل سيخرج منها أكثر قوة وتماسكاً، وسنعمل على تقنين الوجود الأجنبي في بلادنا، وتعزيز قدراتنا الذاتية، خاصة في القطاع العسكري الذي سيظل الدرع الحامي للوطن. نحن على يقين أن الشعب السوداني قادر على تجاوز هذه المحنة، وبناء دولة حديثة تستفيد من مواردها وطاقاتها البشرية الهائلة”.
مرحلة جديدة من تاريخ السودان
اعتبر وزير الإعلام السوداني، أن السودان على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخه، مرحلة تتطلب تضحيات كبيرة من الجميع، حكومة وشعباً، مضيفاً: “نعمل حالياً على وضع أسس دستورية واضحة تنظم ملامح الدولة المقبلة، عبر وثيقة دستورية يتم إجازتها قريباً، تحدد صلاحيات رئيس مجلس السيادة، وتشكيل مجلس الوزراء، وتضع إطاراً واضحاً لفترة انتقالية ديمقراطية. نؤكد لشعبنا أن لا أحد من التشكيل الحالي يسعى للاستمرار بعد الفترة الانتقالية، بل إننا جميعاً ملتزمون بتمهيد الطريق لدولة مدنية ديمقراطية تُدار بإرادة الشعب السوداني”.
لا مساس بالحريات الصحفية
وفيما يتعلق بالحريات الصحفية، قال: “نؤكد أننا لم ولن نهدد الصحافة في السودان، بل نناشد جميع الإعلاميين بالتقيد بالقيم المهنية، مع التأكيد أن أي تجاوز يهدد الأمن القومي أو يكشف تفاصيل العمليات العسكرية سيُعد خطاً أحمر. لقد وفرنا للصحفيين الدعم اللازم لمتابعة الأحداث ميدانياً، بما في ذلك توفير طائرات لنقلهم إلى مناطق العمليات، ونتطلع إلى تغيير نهج بعض القنوات الإعلامية التي تمارس التحريض وتشويه الحقائق”.
استعادة الآثار المنهوبة
كشف وزير الإعلام السوداني أنه “في إطار جهود حماية التراث، عقدنا اتفاقاً مع منظمة اليونسكو لتعقب واستعادة الآثار السودانية المسروقة، كما تم إرسال خبراء إلى لندن لتسهيل هذه المهمة بالتعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول)، ونعمل على مدار الساعة لضمان استرداد كل ما نُهب من تاريخنا وثقافتنا”.
وختم قائلًا: “أتقدم بالشكر والتقدير لأبناء السودان في المهجر، الذين لم يبخلوا بالدعم لأهلهم الذين شردتهم الحرب، ونؤكد لهم أننا في الحكومة عازمون على مواصلة العمل، رغم الظروف الاستثنائية، بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وأعضاء المجلس السيادي، ومجلس الوزراء، الذين يعملون بتنسيق وتعاون مستمرين من أجل نصرة القضية الوطنية، وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس متينة تضمن لها الاستقرار والازدهار. الحمد لله الذي أعان قواتنا المسلحة على الصمود والتقدم، والشكر موصول لكل أبناء السودان في الداخل والخارج الذين ظلوا يقدمون الدعم والمساندة لأهلهم ووطنهم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد”.
القنصل علي طه: مؤامرة كبيرة تحاك ضد السودان
من جهته، قال قنصل السودان في جدة كمال علي عثمان طه، الذي استضاف منزله لقاء الوزير، إن السودان يواجه مؤامرة كبيرة تستهدف وجوده ووحدته، وتسعى للنيل من شعبه ومقدراته الاجتماعية والثقافية، مشيرًا إلى أن مليشيا الدعم السريع المتمردة والإرهابية كانت في طليعة هذه الحرب البغيضة التي شُنت على الشعب السوداني. وأضاف أن هذه المليشيا ارتكبت فظائع وانتهاكات جسيمة تخالف القوانين الدولية، من تشريد وقتل لأبناء الشعب، ومحاولات للتغيير الديموغرافي والثقافي.
وأكد القنصل على تقديره للانتصارات الكبرى التي حققتها القوات المسلحة السودانية، بدعم من القوات النظامية الأخرى، والقوى الشعبية، والمستنفرين، مشددًا على أن السودان يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز تحديات الماضي، وتستعد لمواجهة تحديات إعادة البناء، وترميم ما دمرته الحرب، ولمّ شمل النسيج الاجتماعي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السعودية السودان خالد الإعيسر وزیر الإعلام السودانی الشعب السودانی قواتنا المسلحة أن السودان السودان فی
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
يقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
التغيير: وكالات
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على قادة في قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية مُتّهمين بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي وهجمات متعمَّدة ضد المدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن “الجرائم الشنيعة… لا يمكن أنْ تمرّ من دون عقاب”.
وأُعلن عن هذه العقوبات يوم الخميس، وهي تستهدف أربع شخصيات في قوات الدعم السريع، بينهم عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”.
وبموجب هذه العقوبات، باتت الشخصيات الأربعة تواجه تجميداً لأصولهم وحظراً على السفر.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
وقالت إيفيت كوبر إن الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”، متهمةً قوات الدعم السريع بالتورط في عمليات إعدام جماعية، واستخدام التجويع كسلاح، و”الاستخدام الممنهج والمخطط له سلفاً” للاغتصاب كأداة حرب.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن “العقوبات التي فُرضت اليوم على قادة الدعم السريع تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، فيما ستقدّم حزمة المساعدات المعزَّزة لدينا دعماً منقذاً للحياة لمن يعانون”.
وتعهّدت إيفيت: “المملكة المتحدة لن تدير ظهرها، وسنظل دائماً إلى جانب الشعب السوداني”.
تمويل إنساني إضافي
وإلى جانب العقوبات، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم ما قيمته 21 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع.
وستموّل هذه الحزمة توفير الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضرراً من العنف.
وبحسب وزارة الخارجية البريطانية، ستدعم هذه المساعدة الجديدة 150 ألف شخص على صعيد الرعاية الطبية والمأوى، إضافة إلى المساهمة في إبقاء المستشفيات قادرة على العمل.
وترفع هذه المساهمة إجمالي الدعم الإنساني البريطاني للسودان هذا العام إلى 146 مليون جنيه إسترليني.
وتؤكد المملكة المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الآن الأسوأ في العالم؛ إذ يحتاج حوالي 30 مليون شخص إلى المساعدة، بينما شُرّد داخلياً نحو 12 مليون شخص، وفرّ ما يقرب من خمسة ملايين إلى دول الجوار.
ورفعت لندن مستوى ضغطها الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً تقوده المملكة المتحدة يكلّف بفتح تحقيق عاجل في فظائع الفاشر.
كما قدّمت المملكة المتحدة دعماً فنياً لآليات العدالة الدولية، واستثمرت 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع “سودان ويتنس” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة.
ويقول مسؤولون إن عقوبات إضافية قيد النظر، في إطار الجهود المبذولة لـ”إنهاء الإفلات من العقاب”.
وحثّت الحكومة البريطانية جميع أطراف النزاع – بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية – على السماح بوصول غير مقيّد للعاملين في مجال الإغاثة، وضمان سلامة المدنيين المحاصرين جرّاء القتال.
مَن هم الذين شملتهم العقوبات؟
عبد الرحيم حمدان دقلو: نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع، “حميدتي”؛ يُشتبه بتورّطه في عمليات قتل جماعي، وإعدامات تستهدف مجموعات إثنية، وعنف جنسي ممنهج، واختطاف مقابل الفدية، وهجمات على مرافق صحية وعاملين في مجال الإغاثة. جدّو حمدان أحمد: قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور؛ يُشتبه بضلوعه في عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، واختطاف وهجمات على طواقم طبية وإنسانية. الفاتح عبد الله إدريس: عميد في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بأنه أشرف على أعمال عنف تقوم على أساس إثني وديني ونفّذ هجمات ضد المدنيين. تيجاني إبراهيم موسى محمد: قائد ميداني في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بمسؤوليته عن الاستهداف المتعمّد للمدنيين في الفاشر.المصدر: BBC عربي
الوسومالعنف الجنسي المملكة المتحدة حرب الجيش والدعم السريع حقوق إنسان عقوبات على الدعم السريع