“ميدل إيست آي”: شركة مصرية تفرض “إتاوات” بقيمة 20 ألف دولار على كل شاحنة متجهة إلى غزة
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
#سواليف
كشف تقرير نشره موقع / #ميدل_إيست_آي/ البريطاني، اليوم الجمعة، أن الزعيم القبلي المصري، #إبراهيم_العرجاني، مازال يواصل ممارسة السيطرة الفعلية على دخول #شاحنات #المساعدات والتجارة إلى قطاع #غزة حتى بعد سريان وقف إطلاق النار في 19 كانون ثاني/يناير الماضي.
ونقل الموقع عن مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة قوله إن جهود إدخال #المساعدات إلى غزة بعد وقف إطلاق النار تواجه عراقيل بسبب #الرسوم_الباهظة المفروضة على الشاحنات، “حيث تتمتع شركات العرجاني بسلطة تحديد أي الشاحنات يُسمح لها بالعبور”.
وذكرت المصادر أن الشاحنات المحملة بالبضائع التجارية تُفرض عليها رسوم لا تقل عن عشرين ألف دولار، بينما تتعرض #شاحنات_المساعدات أيضًا للابتزاز قبل السماح لها بالدخول إلى غزة.
وأشار التقرير إلى أن إبراهيم العرجاني هو رجل أعمال وسياسي وزعيم قبلي في سيناء، “وقد أصبح اسمه مرتبطًا بتحقيق أرباح غير رسمية من #الحصار الخانق المفروض على غزة، خاصة من خلال استغلال حاجة الفلسطينيين اليائسين للهروب من القتال”.
مقالات ذات صلة 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 2025/02/14وكشف موقع “ميدل إيست آي” في تقرير له العام الماضي، عن أن العرجاني كان يجني ما لا يقل عن مليوني دولار يوميًا من الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة عبر معبر رفح، وهو المعبر الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل المباشرة حينئذ. كما كشفت تقارير أخرى أن شركات العرجاني فرضت رسومًا قدرها خمسة آلاف دولار على كل شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة.
ولفتت مصادر في معبر “رفح” أن شركتين تابعتين لـ “العرجاني” استحوذتا على جميع العمليات المتعلقة بتسليم المساعدات، ما أدى إلى تهميش الهلال الأحمر المصري تمامًا.
والشركة الأولى هي “أبناء سيناء”، وهي شركة تجارية ومقاولات تابعة لمجموعة العرجاني التي يملكها العرجاني وابنه عصام. أما الثانية فهي “النسر الذهبي”، وهي الشركة المتعاقدة من الباطن مع “أبناء سيناء”، والمكلفة بتسهيل الخدمات اللوجستية لنقل المساعدات.
وقال مصدر في #معبر_رفح لـ “ميدل إيست آي”، مشترطًا عدم الكشف عن هويته: “أبناء سيناء هي التي تنظم دخول الشاحنات، رغم أن هذه المهمة من المفترض أن تكون حصرية للهلال الأحمر، وهذا الأمر فتح الباب أمام الفساد والرشاوى، حيث يُدْفَع مبالغ مالية لضمان أولوية مرور بعض الشاحنات على حساب غيرها”.
وأضاف: “الهلال الأحمر لا يستطيع تحديهم، وأصبح وجوده مجرد رمزي.”
ووفقًا لمصدر آخر في سيناء، فقد أبرم الهلال الأحمر تعاقدًا مع مجموعة العرجاني لإدارة العمليات اللوجستية في مستودعات العريش ومطار العريش وداخل المعبر نفسه.
وقد أوكلت المجموعة هذه المهام إلى “النسر الذهبي”، التي تتولى استلام المساعدات من المطار، أو الشحنات الدولية، أو المساعدات المخزنة في المستودعات اللوجستية، وتحميلها على الشاحنات وتعبئتها وفقًا للمواصفات المقبولة عند المعابر الإسرائيلية، وهي معابر نيتسانا وكرم أبو سالم، بالإضافة إلى معبر رفح.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في 19 كانون ثاني/يناير الماضي، الذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف ميدل إيست آي إبراهيم العرجاني شاحنات المساعدات غزة المساعدات شاحنات المساعدات الحصار معبر رفح میدل إیست آی إلى غزة
إقرأ أيضاً:
“هاري ترومان”.. الطوفان العائد بخيبات البحر الأحمر
يمانيون | تقرير
عادت حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان” إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، مثقلةً بخسائر ميدانية ومادية جسيمة، بعد مهمة بحرية وُصفت بأنها من أكثر مهام الانتشار كثافةً وقتالًا للبحرية الأمريكية خلال العقود الأخيرة.. ورغم محاولات الإعلام الأمريكي تصدير صورة “العودة المنتصرة”، فإن الأضرار الظاهرة في هيكل السفينة، وتبعات الاشتباك الطويل في البحر الأحمر، تكشف عن حقيقة مختلفة تمامًا.
ترومان تصل مرفأها… حاملةً معها الشقوق والإخفاقات
وفق ما كشفه موقع “Stars and Stripes” الأمريكي، فإن الحاملة “ترومان” عادت بأضرار ملحوظة في بدنها الخارجي، تتضمن شقوقًا ناتجة عن حادث تصادم مع سفينة شحن خلال العمليات، بالإضافة إلى خسارتها ثلاث مقاتلات من طراز F/A-18، تُقدّر تكلفة كل واحدة منها بـ67 مليون دولار، ما يعكس الكلفة الباهظة للانتشار العسكري الأمريكي الفاشل في منطقة البحر الأحمر.
لم تقتصر الخسائر على المعدات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى الصدمة المعنوية التي أصابت البحرية الأمريكية، والتي اضطرت تحت ضغط الميدان إلى إقالة قائد الحاملة، في خطوة نادرة تعكس حجم الإخفاق.
اليمن يفرض معادلات جديدة… وحاملة أمريكية تحت القصف لأكثر من 50 يومًا
رغم التصريحات المتكررة من قادة البحرية الأمريكية عن “الجاهزية القصوى”، فإن تقارير إعلامية أمريكية كشفت أن الحاملة “ترومان” عانت من مقاومة غير مسبوقة في البحر الأحمر، واضطرت لخوض أكثر من 50 يومًا من الضربات الجوية والصاروخية المتواصلة، ضد أهداف تابعة للقوات المسلحة اليمنية، دون أن تُفلح في كسر زخم الهجمات أو تعطيل القدرات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي طالت السفن الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر.
فالمعركة التي خاضتها الحاملة لم تكن “ضد الإرهاب” كما سوّق لها، بل كانت مواجهة مباشرة مع قوات يمنية تمكّنت – بإمكاناتها المحدودة – من فرض تحديات استراتيجية على واحدة من أعتى حاملات الطائرات في العالم.
“ترومان” تطلق مليون رطل من الذخائر… لكن النتائج كانت عكسية
وفق الأرقام التي أوردها الموقع، فقد أطلقت البحرية الأمريكية خلال مهمة “ترومان” أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر، بينها 125 ألف رطل على مواقع في الصومال بحجة استهداف تنظيم “داعش”.. إلا أن المحصلة كانت نتائج عكسية: من خسائر ميدانية إلى إرباك في القيادة، ما يُشير إلى عجز القوة النارية الضخمة في حسم المواجهة أو حتى فرض سيطرة تكتيكية.
الاستنزاف لم يكن عسكريًا فقط، بل طال البنية المعنوية والتنظيمية. فالمهمة التي دامت 251 يومًا، وتغطّت أكثر من 24 ألف ميل بحري، فشلت في كبح الهجمات اليمنية، أو ضمان أمن الخطوط البحرية لـ”إسرائيل” والولايات المتحدة.
البحرية الأمريكية تعترف: لم نواجه تحديًا كهذا منذ عقود
في سياق متصل، نشر معهد البحرية الأمريكية تقريرًا وصف مهمة “ترومان” بأنها “الأكثر كثافة قتالية منذ عقود”، وهو توصيف غير معتاد في الخطاب الرسمي الأمريكي، ويُعد إقرارًا ضمنيًا بفشل المهمة في تحقيق أهدافها.
وقد نقل التقرير شهادات مؤثرة لقادة ميدانيين، من بينهم قائد المدمرة المرافقة “يو إس إس ستاوت” الذي أقرّ: “لأول مرة في حياتي أشهد قتالًا فعليًا”.. وهو تصريح يفتح الباب على تحول مهام الانتشار الأمريكية من دور استعراضي إلى اشتباك حقيقي، لم يكن بالحسبان، خاصةً مع طرف يمتلك خبرة قتالية متراكمة رغم فوارق التسليح.
أما قائد المجموعة الهجومية، الأدميرال شون بيلي، فوصف المهمة بأنها “تجربة لا مثيل لها”، مشيرًا إلى الضغط العملياتي والمعنوي الهائل الذي رافقها، معترفًا بأن المهمة تجاوزت كل توقعات القيادة الأمريكية من حيث طبيعة التهديدات.
الجاهزية الأمريكية تتآكل بفعل الاستنزاف
التقرير اختُتم بتحذير استراتيجي أطلقه الأدميرال داريل كودل، قائد قوات الأسطول الأمريكي، حيث أشار إلى أن الانتشار طويل الأمد مثل الذي خاضته “ترومان”، يُحدث آثارًا غير متناسبة على البنية العسكرية الأمريكية: من تآكل الجاهزية، إلى الضغط على العائلات، وانخفاض الاستدامة العملياتية، مما قد يُهدد فاعلية الأسطول على المدى الطويل.
هذا الاعتراف، إلى جانب الإعلان عن إدخال الحاملة في مرحلة “إعادة التزود بالوقود والترميم الشامل” – وهي عملية تستغرق سنوات – يعكس حجم الاستنزاف الذي تعرضت له “ترومان”، في منطقة بحرية لم تكن تثير القلق الأمني قبل سنوات.
اليمن يُعيد رسم ملامح القوة البحرية الأمريكية
يأتي هذا الفشل في سياق إقليمي يشهد تحولات جذرية في قواعد الاشتباك البحري، حيث لم تعد حاملات الطائرات الأمريكية قادرة على فرض “الهيبة الرادعة”، بل أصبحت أهدافًا مباشرة لهجمات تفرضها إرادة قوى المقاومة، وعلى رأسها اليمن، الذي برهن مرة أخرى على قدرته على إرباك المخططات الأمريكية والصهيونية، حتى وهو تحت الحصار.
وبات من الواضح أن القدرة على مجاراة التهديدات “اللامتماثلة” – كما تسميها الدوائر الأمريكية – لم تعد ممكنة بنفس الأدوات التقليدية، وأن اليمن، بإرادته الصلبة، أحدث شرخًا استراتيجيًا في البنية العقائدية للبحرية الأمريكية، التي كانت تعتمد على استعراض القوة وليس على مواجهتها.
نهاية مرحلة وبداية انحدار؟
قد تكون عودة “ترومان” المصابة والمنهكة إلى نورفولك، رمزًا لانحدار مرحلة طالما سيطرت فيها الولايات المتحدة على البحار بلا منازع. لقد كشفت الحرب غير المعلنة في البحر الأحمر عن أن السلاح الأقوى لم يعد يكفي، وأن الهشاشة تتسرب حتى إلى أضخم حاملات الطائرات، عندما يُجبرها شعب تحت الحصار على خوض معركة حقيقية في بيئة لا ترحم.