بثروة تتجاوز 4.6 تريليونات ريال.. المملكة ضمن أكبر الدول المنتجة للفوسفات عالميًا
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
عرعر : البلاد
تزخر منطقة الحدود الشمالية في المملكة، بموارد تعدينية تزيد قيمتها عن 4.669 تريليونات ريال، وهي جزء من ثروة معدنية كامنة في أراضي المملكة العربية السعودية، التي تسعى لاستكشافها واستغلالها؛ ليشكّل التعدين مصدرًا مهمًّا من مصادر تنويع الدخل للاقتصاد الوطني، وفقًا لمستهدفات “رؤية المملكة 2030”.
وتعد المنطقة موطنًا رئيسيًا لمعدن الفوسفات، الذي يشكّل عنصرًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي المحلي والعالمي، لأهميته في صناعة الأسمدة الزراعية، وتضع مشروعات إنتاج الفوسفات بمدينة وعد الشمال, المملكة في مصاف أكبر الدول المُـنتجة والمُصدِّرة للفوسفات حول العالم.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والثروة المعدنية جراح بن محمد الجراح، أن منطقة الحدود الشمالية غنية بخامات معدنية نوعية، تشمل الفوسفات، والفحم، والدولوميت، والحجر الجيري، ورمل السيليكا، مبينًا أن القيمة التقديرية للموارد التعدينية في المنطقة تبلغ 4.6 تريليونات ريال.
وذكر الجرّاح أن المنطقة تضم 5 مواقع لاحتياطي خام الفوسفات و29 رخصة تعدينية سارية، تشمل 15 رخصة لمشاريع محاجر مواد البناء و14 رخصة استغلال.
وفيما يتعلق بالقطاع الصناعي في منطقة الحدود الشمالية، أشار المتحدث الرسمي للوزارة إلى أن المنطقة تمتلك قاعدة صناعية متنوّعة، إذ يبلغ عدد المصانع فيها 61 مصنعًا، وتتركّز المنشآت الصناعية في ثلاث مدن رئيسة بالمنطقة، وهي عرعر وطريف ورفحاء، مبينًا أن أبرز القطاعات الصناعية فيها تشمل صناعة منتجات مواد البناء، وصناعة المنتجات الغذائية، وصناعة المنتجات الكيميائية.
يُذكر أن وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف، يزور منطقة الحدود الشمالية غدًا الأحد للاطلاع على المشاريع الصناعية والتنموية التي تعزز مكانة المنطقة ومدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية كمركز رائد في صناعة التعدين بالمملكة، وذلك في إطار جهود الوزارة لتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية في هذا القطاع وتعزيز دوره كمحرك أساسي لتنويع الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الفوسفات منطقة الحدود الشمالية منطقة الحدود الشمالیة
إقرأ أيضاً:
كذبة صناعة الأعداء التحليل العميق
صراحة نيوز – كتب الدكتور عديل الشرمان
(اقرأ جيدا حتى النهاية إذا كنت تريد معرفة حقيقة ما يجري، وما ستؤول إليه الأحداث في المنطقة)
على مدى عقود مضت تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لسلسة من الاختبارات، وحرب الاستنزاف من قبل ايران، ومارست ايران أشد أنواع الاستفزاز ضدها، وكان الرد الأمريكي على كل هذه الاستفزازات خجولا، وأقل من مستوى الحدث، بالرغم من امتلاكها لأدوات الحسم، مما يجعلنا أمام مشهد مثير للاستفهام، وأمام حالة ظاهرية من الغموض.
في نهاية السبعينات من القرن الماضي احتجزت ايران عددا من الأمريكيين كرهائن، وقُتل ثمانية جنود أمريكان في سقوط مروحية أثناء عملية تحرير الرهائن، وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي قامت بتدبير التفجيرات التي استهدفت المصالح الأمريكية في الكويت، وتم تفجير مبنى قوات المارينز الأمريكية في لبنان أسفر عن مقتل أكثر من 240 جندي أمريكي واضطرها ذلك لسحب قواتها من لبنان.
وفي منتصف الثمانينات حصلت فضيحة (كونترا) عندما عُقدت صفقة تشتري بموجبها ايران السلاح من أمريكا مقابل إطلاق سراح الرهائن الغربيين المحتجزين في لبنان، وزرع الإيرانيون الألغام في مضيق هرمز، واستخدموا قوارب هجومية لإعاقة حركة السفن والناقلات الحربية الأمريكية، وأدى ذلك لإغراق واحدة من أكبر الناقلات الأمريكية عام 87 بعد اصطدامها بلغم ايراني، هذا بالإضافة إلى تعرض حلفاء أمريكيا في المنطقة لهجمات شبه يومية من خلال أذرع ايران وميليشياتها، وهناك الكثير من الاستفزازات التي تحتاج إلى بحث مطوّل.
أسئلة كثيرة يمكن أن تكون مثارا للجدل في هذا الصدد، فما هو سر الجرأة العالية، والتنمر الكبير الذي بات السلوك المميز لإيران في المنطقة، ولماذا لم تتعدى الولايات المتحدة حد التذمر من سياساتها، ومن هو الطرف الخاسر مما يحدث، ومن هو الرابح الأكبر مما يجري، وهل باتت إيران تملك عقولا بشرية خارقة تمكنها من إجادة فن اللعب على أوتار السياسة أكثر من غيرها، أم أنها صناعة العدو في الذهنية الأمريكية، تلك الصناعة التي تنعش الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الأمريكي، وهو سر الحياة والبقاء بالنسبة لأمريكا وإسرائيل.
بعد زوال خطر العدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية والمتمثل بالاتحاد السوفيتي والشيوعية، جاءت كذبة صناعة الإسلام كخطر قادم يهدد أمريكيا والعالم، لهذا برز مصطلح الإرهاب، وظهرت معه التنظيمات الإرهابية التي تبنت الأفكار المتطرفة كالقاعدة، وداعش، والنصرة وغيرها، وتحت ذريعة الخطر المتمثل بالتطرف الإسلامي تم احتلال أفغانستان، ومن ثم العراق، وتدمير سوريا.
وما أن ينتهي أو يضعف العدو المرعب والمخيف، حتى تبدأ صناعة عدو آخر، ولعل تهويل الخطر الإيراني والمد الشيعي هو الخصم والعدو البديل والمفترض، لكن ليس لأمريكا والعالم في المقام الأول هذه المرة، وإنما للمنطقة العربية على وجه الخصوص، وهذا الذي يجري تسويقه على هذا الأساس، وربما حصر خطر هذا العدو بالمنطقة على وجه التحديد يجعل الفوائد عظيمة للولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن (البودي جارد) المعتمد والموثوق للدفاع عن المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي يتقاضى أعلى الامتيازات والأجور مقابل عمله والتي تصل حد التريليونات.
هل وقعت إيران في الفخ، والذي تم استدراجها اليه، يتضح من مجريات الأمور أنها على الأغلب لن تنجو منه في الوقت القريب مهما حاولت القيام بأعمال تسعى من خلالها إلى تحسين صورتها الذهنية، ومهما نفذت من شروط أمريكية، ومهما التزمت بالقانون الدولي، حتى وإن وافقت على كل الشروط الأمريكية والاسرائيلية المتعلقة ببرنامجها النووي، لأن الأولويات باتت متعلقة ومرهونة بهدف أمريكي بالمقام الأول، وعالمي ثانيا، يتوافق مع نظريات صناعة الأعداء والخصوم في الفكر والذهنية الأمريكية ودوائر التخطيط فيها، ويلتقي مع أهداف إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة.
والسؤال، لماذا يحتاج المرء إلى عدو أو خصم ظاهر في الوقت الذي يبحث فيه أو يدعي البحث عن السلم والسلام، ببساطة فإن وجود عدو بشكل دائم ومستمر يعني أن تكون يقظا ومتأهبا، ومستعدا، وتعمل على تطوير قدراتك والارتقاء بوسائلك، ويخلق لديك نوعا من التحدي يجنبك الانهيار، ويبعد الأنظار عن ما تعانيه من مشاكل داخلية، كما يقوي اللحمة بين أفراد المجتمع لمواجهة العدو المصطنع، وإليه أي للعدو المصطنع ممكن أن تعزو معاناتك وألَمك، وتجعله هدفا تنتقم منه في كل مرة تتعرض فيها لخيبات الأمل، كما أن وجود عدو مستمر يجعل الآخرين في حالة دائمة للبحث عن مضلة آمنة تحميهم مهما كلف ذلك من تريليونات ومن أثمان باهضة.
لذلك تجد أن من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية عدم التوصل لأي اتفاق مع ايران بخصوص برنامجها النووي، فالمصلحة تكمن في بقاء خطر ايران لكن دون تمكنها من امتلاك السلاح النووي، وهذا يعني أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية من خلال يدها اللئيمة الوسخة في المنطقة بضرب المفاعلات النووية لإعادتها إلى الوراء خمس إلى عشر سنوات أو أكثر، وبمساعدة العملاء في إيران وبعضهم من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية، ثم ما أن تعيد ترميم ما خلفته الضربات، تبدأ معها جولة أخرى من الضغط والمفاوضات تفضي إلى ضربات أخرى متكررة بحيث يبقى الخطر الإيراني قائما ومستمرا، ومن ورائه تحقق الولايات المتحدة الأمريكية المكاسب.