قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف تلقى اتصالا من نظيره الأميركي ماركو روبيو، وسط حديث عن اعتزام مسؤولين أميركيين بارزين بدء محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية قريبا، في حين تستضيف باريس وميونيخ اجتماعين لقادة أوروبيين حول أوكرانيا.

وأضافت الخارجية الروسية أن لافروف وروبيو أعربا عن التزامهما بالتعاون في حل الصراع بأوكرانيا وفلسطين، وأنهما اتفقا على إجراء اتصالات منتظمة والتحضير للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.

من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بـمجلس الدوما الروسي إن المفاوضات قد تبدأ قريبا إذا كانت مقترحات أميركا مناسبة لروسيا.

وعلى صعيد متصل، نقل موقع بوليتيكو -السبت- عن مصادر مطلعة أن مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس ترامب يعتزمون بدء محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية خلال الأيام المقبلة.

وذكر تقرير بوليتيكو أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيسافرون إلى السعودية، مضيفا أن المبعوث الخاص للمحادثات الأوكرانية الروسية كيث كيلوغ لن يحضر.

إعلان

وقال عضو مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول إن "ما نما إلى علمه" هو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدعو للمشاركة، مشيرا إلى أن المحادثات تهدف إلى ترتيب لقاء بين ترامب وزيلينسكي وبوتين "لإحلال السلام في النهاية وإنهاء هذا الصراع".

وذكر موقع وول ستريت جورنال أن مسؤولين أميركيين سعوا إلى طمأنة أوكرانيا بأنها ستكون حاضرة في المفاوضات مع روسيا.

ونقل الموقع عن دبلوماسيين أن روبيو قال لنظيره الأوكراني إن واشنطن لا تنوي إبعاد كييف عن المحادثات.

رفض أوكراني

وفي وقت سابق السبت، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لن تقبل أبدا أي اتفاقات سلام يتم التوصل إليها خلف ظهرها أو بدون مشاركة كييف.

وقالت أوكرانيا مرارا إنها تريد التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لوضع إستراتيجية مشتركة قبل أي اجتماع بين ترامب وبوتين.

واستمرت اليوم مفاوضات موازية بشأن صفقة للمعادن الأرضية النادرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة. وفي هذا الشأن قال زيلينسكي إن مسودة واشنطن لم تتضمن الشروط الأمنية التي تحتاجها كييف.

وقالت 3 مصادر إن الولايات المتحدة اقترحت الاستحواذ على 50% من المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها -خلال مؤتمر ميونيخ للأمن– إن بلاده مستعدة لأن تناقش "بعمق" مع الولايات المتحدة كيفية المضي قدما في إنهاء الحرب مع روسيا، مضيفا أن الأمن على جانبي الأطلسي وأمن أوكرانيا لا ينفصلان.

وأضاف أن هناك "وصفة بسيطة للغاية لكيفية إنهاء الحرب.. (تتمثل في) زعامة الولايات المتحدة".

تصريحات أميركية

أما المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ فقال إنه من السابق لأوانه القول متى ستكون خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن أوكرانيا جاهزة لأن إدارة ترامب لم تتول السلطة سوى منذ 25 يوما.

وأضاف -في مؤتمر ميونيخ للأمن- أنه من المهم إشراك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. وتابع "سواء رضيت ذلك أم لا، يتعين عليك التحدث مع خصومك".

إعلان

وأشار كيلوغ إلى أن المحادثات قد تركز على تنازل روسيا عن أراض، واستهداف عائداتها النفطية، مضيفا أن القوى الغربية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لفرض العقوبات على روسيا بشكل فعال.

وتابع الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة ترغب في قطع تحالفات روسيا مع كوريا الشمالية والصين وإيران.

وكشف كيلوغ عن أن أوروبا لن تشارك مباشرة في مفاوضات السلام المزمع عقدها، "لكن مصالحها ستتم مراعاتها"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تجنب مشكلات عمليات التفاوض التي تشمل عددا كبيرا من المشاركين.

وذكر أن أحد أسباب فشل مفاوضات السلام السابقة بين أوكرانيا وروسيا كان إشراك عدد كبير جدا من الدول في المسار، مؤكدا "نحن لن نسلك هذا الطريق".

اجتماعان أوروبيان

من ناحية أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة أوروبيين إلى اجتماع في باريس يوم الاثنين، على ما أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي.

وقال سيكورسكي -عبر منصة إكس- إن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "سيتوجه، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى اجتماع لقادة أوروبيين الاثنين. يتعين علينا أن نظهر قوتنا ووحدتنا".

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى محادثات بين "قادة أوروبيين بشأن اجتماع غير رسمي محتمل"، من دون تأكيد موعده.

وكان وزير الخارجية البولندي أعرب -في كلمة ألقاها السبت في مؤتمر ميونيخ للأمن- عن أمله في أن يعالج هذا الاجتماع "بطريقة جدية للغاية" التحديات التي يواجهها الأوروبيون بسبب رغبة ترامب في الدفع نحو مفاوضات مع فلاديمير بوتين بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.

وأشار إلى أن "مصداقية الولايات المتحدة رهن بكيفية إنهاء الحرب، وليس مصداقية إدارة ترامب فحسب، بل مصداقية الولايات المتحدة"، محذرا الرئيس الأميركي من أنه  إذا أراد "الحصول على جائزة نوبل، فإن السلام يجب أن يكون عادلا".

إعلان

وبالتزامن، دعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الحاضرين في ميونيخ الأحد "من أجل تقييم الاتصالات الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين".

وتحدث موقع وول ستريت جورنال عن أن مسؤولين أوروبيين يصيغون ردا على إدارة ترامب مفاده أنه "لتحقيق سلام بأوكرانيا فأنتم بحاجة لنا".

وأضاف الموقع أنه قد لا يقر أي برلمان أوروبي نشر قوات بأوكرانيا إن لم تشارك أوروبا بصياغة السلام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بايدن أم روبوت | من الذي حكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قبل ترامب؟.. نخبرك القصة

شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي، منشورا يروج لأحد نظريات المؤامرة الشائعة والتي تصل إلى حد الخيال العلمي.

ماذا نشر الرئيس؟

شارك ترامب منشورا لأحد الحسابات على منصته الخاصة، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، مات منذ سنين، وتم استبداله بنسخة روبوتية بلا روح.

ما اللافت في الأمر؟

إن كان ترامب يصدق ما ورد في المنشور، كونه لم يعلق ساخرا أو نافيا، فهذا يعني أن ترامب ومؤيديه يؤمنون أن الذي حكم البلاد في السنوات الأربع الماضية لم يكن جو بايدن، علاوة على أنه ربما ليس إنسانا.

المرة الأولى؟

لجأ ترامب في كثير من الأحيان إلى مشاركة المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة غير المثبتة على مر السنين. 

وأبرز المعلومات المضللة هو ادعاء فوزه في انتخابات 2020 واستمرار الحراك المناهض لفوز بايدن الذي أدى إلى اقتحام مبنى الكابيتول في 2021 لمحاولة إلغاء فوز الأخير.

وقبل ذلك، زعم ترامب أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقا.

وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، زعم أن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة.



كما نشرت الدائرة المقربة من ترامب الكثير من النظريات المغلوطة، لا سيما بخصوص اللقاحات، والدولة العميقة، وحالات التوحد في البلاد وأن سببها هو لقاح الحصبة.

ووجد تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز لآلاف منشورات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى ستة أشهر في عام 2024 أن ما لا يقل عن 330 منها كانت عن مؤامرات سرية ضد ترامب والشعب الأمريكي منها محاولة اغتياله، وأخرى عن أن هناك من دبر أعمال اقتحام الكابيتول لإلصاقها به.

ولا يؤمن ترامب بالتغيرات المناخية، أو الاحتباس الحراري، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ.

كما يصدق ترامب ما يقال عن مؤامرة "إبادة البيض" في جنوب أفريقيا.

مؤخرا

أبدى ترامب حزنه وتعاطفه مع سلفه بايدن، بعد الإعلان عن إصابته بسرطان البروستاتا.

وقال ترامب، على منصته الخاصة، إنّه وزوجته ميلانيا يشعران بالحزن لسماع أخبار التشخيص الطبي لبايدن، ويتمنيان له الشفاء العاجل، ولعائلته كل الخير.

الصورة الأوسع

طالما سخر ترامب من بايدن، وشكك دوما في قدراته العقلية، وقال في أحد المناسبات أنه "يصافح الهواء ويتجول على غير هدى"، وذلك تعليقا على مقاطع مصورة من لقاءات وفعاليات ظهر فيها بايدن بحالة سيئة.

وسخر ترامب غير مرة من قدراته الجسدية مؤكدا في أحد المرات أنه "لا يستطيع النزول من على المنصة"، ووصفه في أحد المرات بـ"جو النعسان".

كما سخر منه خلال أحد الأعياد، قائلا إن الأرنب في عيد الفصح أرشد بايدن إلى الطريق، بينما لا يستطيع أن يفعل أي أرنب هذا معي.



وفي تموز/ يوليو 2024، أعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 أمام ترامب، بعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس.

وجاء انسحاب بايدن بعد أداء كارثي خلال مناظرة رئاسية أمام ترامب، سلطت الضوء على قدرته في قيادة البلاد لولاية ثانية.

مقالات مشابهة

  • روبيو يبحث مع نظيره السعودي التطورات في أوكرانيا وسوريا وغزة
  • بايدن أم روبوت | من الذي حكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قبل ترامب؟.. نخبرك القصة
  • الولايات المتحدة تعلق العقوبات الجديدة على إيران
  • وزير الخارجية المصري يتلقى اتصالًا من مبعوث ترامب للشرق الأوسط
  • ضربات أوكرانية ضد قواعد جوية روسية.. مسؤول أمريكي يعلق لـCNN
  • روبيو ولافروف بحثا محادثات إسطنبول بشأن أزمة أوكرانيا
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقي اتصالًا هاتفيًا من كبير مستشاري ترامب للشئون العربية
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط
  • ترامب يُحذر: سقف الدين "كارثي" ويهدد الاقتصاد الأميركي