تدشين العمل بقانون الاستثمار 2025 بمحافظة الحديدة
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
رؤية جديدة"، بحضور وزيري الاقتصاد المهندس معين المحاقري، والنقل والأشغال العامة محمد قحيم، ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي.
وفي الفعالية التي نظمها مكتب الاقتصاد والصناعة والاستثمار في الحديدة، أكد الوزير المحاقري، أن اختيار محافظة الحديدة لتدشين العمل بقانون الاستثمار يأتي لأهمية المحافظة ودورها المحوري في الاقتصاد الوطني.
وقال " إن الحديدة تستحق عن جدارة أن تكون عاصمة الاستثمار لما تتمتع به من مزايا في كافة المجالات".. لافتا إلى أن أرض تهامة الخير لديها الكثير من المقومات التي تؤهلها لتكون نموذجا لتطبيق قانون الاستثمار على أرض الواقع.
وأشار وزير الاقتصاد إلى أن قانون الاستثمار ثمرة من ثمار الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، ومن مخرجات برنامج حكومة التغيير والبناء ويمثل تحولا حقيقيا في فكر الدولة في البناء والتنمية.
وأوضح أنه وبالتوازي مع تطبيق قانون الاستثمار تعمل الحكومة على برنامج التوطين المنتجات وحمايتها.. مبينا أن وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار ستعمل على توطين 17 سلعة غذائية.
ولفت وزير الاقتصاد إلى أن الحكومة تعمل أيضا على تنفيذ برنامج التمكين الاقتصادي وفق خطط وموجهات مدروسة تعمل على تطوير قطاعات صناعة الملابس والألبان والمنتجات الجلدية، وتأهيل وتدريب الشباب وصقل مهاراتهم ليكونوا قادرين على تطوير وتوسيع الاقتصاد المجتمعي.
كما أشار إلى أن الوزارة بصدد استكمال جميع معاملاتها عبر البوابة الإلكترونية، وإنجاز 57 خدمة بحلول شهر رمضان في إطار توجهات الوزارة لتحسين بيئة الأعمال.. منوها بإطلاق الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة للبوابة الإلكترونية " تسهيل" وكذا إطلاق النافذة الجمركية الموحدة لتسهيل معاملات القطاع التجاري والصناعي.
من جانبه أوضح وزير النقل والأشغال العامة، أن قانون الاستثمار 2025م يمثل نقلة نوعية لما تضمنه من مزايا وتسهيلات تلبي طموحات رجال الأعمال والمستثمرين.
وأكد الوزير قحيم، على أهمية تضافر الجهود وتعزيز التعاون بين كافة القطاعات المعنية للنهوض بمستقبل اليمن.
بدوره أشاد محافظ الحديدة، باهتمام حكومة التغيير والبناء بتوفير بيئة استثمارية من خلال تطوير المنظومة التشريعية للقطاعات الاقتصادية وتبسيط الإجراءات.
وأوضح أن محافظة الحديدة تمتلك فرص استثمارية عديدة في كافة المجالات، ستعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، وتحريك عجلة التنمية، فضلا عن دورها في توفير فرص عمل للشباب.
ودعا المحافظ عطيفي، المستثمرين للاستثمار في الحديدة والاستفادة من المزايا التي يقدمها قانون الاستثمار 2025م.. مؤكدا أن السلطة المحلية ستكون خير عون وسند لهم.
وفي فعالية التدشين التي حضرها نائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، أوضح رئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور، أن التدشين العملي لقانون الاستثمار على مستوى المحافظات يأتي كمرحلة ثانية بعد التدشين الرسمي في العاصمة صنعاء.
وأكد حرص الهيئة على التطبيق العملي للقانون وترجمة المزايا والضمانات التي تضمنها على أرض الواقع.
وأشار المنصور، إلى أن الكثير من المستثمرين بادروا لتسجيل مشاريع استثمارية جديدة بعد إعلان الحكومة عن مشروع القانون الجديد، معظمها كانت من نصيب محافظة الحديدة التي تعد نموذجا جاذبا لرؤوس الأموال.
من جهته أشار مدير مكتب الاقتصاد والصناعة والاستثمار صالح محمد، إلى أن إقامة هذه الفعالية يأتي استشعارا من المكتب لدوره في مواكبة خطط وتوجهات وزارة الاقتصاد لإحداث حراك اقتصادي يخدم المواطن والوطن.
وأوضح أن محافظة الحديدة لديها تجربة ناجحة في توطين صناعة الألبان.. مبينا أن هذا النجاح شجع على الاستمرار في عملية تطوير هذه التجربة حيث وصل الإنتاج حاليا من الألبان الطبيعة إلى نحو 130 ألف لتر يوميا.
وفي كلمة القطاع الخاص بارك هاشم المحضار، صدور قانون الاستثمار الذي جاء بصيغ واضحة تعمل على تحسين بيئة الأعمال وتشجع الشراكة بين رؤوس الأموال في القطاعين العام والخاص.. داعيا القطاع الخاص إلى التفاعل الإيجابي مع القانون الجديد.
تخلل فعالية التدشين، عروض حول مزايا قانون الاستثمار 2025، وكذا خدمات البوابة الإلكترونية لهيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة " تسهيل".
حضر الفعالية وكيلا وزارة الاقتصاد لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران، وقطاع الصناعة أيمن الخلقي، ووكيل محافظة صنعاء لقطاع الاستثمار يحيى جمعان، ووكلاء محافظة الحديدة، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الإسمنت يحيى عطيفة، ورئيس مجلس إدارة شركة كمران للصناعة والاستثمار محمد الدولة، والمدير التنفيذي للهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس سام البشيري، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: قانون الاستثمار محافظة الحدیدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تدشين الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية: خطوة نحو سوق عمل أكثر كفاءة
د. منصور القاسمي **
شهدنا مؤخرًا حفل تدشين الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية، الذي نظمته مشكورةً وزارة العمل في إطار جهودها الحثيثة لبناء نظام وطني موحد للكفاءات، بالتعاون مع الجهات المعنية الأخرى في سلطنة عُمان. ويُعد هذا الحدث انطلاقة حقيقية نحو التميز، ودفعة مهمة لتعزيز سوق العمل بكفاءات ومهارات مهنية تخصصية تتماشى مع متطلبات رؤية عُمان 2040.
ومن المهم أن نُدرك أن المعيار الوطني المهني هو وثيقة مرجعية تُحدد المعارف والمهارات والسلوكيات المطلوبة لأداء وظيفة أو مهنة معينة ضمن سوق العمل. وبالتالي، فإن بناء معايير مهنية وطنية متكاملة لا يُعد ترفًا تنظيميًا، بل هو ضرورة استراتيجية واقتصادية تساهم في توحيد التوصيف الوظيفي، تسهيل فهم مؤهلات الكوادر لدى الشركات والمؤسسات، تمكين مؤسسات التعليم والتدريب من تطوير برامج تتماشى مع متطلبات السوق، رفع جودة الأداء المهني من خلال تحديد الحد الأدنى المقبول من الكفاءة، زيادة الإنتاجية وتقليل الأخطاء التشغيلية،
فعلى سبيل المثال، في القطاع اللوجستي بدولة مثل سنغافورة، أسهم تطبيق نظام المعايير المهنية في رفع نسبة التوظيف المحلي بأكثر من 25% خلال خمس سنوات، إلى جانب تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة في الوظائف التشغيلية.
ويُعد القطاع اللوجستي في السلطنة من أكثر القطاعات نموًا وأهمية، وينبغي أن يُشكّل نموذجًا يُحتذى به في التكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات المهنية. ولا شك أن مشاركة كل من المركز المعني باللوجستيات التابع لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والجمعية العُمانية للخدمات اللوجستية، في حفل التدشين، تعكس مدى أهمية هذا القطاع الذي نعوّل عليه كثيرًا ليكون ثاني أكبر مصدر للناتج المحلي بعد قطاعي النفط والغاز.
ويبقى السؤال: ما الخطوة التالية بعد تدشين الاستراتيجية؟
هل سنكتفي بما تحقق ونركن إلى الظروف والتحديات؟ أم أننا سنشهد تحركًا واسعًا لتسريع توظيف الباحثين عن عمل في جميع القطاعات؟
بعيدًا عن التعقيد والبيروقراطية، يمكننا تطبيق حلول عملية وسريعة من خلال إطلاق برامج تدريبية قصيرة مقرونة بالتشغيل، تمتد من 3 إلى 9 أشهر، مبنية على المعايير المهنية، وتركز على القطاعات التي ترى وزارة العمل إمكانية سريعة في تعمين وظائفها. فعلى سبيل المثال في القطاع اللوجستي، تتوفر فرص متعددة في تخصصات مثل، إدارة المخازن، إدارة أسطول النقل، تحليل البيانات اللوجستية، تشغيل أنظمة التتبع، والإدارة الجمركية وغيرها الكثير. كما يمكن تبسيط إجراءات الاعتراف بالخبرات السابقة للعاملين في هذا القطاع الذين لم يحصلوا على شهادات مهنية رسمية، عبر مسار "الاعتراف بالمهارات المكتسبة من الخبرة". والأهم من ذلك، يجب على الحكومة دعم الشركات العُمانية المملوكة بنسبة 100% للمواطنين، سواء فنيًا أو ماليًا، بشرط التزامها بتشغيل الكوادر الوطنية بالكامل في مواقعها التشغيلية.
ووفقًا للمعطيات الحالية، يُقدّر أن القطاع اللوجستي في السلطنة قد يوفر أكثر من 15,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال العامين المقبلين، لاسيما مع توسع الموانئ، والمناطق الحرة، والنشاط السياحي والعمراني المتزايد.
ومع ذلك، لا تزال نسبة التعمين في بعض الأنشطة اللوجستية أقل من 30%، وهو ما يكشف عن وجود فجوة حقيقية في التأهيل والتدريب والتشغيل.
إن الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية تُعد فرصة ذهبية لإعادة ترتيب المشهد المهني في السلطنة، وتوحيد الجهود لبناء منظومة مهنية متماسكة تستند إلى أسس علمية متينة وتخدم مستهدفات رؤية "عُمان 2040". لكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تنسيقًا فعالًا بين جميع الجهات المعنية، إلى جانب تفعيل أدوات الحوكمة، والرقابة، والتعمين، وتوفير الدعم المستمر. ونأمل أن يكون هذا الحدث نقطة انطلاق نحو مزيد من التكامل بين وزارة العمل وكافة الجهات في القطاعين العام والخاص، لضمان أن تكون هذه الاستراتيجية شاملة ومتكاملة، تعكس الواقع المهني للقطاعات المختلفة، وتُلبّي طموحات الكوادر الوطنية في وطننا العزيز.
** أكاديمي في علم اللوجستيات وسلاسل التوريد