النائب سامح الشيمي: أمن مصر القومي ليس ورقة للتفاوض
تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT
أكد النائب سامح الشيمي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن مصر، التي لم تساوم يومًا على قضايا العروبة، تقف اليوم كما وقفت عبر التاريخ، سدًّا منيعًا في وجه كل المؤامرات التي تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، فالرهان على مصر في تمرير هذا المخطط رهان خاسر، ومؤامرات التهجير ستسقط عند أبوابها كما سقطت غيرها من المخططات التي حاولت العبث بأمن المنطقة.
وقال الشيمي، في بيان له، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقائه اليوم مع رئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، قطع الشك باليقين، مجددًا التأكيد على الموقف المصري الذي لا يتغير ولا يتلون: لا حلول خارج إطار الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هذا ليس مجرد موقف سياسي، بل هو التزام تاريخي ليس فيه تراجع ولا مواربة.
وذكر أنه في الوقت الذي تتلاعب فيه بعض الأطراف بورقة المعاناة الفلسطينية، كانت مصر تفعل ولا تتكلم، إذ فتحت معبر رفح على مصراعيه، ودفعت بقوافل الإغاثة والدعم الإنساني، لكنها في ذات الوقت ترفض أن تكون بديلاً عن فلسطين، وترفض أن تكون أرضها محطة لمشاريع الفشل الدولي.
وشدد النائب سامح الشيمي، على أن مصر، التي دفعت ثمنًا غاليًا في كل معاركها من أجل فلسطين، لن تكون اليوم جزءًا من مخطط يستهدف تصفية القضية، وهذه رسالة ليس فيها لبس، ولا تقبل التأويل، من القاهرة، حيث تصاغ قرارات الحسم، ويظل الموقف المصري سيفًا مسلطًا على كل من يحاول إعادة رسم خرائط المنطقة وفق هواه.
وأكد الشيمي أن هذه التحركات الشعبية تعكس وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال في مقدمة الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن مصر قدمت دعمًا إنسانيًا غير مسبوق عبر معبر رفح، حيث تم إدخال آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والدوائية والطبية، مما يؤكد أن مصر لم تترك أشقاءها في غزة يواجهون التحديات وحدهم.
واختتم حديثه مؤكداً ، أن مصر تقف بكل شجاعة في مواجهة الرياح العاتية لمخططات دولية تسعى إلى تفريغ الأرض الفلسطينية، ودائما جاءت الرسالة من القاهرة واضحة وقاطعة: “لا تهجير، لا تصفية، لا عبور إلا إلى فلسطين.”
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ لجنة الدفاع والأمن القومي المزيد أن مصر
إقرأ أيضاً:
مظاهرات الإخوان في تل أبيب.. ورقة سياسية تبرر العدوان وتشوه دور مصر بـ غزة
في الوقت الذي تتعالى فيه صرخات أطفال غزة تحت القصف، وتتعاظم فيه الحاجة لجهود إنسانية حقيقية، خرجت تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب تقودها جماعة محسوبة على "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني"، تطالب بفتح معبر رفح. مشهد أثار دهشة واستياء العديد من المتابعين، واعتبره خبراء عسكريون واستراتيجيون محاولة مدروسة لتشويه الدور المصري وإرباك المشهد السياسي، في لحظة لا تحتمل العبث أو الاصطفاف خلف أجندات خارجية.
تظاهرات تخدم إسرائيل وتشوّه الدور المصري
ويرى اللواء نبيل السيد أن هذه التظاهرات، التي قادتها جماعة تُعد امتدادًا فكريًا وتنظيميًا للإخوان المسلمين، تأتي في توقيت شديد الحساسية، وتخدم بشكل مباشر الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو، عبر خلق انطباع زائف بأن المسؤول عن إغلاق المعبر وتجويع غزة هو مصر، بينما الاحتلال مستمر في قصف المدنيين وفرض الحصار الخانق.
ويؤكد أن الوقوف أمام سفارة دولة عربية كمصر، التي تتحمّل أعباء إنسانية وسياسية ضخمة لدعم الفلسطينيين، لا يخدم سوى أهداف سياسية داخل إسرائيل.
تجاهل الواقع وتعقيداته الميدانيةواتهم السيد كلًا من حركة "حماس" وجماعة "الإخوان المسلمين" بإنكار الجهود التي تبذلها القاهرة يوميًا لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الظروف الصعبة التي تعيق عمل معبر رفح. وأوضح أن العوائق الحقيقية لا تأتي فقط من الجانب الإسرائيلي، بل تشمل فوضى التنظيم وانعدام التنسيق داخل القطاع، مما يعطّل مرور الشاحنات في كثير من الأحيان.
وأضاف أن مصر فتحت المعبر لأقصى طاقته الممكنة، بينما لجأت بعض القوى الفلسطينية إلى التحريض بدلًا من التعاون.
دور مصري لا يمكن إنكارهوأكد السيد إنه منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، لعبت مصر دورًا محوريًا في التهدئة ونقل المبادرات الدولية، كما نسّقت بشكل مستمر مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتأمين دخول المساعدات وتخفيف المعاناة. ورغم المخاطر والضغوط، لم تتخلَّ عن دورها التاريخي تجاه غزة.
واختتم اللواء نبيل السيد تصريحه بتحذير واضح: "هذه التظاهرات لا تخدم الفلسطينيين، بل تُستخدم كورقة سياسية داخل إسرائيل لتبرير المزيد من العدوان. على القيادات الإسلامية أن تتجاوز خلافاتها وتُفرّق بين الخصومة السياسية والدعم الحقيقي، وألا تُسيء لمن يحملون على عاتقهم عبء إنقاذ غزة من الكارثة".
أجندة سياسية موجهة ضد مصرويرى اللواء محمد حمد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما جرى أمام السفارة المصرية لا يمكن فصله عن سياق أوسع لمحاولات الإساءة إلى مصر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية.
ويوضح أن تجاهل المتظاهرين للسفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتجنبهم مؤسسات الحكم في إسرائيل مثل الكنيست ووزارة الدفاع، يعكس انحرافاً متعمداً في الرسائل السياسية، موجهاً الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائها بتأجيج هذا الخطاب وتدويره، سعياً لإعفاء الاحتلال من جرائمه.
تواطؤ غير مباشر من تل أبيبويثير اللواء حمد تساؤلات حول سماح السلطات الإسرائيلية بقيام هذه التظاهرات، رغم القيود المفروضة على نشاط جناح رائد صلاح.
ويشير إلى أن هذا "السماح" قد يعكس تواطؤاً غير معلن بين إسرائيل وبعض هذه الجهات، بهدف تقويض أي دور مصري فعّال في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأزمات. ويرى أن منح المتظاهرين مساحة أمام السفارة المصرية، وليس غيرها، لا يخلو من دلالة سياسية.
تجاهل الدور المصري الإنساني والوسيطمن اللافت، بحسب حمد، أن هذه التظاهرات تتجاهل عمداً الجهود المصرية التي لم تتوقف، بدءًا من فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمساعدات، مروراً بمبادرات وقف إطلاق النار، وليس انتهاءً بالوساطات التي تلعب فيها القاهرة دوراً مركزياً.
ويرى أن استهداف مصر في هذا التوقيت يخدم مشروعاً إعلامياً مضاداً تديره منصات تابعة لحركات الإسلام السياسي، تسعى لتشويه الصورة وتضليل الرأي العام العربي والدولي.
خلط الأوراق في لحظة فارقةفي ختام تصريحه، يحذر اللواء محمد حمد من خطورة هذه الرسائل "المضللة"، التي تأتي في لحظة فارقة من التصعيد في غزة، مؤكداً أن الهدف ليس نصرة القضية، بل خلط الأوراق وإرباك المشهد، وتحويل الخصومة من الاحتلال إلى الأشقاء. ويؤكد أن هذا النوع من الحملات لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ويضر بوحدة الصف الفلسطيني والعربي.
في ظل واقع مؤلم يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ليس هناك متسع للمزايدات أو تصفية الحسابات. فالمعركة ضد الاحتلال تحتاج إلى وحدة وتنسيق ودعم صادق، لا إلى شعارات تضلل الناس وتحوّل بوصلتهم. ومصر، رغم الضغوط والتهديدات، ما زالت تقف في الصفوف الأمامية لدعم غزة، وتستحق أن يُرفع لها القبّعة، لا أن تُستهدف بسوء النية.