طالب ممثلو منظمات أهلية وأكاديميون وباحثون بضرورة وضع خطة وطنية متكاملة لمواجهة التداعيات الخطيرة لمشكلة هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة ، وإطلاق حملة وطنية تستهدف التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتعزيز ارتباط الشباب بمجتمعهم ومشكلاته، باعتبار أن مشكلاتهم نابعة من مشكلات المجتمع. 

كما دعوا إلى ضرورة إنشاء صندوق وطني للشباب، تساهم فيه كافة الأطراف سواء الحكومة والقطاع الخاص، يستهدف تقديم الدعم الفني والمالي للمشاريع الريادية للشباب، وبخاصة المشاريع الزراعية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة لما لها من أثر في نمو الاقتصاد وتشغيل الأيدي العاملة.

 

 واعتبروا أن حدوث الاستقرار السياسي هو العامل الأهم في التأثير على قرار عودة الكفاءات العلمية المهاجرة إلى قطاع غزة، يليه تحسن الوضع الاقتصادي، وتحسين النظم الإدارية في المؤسسات وتطوير البحث العلمي. 

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية لعرض ورقة أعدها د. عماد أبو رحمة بعنوان "هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة: التحديات والحلول"، ضمن مشروع "تعزيز قدرات المجتمع المدني للاستجابة للاحتياجات الناتجة عن النمو السكاني المتسارع في قطاع غزة"، بالشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية. 

وفي كلمته قال مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا أن  "السنوات الطويلة من الاحتلال الإسرائيلي والآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكارثية الناجمة عنه أدت إلى زيادة معدل المهاجرين والراغبين في الهجرة من الشباب والكفاءات العلمية والمهنية بشكل مضطرد، وبخاصة من قطاع غزة الذي تفاقمت أوضاعه بصورة خطيرة خلال سنوات الانقسام الداخلي والحصار والعدوان الإسرائيلي" 

وأشار الشوا إلى أهمية دراسة مشكلة هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة من كافة الجوانب، وفي مقدمة ذلك أسبابها، وآثارها، بهدف تقديم اقتراحات تساهم في الجهود الرامية لإيجاد حلول للمشكلة، أو منع تفاقمها على الأقل.  

بدوره، قال مدير البرامج في مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية د. أسامة عنتر إن "تنامي معدلات هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة، في ظل غياب الاهتمام الحكومي الرسمي بدراسة المشكلة ومخاطرها، وتداعياتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، أدى إلى غياب السياسات والبرامج الحكومية الفعالة لحل المشكلة، والتخفيف من حدتها"        

وأكد عنتر على أن هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة تعد مشكلة خطيرة ومركبة في نفس الوقت، حيث تتضافر العديد من العوامل السياسية والأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، والديمغرافية والنفسية في تفاقم حدتها   

ومن جانبه قدم أبو رحمة عرضاً لأهم المؤشرات على ارتفاع معدلات هجرة الشباب والكفاءات من قطاع غزة ومخاطرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مشيراً إلى أسباب المشكلة، وبخاصة الأسباب ذات الصلة بالسياسات الحكومية. 

وأكد أبو رحمة أن المهاجرين والراغبين في الهجرة من قطاع غزة هم شباب صغار السن، غالبيتهم عازبين، وعاطلين عن العمل، وأكثر من ثلثهم حسب بعض الدراسات يحملون شهادات جامعية عليا، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على عملية التنمية في قطاع غزة.  

 وأوضح أن عجز السياسات والبرامج الحكومية المتبعة عن استيعاب الشباب وإدماجهم في عملية التنمية، وبسبب انسداد مجالات المشاركة السياسية والمجتمعية وانحسار الفرص الاقتصادية المتاحة أمامهم، وقمع أية تحركات شبابية تستهدف التغيير، زاد من مستويات تهميشهم الاجتماعي والسياسي، ودفع نسبة كبيرة منهم للتفكير بالهجرة، والمخاطرة بحياتهم من خلال وسائل الهجرة غير الشرعية في "قوارب الموت"، حيث ابتلع البحر المئات منهم، بما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية غاية في الخطورة على المهاجرين وأسرهم. 

وأكد أبو رحمة على أن عدم وجود تقارير حكومية تفصح عن عدد المهاجرين من غزة، بل ولجوء الجهات الحكومية للتخفيف من حدة المشكلة، هو مؤشر خطير، ولا يساهم في حل المشكلة، وإنما يؤدي إلى تفاقمها وتفاقم تداعياتها على المجتمع، وخصوصا في ظل غياب السياسات والبرامج الفعالة لمعالجتها. 

وأشار إلى أن الأسباب الرئيسية للهجرة هي تحسين الظروف المعيشية والحصول على فرص أفضل للعمل وكذلك  للتعليم والدراسة واضافة للبحث عن الاستقرار والأمن .  

ومن ناحيتهم قدم المشاركون في الورشة العديد من الملاحظات والتوصيات من أجل قيام الجهات الرسمية بدروها في إيجاد حلول لمشكلة هجرة الشباب وآثارها وسبل معالجتها والتوعية بمخاطرها.  

وأكدوا على ضرورة زيادة البرامج المخصصة لتمكين الشباب، ويشمل ذلك التدريب وتطوير المهارات وفرص العمل وإدراج قضية الشباب ضمن أولويات عمل منظمات المجتمع المدني،  

وكما دعوا إلى توفير وتطوير بنية تحتية ملائمة للاستثمار والعمل الريادي، وتقديم التسهيلات الضريبية والحوافز للمشاريع الريادية، وتقديم الحوافز للقطاع الخاص لتشجيعه على دعم وتبني هذه المشاريع.




 

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: والاقتصادیة والاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

الأونروا تطالب بالعودة إلى الآليات القديمة لتوزيع المساعدات لتفادي الفوضى في غزة

 

الثورة نت/

حذرت مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة إيناس حمدان، من انتشار الفوضى والخروج عن السيطرة في غزة بسبب الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات.

وقالت حمدان، في حديث صحفي اليوم الأربعاء: “إن الفوضى التي حدثت، أمس، أثناء توزيع المساعدات نتيجة طبيعية بسبب قلة عدد المراكز المسؤولة عن هذا الشأن خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المدنيين الذين في أمس الحاجة لأي مساعدة بعد نفاد جميع المواد الغذائية جراء الحصار الذي دام لأكثر من 80 يوما”.

وشددت على أنه لا يمكن استبدال نظام قائم بذاته من قبل الأمم المتحدة والأونروا باعتبارها المنظمة الأكبر في غزة بـ”4 مراكز” فقط لتوزيع المساعدات على جميع أهالي القطاع، موضحة أن الأمم المتحدة لا تزال مستمرة في الضغط من أجل المطالبة بضرورة العودة إلى الآليات القديمة المتابعة والتي أثبتت في السابق نجاحها في تلبية وإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة.

ويأتي هذا في الوقت الذي أثار فيه مشهد تدافع الفلسطينيين من أجل الحصول على مساعدات في غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وسقوط شهداء وجرحى بعد إطلاق جيش العدو الإسرائيلي النار باتجاههم، حالة من الاستنكار الدولي، خصوصا على صعيد المؤسسات الأممية، التي وصفت الأمر بـ”السادي” و”المفجع”.

ووصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ”المفجع”، وقال في بيان، إن صور الحشود الفلسطينية التي تدافع للحصول على المساعدات الغذائية في قطاع غزة “تدمي القلب”.

مقالات مشابهة

  • الأونروا تطالب بالعودة إلى الآليات القديمة لتوزيع المساعدات لتفادي الفوضى في غزة
  • الاتحاد الأوروبي يطلق خطة لوقف هجرة الشركات الناشئة إلى أميركا
  • تكثيف زراعة أشجار الظل بالمدارس ومراكز الشباب لمواجهة إرتفاع الحرارة بأسوان
  • ماكرون: ملتزمون بوضع حد للصراع في منطقة الشرق الأوسط
  • الأمم المتحدة تطالب بفتح جميع معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية تطالب بمعالجات اقتصادية عاجلة وتشيد بالحراك النسوي ودعمها لحق التظاهر السلمي
  • اجتماع في الحديدة يناقش التدخلات الطارئة لمواجهة تداعيات العدوان
  • المنفي يبحث مع ممثلي «شبكة الأحزاب السياسية» تطورات المشهد الأمني
  • الرئاسة تطالب واشنطن ببذل جهود جدّية لوقف حرب الإبادة في غزة
  • التويجر: البعثة الأممية أوصلت المشكلة الليبية إلى طريق مسدود