سقوط تهديدات ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة يبرهن حتميةَ فشل مؤامرة التهجير
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
يمانيون../
أظهر سُقُوطُ تهديدات ترامب بشأن إنهاء وقف إطلاق النار في غزة يوم السبت، خواءَ استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة الرامية لفرض مخطّطاتها بواسطة العنتريات والتلويحِ بالقوة، في مقابل نجاح المقاومة الفلسطينية في فرض شروطها وإجبار العدوّ الصهيوني على الالتزام بها، وهو مشهد ينطبق أَيْـضًا على مؤامرة التهجير التي تسعى إدارة ترامب إلى فرضها كأمر واقع من خلال نفس الاستراتيجية.
إتمام عملية تبادل الأسرى، يوم السبت، مثَّل محطةً جديدةً من محطات انتصار المقاومة الفلسطينية على إرادَة العدوّ وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، حَيثُ كان العدوُّ قد حاول أن يضعَ المقاومة تحتَ الضغطِ، من خلال رفض تنفيذ التزاماته المتعلقة بدخول معدات الإسكان والمساعدات إلى قطاع غزة، وهو الأمر الذي ردَّت عليه المقاومةُ وبشجاعة واضحة بالإعلان عن تعليق عمليات التبادل، لتصنع بذلك ضغطًا معاكسًا حاول الرئيسُ الأمريكي ترامب أن يتجاوَزَه، من خلال التهديد بإنهاء وقف إطلاق النار إذَا لم يتم التبادل في موعده، لكن ذلك لم يزعزع إرادَة المقاومة التي أفضت في النهاية إلى إجبار العدوّ على تنفيذ الالتزامات ليتم إجراء التبادل؛ ما عكس بوضوح عجز التهديدات الأمريكية عن إخراج العدوّ من حالة الهزيمة والخضوع لشروط المقاومة.
هذه الجولة المقتضبة من الصدام والتي أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية استمرار قدرتها على فرض الشروط وإجبار العدوّ الصهيوني على النزول عن الشجرة في النهاية، عكست أَيْـضًا مصير مؤامرة التهجير التي يحاول العدوّ برعاية الولايات المتحدة الأمريكية فرضها كأمر واقع من خلال نفس الأساليب، وهي التهديد والضغط والتلويح بالقوة، وقد وجَّهت المقاومةُ هذه الرسالةَ بوضوح من خلال مراسمِ عملية التبادل يوم السبت، والتي برز فيها عنوانُ “لا هجرة إلا إلى القدس”.
وفي الوقت الذي يعلق فيه العدوّ آماله على “البلطجة” الأمريكية في فرض مخطّط التهجير على الدول العربية التي لم ترق مواقفها حتى الآن إلى المستوى المطلوب من القوة والفاعلية، برغم الرفض الواضح للمخطّط، فَــإنَّ “الهشاشة” العربية في هذه المسألة لا تعطي في الواقع أي دليل حقيقي على إمْكَانية تطبيق مؤامرة التهجير، فحتى لو وافقت هذه الدول، وهو أمر لا يزال متعسرًا، فَــإنَّ المضي في تنفيذ الخطة سيصطدم بصلابة موقف الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، بالإضافة إلى موقف جبهات الإسناد، والتي تقدمتها اليمن في تأكيد استعدادها للتدخل العسكري الفوري ضد العدوّ والولايات المتحدة معًا؛ الأمر الذي سيعيد العدوّ إلى نفس المربع الذي لم يجد منه مخرجًا إلا بالموافقة على شروط المقاومة، وبالتالي فَــإنَّ كُـلّ ما تفعله جبهة العدوّ الآن في سياق خطة التهجير لا يتضمن في الواقع أي أمل حقيقي للنجاح.
وفيما تعلق تحليلات العدوّ الآمال على أنه سيكون أكثر قدرة على التصرف بعدوانية أكبر ضد غزة بعد إنهاء تبادل الأسرى، وبالتالي سيتمكن من تحقيق أهدافه في تهجير الفلسطينيين، فَــإنَّ هذا الآمال في الحقيقة ليست معلقة إلا على كذبة أن العدوّ لم يتصرف بعدوانية كافية خلال الجولة الماضية وأنه كان “مقيَّدًا” بالحرص على حياة الأسرى، وهو أمر لا يشير إلا خواء جعبة آمال العدوّ إلى حَــدّ التعلق بأوهام واضحة لتجاوز الشعور المرير بالهزيمة، فجيش العدوّ لم يدخر في الحقيقة أي جهد لإبادة الفلسطينيين وتحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة بالمطلق، وهو أقصى ما يمكن الذهاب إليه في خيارات العدوان، وقد تضمن ذلك تعمد قتل العديد من الأسرى الصهاينة بغارات جوية، وفق اعتراف وزير الحرب السابق غالانت نفسه، وبالتالي فَــإنَّ التعويل على تطبيق خطة التهجير من خلال القوة، ليس إلا نسخة جديدة من الأهداف التي وضعها العدوّ لنفسه في بداية معركة طوفان الأقصى، والمتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة، والتي لم تكن غير قابلة للتحقّق فحسب، بل تحولت مع مرور الوقت إلى عبء على جيش العدوّ وقيادته السياسية، بفعل صمود المقاومة وحاضنتها الشعبيّة وفاعلية جبهات الإسناد الإقليمية.
وبالتالي فَــإنَّ الجهودَ الأمريكيةَ التي يعوِّلُ عليها العدوُّ لا تزالُ تدورُ خارجَ المساحة الأَسَاسية للهدف؛ لأَنَّ إقناع الدول العربية أَو ابتزازها والضغط عليها لقبول مخطّط التهجير، على خطورته، لن يشكل فرقًا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ، إذ لن تستطيع الأنظمة العربية الضغط على المقاومة الفلسطينية لقبول الجريمة مهما فعلت، وَإذَا حاولت أن تتمادى في مساعيها فستجد نفسها في مواجهة مع الشعب الفلسطيني ومع شعوبها، وهو وضع تعرف هذه الأنظمة جيِّدًا أن الدعم الأمريكي لن ينقذها منه، بل إنه سيجعلها أكثر عرضة للابتزاز بما يساهم في زيادة حدة الاصطدام مع القضية الفلسطينية وتوسيع تأثيراته.
وبالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم في مواجهة جريمة التهجير، والإعلان الحازم من جانب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي مؤخّرًا عن الجاهزية للتدخل العسكري بكل ما هو متاح، لم يكن مُجَـرّد دعم معنوي، بل دفعٌ حقيقيٌّ للجبهة اليمنية إلى قلب الصراع مع العدوّ بما يتجاوز حتى مستويات الإسناد خلال الجولة السابقة التي أثبتت فيها هذه الجبهة قدرتها على فرض معادلات استراتيجية مؤثرة تواكب كُـلّ التفاصيل وتضاعف قوة موقف المقاومة الفلسطينية في الميدان وعلى طاولة التفاوض معًا.
وسيكونُ العدوُّ مخطئًا إن عَوَّلَ على “تحجيم” تأثير تدخل الجبهة اليمنية في مواجهة جريمة التهجير، وإبقائه عن مستوى معين، فقد فشلت هذه الاستراتيجية بشكل فاضح خلال الجولة السابقة وكان من نتائجها الصادمة هزيمة تأريخية غير مسبوقة للبحرية الأمريكية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استمر تصاعد شدة وكثافة العمليات اليمنية حتى أصبحت مأزقًا استراتيجيًّا خانقًا للمؤسّسة الأمنية والدفاعية والاقتصادية في كيان العدوّ، وكابوسًا يوميًّا لأكثَرَ من 5 ملايين مستوطن، وَإذَا كان التدخل الجديد سيبدأ من حَيثُ انتهت عمليات الإسناد في الجولة السابقة فَــإنَّ التحدِّيَّ سيكونُ أكثَرَ صُعوبةً وتعقيدًا وخطورةً مما يظن العدوّ.
ولا يمكن للعدو أن يضمَنَ أن الهزةَ التي ستُحدِثُها محاولتَه لتنفيذ جريمة التهجير، والتدخل اليمني المساند لمواجهتها، لن تسفر عن توسع نطاق النيران إلى جبهات إسناد أُخرى، بالنظر إلى خطورة الجريمة وتداعياتها على المنطقة بأكملها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة مؤامرة التهجیر من خلال ف ــإن
إقرأ أيضاً:
إطلاق نحو 2000 أسير فلسطيني في أكبر صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة والعدو الاسرائيلي
الثورة نت /..
عمّت البهجة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، عقب الإفراج، اليوم الاثنين، عن قرابة ألفي أسير فلسطيني من سجون العدو الإسرائيلي، في أكبر صفقة تبادل للأسرى أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع العدو بعد عامين من جريمة الإبادة الجماعية، التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني في قطاع غزة.
لم تشهد المُدن والبلدات الفلسطينية احتفالات علنية بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، أو فعاليات خاصة بإطلاق أسرى الكيان الصهيوني، بعكس صفقات تبادل الأسرى السابقة. وعلى الرغم من ذلك فرض الفرح الفلسطيني نفسه من خلال ما عبّرت عنه شوارع المدن و البلدات.
الأسرى الصهاينة
تسلم العدو الصهيوني اليوم آخر 20 أسير حي من أسراه لدى المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى تسلمه جثامين أربعة أسرى صهاينة.
ففي الساعة الثامنة من صباح اليوم، سلّمت المقاومة سبعة أسرى صهاينة داخل مبنى مغلق في مدينة غزة حُدد موقعه سرا، حيث دخلت سيارات الصليب الأحمر الدولي المبنى عبر بوابة أُغلقت فوراً، وسط انتشار لعناصر من “كتائب القسام” بلباس أسود وأسلحة رشاشة، فيما تجمّع مواطنون فلسطينيون أمام المكان بعد انكشاف موقع التسليم.
عقب ذلك توجهت سيارات الصليب الأحمر إلى نقطة متفق عليها مع العدو الإسرائيلي، حيث نُقل الأسرى إلى قاعدة “رعيم”.
وفي خان يونس، سلّمت المقاومة الفلسطينية 13 أسيرا آخرين للصليب الأحمر داخل حقل زراعي، قبل أن يتم تسليمهم إلى جيش العدو الإسرائيلي.
ومساء اليوم أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تسليم جثامين أربعة أسرى صهاينة في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى.
الأسرى الفلسطينيون
على صعيد الأسرى الفلسطينيين، تحرر اليوم الاثنين، من سجون العدو الإسرائيلي 1968 أسيراً فلسطينياً، متمثلين في : 250 من المحكومين بالمؤبد، بما فيهم المحكومون بأحكامٍ عالية أو المتوقع الحكم عليهم بالسجن المؤبد، و1718 من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر2023، وذلك استنادا لما تم الإعلان عنه ضمن القوائم التي نشرت رسيماً، في إطار اتفاق إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخراً.
ومن بين الأسرى، جرى نقل 154 أسيراً مبعداً إلى جمهورية مصر العربية لإتمام إجراءات الإفراج عنهم ضمن تنفيذ صفقة التبادل، وفق مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين.
وفيما استقبلت مدينة رام الله في الضفة الغربية، عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين، استقبل آلاف الفلسطينيين في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مساء اليوم الاثنين، عددا كبير من الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل مع العدو الإسرائيلي.
حيث وصل الأسرى على دفعات إلى مدينة خان يونس على متن باصات تابعة للصليب الأحمر الدولي.
الصفقة الثالثة منذ بدء الإبادة
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، اليوم، أن صفقة تبادل الأسرى هذه، تُعد الثالثة منذ بداية جريمة الإبادة، حيث تحرر في نوفمبر 2023، عدد 240 أسيراً وأسيرة على عدة دفعات، ويناير، وفبراير الماضيين 1777 أسيراً على مراحل متتالية، ليبلغ بذلك مجموع من تحرروا في الصفقات الثلاث منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة 3985 أسيراً وأسيرة من مختلف الفئات.
ووفقاً للبيان، فقد استُشهد داخل سجون العدو ومعسكراته ما لا يقل عن 78 أسيراً ومعتقلاً نتيجة لهذه الجرائم، فيما لا يزال عدد من الشهداء رهن الإخفاء القسري، لتُعدّ هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.
وبعد تنفيذ صفقة التبادل اليوم، يُقدّر عدد الأسرى الفلسطينيين المتبقين في سجون العدو الإسرائيلي بأكثر من 9100 أسير، وهم فقط من يُحتجزون في السجون المركزية، في حين لا يزال المئات محتجزين في معسكرات تابعة لجيش العدو.
وبلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات 52 أسيرة بعد الإفراج عن الأسيرتين مرفت سرحان وسهام أبو سالم، إضافة إلى نحو 400 طفل لا يزالون قيد الاعتقال.
وجددت هيئة الأسرى ونادي الأسير مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، التدخل بشكل جدي، ووقف حالة العجر التي لم يسبق لها مثيل طوال هذه الحرب، لوقف وجه آخر من أوجه الإبادة في سجون العدو الإسرائيلي، والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الأسرى والمعتقلين، وإنهاء جريمة الإخفاء القسري بحقّ العديد من معتقلي غزة، والإفراج عنهم فوراً.
تعذيب ووحشية
و”أوضحت الصور والمشاهد التي خرج بها الأسرى الفلسطينيين المحررون اليوم مدى التعذيب الذي تعرضوا له في سجون العدو الصهيوني، ما يمثل دليلاً جديداً على التوحش والإجرام الذي ما زال يُمارس بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون العدو ومعسكراته”.
وظهر على العديد من الأسرى، ولا سيما من أسرى قطاع غزة، آثار واضحة للتعذيب الجسدي والنفسي، فيما وثقت هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسيطنيان حالات تنكيل حتى اللحظات الأخيرة من الإفراج عنهم.
ولم يقتصر القمع على الأسرى أنفسهم، بل امتد إلى عائلاتهم في الضفة الغربية والقدس، حيث تعرضت لحملات ترهيب وتهديد منظمة، هدفت إلى منعها من تنظيم أي مظاهر احتفال أو الظهور في وسائل الإعلام.
فيما سجّلت المؤسسات الحقوقية ما لا يقل عن 70 حالة اعتقال في صفوف المحررين من الصفقات السابقة، أفرج عن بعضهم لاحقاً فيما لا يزال آخرون رهن الاعتقال.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة، يواجه الأسرى في سجون الاحتلال ومعسكراته سلسلة من الجرائم الممنهجة التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أبرزها: التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع الممنهج، والحرمان من العلاج والرعاية الطبية، وفرض ظروف أدت إلى تفشي الأمراض والأوبئة، والعزل الجماعي، وسياسات السلب والحرمان التي طالت مختلف جوانب الحياة الاعتقالية.
تنكيل حتى آخر لحظة
وفي هذا السياق، أكدَّ الأسير الفلسطيني المحرر، كمال أبو شنب، أن سلطات العدو الإسرائيلي تعمدت التنكيل بالأسرى حتى آخر لحظة قبيل الإفراج عنهم.
وقال “أبو شنب” البالغ من العمر 58 عاما، وهو من أبناء مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، إن “الوضع في السجون صعب جدا، عذاب وقهر وذل وخوف”.
وأضاف: “كل شيء سيئ يعيشه الأسرى الفلسطينيون، الوضع في السجون لا يوصف”.
وأشار إلى آثار قيود على قدميه ويديه، وقال أبو شنب لوكالة الأناضول، إن “مصلحة السجون “الإسرائيلية” تركت الأسرى المنوي الإفراج عنهم مكبلي اليدين والقدمين على الحصى لأكثر من 6 ساعات.
وتابع أبو شنب، الذي كان محكوماً بالسجن 3 مؤبدات أمضى منها 15 عاما بالسجن: “كنا نسمع الجنود يقولون: كيف لهم (الأسرى) يتحملون هذا الوضع وما هي القدرة التي لديهم؟”.
وأكمل: “الأسرى تعرضوا للإهانات والعذاب. كل شيء فعلوه بالأسرى”.
تهديدات بالاعتقال مرة أخرى
وفي تصريح مماثل، وصف الفلسطيني المحرر سامي فتيلة، وضع الأسرى في سجون الكيان الإسرائيلي بـ”صعب للغاية”، مشيرا إلى أن المخابرات “الإسرائيلية” هددت المفرج عنهم بالاعتقال الإداري (دون توجيه تهمة).
وتابع: “نعيش اليوم شعورا لا يوصف وسط استقبال جماهيري كبير هنا في رام الله” وسط الضفة الغربية المحتلة.
وعن إطلاق سراحهم قال فتيلة ،الذي كان معتقلا منذ العام 2003 ومحكوما بالسجن مدى الحياة: “أُبقينا مكبلين حتى اللحظات الأخيرة. الوضع صعب للغاية”.
وأردف: “نتحدث بحذر شديد، فكل كلمة مسجلة علينا، تم تهديدنا من قبل المخابرات بالاعتقال الإداري على أبسط الأشياء”.
التجويع يقتل الأسرى
وكشف الأسير الفلسطيني المحرر ، سامح حلبية، أن التجويع الذي يمارسه العدو الإسرائيلي في سجونه منذ بدء الإبادة الجماعية بقطاع غزة يقتل الأسرى الفلسطينيين ببطء، مبينا أنه خسر 40 كيلوغراما من وزنه.
وأكد حلبية الذي أمضى 10 سنوات في سجون العدو، في حديث لوكالة الأناضول، أن “الوضع في السجون صعب للغاية”.
وذكر أن “الأسرى جميعهم ينتظرون الإفراج عنهم، (لكنهم) لا يعرفون ما يجري خارج السجن”.
وعن عملية إطلاق سراحه، قال حلبية، الذي كان محكوما بالسجن 35 عاما، إن السلطات “الإسرائيلية” نقلته من معتقله دون معرفة السبب، وأمس الأحد فقط علم أنه مفرج عنه.
وبالنسبة لوضعه الصحي، شدد على أن “الوضع صعب، باختصار منذ عامين لم نشبع، الجوع يقتل الأسرى”.
وأفاد حلبية، وهو من بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، بأنه خرج من السجن بوزن دون 60 كغم، بعد أن خسر نحو 40 كغم.
حدث عالمي
أما الأسير المحرر عبدالناصر عيسى، فأكد أن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع العدو الصهيوني تمثل حدثًا سياسيًا عالميًا بارزًا، فرضه صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في قطاع غزة.
وقال عيسى، لوكالة “سند” للأنباء، أن هذا الإنجاز أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضعها مجددًا على سلم أولويات العالم، بعد أن فشل رئيس وزراء الكيان الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه المعلنة للقضاء على المقاومة، واضطر في نهاية المطاف للتوقيع على الاتفاق الذي أُفرج بموجبه عن أسرى الكيان أيضاً.