يُعد تخزين الخضروات في الفريزر إحدى الطرق الشائعة للحفاظ على الطعام لفترة أطول، ولكن كثيرًا ما يتساءل البعض: هل تؤثر عملية التجميد على القيمة الغذائية لهذه الخضروات؟ وهل تفقد الخضروات فوائدها الصحية بعد مرور فترة من تخزينها في الفريزر؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون مفاجئة للكثيرين.

هل تفقد الخضروات قيمتها الغذائية بعد التجميد؟

في هذا المقال، سنكشف لك عن الحقائق المتعلقة بتخزين الخضروات في الفريزر، ونوضح ما إذا كان التجميد يؤدي إلى تدهور القيمة الغذائية للغذاء، وكيفية الحفاظ على فوائد الخضروات خلال التخزين، وفقا لما نشره موقع إكسبريس.

كيف يؤثر التجميد على الخضروات؟

التجميد هو طريقة فعّالة لحفظ الطعام لفترة طويلة. عندما يتم تجميد الخضروات بشكل صحيح، فإنها تحتفظ بجزء كبير من قيمتها الغذائية، ولكن هناك بعض التغيرات التي قد تحدث. عملية التجميد تتسبب في تغيير بنية الخلايا في الخضروات بسبب البلورات الجليدية التي تتكون داخلها، ولكن هذا التغيير لا يعني بالضرورة فقدان القيمة الغذائية.

العديد من الدراسات تشير إلى أن معظم العناصر الغذائية، مثل الفيتامينات والمعادن، تظل سليمة في الخضروات المجمدة، حتى بعد تخزينها لفترات طويلة. ومع ذلك، قد يتم فقدان بعض الفيتامينات الحساسة مثل فيتامين C وفيتامين B بشكل طفيف نتيجة التعرض للحرارة أثناء عملية التحضير قبل التجميد، ولكن هذا الفقد ضئيل جدًا مقارنة بالفوائد التي تحافظ عليها هذه الطريقة.

ما هي الخضروات التي تحتفظ بقيمتها الغذائية أكثر بعد التجميد؟

في الواقع، لا تتأثر جميع الخضروات بنفس القدر من التجميد. بعضها يمكنه الاحتفاظ بقيمته الغذائية بشكل أفضل من الآخر.

الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب قد تفقد بعض العناصر الغذائية بعد التجميد، خصوصًا فيتامين C، ولكنها لا تزال تحتوي على معادن هامة مثل الحديد والمغنيسيوم.
الجزر، البازلاء، والفاصوليا من بين الخضروات التي تحتفظ بمعظم فوائدها الصحية بعد التجميد، وذلك لأنها تحتوي على كميات جيدة من الألياف والمعادن التي لا تتأثر بالتجميد بشكل كبير.
الذرة، على الرغم من أنها قد تخسر بعض فيتامين C، إلا أن التجميد يحافظ على مضادات الأكسدة المهمة مثل البيتا كاروتين و الليكوبين.


ما هو تأثير التجميد على الفيتامينات والمعادن؟

من المعروف أن بعض الفيتامينات مثل فيتامين C و فيتامين B (وخاصة الفولات) حساسة للحرارة والضوء، لكن هذا لا يعني أنها تختفي بالكامل بعد التجميد. في الواقع، تكون معظم الخضروات المجمدة قد تعرضت مسبقًا لتقنيات المعالجة مثل البخار قبل التجميد، وهي تساعد في الحفاظ على العناصر الغذائية.
إحدى الدراسات أظهرت أن الخضروات المجمدة تحتوي على نفس كمية الفيتامينات تقريبًا التي تحتوي عليها الخضروات الطازجة في البداية، حيث يمكن الحفاظ على أكثر من 80% من الفيتامينات الموجودة بها بعد عملية التجميد. هذا يعني أن الخضروات المجمدة لا تفقد بشكل كبير العناصر المغذية الضرورية للصحة.

التأثيرات على الألياف ومضادات الأكسدة

من الجوانب الإيجابية التي تجلبها عملية التجميد هي الحفاظ على الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات، التي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي. الألياف تبقى سليمة رغم عملية التجميد، مما يعني أن تناول الخضروات المجمدة يمكن أن يوفر نفس الفوائد الصحية المتعلقة بالألياف كما هو الحال مع الخضروات الطازجة.
أما بالنسبة لمضادات الأكسدة، مثل الليكوبين و البيتا كاروتين، فيعتبر التجميد وسيلة فعّالة للحفاظ على هذه المركبات. هذه المركبات تعتبر مهمة للحفاظ على صحة القلب وتعزيز المناعة.

كيف نساعد على الحفاظ على القيمة الغذائية أثناء التجميد؟

من أجل ضمان الحفاظ على القيمة الغذائية في الخضروات المجمدة، يجب اتباع بعض النصائح البسيطة:

التجميد بسرعة: يعد تجميد الخضروات بسرعة بعد حصادها أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على قيمتها الغذائية.
التخزين في عبوات محكمة الإغلاق: يساعد التخزين في أكياس أو حاويات محكمة الإغلاق على منع دخول الهواء والرطوبة، مما يحافظ على الطعام لفترة أطول ويقلل من فقدان العناصر الغذائية.
التحضير قبل التجميد: من الأفضل أن يتم تحضير الخضروات مثل الغسيل والفرم قبل التجميد. كما أن بعض الخضروات مثل الفاصوليا الخضراء والبروكلي تستفيد من عملية البخار القصير قبل التجميد، مما يساعد على الحفاظ على الفيتامينات والمعادن بشكل أكبر.

هل يستحق التجميد الخوف؟

بناءً على ما تم ذكره، يمكن القول إن الخضروات المجمدة هي خيار غذائي ممتاز وسهل ومغذٍ، ويجب ألا تشعر بالقلق بشأن فقدان القيمة الغذائية أثناء التجميد. في الواقع، لا يعاني معظم الخضروات المجمدة من فقدان كبير في العناصر الغذائية مقارنة بالطازجة، بل يمكن أن يكون التجميد طريقة فعّالة للحفاظ على فوائدها الصحية على المدى الطويل.
من المهم أن تتذكر أن أفضل طريقة للاستفادة من جميع العناصر الغذائية هي تنويع نظامك الغذائي والحرص على تناول الخضروات من جميع الأنواع، سواء كانت طازجة أو مجمدة، مع الحرص على طرق التخزين والتحضير الصحيحة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الخضروات الفيتامينات الخضروات الورقية الفريزر العناصر الغذائية فيتامين C تخزين الخضروات فيتامين C وفيتامين B المزيد العناصر الغذائیة الخضروات المجمدة القیمة الغذائیة قیمتها الغذائیة بعد التجمید قبل التجمید فی الخضروات الحفاظ على للحفاظ على فیتامین C

إقرأ أيضاً:

المرأة والعلاقة خارج النسق .. قراءة في الأسطورة سليمة بنت غفيل بين الحقيقة والوهم المتخيل

عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء والآن ناشرون وموزعون، صدر للأديبة الشاعرة الأكاديمية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، كتابا بعنوان «الأسطورة سليمة بنت غفـيل بين الحقيقة والوهم المتخيل». تحوي الطبعة الأولى للكتاب 2024م (مقدمة، كلمة شكر وعرفان، وتمهيد، وفصلان: الفصل الأول (أماكن وجود الميدان)، والفصل الثاني (من هي بنت غفـيل سليمة المسكرية؟)، الخلاصة، الختام، فقائمة بالمصادر والمراجع، فالسيرة الذاتية للباحثة.

يتضمن الفصل الثاني أربعين صفحة، إذا ما قورن بعدد صفحات الفصل الأول البالغة أربعة وعشرين صفحة.

خطاب الحب لدى سليمة بنت غفـيل وشاعرات الهامش حين يخرج صوت امرأة من بيئة تقليدية محافظة ليعترف بحبٍ لم يكن داخل مؤسسة الزواج، بل فـي علاقة حرّة «غير مرخّصة» اجتماعيًا، فإننا أمام خطاب أدبي يتقاطع فـيه الوجد الشخصي والتمرد الثقافـي، ويتكثف فـي نصوص شفوية أو منسوبة لشخصيات غامضة مثل سليمة بنت غفـيل، الشاعرة العُمانية التي لا نعرف من حياتها إلا ما جاء على ألسنة الرواة.

سليمة بنت غفـيل، كما يشير أحد الحافظين لشعرها، أحبت شاعرًا نبطيا وساكنته، لأنه كان صاحبها لا زوجها. هذه العبارة البسيطة تحمل دلالات صادمة حين تُقرأ فـي إطار مجتمع يُعرف عنه التمسك بالعادات الصارمة، والتحفظ على العلاقة بين الجنسين. غير أن هذا «الخرق» لا ينبغي قراءته كقصة عاطفـية خارجة عن المألوف فحسب، بل كتمثيل لموقع المرأة فـي الثقافات الشفهية، ولقدرتها على إنتاج خطاب عاطفـي مقاوم، وإن ظل مهمشًا.

إننا هنا بإزاء ما يمكن تسميته بـ«أدب النساء المهمشات»، حيث تتحدث المرأة من موقع اللاسلطة، لكنها تنتج معنىً مختلفًا، مقلقًا للنسق، وراسخًا فـي الذاكرة الجمعية رغم كل محاولات التعتيم أو النسيان.

فـي المجتمعات الشفهية كالتي خرجت منها سليمة، لم تكن المرأة تملك أدوات التوثيق، لكنها كانت تملك القصيدة والمجلس واللحن، وهي أدوات كانت تتيح لها أن تعبر عن ذاتها، عن رغبتها، عن حنينها، وربما حتى عن تجاوزاتها، ولكن تحت غطاء شعري يسمح بالتمويه والتجلي معًا.

ولذلك، فإن العلاقة بين سليمة وصاحبها، كما وردت فـي الرواية، قد تكون واقعية كما قد تكون رمزية، تمثّل انحيازًا شعريًا إلى الحلم أكثر من التوثيق، لكن هذا لا يقلل من دلالتها: فسواء عاشت سليمة تلك العلاقة بالفعل، أو نُسبت إليها لتجسّد دور «الأنثى الجريئة»، فإننا نقرأ فـي هذا الموقف صيغة من التحرر الرمزي الذي تقترحه القصيدة الشعبية فـي مواجهة السلطة الاجتماعية.

هذا التوتر بين «الاعتراف» و«الكتمان»، بين «الرغبة» و«الضبط»، هو ما يجعل شعر النساء المهمشات، وفـي مقدمته الشعر الشعبي النسائي، وثيقة مزدوجة: فهي من جهة تحمل التجربة الصادقة، ومن جهة أخرى تمارس مكرًا لغويًا لتفادي القمع أو الوصم.

ولسليمة شبيهات كثيرات فـي التراث، وإن كنّ مجهولات. فـي المرويات الشفهية للنساء البدويات فـي نجد والحجاز، نجد قصائد تُنسب إلى نساء مجهولات الأسماء، يعبّرن فـيها عن حب لحبيب غائب، أو حنين لرجل لم يكن زوجًا: «يا راكبٍ عقب المطر فـي ظلاله سلّم على اللي ما نصيب فاله» فـي هذا البيت مثلًا، تتحدث المرأة إلى مسافر بعيد، وتستحضر ذكرى عاطفـية دون رابط شرعي. هذه القصائد لم تُستنكر شعبيًا كما قد يُتوقع، بل تداولتها المجالس، ما يعني أن المجتمع، رغم صرامته الظاهرة، كان يملك فضاءً «رماديًا» يسمح فـيه للمرأة أن تبوح، إذا كان البوح مغلفًا بالشعر.

وفـي الثقافة اليونانية القديمة، تقدم لنا سافو، الشاعرة من جزيرة لسبوس، مثالًا مشابهًا. فقد كتبت عن حب النساء، وعن الشغف الصريح، دون أن يكون لذلك إطار اجتماعي مألوف. وعلى الرغم من مرور قرون، لم يُعرف على وجه الدقة هل كانت علاقاتها حقيقية أم خيالية، لكن المهم أن صوتها الشعري نجا، وشكّل فـي ذاته اعترافًا بالحساسية الأنثوية المستقلة.

فـي الحالتين ــ سافو وسليمة ــ نجد أن الأسطورة تقوم بدور الحافظة، حينما تعجز الكتابة الرسمية عن الاحتفاظ بالسيرة الكاملة. فالغموض الذي يلف حياة سليمة، والتضارب فـي الروايات، ليس عيبًا فـي التوثيق بقدر ما هو جزء من آلية الحفظ الشفهي، حيث يُعاد إنتاج الشاعرة بما يتناسب مع حاجات الجماعة، وتصوراتها عن «المرأة الحرة»، ولو فـي ظل الغياب التاريخي.

ومن هنا، فإن العلاقة بين سليمة وصاحبها ــ التي وُصفت بـ«المساكنة» ــ يمكن أن تُقرأ بوصفها إعادة تمثيل شعري لمطلب الحب غير المشروط، وغير المؤطر بسلطة المجتمع، وهو ما يجعل هذا الأدب مهمًا فـي كشف الهامش، لا بوصفه انحرافًا، بل بوصفه بُعدًا آخر فـي فهم الذات والحرية والعاطفة لدى المرأة.

إن أدب النساء المهمشات لا ينتمي فقط إلى الظل، بل ينتمي إلى المسكوت عنه، إلى ما يُقال همسًا ويُردد سرًا، لكنه ينجو دائمًا بالشعر. وهذا ما يجعل دراسة شعر سليمة بنت غفـيل وسيرتها (أو أسطورتها) أكثر من مجرد بحث أدبي، بل هو كشف لطبقات كامنة فـي التاريخ العاطفـي للمرأة العربية، حيث الحكاية لا تنفصل عن القصيدة، والقصيدة لا تنفصل عن الجرح.

فـي النهاية، يهمنا أن نُعيد التفكير فـي مفهوم «المهمّش»، لا كشيء ثانوي أو زائد، بل كنافذة أخرى على الحقيقة، وعلى ما لم يشأ المجتمع أن يسمعه، لكنه تسلل إليه من خلال بيتٍ شعري، أو نغمةٍ حزينة، أو امرأة مثل سليمة، لم يُعرف عنها شيء ــ إلا أنها قالت: أنا أحببته ــ وسكنت معه.

مقالات مشابهة

  • قضايا قيمتها 12 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربات متتالية ضد تجار العملة الأجنبية
  • أسباب طبية ونفسية وراء سرعة ضربات القلب المفاجئة.. متى تستدعي القلق؟
  • المرأة والعلاقة خارج النسق .. قراءة في الأسطورة سليمة بنت غفيل بين الحقيقة والوهم المتخيل
  • بريطانيا تهدد بمقاضاة أبراموفيتش للإفراج عن أموال بيع تشيلسي المجمدة
  • اللحوم المستوردة تكتسح السوق مع دخول عيد الأضحى 2025
  • مواجهة جديدة في ليبيا بين البرلمان و الناتو / رفاعي عنكوش
  • أبرزها الرياضة.. «النمر»: 6 عادات صحية يحبها القلب
  • ما تفسير حلم المرأة المتزوجة تلد وهي في الحقيقة غير حامل؟
  • فى ذكرى ميلاده.. قصة وفاة المخرج حاتم علي المفاجئة ومسيرته الفنية
  • هل تنكشف الحقيقة في الانتخابات النيابية؟