18 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: مع الاستقرار السياسي والأمني الذي يعيشه العراق، لم يعد للقوى المناهضة للنظام السياسي سوى محاولة إشعال الشارع عبر استغلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وانتهت مرحلة داعش، وأدرك من راهنوا على مشروعه أن الرهان كان خاسرًا، لكن وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لم تتوقف عن الترويج لدعوات تثوير الشارع تحت عناوين مختلفة، في مقدمتها البطالة وغياب فرص العمل.

وحذر رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، من مغبة استخدام التظاهرات كأداة ابتزاز سياسي واقتصادي، مؤكدًا أن تحويل المتظاهرين إلى “بندقية للإيجار” يعد خطرًا يهدد استقرار البلاد.

وأكد الحكيم أن العراق يمر بحالة استقرار غير مسبوقة على المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية، داعيًا إلى المقارنة بين الماضي والحاضر لاستخلاص النتائج، مشددًا على ضرورة دعم الحكومات المحلية باعتبارها ركنًا أساسيًا في ترسيخ العدالة الاجتماعية.

ورغم الجهود الحكومية في توفير الوظائف، تبقى مشكلة البطالة هاجسًا يؤرق شريحة واسعة من الشباب، حيث لا يمكن للحكومة الاستمرار في التعيينات إلى الأبد بسبب الضغط المالي الكبير الذي تفرضه الرواتب على الموازنة العامة.

ولم تعد مشكلات البنية التحتية هي الأزمة الأبرز، فقد شهدت المدن العراقية تحسنًا ملحوظًا في هذا الجانب، لكن مشكلة الفساد لا تزال تشكل تهديدًا رئيسيًا، إذ يمكن أن تصبح ورقة رابحة لمن يسعون إلى تأجيج الشارع.

وتفيد تحليلات ان الحل يكمن في تعزيز الاستثمار الصناعي والزراعي لاستيعاب الأيدي العاملة وتقليل نسب البطالة، مع التشديد على ضرورة القضاء على الفساد، حيث إن تقليص الفوارق الطبقية وفرض العدالة الاجتماعية سيقودان إلى إحباط محاولات استغلال الغضب الشعبي لأغراض سياسية.

و مع تراجع تأثير الورقة الطائفية نتيجة السياسات المتبعة في ترسيخ مفهوم المواطنة وعدم الإقصاء، وجدت بعض الأطراف أن تأجيج الأوضاع من خلال العناوين الاقتصادية والاجتماعية هو البديل الوحيد المتبقي.

وفي التحليل، تبدو معادلة الشارع العراقي أكثر تعقيدًا مما يظهر على السطح. انتهت أدوات التأجيج التقليدية التي اعتمدتها بعض الجهات خلال السنوات الماضية، فبعد انحسار خطاب الطائفية وتراجع التهديدات الإرهابية، باتت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية هي المساحة المتاحة لاستقطاب الشارع. لكن الاستراتيجية التي تعتمد على تحريك الغضب الشعبي عبر هذه الملفات لن تكون فعالة على المدى الطويل، لأن الحلول الاقتصادية والتنموية كفيلة بإفراغها من مضمونها.

ولم يعد الشارع العراقي كما كان في السنوات السابقة، فالنضج السياسي لدى فئات واسعة من المجتمع جعله أكثر وعيًا بالمخططات التي تحاول استغلاله. رغم استمرار الأزمات، لم يعد بالإمكان تحريك الناس بسهولة دون وجود مبررات مقنعة، خصوصًا أن تجربة السنوات الماضية أكدت أن الفوضى لا تقدم حلولًا بقدر ما تعمّق المشكلات.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”

أكد وزير العدل حافظ الأختام لطفي بوجمعة اليوم الخميس بمناسبة الجلسة الاحتفائية لتنصيب محمد بودربالة رئيسا جديدا لمجلس قضاء الجزائر خلفا لدنيا زاد قلاتي، في إطار الحركة القضائية التي أجراها رئيس الجمهورية، المجلس الاعلى للقضاء، في رؤساء الجهات القضائية والمحاكم الادارية، أنّ الإصلاح الشامل للعدالة، يُعد من أبرز محاور البرنامج الرئاسي.

فقد أكد رئيس الجمهورية على منح العدالة كل الوسائل والأطر التي تُمكّنها من مواجهة التحديات والتطلعات التي يشهدها المجتمع الجزائري خصوصاً والعالم عموما بتحوّلاته المتسارعة والمتشعبة.
وأضاف وزير العدل، وفي خضم هذا الدعم أنَّ الجانب البشري في المجال القضائي هو العنصر الحاسم، في إنفاذ كل سياسة تطويرية جدية وهادفة، فلم يعد يقتصر دوره على إجادة العمل وتحسين نمط الخدمات، بل صار يُشكل رافدا رئيسيا من روافد التطوير والتحول إلى وتائر جديدة في الارتقاء بالعمل القضائي، بما يخدم الصالح العام.
من خلال تحسين خدماته الى مستويات تفاضلية باستمرار.

وفي ذات السياق أشار لطفي بوجمعة إلى أن أن الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع ولاسيما في السنوات الأخيرة، والتي نرى نتائجها وهي تنتقل تباعاً من حيز القول المعقود إلى حيز الفعل المشهود،يتلاحق مددها
ويتكامل ، عددها على صعيد تحقيق الإقلاع الرقمي، والعمل على بسط
وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية،
وملموسة في مجال منتهي جودة
الخدمة المرفقية.

مقالات مشابهة

  • أمانة العاصمة: حملة “بغداد أجمل الثانية” تشمل تطويراً غير مسبوق للبنى التحتية
  • توزيع رواتب المتقاعدين العراقيين لشهر آب غداً الأحد
  • ميدفيديف يفتح أدراج الحرب ويذكّر ترامب بـ”اليد الميتة”
  • متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
  • من حرية التعبير إلى “الطشة”.. الإعلام العراقي رهينة بين الديمقراطية والفوضى
  • تحذيرات تسونامي بعد أقوى زلزال منذ 2011.. ما المناطق التي يشملها؟
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • ازدواجية في فهم الحريات “العباءة نموذجاً”
  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • «دناتا» تفوز بعقد تموين متعدد السنوات مع طيران الاتحاد في «الملكة علياء الدولي»