كواليس سقوط امبراطوريات الصعيد.. من محمد منصور إلى محمد محسوب
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
ارتبط لقب "خط الصعيد" بأخطر المجرمين في محافظات الصعيد، حيث شكل هؤلاء الخارجون عن القانون عصابات مسلحة بسطت سيطرتها على القرى والمناطق الجبلية، فارضة الإتاوات وناثرة الرعب بين المواطنين على مدار السنوات الماضية.
لكن رغم السطوة المؤقتة التي امتلكها كل منهم، انتهت رحلتهم إما بالإعدام أو القتل في مواجهات دامية مع قوات الأمن، لتتلاشى خرافة "الخط" التي استمرت لعقود طويلة.
جاءت النهاية الأخيرة لهذا اللقب مع مقتل محمد محسوب، المعروف بـ"خط الصعيد الجديد"، في مواجهة عنيفة مع قوات الأمن في ساحل سليم بمحافظة أسيوط، بعد مطاردة استمرت 48 ساعة.
أبرز من حملوا هذا اللقب بدءًا من محمد منصور وصولًا إلى محسوب، وكيف نجحت الأجهزة الأمنية في إنهاء أسطورتهم.
محمد منصور.. البداية الحقيقية للقب "خط الصعيد"يعد محمد منصور أول من أطلق عليه هذا اللقب، حيث وُلد عام 1907 في قرية درنكة بمحافظة أسيوط، وبدأ مشواره الإجرامي بعد تورطه في ثأر دموي ومع الوقت، كوّن عصابة مسلحة لجأت إلى الجبال وفرضت سطوتها على القرى، من خلال فرض الإتاوات وتنفيذ جرائم القتل العمد والسرقة بالإكراه.
استمرت جرائمه لعقود، حتى نجحت قوات الأمن في القضاء عليه خلال مواجهة مسلحة عام 1947، ليكون أول من أسس لهذا اللقب في التاريخ الإجرامي للصعيد.
نوفل سعد.. خط الثمانينيات الداميفي محافظة قنا، برز اسم نوفل سعد الدين خلال الثمانينيات، بعدما فقد والده وشقيقه وعمه وأبناء عمه في صراع ثأري عام 1979.
تحول نوفل إلى زعيم عصابة مسلحة تورطت في تجارة السلاح والمخدرات، والقتل، والخطف، والابتزاز، كما فرض سيطرته على الطرق الزراعية، فارضًا الإتاوات على التجار والمزارعين.
دامت رحلته الإجرامية لسنوات، حتى نجحت الشرطة في قتله خلال تبادل لإطلاق النار عام 2007، لينتهي أحد أكثر فصول "خط الصعيد" دموية.
عزت حنفي.. إمبراطور النخيلةبرز عزت حنفي كواحد من أخطر المجرمين في تاريخ الصعيد، حيث ولد في جزيرة النخيلة بمحافظة أسيوط، وحوّل قريته إلى حصن إجرامي
كوّن إمبراطورية ضخمة لتجارة المخدرات، واحتجز رهائن، وكان يمتلك ترسانة من الأسلحة الثقيلة مكّنته من فرض نفوذه لسنوات.
كانت نهايته خلال معركة "النخيلة" الشهيرة عام 2004، حيث حاصرت قوات الأمن الجزيرة ونجحت في القبض عليه بعد معركة استمرت يومين.
وفي عام 2006، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه، ليسدل الستار على إحدى أكثر الشخصيات الإجرامية إثارة للجدل.ي
حيى كامل "تكية".. الرعب في الألفية الجديدةفي الألفية الجديدة، حمل يحيى كامل، الشهير بـ"تكية"، راية خط الصعيد، حيث كون تنظيمًا إجراميًا يضم أكثر من 20 عنصرًا، وتورط في أكثر من 150 جريمة، شملت القتل العمد، وتجارة السلاح والمخدرات، والخطف والابتزاز.
حكم عليه بالسجن لمدة تجاوزت 300 عام، لكن مطاردته الأمنية استمرت حتى سبتمبر 2020، عندما لقي مصرعه في اشتباك مسلح مع قوات الأمن استُخدمت فيه المدرعات والقوات الخاصة، ليسقط آخر "خط" من جيل الألفية الجديدة.
محمد محسوب.. نهاية أسطورة "خط الصعيد"كان محمد محسوب آخر من حمل هذا اللقب، حيث ولد في قرية العفادرة بساحل سليم في أسيوط، وارتكب عشرات الجرائم، من بينها القتل العمد، والسرقة بالإكراه، والاتجار بالمخدرات والأسلحة.
صدر بحقه 500 حكم قضائي، بينها 44 جناية بإجمالي 191 سنة سجن، ومع ذلك ظل هاربًا لفترة طويلة، متحصنًا بعصابته المسلحة. لكن الأجهزة الأمنية، بمشاركة وحدة "البلاك كوبرا" التابعة لوزارة الداخلية، تمكنت من تحديد مكانه بعد 48 ساعة من المطاردة، وخلال اشتباك مسلح عنيف، لقي مصرعه مع 7 من مساعديه في 17 فبراير 2025، لينتهي بذلك آخر فصول أسطورة "خط الصعيد".
كيف نجحت الدولة في إنهاء الظاهرة؟رغم تمدد أسطورة "خط الصعيد" لعقود، إلا أن التطور في العمليات الأمنية، ورفع مستوى تسليح القوات، وتعزيز فرق المداهمات الخاصة، ساهم بشكل كبير في القضاء على هذه العصابات المسلحة.
تبنّت وزارة الداخلية استراتيجيات جديدة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية، والتكنولوجيا الحديثة في تعقب الخارجين عن القانون، إضافة إلى تكوين وحدات قتالية متخصصة مثل "البلاك كوبرا"، التي أثبتت فاعليتها في العمليات الكبرى.
كما أسهمت حملات التوعية في تقليص البيئة الحاضنة لهذه الظاهرة، من خلال تعزيز دور مشايخ القبائل والعائلات الكبيرة، وتقليص النزاعات الثأرية التي كانت تُغذي هذه العصابات.
منذ محمد منصور حتى محمد محسوب، ظلت خرافة "خط الصعيد" قائمة، لكنها لم تصمد أمام ضربات الدولة الحاسمة، فكلما ظهر مجرم يحمل هذا اللقب، كانت نهايته إما الإعدام أو القتل في مواجهة أمنية واليوم، مع سقوط آخر "خط"، يمكن القول إن الدولة وجهت الضربة القاضية لهذه الأسطورة التي أرعبت الصعيد لعقود طويلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصعيد محمد منصور محمد محسوب المزيد قوات الأمن محمد منصور محمد محسوب خط الصعید هذا اللقب
إقرأ أيضاً:
مصطفى منصور يتصدر تريند جوجل بعد إعلان خطوبته على الفنانة هايدي رفعت
تصدر الفنان مصطفى منصور محركات البحث على جوجل خلال الساعات الماضية، بعد احتفاله بخطبته على الفنانة الشابة هايدي رفعت مساء أمس الخميس، في أجواء رومانسية دافئة لفتت انتباه جمهور السوشيال ميديا ووسائل الإعلام.
وقد أقام الثنائي حفل خطوبتهما في أحد الأماكن المخصصة للأفراح بمنطقة المقطم، وسط حضور عائلي وعدد من أصدقائهما المقربين من داخل الوسط الفني وخارجه، وحرص العروسان على توثيق المناسبة بجلسة تصوير رومانسية باللون الأبيض، ظهرا خلالها بإطلالة ناعمة ومتناغمة قبل بدء مراسم الحفل، ما أضفى على الأجواء لمسة ساحرة نالت إعجاب الجمهور.
نجوم الفن يشاركون فرحة الثنائي
شهد الحفل حضور نخبة من نجوم الوسط الفني، الذين حرصوا على مشاركة مصطفى وهايدي فرحتهما، وكان من بين أبرز الحضور: الفنان مصطفى أبو سريع، والنجم محمد رضوان، والمطرب والممثل محمد كيلاني، والفنان تامر فرج وزوجته، بالإضافة إلى محمد صلاح آدم، عزوز عادل، محمد ناصر، زينب العبد، أحمد كشك، وغفران ممدوح، إلى جانب عدد كبير من الفنانين الشباب الذين تجمعهم علاقة صداقة بالثنائي.
قصة حب بدأت على خشبة المسرح
وجاء هذا الاحتفال بعد قصة حب دامت قرابة العام بين هايدي رفعت ومصطفى منصور، بدأت من خلال تعاونهما الفني في مسرحية "يوم عاصم جدًا" التي عُرضت في أكتوبر 2023. وخلال كواليس العرض، تطورت العلاقة بينهما لتتحول إلى مشاعر حب حقيقية، استمرت في الخفاء دون إعلان رسمي أو قراءة فاتحة، إلى أن قررا تتويج علاقتهما بإقامة حفل خطوبة رسمي شاركا فيه جمهورهم وأصدقاءهم الفرحة.
معلومات عن هايدي رفعت
هايدي رفعت تُعد واحدة من الوجوه الصاعدة في الدراما المصرية، حيث بدأت مسيرتها الفنية من على خشبة المسرح بمشاركتها في مسرحية "يوم أن قتلوا الغناء"، التي لفتت الأنظار إلى موهبتها. وبعدها، كانت انطلاقتها الدرامية من خلال اختيار الفنان أشرف عبد الباقي لها لتجسيد دور ابنته في مسلسل "عائلة زيزو" عام 2017، والذي شاركت في بطولته الفنانة نسرين أمين، ومن إخراج شيرين عادل.
ومنذ ذلك الوقت، واصلت هايدي رحلتها الفنية بثبات، وشاركت في العديد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، مما جعلها تحجز لنفسها مكانًا مميزًا بين الفنانات الشابات في الساحة الفنية المصرية.
معلومات عن مصطفى منصور
أما الفنان مصطفى منصور، فقد استطاع أن يحقق حضورًا لافتًا في أعماله الأخيرة، ونجح في كسب قاعدة جماهيرية متزايدة بفضل أدواره المتنوعة وأدائه التمثيلي المميز.