موقع 24:
2025-07-30@19:09:20 GMT

انقلاب وفوضى في واشنطن!

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

انقلاب وفوضى في واشنطن!

الفوضى التي يشهدها العالم لا تقارن بتلك التي تعيشها واشنطن، فمنذ توليه الرئاسة، يسابق ترامب الزمن لقلب كل الموازين. وهو يفاجئ واشنطن أكثر مما يفاجئ العالم، فخارج الولايات المتحدة، لم يهدد ترامب بابتلاع غزة وحدها، وإنما بتحويل كندا إلى ولاية أمريكية، وشراء غرينلاند، ثم أعلن الوقف الكامل لكل برامج هيئة المعونة الأمريكية.

 وبعد أن هدد بتعريفات جمركية على كندا والمكسيك والصين، راح يهدد «كل» دول العالم بالشيء نفسه!، والواضح أن حلفاء الولايات المتحدة هدف رئيسي للرجل قبل أعدائها، بل تأتى أوروبا في مقدمة المستهدفين، ففي مؤتمر ميونيخ، بدلاً من أن يتحدث نائب الرئيس عن تفاصيل ما كان ترامب قد أعلنه لتوه من تفاوض مع روسيا دون حضور أوكرانيا ولا حتى إخطار الحلفاء، إذا به يعطى الأوروبيين دروساً في الديمقراطية، ويعلن أن التهديد الأكبر لأوروبا لا يأتي من روسيا والصين، وإنما من تراجع الحكومات الأوروبية عن الديمقراطية وقمعهم للحريات! أما وزير الدفاع فلم يطالب الأوروبيين فقط بتولي مسؤولية الدفاع عن أنفسهم بدون أمريكا التي ستوجه جهدها لمواجهة الصين في آسيا، وإنما أعلن أن أوكرانيا لن تعود إلى حدود ما قبل الحرب ولن تنضم إلى حلف الأطلسي.

أما في الداخل، فقد وضع ترامب إيلون ماسك على رأس إدارة سماها هيئة «الفاعلية الحكومية»، هدفها الحقيقي تقويض الحكم الفيدرالي المنصوص عليه دستوريّاً عبر تحويل صلاحيات كثيرة للولايات، وطرد الآلاف من العاملين بالحكومة الفيدرالية، ثم التراجع المنظم عن مكتسبات الحقوق المدنية لكل الأقليات بدعوى استهداف المثليين والمتحولين جنسيّاً فقط، فترامب حين اختار وزيرة التعليم قال علناً إن هدفها الأول سيكون إلغاء الوزارة! ووزارة التعليم «الفيدرالية» مسؤولة عن أمرين على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للسود والأمريكيين الأصليين وذوى الأصول اللاتينية وغيرهم من الأقليات، أولهما القروض التي يحصل عليها الطلاب غير القادرين من أجل استكمال دراستهم، وثانيهما مكافحة العنصرية والتمييز على أساس العرق أو الإثنية في التعليم العام سواء ضد الطلاب أو في توظيف المدرسين. والتعليم العام له أهمية قصوى في حياة غير القادرين من البِيض والأقليات الفقيرة، الذين لا يمكنهم تحمل تكلفة التعليم الخاص، فهو لا يوفر فقط تعليماً، وإنما وجبات مدرسية، قد لا يحصل الأطفال الفقراء طوال اليوم إلا عليها، وساحات للرياضات المختلفة، فضلاً عن مساحة آمنة تحميهم من العنف والجريمة في الشوارع.
وترامب يسابق الزمن ليحقق أعلى استفادة مما صار يُعرف بـ«شهر العسل الرئاسي»، أي المائة يوم الأولى لأي إدارة جديدة، ففيها يتمتع الرئيس عادة بأعلى معدلات شعبيته، وتمنحه كافة الأطراف المساحة وحرية الحركة دون ملاحقته بالانتقادات ووقف قراراته. ومع ذلك تشهد الإدارة بالفعل تحركات مناهضة تأتي أغلبها من المؤسسة القضائية، إذ قامت أكثر من محكمة فيدرالية بوقف قرارات تنفيذية للرئيس وجدتها غير دستورية أو تمثل افتئاتاً على صلاحيات الكونغرس. ورغم أن الحزب الديمقراطي لم يفق بعد من صدمة هزائمه الانتخابية المدوية، فإن رموزاً نافذة في الحزب الجمهوري وجهت إليه فعلاً انتقادات لاذعة، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.

وفي تقديري، لن ينتظر الجمهوريون طويلاً قبل توجيه أسهمهم إلى السياسة الداخلية متى طالت مصالح دوائرهم، وهي ستطالها بالضرورة، فالعاملون بالحكومة الفيدرالية الذين يتم تسريحهم يخدم بعضهم خارج واشنطن بما في ذلك ولايات جمهورية، والتعريفات الجمركية ستطال جيب المواطن العادي. وحتى استهداف هيئة المعونة الأمريكية معناه خسارة للمزارعين، أقوى قطاعات اليمين، الذين يبيعون محاصيلهم للحكومة لتوجهها للمعونات الخارجية، والبقية تأتي!.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب

إقرأ أيضاً:

واشنطن تلوّح بالحوار… بيونغ يانغ تردّ: لا تتوقعوا تغييراً

قالت كوريا الشمالية الثلاثاء إن الولايات المتحدة يجب أن تقبل حقيقة تغير الواقع منذ الاجتماعات القمة السابقة بين البلدين، مؤكدة أن أي حوار مستقبلي لن يؤدي إلى وقف برنامجها النووي.

وأوضحت كيم يو جونغ، الشقيقة ذات النفوذ للزعيم كيم جونغ أون، أن العلاقة الشخصية بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب “ليست سيئة”، لكنها حذرت من أن محاولة واشنطن استخدام هذه العلاقة لإنهاء برنامج الأسلحة النووية ستكون مجرد “استهزاء”.

وأشارت إلى أن قدرات كوريا الشمالية كدولة نووية والبيئة الجيوسياسية قد تغيرت جذريًا منذ المحادثات الثلاث بين كيم وترمب.

من جهته، أكد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب لا يزال منفتحًا على التواصل مع كيم جونج أون بهدف التوصل إلى اتفاق حول وقف البرنامج النووي بشكل كامل.

وكان ترامب قد وصف علاقته مع كيم بالجيدة، معبراً عن رغبته في “حل النزاع مع كوريا الشمالية”.

مقالات مشابهة

  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • السودان الرجل الصالح .. والله في !
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • ترامب: أسعى إلى تسوية النزاع في قطاع غزة
  • واشنطن تلوّح بالحوار… بيونغ يانغ تردّ: لا تتوقعوا تغييراً
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • انقلاب ترامب… وإدامة مأساة غزة!!
  • حماس تكشفهم