الجزيرة:
2025-06-04@00:22:43 GMT

حقيقة انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

حقيقة انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق

بغداد- شهدت العاصمة العراقية بغداد وعدة مناطق أخرى نفوق المئات من المواشي، مما أثار جدلا واسعا وتكهنات مختلفة، وتباينت ردود الفعل بين من رأى في الأمر مؤامرة تستهدف الحكومة، وبين من اتهمها بالتقصير في أداء واجبها.

وأعلنت وزارة الزراعة عن نفوق 654 رأسا من الماشية لإصابتها بالحمى القلاعية ضمن حصيلة أولية في 4 مناطق في بغداد، وهي الوحدة، والنهروان، والفضيلية، وجرف النداف، في حين شكك مواطنون وناشطون في أن يكون هذا المرض هو السبب، منتقدين ما اعتبروه بطء الإجراءات الحكومية والوزارة في التعامل مع الأزمة.

ووجه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة تحقيقية، بخصوص ما أشيع عن إصابة الجواميس والأبقار بالحمى القلاعية، تضم عددا من المختصين في مجال الطب البيطري والثروة الحيوانية.

"مؤامرة سياسية"

كما طالب أعضاء في البرلمان العراقي بفتح تحقيق عاجل في أسباب انتشار المرض، وتقييم مدى إمكانية ارتباطه بشحنة حيوانات مستوردة تحمل فيروسا خطيرا.

الحمى القلاعية هي مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الماشية مثل الجاموس والأبقار والأغنام والماعز، بالإضافة إلى بعض الحيوانات البرية. ويسببه فيروس "إف إم دي في" (FMDV) وينتقل بسرعة بين الحيوانات من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر، وقد يؤدي إلى نفوقها، وخاصة حديثة الولادة.

إعلان

ورجح الباحث في الشأن السياسي باسل الكاظمي "نظرية المؤامرة" في دخول المواشي المصابة إلى العراق، وأن يكون ذلك مقصودا من جهات سياسية تسعى إلى إسقاط حكومة السوداني، وتأليب الشارع العراقي قبيل الانتخابات.

وقال إن مسألة الحمى القلاعية موجودة في العديد من الدول، بما فيها العربية. وأكد أن العراق يتخذ كافة التدابير اللازمة لمكافحة المرض، و"لكن البعض يتجاهل هذه الجهود ويركز فقط على الجوانب التي يمكن أن تحرج الحكومة".

ووفق الكاظمي، تبذل الحكومة العراقية، "رغم كل هذه الحملات الإعلامية المغرضة"، جهودا كبيرة لاحتواء المرض واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الثروة الحيوانية وصحة المواطنين.

من جانبها، نفت وزارة الزراعة، على لسان المتحدث الرسمي باسمها محمد الخزاعي، إصابة أي حيوان في الشحنات التي وصلت إلى البلاد بأي مرض وبائي.

وقال الخزاعي للجزيرة نت إن الحمى القلاعية تُعد من الأمراض المتوطنة في العراق منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتنشط بين فترة وأخرى كل 4 إلى 5 سنوات، إذا ما توفرت الظروف المناسبة لنشاط الفيروس.

وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة للسماح بتفريغ أي شحنة من المواشي من أي دولة، أوضح أنها إجراءات صحية بيطرية معقدة وتخضع لحجر صحي قبل تفريغها للتأكد من سلامتها، مضيفا أنها ساهمت في حماية الحيوانات في العراق من انتقال الأمراض إليها من الخارج، حيث لم يثبت إصابة أي حيوان في الشحنات التي وصلت البلاد بأي مرض وبائي.

إجراءات

وحسب الخزاعي، اتخذت الوزارة إجراءات فورية لاحتواء المرض منها:

أخذ عينات من الحيوانات المصابة. رش الحظائر. تقديم الأدوية المناسبة للحيوانات من خلال المختصين. منع نقل الحيوانات بين المحافظات ومناطق بغداد لمدة 14 يوما.

وبين أنه نتيجة لهذه القرارات، تمت محاصرة المرض الذي انتشر عند حيوانات الجاموس فقط خلال فترة بسيطة، وكانت وفياته قليلة جدا.

إعلان

من جهته، أكد ثامر حبيب حمزة، المدير العام لدائرة البيطرة، سلامة شحنة المواشي القادمة من اليمن، نافيا صحة الأخبار المتداولة حول إصابتها بأمراض.

وقال للجزيرة نت إنها خضعت لفحوصات دقيقة من قبل لجان مختصة، وثبتت سلامتها ومطابقتها للمعايير الدولية، وإن دخولها تم بموافقة وزارتي الزراعة والتجارة، مشددا على عدم وجود أي مبرر للربط بينها وحالات الإصابات المسجلة حاليا.

واتهم حمزة بعض الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي بتهويل الأمر، مشددا على أن هذه الأخبار غير دقيقة ومبالغ فيها، وتسببت في قلق غير مبرر لدى المواطنين، ودعاهم إلى الاعتماد على المصادر الطبية والبيطرية الموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة.

وكان وزير الزراعة عباس جابر العلي صرح، في السادس من مارس/آذار 2024، "نطمئن أبناء الشعب العراقي بخلو الباخرة "الكويت" المحملة بـ19 ألف رأس من الماشية والقادمة من البرازيل، من الأمراض الوبائية".

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كارثة تصيب مواشي العراق، وخصوصًا الجواميس.

وزارة الزراعة لم تنجح في السيطرة على الوباء الذي قضى على الآلاف حتى الآن.

على الحكومة أن تبذل جهودًا استثنائية، فحياة هذه الحيوانات المهمة أولى من الانشغال بدعوة الجولاني وغير الجولاني. pic.twitter.com/5LlelBdY3h

— رأفت الياسر (@raafatalyasir) February 16, 2025

رسائل طمأنة

ودعا حمزة وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية في نشر المعطيات لخدمة البلاد، وبين أن الإصابات المسجلة بمرض الحمى القلاعية تركزت على المواليد الصغيرة بنسبة لا تتجاوز 10%، وعلى الأمهات الكبيرة بنسبة تتراوح بين 1 و5%.

كما طالب أي جهة معنية بالاطلاع على اللقاحات التي يتم توزيعها مجانا على المربين، و"التي أثبتت فعاليتها ولم تظهر أي أعراض إصابات طيلة الفترات السابقة منذ عام 2010 حتى الآن"، موضحا أن جميع الشحنات تخضع لإجراءات حجر صحي صارمة، سواء في بلد المنشأ أو في العراق، لضمان سلامتها وخلوها من الأمراض.

إعلان

وبشأن إجراءات احتواء المرض، أوضح حمزة أنها تضمنت التالي:

منع حركة الحيوانات من وإلى البؤر المصابة، وتقييد حركتها من بغداد إلى المحافظات والعكس، لمنع انتشار المرض. قامت فرق الرصد والتحري بتوفير علاجات كافية عبر المستشفيات والمستوصفات البيطرية ببغداد والمحافظات في إجراء احترازي، من خلال توفير أدوية خفض الحرارة والمضادات الحيوية للحيوانات المصابة والمعقمات الفيروسية التي تُرش بالحظائر.

وأوضح حمزة أن حالات النفوق كانت لدى المواليد الصغيرة، وأن تركّز المرض فيها يعود إلى أن دائرة البيطرة نفذت حملات تلقيح ضد الحمى القلاعية، في أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، وشملت جميع الحيوانات في العراق، باستثناء المواليد الصغيرة من عجول الجاموس التي لم تتلق اللقاح ولم تكن لديها مناعة ضد الفيروس.

وطمأن بأن الفيروس آمن، ولا ينتقل إلى الإنسان، وأن لحوم المواشي المصابة آمنة أيضا.

وتتمثل أعراض الحمى القلاعية لدى الماشية في:

ارتفاع درجة الحرارة (حمى مفاجئة). ظهور بثور وتقرحات على الفم واللسان واللثة والشفتين. سيلان اللعاب بكثرة بسبب تقرحات الفم. ظهور بثور على الحوافر، مما يؤدي إلى العرج وصعوبة المشي. انخفاض الشهية وفقدان الوزن بسبب الألم أثناء الأكل. انخفاض إنتاج الحليب لدى الأبقار الحلوب.

وتشمل طرق انتقال المرض التالي:

الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة. ملامسة الأدوات أو الأعلاف أو الملابس الملوثة بالفيروس. انتقال العدوى عبر الهواء لمسافات طويلة في بعض الحالات. انتقال الفيروس بواسطة البشر الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحمى القلاعیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

تشخيص الزهايمر بالطب النووي لأول مرة في الإمارات

الشارقة: ريد السويدي
كشف الدكتور سهيل عبد الله الركن، استشاري المخ والأعصاب، رئيس جمعية الإمارات للأعصاب، عن استخدام الطب النووي الإشعاعي لأول مرة في دولة الإمارات لتشخيص الإصابة بمرض الزهايمر، وهي أحدث تقنية في هذا المجال.
وقال إن هذا المرض من الأمراض التي بدأت في الانتشار خلال آخر 50 سنة على مستوى العالم، بسبب ارتفاع معدل الأعمار، ولفت إلى أن متوسط الأعمار ارتفع في دولة الإمارات خلال آخر 50 سنة بعد قيام الاتحاد، بأكثر من 25 – 30 عاماً، ليصل إلى 77-78 بين المواطنين والمقيمي.
وأوضح أن هناك العديد من العلامات التي يمكن ملاحظتها على المريض، أشهرها الذاكرة القصيرة، إذ يبدأ الإنسان في نسيان بعض الأمور الحياتية والأسماء، قبل أن يدخل في حالة نسيان الأهل أو المساعدين.
إحصاءات رسمية
كشف الركن أن الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر 55 مليون مصاب بالزهايمر سنة 2020، وفي الدولة لا توجد إحصائيات رسمية بعدد المصابين أو الذين يعانون الخرف، لكن مع تطور المرافق الصحية وارتفاع معدلات متوسط أعمار المواطنين والمقيمين فإن أعداد المصابين بالخرف في تزايد.
وقال الدكتور سهيل الركن، إن أعراض الزهايمر تبدأ خفيفة، إذ يبدأ الإنسان في نسيان الأمور الحياتية البسيطة، وفي المرحلة الثانية للمرض، تتطور الحالة إلى النسيان الشديد، إذ يبدأ المريض بالتحدث عن أمور غير موجودة في الحقيقة، أو مواضيع قديمة جداً، بعدها ينكر المريض بعض الأمور المتعلقة بحياته الطبيعية، مثل أنه متزوج أو لديه أبناء.
أما المرحلة الثالثة فهي الأصعب، وفقاً لما أكده د. الركن، وفيها يحتاج المريض للرعاية الكاملة، ويصل إلى حالة من الصمت ولا ينطق إلا بعدد قليل من الكلمات.
3 محاور
أوضح الركن أن دولة الإمارات تتبع حالياً أحدث البروتوكولات على مستوى العالم في تشخيص المرض، وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية أولها المعاينة السريرية وإجراء التقييمات الإدراكية للمريض، والمحور الثاني متعلق بفحوص الدم والتأكد من أن المريض لا يعاني من أمراض آخرى، وفي المحور الثالث يتم عمل الرنين المغناطيسي والأشعة النووية وإجراء تحاليل للنخاع الشوكي لرصد بروتينات المرض.
ولفت إلى أنه خلال العام 2025، تم اعتماد دوائين جديدين على مستوى العالم من قبل منظمة الدواء والغذاء الأمريكية والمنظمة الأوربية للدواء والغذاء، وتم اعتمادهما من قبل وزارة الصحة والهيئات الصحية في الدولة.
وأضاف أن الدوائين الجديدين يعملان على إبطاء تطور المرض وليس الشفاء منه، حيث إن هذه الأدوية تعطى للمريض في المرحلة الأولى فقط، وتعتبر اختراقاً طبياً، إذ لم يتم خلال ال100 سنة الماضية اكتشاف أي أدوية أو علاجات.
وأشار إلى أنه مع الدوائيين الجديدين، إضافة إلى وجود أكثر من 9 أدوية تحت الاختبار على مستوى العالم للمرحلة الثانية والثالثة من المرض، ستتاح علاجات أكثر تعمل على توقيف أو إبطاء تطور المرض بفاعلية أكبر.

مقالات مشابهة

  • محمية نيوم تعيد توطين 6 أنواع من الحيوانات
  • مشهد طريف لكلب يدعي المرض ليكسب تعاطف المارة..فيديو
  • تشخيص الزهايمر بالطب النووي لأول مرة في الإمارات
  • الحصبة تفتك بحياة ثلاثة أطفال في شبوة وتأكيدات صحية بإصابة مئات آخرين 
  • محمية نيوم تحقق نجاحات نوعية في إعادة توطين 6 أنواع من الحيوانات في بيئاتها الأصلية
  • إعلانات تفاعلية تستقطب الحيوانات الأليفة
  • استيراد 393 ألف رأس من الحيوانات الحية
  • بورسعيد | حملة موسعة للتفتيش على الأسواق ومنافذ بيع الحيوانات والدواجن والأسماك
  • الاستيطان الرعوي وحرب غزة.. كيف يستغل الاحتلال الإسرائيلي الحيوانات لتعزيز التوسع؟
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق