أكدت مرجان فريدوني، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية ورئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي، أن دولة الإمارات تواصل ريادتها في مجال الاستدامة من خلال مبادرات مبتكرة تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وتعزيز الوعي البيئي، وذلك عبر مشاريع تعليمية وتكنولوجية متقدمة تساهم في خلق بيئات حضرية أكثر استدامة.
وأشارت إلى أن مشروع «حديقة الملقّحات لجين غودول»، الذي تم إطلاقه مؤخراً ضمن «تيرّا»، الجناح المخصص للاستدامة في مدينة إكسبو دبي، يمثل نموذجاً عملياً لكيفية دمج الحلول البيئية في المساحات الحضرية.


وأضافت أن المشروع أسهم بشكل مباشر في تعزيز أعداد النحل، حيث شهدت الحديقة تضاعف عدد النحل من 2,000 إلى أكثر من 30 ألف نحلة خلال بضعة أشهر فقط، مما يعكس الأثر الإيجابي لمثل هذه المبادرات في تعزيز التنوع البيولوجي واستدامة النظام البيئي.
وأوضحت فريدوني أن إشراك الشباب في قضايا الاستدامة يعد ركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات البيئية، مشيرةً إلى أن «تيرّا»، يستضيف برامج تعليمية مبتكرة مثل مبادرة «100 خلية، 100 مدرسة»، التي تم الإعلان عنها مؤخراً بهدف تعليم الطلاب ممارسات تربية النحل المستدامة في 100 مدرسة عبر الدولة.
ولفتت إلى أن هذه المبادرات تسهم في بناء وعي بيئي مستدام بين الأجيال القادمة، مما يعزز دورهم كرواد في الحفاظ على البيئة.
وأكدت أن الإمارات وضعت الاستدامة في صميم رؤيتها المستقبلية، حيث استضافت مؤتمر «COP28» عام 2023، وعملت على تطوير مشاريع بيئية متقدمة تعتمد على الطاقة المتجددة، مشيرةً إلى أن «تيرّا» يمثل نموذجاً رائداً في هذا المجال، إذ يعتمد على تصميم معماري مستدام يستوحي عناصره من الطبيعة، ويوفر 4 جيجاوات/ساعة من الكهرباء سنوياً من خلال 3,906 ألواح كهروضوئية و18 شجرة طاقة، مما يجعله مثالاً على كيفية التوفيق بين الابتكار وحماية البيئة في الوجهات الحضرية.
وأشارت إلى أن إكسبو 2020 دبي شكّل محطة بارزة في مسيرة الاستدامة العالمية، حيث استقطب أكثر من 24 مليون زائر فعلي وأكثر من 200 مليون زائر افتراضي، وساهم في تسليط الضوء على أهمية الطاقة النظيفة، والعمارة المستدامة، والتنوع البيولوجي، مؤكدةً أن الفعاليات العالمية تلعب دوراً أساسياً في تعزيز التعاون الدولي بشأن القضايا البيئية.
وحول دور التكنولوجيا في تعزيز الاستدامة، أوضحت فريدوني أن «تيرّا» يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم وفرة النباتات والحيوانات في البيئة الحضرية، حيث يتم إجراء جولات مراقبة بيئية بالتعاون مع المجتمع، مما يتيح جمع بيانات دقيقة عن التنوع البيولوجي، وتحليلها لتحديد سبل تحسين جودة النظام البيئي.
وأشارت إلى أن استخدام التكنولوجيا المستوحاة من الطبيعة أصبح عاملاً أساسياً في تطوير الحلول البيئية، حيث يتم في «تيرّا»، تطبيق تقنيات متقدمة، مثل الأشجار الإلكترونية الدوّارة، المستوحاة من شجرة دم التنين في سقطرى، وأنظمة معالجة المياه باستخدام أسِرّة القصب، التي تساهم في إعادة تدوير المياه السوداء بطرق مستدامة.
وأكدت فريدوني أن مدينة إكسبو دبي تواصل احتضان المشاريع والمبادرات البيئية، داعيةً المجتمع إلى التفاعل مع الفعاليات والمعارض الدائمة، مثل «في أعماق المحيط»، و«جزيرة طاقة»، و«حديقة الملقّحات لجين غودول»، التي تتيح للزوار فرصة التعرف على أحدث الابتكارات البيئية والمشاركة في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
من جهتها قالت الدكتورة جين غودول، العالمة والناشطة البيئية العالمية ومؤسسة معهد جين غودول والحاصلة على وسام «السيدة القائدة» الشرفي البريطاني، إن إشراك الشباب في مشاريع الاستدامة يُعد أحد أكثر الحلول فاعلية في مواجهة التحديات البيئية، مؤكدةً أن برنامج «الجذور والبراعم»، الذي يديره معهد جين غودول، يلعب دوراً رئيسياً في غرس مفاهيم الاستدامة لدى الأجيال الناشئة، عبر أنشطة تعليمية وعملية تسهم في بناء وعي بيئي طويل الأمد.
وشددت على أهمية تعزيز الوعي البيئي واتخاذ خطوات عملية للحفاظ على التوازن البيئي، مشيرةً إلى أن مستقبل كوكبنا يعتمد على قدرة المجتمعات على تبني أساليب حياة مستدامة، والتعاون في إيجاد حلول مبتكرة لحماية البيئة للأجيال القادمة.

أخبار ذات صلة العروبة بطل دوري «سيدات الطاولة» للموسم السادس «لقاء الأقوياء» في «ماراثون وديربي» العين للخيول العربية المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات التنوع البیولوجی فی تعزیز إلى أن

إقرأ أيضاً:

عبدالله بن زايد ووزيرة خارجية أستراليا يبحثان هاتفياً تعزيز علاقات التعاون بين البلدين

بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع معالي بيني وونغ، وزيرة خارجية أستراليا، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة. وهنأ سموه معالي بيني وونغ بمناسبة إعادة تعيينها وزيرة للخارجية في الحكومة الأسترالية، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة العمل معها لتعزيز نمو وتطور علاقات التعاون المزدهرة بين البلدين الصديقين. وأكد سموه عمق علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وأستراليا، اللتين تحتفيان هذا العام بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1975، مشيراً إلى الحرص المشترك على استثمار كافة الفرص المتاحة لتعزيز مسارات التعاون المشترك، بما يدعم الأهداف التنموية للبلدين. كما بحث سموه ومعالي بيني وونغ، خلال الاتصال الهاتفي، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.

أخبار ذات صلة الإمارات و"الصحة العالمية" تُطلقان مبادرة إنسانية لمكافحة سوء التغذية في جزيرة سُقطرى منصور بن زايد يصل الكويت في زيارة رسمية المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «أرادَ» تُصدر تقرير الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة
  • تعرف على أبرز القبائل في السودان
  • الوزير الشيباني: تم بحث تعزيز التعاون وتطويره في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما تناول اللقاء سبل توسيع آفاق التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة، والاقتصاد والتجارة، والمالية، والسياحة والاتصالات، وتقنية المعلومات والتعليم العالي، والجانب التنموي وغير
  • وزير البيئة والتغير المناخي: دولة قطر تعزز دورها العالمي في مواجهة التحديات البيئية ودعم التنمية المستدامة
  • بالتعاون مع GIZ وضمن استراتيجية الشركة للمسؤولية المجتمعية في الشمول والتعليم والريادة أورنج الأردن ومن خلال مركز أورنج الرقمي تدعم “تحدي الغد” لتمكين 4 مجموعات ريادية لتطوّر حلولاً تعزز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة
  • عبدالله بن زايد ووزيرة خارجية أستراليا يبحثان هاتفياً تعزيز علاقات التعاون بين البلدين
  • الثروة الحيوانية .. تعزز الاستدامة الاقتصادية في شمال الشرقية
  • «الوطني» يبحث تعزيز التعاون مع سويسرا واليابان
  • ملتقى لقادة الأعمال في قطر يستعرض تعزيز جاهزية الشركات للتعامل مع متطلبات الاستدامة
  • تفاهم لدعم الأمن الغذائي والتكنولوجيا البيئية