ماذا حدث داخل شقة آية عادل قبل الحادث؟.. و«سر المكالمة الأخيرة»
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
ما يزال الغموض يسيطر على واقعة وفاة الفنانة التشكيلية آية عادل، التي سقطت من شرفة الطابق السابع بأحد العقارات السكنية بمنطقة لواء الرصيفة شمال شرقي العاصمة الأردنية عمان، يوم الجمعة 14 فبراير.
أقوال الجيران ومقاطع فيديو متداولة، تم تحريزها من قبل جهات التحقيق، تشير إلى تورط الزوج في دفعها من شرفة الشقة، والتعدي عليها بالضرب قبل قفزها ما دفعها لإنهاء حياتها بشكل ماساوي، الحقيقة حتى الآن لا تزال قيد التحقيقات، والأمن الأردني يجري تحرياته بشأن الواقعة، ويستجوب المشتبه به «كريم حسن» زوجة آية عادل بشأن ملابسات الواقعة.
تفاصيل الواقعة التي جمعت بين الزوج المشتبه به ويدعى كريم حسن، وزوجته المتوفية، آية عادل، بدأت قبل 8 سنوات من الآن، وجاءت كما يلي حسب ما جاء على لسان والدة الضحية.
الزواج في إسطنبولقبل 8 سنوات من الآن كانت الفنانة التشكيلية آية عادل تستكمل دراستها في مدينة إسطنبول التركية، فوجئت باتصال من إحدى صديقتها تخبرها بوجود عريس شاب يدعى كريم حسن، حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة عين شمس، ودرجة الماجستير في الهندسة البيئية من الجامعة الأمريكية، كما أكمل برنامج إدارة المشاريع للتنمية المستدامة في مؤسسة Cewas سويسرا، وأصبح المدير التنفيذي لمركز الإسكوا ESCWA للتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة بالأردن، وقبل ذلك، كان مدير برنامج الشباب والابتكار في المعهد العالمي للمياه والبيئة والصحة سويسرا.
رحبت الضحية بالفكرة وقبلت أن يتواصل معها كريم، واجرى الأخير اتصالا هاتفيا بها، وتبادلا الحديث لفترة زمنية قصيرة، ثم اتجه إلى إسطنبول وعرض عليها الزواج وقبلت، ثم عاد الاثنين إلى القاهرة، وعاشا بعد الزواج في شقة تخص عائلة الزوج – كريم – بمنطقة مدينة نصر، شرق محافظة القاهرة.
يونس وآدملم تمر أشهر على الزواج حتى رزقا بالطفل «يونس»، وهو يبلغ من العمر الآن 6 سنوات، ثم انتقلا إلى الإقامة في الأردن، حيث الشقة التي كانت شاهدة على اللحظات الأخيرة في حياة الضحية، كانت حياتهما هادئة لا تخلو من الخلافات البسيطة، لكن الخلافات البسيطة كانت تكبر سريعا وتنتهي بـ«علقة ساخنة» للزوجة. تحاملت الضحية على نفسها، خاصة أنّ ابنها «يونس» كان مصابا بحالة مرضية تطلبت خضوعه لعدة جراحات، ثم رزقا بابنهما الثاني «آدم»، وعمره الآن عام و7 أشهر.
عقب إنجابها الطفل الثاني، اكتشفت «آية» أنّ زوجها يخونها، وقعت بينهما مشاكل وخلافات كبيرة، وكان يعتدي عليها بالضرب، ما تسبب لها في إصابات بالغة ودفعها لتقديم عدة بلاغات ضده، اتهمته فيها بأنّه متورط في ضربها والتعدى عليها بشكل مستمر.
تفاصيل المكالمة الأخيرة.. «مبسوطة إني هنزل أعيش في مصر»عقب تقديم آية عادل الفنانة التشكيلية صاحبة الـ«500 لوحة»، والمعروفة لدى الجميع بـ«سيدة الأردن» بلاغات ضد زوجها بأنه دائم التعدي عليها بالضرب، قررا الانفصال بشكل غير رسمي لحين الاتفاق على بنود الطلاق.
وعلى الفور انتقل كريم للإقامة في شقة أخرى قرب شقة الزوجة، وقبل الحادث بيوم اتصلت آية بوالدتها وأكدت لها أنّها ستنفصل بشكل رسمي عن زوجها وستعود للإقامة في مصر، حيث قالت: «أنا مبسوطة إني هنزل أعيش في مصر واخلص من سجن جوزي»، لكن أسرتها فوجئت بوفاتها بطريقة بشعة، وتداول فيديو أثناء سقوطها من شرفة شقتها بالطابق السابعة، فماذا حدث قبل الساعات التي سبقت وفاتها؟
ماذا حدث داخل شقة آية عادل قبل الحادث؟الساعة الواحدة و59 ثانية عصر يوم الجمعة 14 فبراير شهدت نهاية القصة، بعد العثور على جثة لسيدة ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء، كان الجميع يتحدث عن طيبة الفتاة وعن الخلافات التي وقعت بينها وبين زوجها، وعن صرخاتها المتكررة من تعدي زوجها بالضرب عليها، الجميع أكد هذا أمام رجال الشرطة في الأردن، الجيران أكدوا أيضا أنّ زوجها كان في الشقة وقت وقوع الحادث، وتم التحفظ عليه، وبفحص هاتفه تبين وجود رسالة تحتوي على تهديد واضح لزوجته – المتوفية – آية عادل وجاء نصها: «قسمًا بالله لو قربتي لأي حاجة في الأوضة لأسفرك مشحونة على نقالة، ومش هيلاقوا فيكي حتة سليمة، يمين بالله العظيم هتشوفي افتراء عمرك ما شوفتيه في حياتك».
تحفّظت الجهات المختصة على الرسالة، وبدأت استجواب الزوج الذي نفى تهمة القتل، وأكد أنّ زوجته قفزت من شرفة الشقة ولم يبد أي أسباب، ثم نعى عبر حسابه على فيس بوك زوجته، ووصفها فيه بأنّها «أم أولاده التي رحلت بسبب حادث أليم».
أدلة جديدة – فيديو – واتهام رسميلم تمر سوى 8 أيام على الحادث، حتى ظهر تقرير الطب الشرعي المبدئي الخاص بالفتاة المتوفية – سيدة الأردن –، حيث بيّن وجود جرح قطعي في الجبهة، وكسر في الجمجمة، ونزيف شديد، وتعرض الفخذ الأيسر والساق لضرب عنيف باستخدام آلة حادة، قبل سقوطها من شرفة الشقة. كما ظهر فيديو يزعم أنّه للواقعة، ويظهر فيه الزوج على مسافة قريبة من آية قبل سقوطها من الشرفة، ما يزيد الشكوك حول الزوج.
كما تلقت السلطات الأردنية والجهات المختصة بلاغا من أسرة آية، اتهمت فيه الزوج بدفعها من شرفة الشقة والتسبب في وفاتها بطريقة مأساوية، وما تزال الجهات المختصة تفحص الأدلة للوقوف على ملابسات الواقعة، واتجهت أسرة إلى الأردن لمتابعة التحقيقات، والمطالبة بإستلام جثمان آية عادل، المعروفة بسيدة الاردن، لدفنه فى مسقط رأسها بمدنية الزقازيق بمحافظة الشرقية فى مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: آية عادل الأمن الاردني الأردن الحوادث من شرفة الشقة آیة عادل
إقرأ أيضاً:
عادل الباز: “رهائن لا حواضن”: تفكيك الأكذوبة
1 بارك الله في الدكتور أسامة العيدروس ونفعنا بعلمه. فقد تميز، منذ بداية الحرب، بتحليل واقعي وبصيرة نافذة لما يجري على الأرض. في الوقت الذي كان الناس فيه تائهين بين الشائعات واليأس، ظل الدكتور أسامة يكرر أن هذه المليشيا، رغم دعواها الفارغة بالسيطرة، ما هي إلا “قلعة رمل” سرعان ما تتهاوى. وقد صدق.
2
وبالفعل، من جبل موية إلى جبال كردفان، انهارت أوهام السيطرة الميدانية تباعًا. ومؤخرًا، عاد الدكتور أسامة ليطل من على شاشة قناة الجزيرة مكذبًا مزاعم المليشيا الإجرامية بأنها تحظى بـ”حواضن اجتماعية”. أكد الدكتور أسامة أن أولئك الذين تدعي المليشيا أنهم يشكلون حواضنها هم في الحقيقة رهائن ومختطفون من أبناء الوطن، اختطفتهم المليشيات عنوة. وقال بوضوح: “من واجبنا تحريرهم من براثنها”. وقد صدق.
3
اليوم، يمكن القول بثقة إن كل القبائل والمكونات الاجتماعية التي كانت تُستغل دعائيًا كظهير اجتماعي للمليشيات تبحث الآن عن مخرج، بل تتمرد على هذه العصابة علنًا. الأدلة على ذلك كثيرة:
• رغم دعوات المليشيا المتكررة للتجنيد، رفضت القبائل الدفع بأبنائها إلى محرقة حرب خاسرة، ولم تنفع الوعود بالمناصب أو المال. الناس يرون بأعينهم جثامين أبنائهم تُقبر بالعشرات، بل بالمئات، يوميًا، فلم يعد المال يعني شيئًا.
• تحدث الاستاذ الصحفي الصادق الرزيقي عن أن مدينة الضعين وحدها فقدت أكثر من 40 ألفًا من أبنائها في هذه الحرب العبثية.
• وليس هذا فحسب، بل خرج يوسف عزت، المستشار السياسي السابق لقائد المليشيا حميدتي، في تغريدة قبل أيام داعيًا إلى عدم الزج بالقبائل في الحرب، مؤكدًا أن الحرب نشأت أساسًا من خلاف داخل المؤسسة العسكرية، وأن إدخال المكونات الاجتماعية فيها سيحولها إلى حرب أهلية طويلة الأمد. هذه التغريدة تكشف عمق الانقسام داخل شظايا الدعم السريع.
• بل إن المليشيا، التي طالما تغنت بالحاضنة الشعبية، باتت تعترف ضمنيًا بانهيارها من خلال لغة التهديد والابتزاز التي يستخدمها قادتها. فقبل أيام، خرج عبد الرحيم دقلو محذرًا القبائل من التخاذل، مهددًا بمحاسبة زعمائها إن لم يساهموا في التجنيد. قالها بوقاحة: “ذقتم حلو الدعم السريع.. الآن ذوقوا مره.”
أي حواضن تلك التي تُهدَّد بالعقوبة إن لم تُسلّم أبناءها للموت؟
4
وفي مشهد آخر من مشاهد انهيار أكذوبة الحواضن، رُصدت أكثر من 18 نزاعًا مسلحًا خلال ثلاثة أشهر بين مجموعات إثنية داخل المليشيا نفسها، على خلفية اتهامات بالخيانة والصراع على الغنائم، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة وانقسامات متزايدة. هذا الانقسام الداخلي يعكس عمق أزمة الشرعية الاجتماعية التي تعاني منها المليشيا، ويُسقط عنها آخر أوراق التوت.
لقد وثقت منظمة العفو الدولية في تقرير منتصف 2024 أن المليشيا اختطفت مدنيين من القرى واستخدمتهم كدروع بشرية، مما يؤكد أن مفهوم “الحواضن” هو أكذوبة لا تصمد أمام التحقيقات الميدانية.
كما أن انشقاق شخصيات قيادية من داخل المليشيا، مثل العميد المنشق محمد شرف الدين، الذي قال بوضوح إن “المليشيا تستغل أبناء القبائل كوقود رخيص”، يدعم ما ذهب إليه الدكتور العيدروس ويوسف عزت.
5
مفهوم “الحواضن الاجتماعية” ليس جديدًا في النزاعات السودانية، بل استُخدم عبر التاريخ كغطاء لتبرير وجود المليشيات المسلحة في مناطق محددة. لكن هذه الحواضن، كما أثبتت التجارب، كانت دائمًا هشة، تعتمد على المصالح الآنية أكثر من كونها تعبيرًا عن دعم شعبي حقيقي ومستدام.
الحديث عن الحواضن بات أداة سياسية لاستغلال الانتماءات القبلية في تقسيم المجتمع وشرعنة العنف، وليس تعبيرًا عن قاعدة دعم شعبي متماسكة. إن القبائل التي زُعِم أنها حواضن للمليشيات هي في الواقع ضحايا وأسرى، ترفض اليوم الاستمرار في دعم الحرب.
تخلت العديد من هذه القبائل عن المليشيات وتمردت ضدها، وبدأت تتجه نحو الجيش الوطني كحامٍ ومحرر، ما يؤكد هشاشة الحواضن التي تتحدث عنها المليشيات والدعاية الإعلامية التابعة لها، والتي لا تعكس الواقع على الأرض.
6
هذه الحقائق تدحض أسطورة الحواضن وتكشف أن الحديث عنها ما هو إلا جزء من الدعاية المضللة التي تهدف إلى إطالة أمد الصراع وتفتيت النسيج الاجتماعي السوداني.
إن الذين يتحدثون عن الحواضن يحاولون الانحراف بطبيعة الحرب، من تمرد على الدولة قادته أسرة عميلة أعماها المال، واستُخدمت كمخلب لنزع سيادة البلاد واستقلالها، بواسطة غزو شاركت فيه أكثر من تسع دول بأسلحتها ومرتزقتها. هؤلاء يحاولون تحويل طبيعة هذه الحرب إلى حرب أهلية، بينما الحديث عن الحواضن لا يتجاوز كونه غطاءً دعائيًا لجرائم ممنهجة.
وقريبًا، حين يصل الجيش إلى مرتع من يُسمَون اليوم “الحواضن”، سيدرك الناس أنه لا حاضنة أصلًا لهؤلاء المجرمين، وستنهار أوهام الحواضن والحرب الأهلية، كما انهارت من قبل قلعة الرمل.
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب