تجلب ظاهرة "انشطار الدوامة القطبية" موجة برد قارس إلى شرق البحر المتوسط، بما في ذلك بلاد الشام والعراق وشمال السعودية ومصر. هذه الموجة ستؤدي إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج في بعض المناطق.

وتتأثر مصر بالموجة القطبية، إلا أن الطقس يكون جافًا مع برودة شديدة، خاصة خلال الليل، قد تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق، مع توقعات بتشكل الصقيع على المزروعات، إضافة إلى اضطراب في حركة الملاحة البحرية، مع ارتفاع أمواج البحر المتوسط إلى 2-3 أمتار.

تعريف الدوامة القطبية

والدوامة القطبية عبارة عن نظام دائري من الرياح الباردة يدور حول القطب الشمالي في طبقات الجو العليا. تعمل هذه الدوامة كحاجز طبيعي يمنع الهواء البارد من التحرك جنوبًا نحو المناطق المعتدلة والدافئة. 

تكون هذه الدوامة قوية خلال فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة بشدة في القطب الشمالي، لكنها أحيانًا تتعرض لاضطرابات تؤدي إلى انقسامها، مما يسمح للهواء القطبي بالاندفاع نحو خطوط العرض الأدنى، ما يسبب موجات برد قاسية كما يحدث حاليًا في الشرق الأوسط.

انشطار الدوامة القطبية هو عملية اضطراب في الغلاف الجوي تؤدي إلى انقسامها إلى دوامتين أصغر، مما يؤدي إلى انتشار الهواء البارد جنوبًا، وتأثر مناطق واسعة من العالم بهذه الظاهرة، وفق أستاذ علم المناخ والأرصاد الجوية بجامعة لينكولن في بريطانيا، إدوارد حنا.

وأشار مركز "طقس العرب" إلى أن وجود منطقة ضغط جوي مرتفع فوق الدوامة القطبية يتسبب في انقسامها، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء البارد بقوة نحو مناطق مثل أمريكا الشمالية وأوراسيا، وهو ما نشهده حاليًا في دول شرق المتوسط.

وتشمل تأثيرات هذه الموجة القطبية انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، وتساقطًا للثلوج، ورياحًا قوية تزيد من الشعور بالبرد القارس. وأطلقت الأرصاد الجوية في الأردن اسم "جلمود" على هذه العاصفة، بينما سُمّيت بـ"آدم" في لبنان. ووفقًا لخبراء الأرصاد، فإن هذه الموجة تعد الأقوى منذ سنوات بسبب شدتها وطول مدتها.

ويتوقع تساقط الثلوج على المرتفعات في الأردن وسوريا ولبنان والعراق، مع تراكمات ملحوظة في بعض المناطق، كما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض المناطق الداخلية، مع تشكل الصقيع. ورياح قوية تزيد من الإحساس بالبرودة، مع تحذيرات من اضطرابات مرورية نتيجة الانزلاقات الجليدية.

ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة، مع فرص لتساقط الثلوج على مرتفعات تبوك والمناطق الشمالية من السعودية.


ويعتقد بعض العلماء أن ظاهرة انشطار الدوامة القطبية قد تكون مرتبطة بالتغير المناخي، وأشار باحثون إلى أن ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي قد يؤدي إلى زيادة عدم استقرار الدوامة القطبية، وهو ما يجعل موجات البرد القارس أكثر شيوعًا. 

وأوضحت عالمة الغلاف الجوي إيمي بتلر من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن بعض النماذج المناخية تشير إلى أن ذوبان الجليد البحري قد يؤثر على استقرار الدوامة القطبية، لكن العلاقة لا تزال غير مؤكدة.

نصائح للتعامل مع الموجة القطبية

-ارتداء ملابس ثقيلة، خاصة للأطفال وكبار السن لتجنب التعرض لمشكلات صحية بسبب البرد القارس.

-تجنب الخروج في الأوقات التي تكون فيها الرياح شديدة، خاصة بالقرب من اللوحات الإعلانية والأشجار.

الحذر أثناء القيادة في المناطق التي يتساقط فيها الثلج أو تتشكل فيها طبقات الجليد.

حماية المزروعات من الصقيع باستخدام وسائل التدفئة المناسبة

وزارة الزراعة أصدرت تحذيرات للمزارعين 

موعد انتهاء الموجة

بحسب توقعات الأرصاد الجوية، فإن هذه الموجة القطبية ستستمر حتى نهاية الأسبوع، مع توقعات بانحسار تدريجي للبرد القارس اعتبارًا من يوم 26 فبراير. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر موجة برد قارس برد قارس الدوامة القطبية المزيد تنخفض درجات الحرارة الموجة القطبیة فی بعض المناطق هذه الموجة

إقرأ أيضاً:

موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة

تشهد الولايات المتحدة موجة حر غير مسبوقة في شهر يونيو، مع درجات حرارة قياسية اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، خصوصًا في الشرق والغرب الأوسط، وسط تحذيرات متزايدة من تهديدات صحية وبيئية.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع، مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة قد تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض المناطق، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

من شيكاغو إلى نيويورك

أعلنت المدن الأميركية، حالة الطوارئ استعدادًا لتأثيرات “القبة الحرارية”، وهي ظاهرة مناخية ناتجة عن ارتفاع ضغط الهواء في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، تؤدي إلى حبس الهواء الساخن ومنع تدفق الهواء البارد، حتى في الليل.

وفي شيكاغو، أعلن العمدة براندون جونسون إنشاء مراكز تبريد في أنحاء المدينة، ووجّه فرق الطوارئ لتقديم المساعدة للمشردين وحثّهم على اللجوء إلى تلك المراكز. واستحضر جونسون الذكرى الثلاثين لموجة الحر المميتة التي ضربت المدينة عام 1995 وأودت بحياة نحو 700 شخص.

وفي نيويورك، دعا العمدة إريك آدامز السكان لتحديد أقرب مركز تبريد لهم، وأطلقت البلدية شبكة واسعة من نقاط الدعم والمعلومات الخاصة بالسلامة من الحرارة، خصوصًا لكبار السن والمرضى.

ووضعت هيئة الأرصاد الجوية معظم المناطق من مينيسوتا إلى مين، مرورًا بولايات أركنساس وتينيسي ولويزيانا وميسيسيبي، تحت تحذيرات من درجات حرارة “شديدة الخطورة وتهدد الحياة”، كما توقعت وصول المؤشرات الحرارية إلى ما يزيد عن 42 درجة مئوية في بعض المدن مثل فيلادلفيا، وواشنطن العاصمة، وبوسطن.

تجنب الأنشطة خلال الظهيرة 


وأوصت الهيئة، المواطنين باتخاذ تدابير احترازية تشمل البقاء في أماكن مكيفة، وشرب كميات كبيرة من المياه، وتجنب الأنشطة الخارجية خصوصًا خلال ساعات الظهيرة، مشددة على ضرورة توفير الظل والماء للحيوانات أيضًا.

وفي ولاية نيويورك، لقيت طفلتان توأم (6 سنوات) وامرأة في الخمسين من عمرها مصرعهم بعد أن تسببت العواصف الرعدية المصاحبة للحرارة في سقوط أشجار على منازلهم في مقاطعة أونيدا وغمرت الأمطار بلدة كيركلاند الصغيرة خلال ساعات قليلة، وتسببت في انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل.

وأعلنت حاكمة الولاية كاثي هوشول حالة الطوارئ في 32 مقاطعة، بسبب العواصف ودرجات الحرارة الشديدة.

وفي فيلادلفيا، أعلنت إدارة الصحة العامة حالة طوارئ حرارية وتوجية السكان إلى المكتبات والمراكز المجتمعية المكيّفة، كما خصصت خطًا ساخنًا للاستشارات الطبية المتعلقة بمضاعفات الحر.

وفي شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، ازدحم الشاطئ في محاولة للهروب المؤقت من الحرارة، إلا أن بعض مرتاديه أكدوا أن الوضع يزداد سوءًا، وقال أحدهم إن “الجو أصبح أشبه بالمشي في مستنقع”، في إشارة إلى شدة الرطوبة.

إرتفاع درجات الحرارة تهديدًا مباشرًا على حياة السكان

أوضح خبراء الصحة أن درجات الحرارة المرتفعة تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة السكان، خصوصًا مع ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في مدن مثل بيتسبرغ، كولومبوس، ومديسون.

تشمل أعراض الإجهاد الحراري: الصداع، الدوخة، التعرق الشديد، والرعشة، ويمكن علاجه في حال خفف الشخص من حرارته خلال 30 دقيقة. أما ضربة الشمس، فهي حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم 40.6 مئوية، وقد تؤدي إلى فشل عضوي أو الوفاة.

وقد سُجلت حالات مرضية بالفعل، مثل إصابة لاعب البيسبول إيلي دي لا كروز من فريق “سينسيناتي ريدز”، ولاعب آخر من “سياتل مارينرز”، أثناء المباريات بسبب شدة الحرارة.

وفي ولاية كونيتيكت، خلال الجولة الأخيرة من بطولة “PGA Travelers Championship”، اضطر الجمهور للاختباء تحت الأشجار أو استخدام مظلات ومراوح يدوية، وسط مؤشرات حرارة قاربت 41 درجة مئوية في كرومويل.

يرى علماء المناخ أن موجات الحر أصبحت أكثر تواترًا واتساعًا بسبب الاحتباس الحراري الناتج عن النشاط البشري. وعلى الرغم من أن درجات الحرارة المرتفعة شائعة في الصيف الأميركي، إلا أن امتدادها الواسع هذا العام — من جبال روكي إلى الساحل الشرقي  يُعد غير معتاد.

وقال مارك جيرينج، خبير الأرصاد في ولاية ويسكونسن: “إنها واحدة من أكبر موجات الحر من حيث التغطية الجغرافية التي رأيناها في يونيو”.

طباعة شارك موجة حر تاريخية الولايات المتحدة تحذيرات واسعة

مقالات مشابهة

  • الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صحو بشكل عام
  • طقس الثلاثاء: موجة الحر مستمرة بعدد من المناطق
  • موجة حر تضرب تركيا اليوم 24 يونيو.. إليك توقعات الطقس ودرجات الحرارة
  • طقس العراق: صحو وارتفاع تدريجي في الحرارة
  • موجة تاريخية تضرب الولايات المتحدة.. درجات الحرارة تتجاوز الـ 40 وسط تحذيرات واسعة
  • عاجل: غدا.. موجة حر شديدة على الشرقية والحرارة تلامس 49 درجة
  • طقس الإثنين..استمرار موجة الحر
  • طقس صحو والحرارة تصل إلى 49 درجة
  • حالة الطقس غدا.. الأرصاد تحذر من حر شديد وشبورة في بعض المناطق
  • الحرارة أعلى من معدلاتها والجو صيفي حار