لجريدة عمان:
2025-12-15@05:36:27 GMT

خطوة طموحة نحو مستقبل الطاقة النظيفة

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

خطوة طموحة نحو مستقبل الطاقة النظيفة

كان الحديث عن التحول إلى الطاقة الخضراء هو أحد أهم ملامح المرحلة الماضية ليس فقط في سلطنة عُمان بل في العالم أجمع الذي سيعلي من خطر الطاقة الأحفورية على التحولات المناخية إضافة إلى مشكلة الاستدامة للطاقة الأحفورية.

لكن الأمر تحول من خطاب المنابر والتنظير العلمي إلى الواقع المعيش في بلادنا حينما افتتحت أمس أول محطة للهيدروجين الأخضر في عُمان.

. لقد تحول الأمر من حديث الطموح إلى الواقع الملموس.

ورغم أن الأمر في عتباته الأولى إلا أن المشروع يعتبر خطوة فارقة في مسيرة عُمان نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما يعكس التزامها بتبني حلول مستدامة للطاقة، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.

ولا يمكن أن ننظر إلى المشروع بوصفه مجرد مشروع طاقة، بل هو جزء من تحول استراتيجي شامل، يعزز من مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسي في سوق الطاقة المتجددة. وتقدم سلطنة عُمان نموذجا فريدا في تبني الابتكارات الخضراء وذلك عبر استخدام تقنية التحليل الكهربائي المعتمدة على الطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. إن الأمر يمكن أن ينظر له باعتباره خطوة مثالية نحو اقتصاد منخفض الكربون.

والعالم اليوم يخطو خطوات حثيثة في قطاع الطاقة سواء كان الأمر متعلقًا بالحياد الكربوني أو كان متعلقًا بالتقلبات التي يشهدها قطاع الطاقة في وقت تحاول فيه الدول تكريس فكرة الاستدامة في مواردها المالية، والبعد عن مصدر واحد غير مستقر.

وتسعى الدول الكبرى إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والاعتماد على مصادر نظيفة ومستدامة. وتشير الدراسات العلمية إلى أن الهيدروجين الأخضر يعد من أكثر البدائل الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية، لا سيما في قطاع النقل الذي يُعد أحد أكبر مصادر التلوث البيئي. وتحقق عُمان باستثمارها في الطاقة الخضراء وبشكل خاص الهيدروجين الأخضر هدفين مهمين: الأول يتمثل في الاستجابة للتحديات البيئية، وتحقيق رؤيتها نحو الحياد الصفري، والثاني هدف استثماري في مستقبل الطاقة النظيفة، وهو فرصة لتعزيز الاقتصاد من خلال جذب الاستثمارات في هذا القطاع الواعد.

وتدعم مشاريع الهيدروجين الأخضر الاقتصاد الوطني عبر خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الكفاءات المحلية في مجال التكنولوجيا الخضراء. ويمكن أن نفهم توجه شركة «مواصلات» لإدخال المركبات التي تعمل بالهيدروجين إلى أسطولها توجهًا حقيقيًا في جميع قطاعات الدولة نحو الاستدامة، الأمر الذي يضع سلطنة عُمان في مقدمة الدول التي تستثمر في هذا المجال.

والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة في هذا المشروع يعكس مدى الوعي بأهمية الشراكة في تحقيق التحول إلى الطاقة المستدامة؛ فالدعم الذي تقدمه الشركات يبرز أهمية تكاتف الجهود لإنجاح هذا التحول وتحقيق الطموحات الكبرى.

وعلى الرغم من أن الطريق إلى مستقبل أخضر لن يكون طريقا سهلا على الإطلاق لكن المؤكد أنه أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى. وتدشين مثل هذا المشروع في عُمان يؤكد للجميع أن التحول نحو الطاقة الخضراء عمل جاد وحقيقي ولن يكون هدفه بيئيا رغم أهمية هذا الهدف، ولكنه من أجل الأجيال القادمة التي تستحق مستقبلا أكثر استدامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر

إقرأ أيضاً:

المدير المساعد لإدارة المشاريع بـ «مياه وكهرباء الإمارات» لـ «الاتحاد »: مشروع «مدار الساعـة» يسهم بتـأمين %8 من إجمالي تـوليـد الكهـرباء بأبوظبي

 

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد المهندس عادل سعيد السعيدي المدير المساعد لإدارة المشاريع بشركة مياه وكهرباء الإمارات أن إعلان الشركة مؤخراً بالشراكة مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، عن وضع حجر الأساس لمشروع «مدار الساعة» في أبوظبي، المشروع الأكبر من نوعه في العالم، يسهم في تحقيق استراتيجية «مياه وكهرباء الإمارات» الرامية إلى زيادة إجمالي قدرات توليد الطاقة الشمسية إلى 10 جيجاوات بحلول 2030، وخفض حوالي 42% من متوسط ​​كثافة ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء، موضحاً أنه من المتوقع أن يسهم هذا المشروع بتأمين حوالي 8% من إجمالي توليد الكهرباء في إمارة أبوظبي.
وقال السعيدي لـ «الاتحاد» إن مشروع «مدار الساعة»، الذي يجمع بين الطاقة الشمسية وأنظمة بطاريات تخزين الطاقة على نطاق المرافق، سيسهم في خفض 5.7 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، ويشمل تطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 5.2 جيجاوات، وأنظمة بطاريات تخزين الطاقة بقدرة 19 جيجاوات/ ساعة، هي الأكبر على مستوى العالم، على مساحة 61 كيلو متر مربعاً في أبوظبي.
وأوضح أنه عند اكتمال المشروع سيتمكن من تزويد الشبكة بـ1 جيجاوات من الكهرباء النظيفة المستمرة على مدار الساعة، بما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 500 ألف منزل في أبوظبي.

عادل سعيد السعيدي

 

أخبار ذات صلة تعاون لإزالة الكربون من عمليات إنتاج الألمنيوم والتوسع بمشاريع الطاقة النظيفة في أبوظبي


مرونة الطاقة

وقال السعيدي: في وقت يتسابق فيه العالم لإيجاد حلول عملية لمعضلة التغير المناخي وتحديات التحول في أنظمة الطاقة، ونظراً لعدم كفاية الطاقة الشمسية وحدها لضمان استقرار الشبكة بسبب أوقات عدم توافر أشعة الشمس أثناء ساعات الليل، أو خلال اضطراب الأحوال الجوية، أصبح من الضروري التفكير في تطوير مشروع استراتيجي يدعم أهداف توسعة نطاق الطاقة المتجددة، وزيادة دمج تقنية تخزين الطاقة، وتأمين إمدادات مستقرة لمواجهة مشكلة الانقطاعات وعدم الاستقرار في إنتاج الطاقة المتجددة، ومن هنا جاء مشروع «مدار الساعة» كخطوة مكملة نحو تعزيز مرونة منظومة الطاقة، إذ يتيح تخزين الفائض من الطاقة الشمسية المنتَجة خلال ساعات النهار، وإعادة استخدامها لتلبية الطلب خلال الليل أو فترات الذروة، وتحقيق مزيج متوازن بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، وتقليل الاعتماد على الغاز.
وتابع: لضمان استقرار التشغيل، والحدّ من الانقطاعات التي قد تواجه مصادر الطاقة المتجددة، سيقوم هذا المشروع بتوظيف استراتيجيات مُتقدّمة لإدارة الشبكة، بما في ذلك أنظمة نقل التيار المتردد المرنة (FACTS)، والتنبؤات المعززة بالذكاء الاصطناعي، وبطاريات التخزين على نطاق المرافق، وأنظمة تحكم متطورة في الشبكة، مصممة جميعها لتوفير حمل أساسي متجدد على مدار الساعة، للتغلب على المعوقات التي تواجه الاعتماد على الطاقة المتجددة، من خلال تخزين الطاقة الشمسية الفائضة خلال ساعات النهار وإطلاقها ليلاً خلال ذروة الطلب، سوف يُمكّن هذا المشروع أبوظبي من توفير طاقة الحمل الأساسي بالكامل من مصادر متجددة، مما يُسرّع من تحقيق أهداف دولة الإمارات بشأن الانتقال في مجال الطاقة وإزالة الكربون.

 

رؤية مشتركة
وأكد السعيدي أن هذا المشروع الاستراتيجي يجسد العلاقة الوطيدة بين شركة مياه وكهرباء الإمارات وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، والتي ارتكزت منذ البداية على رؤية مشتركة للابتكار في مجال الطاقة المتجددة، من نجاح مشروع «نور أبوظبي» – أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية عند إطلاقها – مروراً بمشروع «الظفرة»، ووصولاً إلى هذا المشروع الضخم، فتطورت هذه الشراكة إلى تحالف استراتيجي يُجسّد ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الرؤية والطموح والتقنية، موضحاً أن المشروع الجديد يعبر عن ثقة متبادلة وتكامل تقني بين الطرفين، ويؤكد قدرة دولة الإمارات على قيادة مشاريع غير مسبوقة عالمياً تُعيد تعريف مشهد الطاقة. 
وإلى جانب الفوائد البيئية لهذا المشروع، فسوف يسهم في إضافة قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، بحيث تصل قيمة الاستثمار في المشروع أكثر من 22 مليار درهم، ومن المتوقع أن يسهم في توفير 10 آلاف فرصة عمل جديدة خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، والقيام بدور رئيسي في تعزيز الابتكار ونقل المعرفة في مجالات الطاقة المتجددة. 
وقال السعيدي: بفضل هذا المشروع، ترسّخ دولة الإمارات ريادتها العالمية في قطاع الطاقة المتجددة، وتؤكد دورها في تحقيق إنجازات عالمية غير مسبوقة، وتضع معياراً جديداً للموثوقية وقابلية التوسع والاستدامة، لتبرهن للعالم أن الطاقة المتجددة الموثوقة والمستدامة لم تعد حلماً بعيد المنال، بل أصبحت ضرباً من الواقع اليوم. 
وتقود دولة الإمارات الطريق نحو مستقبل خالٍ من الكربون، وتُثبت قدرة الرؤية الثاقبة والابتكار والشراكة على تحويل التحديات إلى إنجازات مستدامة «على مدار الساعة». 


محطات مستقلة
وقال السعيدي إنه منذ تأسيسها، قادت شركة مياه وكهرباء الإمارات مشاريع ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، حيث استطاعت تكليف وتطوير أكبر خمس محطات مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، ابتداء من مشروع محطة «نور أبوظبي» عام 2019 ومشروع محطة «الظفرة» عام 2023 إضافة إلى المحطات المستقبلية «العجبان» و«الخزنة» و«الزرّاف».
وأضاف أن الشركة تتولى تنفيذ مبادرات استراتيجية من شأنها تسريع خطة انتقال الطاقة في دولة الإمارات، من خلال تنويع مزيج الطاقة في الدولة عبر نشر الطاقة المتجددة والنظيفة، إلى جانب تقنيات تحلية المياه منخفضة الكربون، لدعم تحقيق هدف «طاقة نظيفة بنسبة 60%» بالتعاون مع دائرة الطاقة – أبوظبي، وفقا لمستهدفات استراتيجية الطاقة النظيفة لعام 2035 لإنتاج الكهرباء في إمارة أبوظبي، إضافة إلى تمكين تحقيق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وتتولى شركة مياه وكهرباء الإمارات بصفتها الشركة الوحيدة المعنية بشراء وتوريد المياه والكهرباء في إمارة أبوظبي قيادة عمليات التخطيط، وتنبؤات الطلب، والتعاقد مع شركات الإنتاج، وتشغيل أنظمة شبكات نقل الماء والكهرباء.
 

مقالات مشابهة

  • برلماني: أول محطة كهرباء هجينة في مصر خطوة جريئة تعزز تنافسية الاقتصاد وتدعم التحول الأخضر
  • برلمانية: محطة PV-CSP الهجينة ترجمة فعلية لرؤية الدولة في تعظيم العائد الاقتصادي من الطاقة المتجددة
  • برلماني: أول محطة كهرباء هجينة PV-CSP نقلة نوعية تعزز أمن الطاقة وتفتح آفاق الاستثمار الأخضر
  • الأقصر تشارك في منتدى الشباب العربي الإفريقي «الجامعات الخضراء»
  • برلمانية: محطة الطاقة الهجينة تشكل دفعة قوية لتوطين الصناعة الخضراء
  • خبراء لـ«الاتحاد»: الإمارات أرست تجربة رائدة في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة
  • المدير المساعد لإدارة المشاريع بـ «مياه وكهرباء الإمارات» لـ «الاتحاد »: مشروع «مدار الساعـة» يسهم بتـأمين %8 من إجمالي تـوليـد الكهـرباء بأبوظبي
  • توقيع اتفاقية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية في 33 مستشفى حكومياً
  • «تحالف الطاقة النظيفة» في «كهرباء دبي» يحفز مساهمة الشركات في دعم الاستدامة
  • جامعة القصيم: مشروع الطالب محمد الحاج بكلية الهندسة يحقق أعلى فئة ببرنامج "قادة طاقة المستقبل"