عربي21:
2025-05-28@06:28:48 GMT

بين قرّرت وأجّلت: الخاوة على أصولها!

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قلبت المقاومة الفلسطينية الطاولة على الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات وفي مراحل عديدة، ليس فقط عسكريا، بل في واحدة من أكثر الملفات حساسية وتعقيدا: ملف تبادل الأسرى، فالسؤال المركزي كيف تحوّلت المقاومة إلى لاعب رئيسي في معادلة الأسرى؟ وكيف أدارت الملف بحنكة ودهاء وذكاء، وكيف أجبرت الاحتلال على الرضوخ لقواعدها؟

قرار حاسم منذ اللحظة الأولى

في اللحظات الأولى من عملية "طوفان الأقصى"، أدركت المقاومة أن ملف الأسرى سيكون أحد أعمدة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، فلم يكن احتجاز الجنود والمدنيين مجرد تحصيل حاصل، بل خطوة محسوبة بعناية، وملف الأسرى الإسرائيليين حرب معلنة تديرها المقاومة بحذر، ورسالة بأن من يتحكم بهذا الملف هي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وليس تل أبيب.



منذ اللحظة الأولى وضعت المقاومة قواعد اللعبة:

المقايضة مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: لا حديث منذُ بداية الحرب عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين؛ بصفقة تحمل في طياتها إمكانية تغيير وجه السجون والإفراج عن الغالبية العظمى من المعتقلين، بمن فيهم أصحاب المحكوميات العالية، وهذا ما كان مؤخرا على لسان مسؤولين إسرائيليين يؤيدون الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في إطار مبدأ "الكل مقابل الكل"، فقد تسلحت المقاومة بأن قوتها لا تكمن فقط في قدراتها العسكرية أو السياسية، بل في عقيدتها الراسخة التي تجعلها تخوض مفاوضات متدرجة وبطيئة، باعتبار قضية الأسرى عقائدية وأخلاقية، وهو ما منحها دعما شعبيا واسعا.

إدارة تفاوضية ذكية: لم تقع المقاومة في فخ المفاوضات السريعة والمجزأة، بل أدارت العملية بـ"التقسيط" وفق رؤية مدروسة، فقد استخدمت الإعلام بمهارة فائقة، فتارة من بوابة التسريبات حول ظروف الأسرى الاسرائيليين، وتارة أخرى عبر الفيديوهات التي تنشرها المقاومة، وصولا الى التحكم بطريقة إخراج الأسرى الإسرائيليين، وكلها أوراق ضغط أبقت الاحتلال في حالة إرباك دائم والتي بدورها صعدت من وتيرة الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي.

"أجّلت" بذكاء فزاد الثمن!

مع كل جولة تفاوض، كانت المقاومة تقول للاحتلال: لسنا في عجلة من أمرنا! التباطؤ لم يكن ضعفا، بل كان تكتيكا مدروسا لرفع سقف المطالب، متزامنا مع ثباتها في الميدان رغم الضغوطات وقدرتها على التغيير المستمر في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لمواجهة المستجدات، هذه الاستراتيجية جعلت الاحتلال يرضخ لمطالب لم يكن ليقبل بها في بداية الحرب، والسبب؟ الزمن لم يكن في صالحه، ففي كل جولة مفاوضات كان يزداد الضغط الشعبي في إسرائيل مع استمرار احتجاز الأسرى، فتحولت عائلات المحتجزين إلى قوة ضغط داخلية على حكومة نتنياهو، خاصة مع القلق المتصاعد بأن المقاومة قد تُقدم على تصفية بعض المحتجزين إذا استمر التعنت الإسرائيلي، كل هذا جعل الاحتلال يرضخ تدريجيا، فيما حافظت المقاومة على زمام المبادرة.

"الخاوة" على أصولها!

يمكن هزيمة جيش، يمكن تدمير مبانٍ، ويمكن فرض حصار اقتصادي، لكن لا يمكن القضاء على فكرة متجذرة في وجدان شعب بأكمله بأن لن يترك أسراه، ما فعلته المقاومة يمكن وصفه ببساطة بأنه "الخاوة على أصولها"، لكن بأسلوب ذكي واحترافي، فالاحتلال الذي اعتاد أن يكون الطرف الذي يفرض شروطه، وجد نفسه في موقف "الدافع" لا المتحكم، فدفع مقابل كل يوم تأخير حياة بعض الأسرى الإسرائيليين، والنتيجة الحتمية كانت بإطلاق سراح أسرى كان يرفض الإفراج عنهم لعقود طويلة، عبر إذلاله سياسيا أمام جمهوره وأمام العالم بأن المقاومة لم تمنح الاحتلال هدايا مجانية، بل جعلته يدفع الثمن غاليا، وبالتقسيط المريح، ولكن بشروط المقاومة!

فما فعلته المقاومة في ملف الأسرى بعد 7 أكتوبر يعتبر درسا في فن التفاوض وإدارة الصراعات، وقد أثبتت المقاومة أن من يملك الورقة الأقوى، ويُحسن استخدامها، يستطيع فرض معادلات جديدة، فالاحتلال الذي حاول كسر إرادة غزة، خرج مكسورا في الجولة الأولى من المفاوضات ليس سياسيا وعسكريا فحسب، وإنما على طاولة المفاوضات، فما عجز عنه في الميدان كان من الاستحالة تحقيقه من المفاوضات.

في النهاية، من قرر متى وأين وكيف تتم الصفقات، ليست تل أبيب، بل المقاومة في غزة، هذه الحقيقة هي أكبر انتصار في حد ذاتها!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المقاومة الاحتلال الإسرائيلي غزة إسرائيل اسرى احتلال مقاومة غزة مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الإسرائیلیین المقاومة فی لم یکن

إقرأ أيضاً:

وقف حرب وشيك: الاحتلال يفاوض مجددًا وقطر تكشف البنود السرية

جنود إسرائيليون (وكالات)

في تطور مفاجئ على صعيد الحرب الدامية في غزة، أعاد الاحتلال الإسرائيلي وفده التفاوضي إلى القاهرة، في محاولة جديدة لكسر الجمود، وسط مؤشرات قوية على قرب إعلان أمريكي مرتقب لوقف إطلاق النار تقوده إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن الوفد الإسرائيلي سيصل العاصمة المصرية خلال الساعات القادمة، للانخراط في مناقشات "حاسمة" بشأن مقترحات تهدئة متقدمة طرحها الوسطاء الإقليميون والدوليون، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة على حكومة بنيامين نتنياهو.

اقرأ أيضاً شاب يكشف الكارثة التي أصابت صديقه بسبب الشيشة الإلكترونية 26 مايو، 2025 "كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية 26 مايو، 2025

 

بنود الاتفاق.. ما الذي تغيّر؟:

وفق مصادر إعلامية قطرية، يتضمن الاتفاق المقترح بنودًا مثيرة للجدل، أبرزها:

إطلاق دفعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل هدنة تستمر 70 يومًا

دخول شامل للمساعدات الإنسانية، بما فيها الوقود، إلى كافة مناطق قطاع غزة

تشغيل معبر رفح تحت إشراف دولي وبإدارة مصرية - إسرائيلية مشتركة

إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في نهاية فترة التهدئة

بدء مرحلة جديدة من إعادة إعمار القطاع.

ويبدو أن هذا التحرك يأتي متزامنًا مع خطة أمريكية يجري الإعداد لإعلانها خلال أيام، حيث ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم نقلاً عن مسؤولين في حكومة نتنياهو، أن ترامب بات على وشك إعلان وقف رسمي للحرب، في خطوة قد تُعيد ترتيب أوراق المنطقة بالكامل.

 

هل تراجع الاحتلال عن وعوده؟:

عودة الوفد الإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات في هذه المرحلة توحي بـ تراجع واضح عن الأهداف العسكرية التي كان نتنياهو قد أعلنها مسبقًا، وفي مقدمتها السيطرة الكاملة على القطاع وتهجير السكان.

بل إن الاعتراف الأخير من نتنياهو بصعوبات ميدانية تواجه قواته في "المرحلة الأخيرة من عملية عربات جدعون"، يعكس حجم التحديات التي تواجه الاحتلال على الأرض.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتباهى بتصوير الأسرى عراة.. لا تظهر عليهم المجاعة
  • ضابط سابق بجيش الاحتلال: حماس تساهم إعلاميا بتعميق انقسام الإسرائيليين
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم نتنياهو بممارسة إرهاب نفسي بحقها
  • الإسرائيليين أصبحوا أشلاء.. القسام توجه ضربة موجعة لجيش الاحتلال شمال غزة
  • تخوف إسرائيلي: إطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة تبادل يعني تجدد المقاومة في الضفة
  • وقف حرب وشيك: الاحتلال يفاوض مجددًا وقطر تكشف البنود السرية
  • أمن المقاومة: الثأر ممن قتل ونهب وتعاون مع العدو قادم
  • قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرقا منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان
  • قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرق منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان
  • ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟