الجارديان: زعيم التحالف المسيحي المُحافظ يدعو للاستقلال الأوروبي عن أمريكا
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت صحيفة (ذا جارديان) البريطانية إن زعيم التحالف المسيحي المُحافظ فريدريش ميرتس، احتفل بانتصار تحالفه في الانتخابات الألمانية، بحث أوروبا على جعل نفسها أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي سيلقى صدى لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكنه قد يتوقف على ما إذا كان ميرتس قادرًا على بناء أغلبية في البوندستاج لرفع ما يسمى بكوابح الديون التي تُبطئ الزيادات في الإنفاق الدفاعي.
ومن بين الاحتمالات المتاحة لزعيم تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي من المقرر أن يصبح المُستشار المقبل لألمانيا، أن يزعم أن البلاد في حالة طوارئ، في محاولة لفرض التغيير من خلال البوندستاج قبل حله.
وتُظهِر تصريحات ميرتس، وهو من أنصار الأورو-أطلسية طيلة حياته، مدى السرعة التي يتوصل بها الزعماء الأوروبيون إلى استنتاج مفاده أن رئاسة دونالد ترامب تتطلب من القارة أن تصبح أكثر مسؤولية عن أمنها.
وقالت الصحيفة إنه صحيح أن أنجيلا ميركل، المستشارة السابقة (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، تكهنت في عام 2017 بوجود فجوة متزايدة بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد قمة مجموعة السبع المرهقة خلال ولاية ترامب الأولى، لكن ميرتس ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث أخبر الجمهور عبر التلفزيون مساء أمس عن محادثاته مع الزعماء الأوروبيين من أجل تعزيز أوروبا في أسرع وقت ممكن، حتى يحقق الأوروبيون الاستقلال عن الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن ميرتس قوله في التصريح التليفزيوني "بعد تصريحات دونالد ترامب الأسبوع الماضي، من الواضح أن الأمريكيين، والأمريكيين في هذه الإدارة، لا يهتمون كثيرًا بمصير أوروبا".
وقالت الجارديان إن ميرتس استخدم نبرة ملحة عندما قال: "إنه غير متأكد مما إذا كان الزعماء المجتمعون في قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو سيظلون يتحدثون عن الحلف في شكله الحالي أو ما إذا كان علينا أن ننشئ قدرة دفاعية أوروبية مستقلة بسرعة أكبر".
وأضافت أنه ليس من المُستغرب، بالنظر إلى وجهات نظر ماكرون الراسخة بشأن الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي، أن يسارع الرئيس الفرنسي إلى الحديث عن احتمال أن يصبح المحرك الفرنسي الألماني، الذي توقف في ظل النهج الحذر للمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، فجأة قادرًا على الإصلاح.
وقال ماكرون أثناء توجهه إلى واشنطن للقاء ترامب اليوم الاثنين: "نحن نشهد لحظة تاريخية. ويمكن أن تؤدي إلى اتفاق فرنسي ألماني غير مسبوق".
وأوضحت الصحيفة أن ميرتس وماكرون، وكلاهما من المغامرين بطبيعتهما، يرغبان في اختبار إلى أين يمكن أن تقود الشراكة النشطة.
ورأت الصحيفة أن ميرتس وماكرون يحتاجان أيضا إلى التقييم المشترك حول ما إذا كانت المملكة المتحدة، وهي شريك طبيعي لواشنطن، بدأت في استنتاج أن أمنها يكمن في أوروبا، وإذا كان الأمر كذلك، ما إذا كان يتعين إزالة بعض الخطوط الحمراء لحكومة ستارمر بشأن السوق الموحدة من أجل تحفيز التعاون الدفاعي الأوروبي الأوسع.
وقالت الصحيفة إن ميرتس ألمح قبل الانتخابات، إلى تطرفه عندما قال: "نحن بحاجة إلى إجراء مناقشات مع كل من البريطانيين والفرنسيين -القوتين النوويتين الأوروبيتين- حول ما إذا كان التقاسم النووي، أو على الأقل الأمن النووي من المملكة المتحدة وفرنسا، يمكن أن ينطبق علينا أيضا".
ورأت الصحيفة أن ميرتس سيحتاج أيضا إلى اتخاذ قرارات بشأن توريد صواريخ توروس إلى أوكرانيا، وما إذا كانت الروابط الدفاعية الأوروبية المشتركة فكرة تستحق المتابعة. وقالت الصحيفة إن القيود المفروضة على تمويل الدفاع في الاتحاد الأوروبي ستناقش في قمة خاصة للاتحاد الأوروبي في السادس من مارس.
كما رأت الصحيفة أنه على المدى القريب، من غير المتوقع أن توفر ألمانيا قوات للمشاركة في قوة طمأنة أوروبية مُقترحة في أوكرانيا. وقد رفض شولتس، الذي أصبح الآن خارج الصورة، الفكرة بغضب باعتبارها سابقة لأوانها الأسبوع الماضي، ولكن باريس ولندن تعملان على مقترحات مشتركة لنشر قوات على الأرض، بعيدا عن خط المواجهة، في سياق وقف لإطلاق النار.
وتعتقد فرنسا أن ليتوانيا وفنلندا وإستونيا من المرجح أن تنضم إلى هذه المهمة، ولكن هناك جهود تُبذل أيضًا لإقناع السويد وهولندا. وتعتقد فرنسا والمملكة المتحدة أن هذه القوة ستتطلب "دعمًا" أمريكيًا، وخاصة فيما يتعلق بالنقل والاستخبارات والغطاء الجوي. وحتى الآن، تصر إدارة ترامب على أنها لن تلعب دور الدعم.
وعلى الصعيد المحلي، سيتعين على ميرتس أن يرى ما إذا كانت هناك أغلبية الثلثين في البوندستاج لرفع كوابح الديون، وهي قاعدة مكرسة دستوريًا تحد من العجز الهيكلي في الميزانية الألمانية إلى 0.35٪ من الناتج الوطني.
وتنطبق نفس القاعدة على إنشاء صندوق خاص خارج الميزانية العمومية مثل الصندوق البالغ 100 مليار يورو (83 مليار جنيه إسترليني) الذي أعلن عنه شولتس في عام 2022 لتمويل إصلاح القوات المسلحة الألمانية.
ومن المحتمل أن يصوت حزب شولتس الديمقراطي الاجتماعي لإنهاء الكوابح، كما سيفعل حزب اليسار، إذا تم ربطها بالبنية التحتية بدلًا من الإنفاق الدفاعي.
وقالت الصحيفة إن ميرتس قد يزعم أنه لا يحتاج إلى رفع الكوابح لأنه قادر على خلق الحيز المالي من خلال خفض الرعاية الاجتماعية، أما حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي جاء في المركز الثاني في انتخابات أمس بنحو 21% من الأصوات، فهو يعارض تسليح أوكرانيا أو تعديل الكوابح، وهي واحدة من القضايا التي أدت إلى الانهيار المبكر للائتلاف السابق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجارديان الاستقلال الأوروبي أمريكا فريدريش ميرتس الصحیفة أن ما إذا کان من الم
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو بافتتاح مؤتمر المحيطات إلى معاهدة دولية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -اليوم الاثنين- قادة دول العالم إلى التصديق على معاهدة لحماية المحيطات تسمح بإقامة محميات بحرية، في المياه الدولية، من الصيد الجائر والتلوث البلاستيكي وارتفاع درجة حرارة مياه البحار التي تهدد النظم البيئية الحساسة والأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وقال غوتيريش -خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الأممي الثالث للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية إن "المحيطات أكبر مورد مشترك، لكننا مقصرون تجاهها" مشيرا إلى انهيار المخزون السمكي وارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة حموضة مياه المحيطات.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحثون يطورون نموذجا لتتبع كربون المحيطات من الفضاءlist 2 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 3 of 4علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسيةlist 4 of 4كينيا تستضيف مؤتمر "محيطنا" في 2026end of listوقد بدأت فعاليات المؤتمر في المدينة الساحلية الفرنسية بحضور ما لا يقل عن 100 وفد من مختلف دول العالم، من بينهم نحو 50 رئيس دولة أو حكومة، وآلاف المندوبين والعلماء وممثلي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وجميع الجهات المعنية بالحفاظ على المحيطات.
وحذر غوتيريش -في كلمته الافتتاحية- من أن الصيد غير المشروع والتلوث البلاستيكي وارتفاع درجات حرارة البحر تهدد النظم البيئية الحساسة والأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وتمثل المحيطات حاجزا أساسيا ومهما أمام تغير المناخ، لكن حين تصبح مياهها أكثر سخونة بسبب ارتفاع درجة الحرارة تُدمر النظم البيئية البحرية وتهدد قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
إعلانوتنتج المحيطات نحو 50% من الأكسجين، وتمتص حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتلتقط أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناجمة عن تلك الانبعاثات.
ويحذر العلماء من أن فقدان النظم البيئية، وتغير المناخ، والتلوث البلاستيكي، والإفراط في استخدام الموارد البحرية، كلها عوامل تدفع محيطاتنا إلى نقطة اللا عودة.
وقال غوتيريش "هذه أعراض نظام في أزمة، وتؤدي إلى بعضها البعض، تفكيك سلاسل الغذاء وتدمير سبل العيش وزيادة انعدام الأمن".
وتسمح معاهدة أعالي البحار -التي اعتُمدت عام 2023- للدول بإنشاء محميات بحرية في المياه الدولية التي تغطي ما يقرب من ثلثي المحيطات، وهي غير منظمة إلى حد كبير.
ولن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ إلا بعد تصديق 60 دولة عليها. وتوقع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن يتم ذلك قبل نهاية العام، ولا تتم حماية إلا نحو 1% فقط من المياه الدولية المعروفة باسم "أعالي البحار" حاليا.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشارك في استضافة المؤتمر مع -كوستاريكا- للوفود إن 50 دولة صادقت على المعاهدة ووعدت 15 دولة أخرى بذلك.
ويأتي تحرك الدول لتحويل وعود على مدى سنوات إلى حماية حقيقية للمحيطات في الوقت الذي تنسحب فيه الولايات المتحدة بتمويلها من مشروعات المناخ، كما تخفف بعض الدول الأوروبية التزاماتها المتعلقة بالسياسة الخضراء في إطار سعيها لدعم اقتصاداتها الضعيفة وصد التيارات اليمينية المتطرفة.
وتشهد قمة المحيطات في نيس مقاطعة الولايات المتحدة. وأكدت ريبيكا هوبارد، مديرة "تحالف أعالي البحار" أن واشنطن لم تصادق على المعاهدة بعد، ولن تفعل ذلك خلال المؤتمر.
وقالت هوبارد "إذا لم يُصدّقوا، فلن يكونوا مُلزمين به. سيستغرق التنفيذ سنوات، لكن من الضروري أن نبدأ الآن، ولن ندع غياب الولايات المتحدة يمنعنا من ذلك".
إعلانوكان ماكرون قد قال للصحفيين أمس تعقيبا على مقاطعة واشنطن للمؤتمر "ليس الأمر مفاجئا، فنحن نعرف موقف الإدارة الأميركية بشأن هذه القضايا". ومن جهته قال الأمير البريطاني وليام إن حماية محيطات الكوكب تشكل تحديا "لم نواجهه من قبل".
كما اعتبر خبراء المحيطات هذا المؤتمرَ فرصة لحشد الاستثمارات لصالح اقتصاد المحيطات الذي واجه منذ فترة طويلة صعوبة في جذب التزامات تمويلية كبيرة.
ففي اجتماع استمر يومين للمصرفيين والمستثمرين في موناكو خلال عطلة نهاية الأسبوع، تعهد المتبرعون والمستثمرون من القطاع الخاص والبنوك العامة بتخصيص 8.7 مليار ات يورو (نحو 10 مليارات دولار) على مدى 5 سنوات لدعم الاقتصاد الأزرق المتجدد والمستدام.
وذكرت الأمم المتحدة أن الاستثمارات في صحة المحيطات بلغت 10 مليارات دولار فقط في الفترة من عام 2015 إلى 2019، وهو أقل بكثير من 175 مليار دولار المطلوبة سنويا.
ولمعالجة هذه الفجوة، قالت الأمم المتحدة أمس إنها بدأت العمل على تصميم مرفق تمويل جديد، من المقرر إطلاقه عام 2028 بهدف تحرير مليارات الدولارات لاستعادة صحة المحيطات من خلال تعبئة مصادر جديدة ومتنوعة من رأس المال.
ويستهدف المؤتمر -الذي يختتم يوم 13 يونيو/حزيران- الحشد الدولي لحماية المحيطات وتنفيذ الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية، واستخدامها على نحو مستدام.