وزير الصحة يفتتح المؤتمر العلمي الأول للأشعة التداخلية ويشيد بدورها في تطوير التشخيص والعلاج
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
افتتح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، المؤتمر العلمي الأول للجمعية المصرية للعلاج بالأشعة التداخلية، مؤكدًا الأهمية العلمية للمؤتمر في تبادل الخبرات ونقل المعارف الحديثة في هذا المجال الحيوي، الذي يشهد تطورًا متسارعًا في السنوات الأخيرة.
وفي مستهل كلمته، وجه عبدالغفار الشكر للجمعية المصرية للأشعة التداخلية وكافة الشركاء والداعمين المحليين والإقليميين والدوليين.
وأكد عبدالغفار أن الأشعة التداخلية تمثل طفرة نوعية في مجال التشخيص والعلاج، حيث توفر بدائل دقيقة وفعالة للتدخلات الجراحية التقليدية، ما يسهم في تقليل المضاعفات وتسريع عملية الشفاء وتحسين جودة حياة المرضى، وأوضح أن الأشعة التداخلية تلعب دورًا محوريًا في علاج أمراض مختلفة، مثل الأورام بأنواعها، وأمراض الأوعية الدموية، والتدخلات العلاجية في الجهاز الهضمي والكبد والكلى، كما أشار إلى أن هذه التقنيات تتيح إجراء تدخلات علاجية دقيقة بأقل قدر من الألم وفي أسرع وقت ممكن.
وأضاف الوزير أن التقدم في مجال الأشعة التداخلية يعكس حجم الاستثمارات العلمية والتكنولوجية التي حُققت، والتي أدت إلى تحسين دقة التشخيص والعلاج، واليوم، باتت الأشعة التداخلية خيارًا علاجيًا أساسيًا لعلاج أمراض الشرايين، مثل تمدد الأوعية الدموية وانسداد الشرايين دون الحاجة إلى جراحات كبرى.
كما أبرز عبدالغفار الدور المتقدم للأشعة التداخلية في علاج أورام الكبد عبر تقنيات التردد الحراري والقسطرة العلاجية، إلى جانب استخدامها في علاج حالات معقدة مثل النزيف الداخلي، وسرطان الرئة، وأمراض العمود الفقري والمفاصل، ما يساهم في تقليل فترات الإقامة بالمستشفيات وتحقيق نتائج علاجية أفضل.
وأكد الوزير أن التوسع في تطبيقات الأشعة التداخلية يُعد خطوة هامة نحو تقديم رعاية صحية أكثر كفاءة ودقة، بما يتماشى مع رؤية الدولة في تحسين الخدمات الصحية، وأوضح أن وزارة الصحة والسكان تولي اهتمامًا بالغًا بهذا التخصص الواعد، من خلال تزويد المستشفيات الحكومية بأحدث الأجهزة والتقنيات، وإنشاء وحدات متخصصة بالأشعة التداخلية في المستشفيات الكبرى.
وأشار إلى أن الوزارة تنفذ برامج تدريبية متقدمة للأطباء والفنيين بالتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية، لبناء كوادر طبية مؤهلة قادرة على تطبيق أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال الحيوي، مع التركيز على الاستثمار في الموارد البشرية كعامل أساسي لتحقيق طفرة نوعية في مستوى الخدمات الطبية.
وأضاف عبدالغفار أن 56% من المناهج الدراسية الحالية ستتطلب تطويرًا لمواكبة متطلبات سوق العمل عند تخرج الطلاب، في دلالة على وتيرة التغير المتسارعة والتقدم المستدام الذي يشهده القطاع الصحي.
وفي ختام كلمته، أعرب عبدالغفار عن تقديره للجنة المنظمة لهذا المؤتمر العلمي الثري، ولكافة شركاء النجاح، مشددًا على أن هذه اللقاءات العلمية تمثل انعكاسًا إيجابيًا على تطوير الخدمات الطبية وتعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
من جانبه، استعرض الدكتور محمد فوزي، مستشار وزير الصحة للأشعة ورئيس الجمعية المصرية للعلاج بالأشعة التداخلية، الإنجازات التي تحققت في هذا المجال، مشيدًا بالرسالة العلمية التي يحملها المؤتمر، وأوضح أنه سيتم خلال المؤتمر تنظيم ثلاث جلسات علمية تناقش علاج تضخم البروستاتا الحميد والخبيث، إضافة إلى التعريف بدور الجمعية في الارتقاء بملف الأشعة التداخلية.
واختُتمت فعاليات المؤتمر بتكريم الدكتور خالد عبدالغفار لعدد من وزراء الصحة والسكان السابقين، ولفيف من الرموز البارزين في مجال الأشعة التداخلية، تقديرًا لجهودهم المبذولة في هذا القطاع الحيوي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الصحة الصحة الأشعة التداخلية وزير الصحة والسكان المجال الحيوي المزيد الأشعة التداخلیة وزیر الصحة تطویر ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
أشعة كونية تصيب جسدك كل ثانية.. مصدرها قد يكون نجما محتضرا
لا تترك الأشعة الكونية عالية الطاقة التي تخترق أجسادنا بانتظام أثرا مرئيا أو ألما محسوسا، لكن وجودها أصبح حقيقة، وكان الاختلاف بين العلماء في تحديد مصدرها، غير أن دراسة جديدة ترجح أن يكون مصدرها نجوما عملاقة في لحظاتها الأخيرة قبل الانفجار.
والأشعة الكونية هي جسيمات دون ذرية، معظمها من البروتونات، تسافر بسرعات هائلة عبر الفضاء، وتصل بعضها إلى طاقة تفوق مليون مليار إلكترون فولت، وهي طاقة أعلى بألف مرة من تلك التي تنتجها أقوى وأكبر آلة في العالم لتسريع الجسيمات، وهي مصادم الهادرونات الكبير، الذي يوجد في نفق دائري ضخم تحت الأرض، بطول 27 كيلومترا، على الحدود بين فرنسا وسويسرا.
وعلى الرغم من أن الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض يمتصان أغلب هذه الأشعة الكونية، إلا أن بعضها يتمكن من الوصول إلى سطح الأرض، بل وحتى إلى أجسادنا.
ويتعرض الجسم لجسيم واحد كل ثانية، لكنه لا يشعر به ولا يتأثر به لأن الجرعة الإشعاعية منخفضة جدا، حيث قدرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بمعدل سنوي يقدر بـ 0.33 ملي سيفرت، أي ما يعادل تقريبا ثلاثة فحوصات بالأشعة السينية للصدر.
ولولا المجالات المغناطيسية والغلاف الجوي على سطح الأرض، لوصلت أجسامنا كميات كبيرة من الأشعة الكونية، لكن ما يصل هو كمية ضئيلة جدا، لا تشكل خطرا صحيا على الإنسان العادي.
ولطالما اشتبه العلماء بأن المستعرات العظمى (انفجار النجوم الضخمة في نهاية حياتها) هي مصدر هذه الأشعة القوية، فالانفجار يخلق بيئة مثالية تتكون من طاقة هائلة، جسيمات أولية، وحقول مغناطيسية قادرة على تسريع هذه الجسيمات إلى سرعات مذهلة.
إعلانلكن المفاجأة كانت أن بقايا المستعرات القريبة، مثل "كاسيوبيا أ" أو "تايخو"، لم تُظهر ما يكفي من الطاقة لتفسير الأشعة الكونية الشديدة التي نراها.
وفي دراسة جديدة ستظهر في مجلة "أسترونومي آند أستروفيزيكس"، ونشرت نسخة ما قبل الطبع على منصة "أركايف"، أعاد باحثون النظر في "نظرية السوبرنوفا"، ووجدوا أن هذه النجوم لا تتحول إلى مصادر فائقة للطاقة إلا إذا فقدت كمية ضخمة من كتلتها قبل الانفجار، تحديدا ما لا يقل عن كتلة نجمين مثل شمسنا.
وتلك الكتلة المطرودة يجب أن تبقى قريبة ومضغوطة حول النجم، فعندما ينفجر النجم، تصطدم موجة الصدمة بهذا الغلاف، وتولد حقولا مغناطيسية هائلة تقوم بتسريع الجسيمات بشكل متكرر حتى تصل إلى طاقة "بيتا إلكترون فولت" قبل أن تقذف إلى الفضاء.
لكن هذا "المسرع الكوني" لا يدوم طويلا، فخلال أشهر قليلة، تهدأ الصدمة، ويتراجع مستوى التسارع إلى ما دون الطاقة القصوى.
ويقول الباحثون، إن هذه المرحلة النشطة فائقة الطاقة لا تدوم طويلا، ولا يمكن رصدها إلا إذا كانت قريبة جدا من الأرض، ولأن آخر سوبرنوفا في مجرتنا لم تكن قريبة بما يكفي، فإننا ببساطة فاتنا العرض، ومع ذلك، فإن السوبرنوفا تحدث في مجرتنا كل بضع سنوات، وكل ما علينا فعله هو الانتظار بصبر.