اعتراف إسرائيلي بإقصاء اليهود الشرقيين من مؤسسات الدولة لصالح الغربيين
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تتكشف المزيد من الحقائق التي تؤكد أن اليهود الشرقيين يمثلون تمثيلاً ناقصًا في الأنظمة الثقافية والأكاديمية والاقتصادية والقانونية وغيرها في دولة الاحتلال، رغم أنهم مكوّن رئيسي فيها، بينما يستولي نظراءهم الغربيين على كامل مقدرات الدولة، ومواردها، مما يكشف عن جانب جديد من جوانب العنصرية، حتى بين اليهود أنفسهم.
البروفيسور يفعات بيتون والدكتورة سيغال ناغار-رون، ذكرتا أن "هذا الأسبوع شهد حدثا تاريخياً في إسرائيل، لأنه للمرة الأولى تم الاعتراف باليهود الشرقيين (المزراحيم) من قبل لجنة عامة كأقلية تستحق سياسة تعديل لضمان التمثيل المناسب، وقامت لجنة تحديث أساليب التجنيد والفرز والتدريب للمدراء في الشركات الحكومية، برئاسة البروفيسور آساف ميداني، بفحص معمّق لمعايير الخدمة في مجالس الإدارة، وقررت أن اليهود الشرقيين يعانون من نقص التمثيل في هذا الفريق".
وأضافتا في مقال مشترك نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أننا "أمام خطوة جريئة، حيث أوصت اللجنة بدراسة سبل دمج المزيد من اليهوديات الشرقيات، مع التركيز على المناطق النائية، للعمل كمديرات في الشركات الحكومية، الأمر الذي يكشف لكل من يدرس المجتمع الإسرائيلي، ويدرك جيدًا من بياناته المنشورة أن اليهود الشرقيين ممثلون بصورة ناقصة في الأنظمة الثقافية والأكاديمية والاقتصادية والقانونية وغيرها، المجال الوحيد الذي يبدو أن حضورهم فيه ممثلاً بشكل جيد هو العمل السياسي".
وأشارتا إلى أنه "إضافة لهذه البيانات المزعجة، فإن اليهود الشرقيين لا يحظون بالاعتراف من الدولة كفئة تستحق الترقية، أو سياسات العمل الإيجابي التي يتم تنفيذها بشكل شامل في الوزارات الحكومية، على حساب مجموعات الأقليات الأخرى، بل إن الخطاب المهيمن فيها ينفي أي اهتمام بهم في هذا السياق، على النقيض من الروابط الحزبية السياسية".
ولفتتا الأنظار إلى أن "من أقدم على رفع فئة اليهود الشرقيين إلى مراتب تستحق العلاج التصحيحي في مؤسسات الدولة، تعرضوا للهجوم، بزعم أنهم يثيرون (الشيطان العرقي) أو ببساطة عنصريون، مما يعني وجود صعوبة في الاعتراف بوجود مجموعة يهودية كبيرة تواجه حواجز وأسقفاً زجاجية، رغم أنهم عاشوا وتلقوا تعليمهم في الدولة منذ الجيلين الثالث والرابع".
وأوضحتا أن "استبعاد اليهود الشرقيين من المناصب الرفيعة في مؤسسات الدولة الحكومية يتم تفسيرها بأسباب مختلفة، كلّها تتعلق بالإنكار الساعي لتغطية جرح مفتوح في المجتمع الإسرائيلي، وينبع من رفض تحديد المجموعة (المزراحية) من اليهود الشرقيين مقابل المجموعة (الأشكنازية) الغربية، التي تتمتع بمزايا جوهرية لافتة، وتخوف الدولة بهذه الحالة أن يتم الإعلان أن الأشكناز عموما لا يستحقون مكانتهم الاجتماعية المرموقة".
وأشارتا إلى أنه "يمكن تقدير أن هناك العديد من اليهود الشرقيين الموهوبين والمستحقين، لكنهم محرومون من الوصول لآليات النمو في المجتمع الإسرائيلي، بسبب التصورات النمطية العنصرية، والافتقار إلى الصلات العليا في مؤسسات الدولة، ولذلك فقد حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة من أجل البدء في عملية شفاء المجتمع، والادعاء بأن إدخال معيار اليهودي الشرقي من شأنه أن يضر بجودة أعضاء مجالس الإدارة للمؤسسات الحكومية، مع أن هذا الادعاء المعاد تدويره يغذي فكرة مشوهة وعنصرية".
وأكدتا أن "هذه الظاهرة المتعلقة باستبعاد اليهود الشرقيين من المواقع العالية في مؤسسات الدولة، ليست منعزلة عن الانتقادات الحادة الموجهة لتلك المؤسسات بعدم الكفاءة، وانعدام التنظيم، المُتجسّد في الوضع الحالي، ويضرّ في الواقع بجودة المؤسسات الحكومية، رغم أن العديد من الشرقيين تلقوا تعليماً أكاديمياً، وخبرة واسعة في مجالات الاقتصاد والقانون والمجتمع، وقادرين على خدمتها بشكل جيد".
وأوضحتا أن "الرافضين لتوصيات اللجنة المذكورة أعلاه هم في الأصل متورطون في السلوك العنصري ضد المزراحيم، ومنخرطون في وضع الهوية العرقية اعتبارا أساسياً للتعيينات في المواقع الحكومية، وهذا يؤكده المكتب المركزي للإحصاء الذي أدرك مؤخرا أهمية عكس التفاوت العرقي المستمر، وقرر نشر البيانات مقسمة حسب العرق، لأن بياناته المفاجئة كشفت أن 12% فقط من اليهود من أصول مختلطة، مما يعني أن النزعة القبلية العرقية في دولة الاحتلال ما زالت حيّة، ونابضة بالحياة".
وختمتا بالقول إن "هذه الظاهرة العنصرية في استبعاد اليهود الشرقيين، تضاف الى ظواهر أخرى تتمثل في قانون الشركات الحكومية التي استبعدت ضمناً العديد من مكوّنات الدولة مثل النساء وفلسطينيي 48، على أمل أن تعترف قطاعات أخرى كالجامعات والمؤسسات الأكاديمية والنظام القضائي بالمزراحيم كفئة تستحق التمثيل المناسب وتطوير سياسات ملائمة، بحيث يحصل أبناؤها على فرصة حقيقية للمشاركة المتساوية في نظام الخدمة العامة العليا في الدولة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية دولة الاحتلال العنصرية العنصرية إقصاء دولة الاحتلال الأشكناز صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی مؤسسات الدولة من الیهود
إقرأ أيضاً:
موسكو تُدرج ماتاريلا وتاجاني وكروسيتو على قائمة القادة الغربيين المعادين لروسيا
نشرت وزارة الخارجية الروسية قائمةً تضمّ عددًا من القادة الغربيين، من بينهم ماتاريلا وتاجاني وكروسيتو، ووصفتهم بأنهم "معادون لروسيا". وظهرت تصريحات كايا كالاس سبع مرّات في القائمة، بوصفها أبرز ممثلة أوروبية فيها، فيما استدعت إيطاليا سفير موسكو احتجاجًا على نشر القائمة. اعلان
نشرت وزارة الخارجية الروسية، في 24 يوليو، قائمة تتضمن تصريحات لقادة غربيين، بينهم رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، واعتبرتها مثالاً على "خطاب الكراهية" تجاه روسيا.
وأفادت القائمة بأن التصريح المنسوب إلى ماتاريلا ورد في خطاب ألقاه في 5 فبراير 2025 بجامعة مرسيليا، أشار فيه إلى "تشابهات بين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وبعض ممارسات الرايخ الثالث".
وتضم الوثيقة التي تحمل عنوان "أمثلة على تصريحات قادة وممثلي نخب الدول الغربية حول روسيا باستخدام خطاب الكراهية" اقتباسات من 13 دولة، إضافة إلى شخصيات من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، ويُعدّ اقتباس ماتاريلا الوحيد من إيطاليا.
وفي ردّ على النشر، استدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير الروسي لدى روما، بينما أعلنت أحزاب من الأغلبية والمعارضة في إيطاليا تضامنها مع الرئيس ماتاريلا.
Related بسبب ستارلينك.. كيف أوقف إيلون ماسك هجوماً أوكرانياً حاسماً ضد روسيا في 2022؟شركة هندية تدافع عن تصدير شحنة مركّب متفجّر إلى روسيا بقيمة 1.4 مليون دولار بتهمة "نشر أكاذيب عن الجيش"..روسيا تحكم بالسجن 12 عاما على صحافية مرتبطة بنافالني كايا كالاس الأكثر "كراهية لروسيا"تتضمن القائمة التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية، تصريحات لعدد من قادة الغرب، من بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف الناتو مارك روتي، الذي ورد ذكره في أكثر من ثلاث مناسبات.
كما تم تضمين اقتباسات للممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي ورد اسمها سبع مرات في الوثيقة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد أُدرج السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فقط، وكان قد تكهّن في منشور على موقع "إكس" بإمكانية قيام الولايات المتحدة بقصف روسيا في حال لم تمتثل موسكو لإنذار السلام النهائي الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تاجاني وكروسيتو أيضًا على قائمة "المعادين لروسيا"أُدرج اسم وزير الخارجية أنطونيو تاجاني ووزير الدفاع غيدو كروسيتو إلى جانب رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا في قائمة أعدتها وزارة الخارجية الروسية عام 2024، واعتبرت تصريحاتهم أمثلة على "خطاب الكراهية" ضد روسيا.
وجاءت العبارة المنسوبة لماتاريلا من خطاب ألقاه في 18 مايو 2024 في المقبرة العسكرية البولندية بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة مونتي كاسينو.
في المقابل، استُلهمت عبارة تاجاني من مقابلة نُشرت في صحيفة "إل ميساجيرو" في 24 فبراير 2024، بينما جاءت عبارة كروسيتو من مقابلة أخرى نُشرت في 6 مايو من نفس العام.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة