توقيف محاميين غيابياً في ملفّ مصرف لبنان ونقل سلامة مجدداً إلى المستشفى
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي وبناء قرار الهيئة الاتهامية في بيروت، مذكرتيْ توقيف غيابيتين بحقّ المحاميين في المصرف ميشال تويني ومروان عيسى الخوري،في ملفّ اختلاس أموال عامة بقيمة 44 مليون دولار من حساب الاستشارات في مصرف لبنان.
وأتى هذا القرار في وقتٍ تشهد فيه حالة سلامة الصحية تدهوراً سريعاً أدى لنقله إلى المستشفى، وفق ما أفادت مصادر مواكِبة لوضعه الصحي، «الشرق الأوسط».
وقالت"ان سلامة «مكث نحو أسبوعين في مستشفى بحنّس وأُعيد إلى مكان توقيفه في سجن قوى الأمن، لكن حالته تدهورت سريعاً، فأمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار بنقله فوراً إلى المستشفى».
وأكدت المصادر أن سلامة «يعاني أزمة قلبية، إذ خضع، قبل أسابيع قليلة، لقسطرة وتركيب دعامة في أحد شرايين القلب، كما أن إحدى رئتيه تعمل بنسبة 20 في المائة، ويعاني من حالة اكتئاب، وفق ما ورد في تقرير اللجنة الطبية التي عاينته مؤخراً».
وأشار مصدر قضائي ل"الشرق الاوسط" إلى أن «الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي نسيب إيليا، وعضوية المستشارتين ميريام شمس الدين وروزين حجيلي، فسخت قرار القاضي حلاوي الذي كان قد استجوب تويني وعيسى الخوري، وقرر تركهما لقاء كفالة مالية مقدارُها مليار ليرة لبنانية (11 ألف دولار أميركي) لكلّ منهما.
غير أن النيابة العامة المالية استأنفت قرار حلاوي أمام الهيئة الاتهامية، وطلبت توقيفهما. وأوضح المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، أن قاضي التحقيق «نفّذ طلب الهيئة الاتهامية، وكان مضطراً إلى اتخاذ هذا القرار، وإن لم يكن مقتنعاً به». ورأى المصدر أن هاتين المذكرتين «تجعلان من تويني وعيسى الخوري شريكين لرياض لسلامة في الجرم، ساعداه في الأفعال المنسوبة إليه، والتي يبقى من حق محكمة الأساس الفصل بما إذا كانت التهم المنسوبة إلى سلامة وتويني وعيسى الخوري صحيحة أم لا»، وعَدَّ أن «صدور المذكرتين يستدعي إحالة الملف على النيابة المالية لإبداء مطالبها بالأساس، تمهيداً لصدور القرار الظني».
من جهته، عَدَّ المحامي كمال حيدر، وكيل المحامي المدعى عليه ميشال تويني، أن «قرار الهيئة الاتهامية الذي استند إليه القاضي حلاوي باطل بطلاناً مطلقاً». وأشار، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الهيئة «لم تستدعِ موكلي ولا المحامي عيسى الخوري؛ لاستجوابهما، بل أصدرت مذكرتي توقيف وجاهيتين بحقّهما، وهما لم يكونا ماثلين أمامها، وهذا يُشكل سابقة بتاريخ القضاء، إذ لا يمكن إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق أي مدعى عليه وهو غير موجود أمام الهيئة التي أصدرت المذكرة»، مذكِّراً، في الوقت نفسه، بأن رئيس الهيئة القاضي نسيب إيليا «خالف رأي زميلتيه القاضيتين ميريام شمس الدين وروزين حجيلي، وعَدَّ أن الادعاء المستند إلى تويني وعيسى الخوري لا يستدعي التوقيف، خصوصاً أنهما تُركا لقاءَ كفالةٍ مالية، وأبديا استعدادهما للتعاون مع القضاء بما يسمح باستعادة أي أموال للمصرف المركزي أو لخزينة الدولة».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الهیئة الاتهامیة
إقرأ أيضاً:
البابا ليو يغادر بيروت: أدعو الشرق الأوسط إلى مقاربات جديدة بعيدًا عن عقلية العنف
قال البابا ليو الرابع عشر: "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام". وأضاف: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتن لزيارتي وكوني بينكم".
اختتم البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، زيارته التاريخية إلى لبنان التي استمرت ثلاثة أيام، في أولى جولاته الخارجية منذ انتخابه بابا في مايو الماضي. بزيارة مؤثرة إلى موقع انفجار مرفأ بيروت، حيث أدى صلاة صامتة تكريماً لضحايا الكارثة.
وترأس الحبر الأعظم قداساً في الهواء الطلق على الواجهة البحرية لبيروت، حضره أكثر من 100 ألف شخص، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش اللبناني، الذي أغلق الطرق المؤدية إلى موقع الحدث.
ونُقل المشاركون من مختلف المناطق اللبنانية عبر حافلات خاصة، في تظاهرة جماهيرية نادرة منذ اندلاع الأزمات المتلاحقة في البلاد.
وشارك في القداس الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب عدد من المسؤولين السياسيين.
ورفع أقارب ضحايا انفجار مرفأ بيروت صور ذويهم عند وصول البابا، ووقفوا بصمت قرب بقايا الصومعة المدمرة وأكوام السيارات المحترقة التي خلّفها الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً في أغسطس 2020.
البابا: "أنعموا على لبنان بفرصة السلام"وفي عظته، أشار البابا ليو إلى "المشاكل الكثيرة" التي يعاني منها لبنان، من بينها انفجار المرفأ، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمة الاقتصادية، و"العنف والصراعات التي أعادت إحياء مخاوف قديمة". وقال: "يجب أن يقوم كل واحد بدوره، وعلينا جميعا أن نوحد جهودنا كي تستعيد هذه الأرض بهاءها".
وأضاف: "ليس أمامنا إلا طريق واحد لتحقيق ذلك: أن ننزع السلاح من قلوبنا، ونسقط دروع انغلاقاتنا العرقية والسياسية، ونفتح انتماءاتنا الدينية على اللقاءات المتبادلة، ونوقظ في داخلنا حلم لبنان الموحد، حيث ينتصر السلام والعدل، ويمكن للجميع فيه أن يعترف بعضهم ببعض إخوة وأخوات".
ووجّه البابا رسالة روحية إلى اللبنانيين، واصفاً بلادهم بأنها تحمل "جمالاً خاصاً وهبة إلهية"، مستشهداً بآية من الكتاب المقدس: "مجد لبنان يأتي إليك.. السرو والسنديان". كما شدد على أن حضوره في لبنان هو "علامة شكر لله على عطاياه وصلاحه"، داعياً إلى عدم نسيان الامتنان حتى وسط المعاناة.
وأطلق من ساحة بيروت نداءً أوسع إلى الشرق الأوسط، داعياً إلى "مقاربات جديدة" لرفض "عقلية الانتقام والعنف"، والتغلب على الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية. وقال: "علينا أن نغيّر مسارنا، وأن ندرّب قلوبنا على السلام"، مجدداً دعوته إلى المجتمع الدولي لـ"عدم إدخار جهد في تعزيز مسارات الحوار والمصالحة".
زيارة رمزية لضحايا الانفجار ودار رعاية نفسيةوقبل القداس، توجّه إلى مستشفى "دي لا كروا" المتخصّص في رعاية المصابين باضطرابات نفسية، حيث وجّه كلمة إلى المرضى والعاملين، واصفاً المرفق بأنه "تذكير للبشرية بأهمية رعاية الضعفاء".
وخلال لقائه، الإثنين، مع قادة الطوائف المسيحية والإسلامية السنية والشيعية والدرزية، دعا البابا إلى "الاتحاد لالتئام جراح البلاد"، بعد سنوات من الصراعات والشلل السياسي والأزمات الاقتصادية التي دفعت بموجات هجرة واسعة. وطالب الزعماء الدينيين والسياسيين بإظهار أن "الشعب اللبناني قادر على العيش معاً في احترام وحوار".
كما حثّ السلطات اللبنانية والدول التي تشهد نزاعات على "الإصغاء إلى صرخات شعوبها الذين ينشدون السلام"، داعياً الجميع إلى "وضع أنفسهم في خدمة الحياة والخير العام".
وأشار إلى أن زيارته تأتي في سياق "مهمة السلام"، خاصة في ظل استمرار التوتر مع إسرائيل والضربات الجوية التي تطال الجنوب.
Related لقاء تاريخي في القسطنطينية: البابا ليو والبطريرك برثلماوس يؤكدان على وحدة المسيحيينالبابا ليو الرابع عشر في لبنان: الحل الوحيد في فلسطين هو حل الدولتين لكن إسرائيل لا تريدهفي اليوم الثاني لزيارته.. البابا ليو الرابع عشر يزور ضريح مار شربل ويهدي لبنان قنديل السلام وداع رسمي في مطار بيروتوأُقيمت مراسم وداع رسمية للبابا ليو الرابع عشر في مطار بيروت الدولي، حيث ودّعه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائلاً: "شكراً لكم لأنكم استمعتم إلينا ولأنكم استودعتم لبنان رسالة السلام وسمعنا رسالتكم وسنستمرّ في تسجيدها".
وأضاف عون: "الشعب اللبناني استقبلكم بكل طوائفه بمحبة تعكس توقه إلى السلام، ونأمل أن نبقى في صلواتكم". وتابع: "دعيتم إلى المصالحة وأكدتم على أن هذا الوطن ما زال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية، ولمسنا محبتكم للبنان وشعبه".
من جهته، قال البابا ليو الرابع عشر: "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام". وأضاف: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتن لزيارتي وكوني بينكم".
وتابع متأثراً: "تأثرت بزيارتي إلى مرفأ بيروت وصليت من أجل كل الضحايا، وأحمل معي كل آلام الأهالي المطالبين بالعدالة". وختم كلمته باللغة العربية قائلاً: "شكراً وإلى اللقاء".
وحظي البابا ليو الرابع عشر - الذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع في الأوساط العالمية قبل انتخابه بابا للفاتيكان - باستقبال حاشد رسمي وشعبي منذ وصوله إلى لبنان يوم الأحد.
واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق التي مر بها موكبه لتحيته، تحت الأمطار في بعض الأحيان، في مشهد نادر عكَسَ تفافاً وطنياً حول رسالة السلام التي حملها ضيف الفاتيكان.
وتكتسب هذه الزيارة بعداً تاريخياً خاصاً كونها تأتي بعد سنوات من المحاولات المتعثرة لسلفه الراحل، البابا فرنسيس، لزيارة لبنان، والتي لم تتحقق بسبب الظروف السياسية والاقتصادية المضطربة في البلاد، إضافة إلى التحديات الصحية التي واجهها البابا الراحل.
ومن هذا المنظور، تُسجَّل زيارة البابا ليو الرابع عشر كحدث استثنائي في تاريخ العلاقات بين الكرسي الرسولي ولبنان، كما تبرز دلالتها الإقليمية الأوسع في منطقة تشهد توترات متصاعدة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة