البلاد (موسكو، واشنطن)
واصلت موسكو وواشنطن، أمس (الأربعاء)، تبادل الإشارات المتباينة بشأن جهود دفع المسار التفاوضي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في ظل لقاءات مكثفة جرت في الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، فيما تتصاعد انتقادات روسية غاضبة لتصريحات مسؤولين في حلف شمال الأطلسي “الناتو” اعتبرتها موسكو محاولة مباشرة لعرقلة المفاوضات.


وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيس بوتين “وافق على عدد من المقترحات الأميركية ورفض أخرى”، مؤكداً أن روسيا مستعدة لـ “لقاءات مطوّلة” مع الجانب الأميركي وصولاً إلى اتفاق شامل. ونفى بيسكوف أن يكون بوتين قد رفض خطة السلام الأمريكية، مضيفاً أن صياغة كهذه “غير دقيقة”، مشيداً في الوقت نفسه بمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدفع التسوية.
وعقب محادثات امتدت حتى ساعات الفجر بين بوتين والمبعوثين الأمريكيين، أكد أحد مساعدي الكرملين أن اللقاء “لم يسفر بعد عن حلول وسط”، غير أن الطرفين بحثا “جوهر المقترحات” الخاصة بخطة السلام.
وكشف مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن موسكو تسلمت أربع وثائق إضافية من الجانب الأمريكي بعد النسخة الأولى من الخطة، مشيراً إلى أن واحدة منها تضم 27 بنداً. وأوضح أوشاكوف أنه لا يستطيع الكشف عن مضمون الوثائق، لكنه شدد على أنها جميعاً تتعلق بـ “تسوية سلمية طويلة الأمد”.
وبحسب أوشاكوف، فإن الخلافات ما زالت قائمة حول وضع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، إلا أنه أكد أن “المقترحات الأمريكية قيد النقاش”.
وفي سياق متصل، شنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هجوماً على تصريحات رئيس اللجنة العسكرية في الناتو جوزيبه كافو دراغوني، والتي تحدث فيها عن إمكانية توجيه “ضربات استباقية” لروسيا، واصفة التصريحات بأنها “أداة لتعطيل الاتصالات الجارية لتسوية الصراع”.
وقالت زاخاروفا: إن توقيت هذه التصريحات “لافت”، خاصة أنها صدرت في فترة تشهد نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً حول الملف الأوكراني، معتبرة أن أوروبا الغربية “تدمر اقتصادها تحت ذريعة سباق التسلح”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه تم إحراز “بعض التقدم” في المحادثات مع روسيا، لافتاً إلى أن واشنطن تسعى لصياغة تسوية توفر “ضمانات أمنية حقيقية للأوكرانيين” وتسمح لإعادة إعمار اقتصادهم.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

تصعيد روسي أوروبي جديد | بوتين يؤكد جاهزية موسكو للحرب .. واتهامات لفرنسا بالسعي للتدخل في الشأن الأوكراني

تواصل الأزمة الأوكرانية إلقاء ظلالها الثقيلة على المشهد الدولي، وسط تصاعد ملحوظ في حدة التصريحات بين روسيا والدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا. وفي وقت يتحدث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لأي احتمالات عسكرية قد تطرأ، تكشف أجهزة الاستخبارات الروسية عن مؤشرات تُنذر بتوتر أكبر، بينما تتمسك باريس بنفي الاتهامات. هذا المشهد المتشابك يعكس حجم التعقيد الذي وصلت إليه الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

بوتين: لا نريد الحرب.. لكننا مستعدون لها

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى "روسيا تنادي!" في موسكو، أن روسيا لا تخطط لخوض حرب ضد أوروبا، مشدداً في الوقت نفسه على أن موسكو ستكون جاهزة «منذ اللحظة الأولى» إذا قررت أوروبا الدخول في مواجهة.


وقال بوتين إن بلاده ستواصل تكثيف الضربات ضد المنشآت والسفن الأوكرانية، مؤكداً أن العمليات العسكرية مستمرة وفق ما تراه القيادة الروسية مناسباً لحماية مصالح البلاد.

اقتصاد روسيا في مواجهة الضغوط الخارجية

وفي سياق آخر، استغل بوتين مشاركته في المنتدى للحديث عن الوضع الاقتصادي، موضحاً أن القطاع المالي الروسي تمكن خلال السنوات الأخيرة من إعادة هيكلة عملياته بنجاح.


وأشار إلى أن روسيا استطاعت استبدال مصادر التمويل الخارجية غير الموثوقة بأخرى محلية، في خطوة اعتبرها دليلاً على مرونة الاقتصاد الروسي وقدرته على مواجهة العقوبات والضغوط الغربية.

اتهامات روسية لفرنسا.. بحث عن مشاركة مباشرة في الحرب

في المقابل، أطلق جهاز المخابرات الخارجية الروسي تحذيرات جديدة ضد فرنسا، متهماً إياها بالبحث عن خيارات للمشاركة المباشرة في الحرب الأوكرانية.


وكشف الجهاز معلومات تشير إلى أن الحكومة الفرنسية تنظر في المرسوم رقم 1030-2025، الذي يسمح باستخدام شركات عسكرية خاصة لتقديم الدعم لدول منخرطة في نزاعات مسلحة، في إشارة واضحة بحسب موسكو إلى أوكرانيا.


وقال الجهاز إن "حتى المواطن الأوروبي الأقل خبرة يدرك أن المقصود بهذه الدولة هي أوكرانيا"، معتبراً أن الخطوة تتزامن مع تعزيز باريس وجودها العسكري قرب الحدود الشرقية لأوروبا.

ردود متبادلة وتصعيد دبلوماسي

من جانبها، كانت وزارة الخارجية الروسية قد توعدت سابقاً بأن أي وجود عسكري فرنسي مباشر داخل أوكرانيا سيُعامل كهدف مشروع للجيش الروسي.


في المقابل، تواصل باريس نفي هذه الاتهامات، ووصفتها بـ"الادعاءات المضللة" التي تهدف بحسب قولها إلى تشويه موقفها تجاه الأزمة الأوكرانية.

بين تصريحات بوتين وتحذيرات الاستخبارات الروسية وردود باريس المتواصلة، يبدو أن الأزمة الأوكرانية تشهد مرحلة جديدة من التوتر، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب. ومع استمرار الاتهامات والتصعيد الكلامي، تبقى المنطقة الأوروبية أمام سيناريوهات مفتوحة قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في الفترة المقبلة.

طباعة شارك فرنسا بوتين روسيا المخابرات الحرب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأوكراني: المبعوث الأمريكي اتصل بعميروف بعد اجتماع موسكو
  • روسيا: لا تسوية حول أوكرانيا بعد محادثات بوتين مع مبعوثي ترامب
  • وزير الخارجية الأمريكي: واشنطن حققت بعض التقدم في المحادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • تصعيد روسي أوروبي جديد | بوتين يؤكد جاهزية موسكو للحرب .. واتهامات لفرنسا بالسعي للتدخل في الشأن الأوكراني
  • زيلينسكي: روسيا تسعى لإبعاد واشنطن عن مسار التسوية في أوكرانيا
  • بوتين: أوروبا تعرقل جهود السلام .. وموسكو مستعدة لأي مواجهة إذا فُرضت عليها
  • أوروبا تترقّب بقلق.. مفاوضات واشنطن وموسكو تضع الملف الأوكراني أمام اختبار حاسم
  • بوتين يلتقي المبعوث الأمريكي ويتكوف غدًا في موسكو.. فيديو
  • موسكو بصدد مناقشات مع واشنطن بشأن خطة تسوية الأزمة الأوكرانية