سفير موسكو يحسم جدل إقامة قاعدة روسية في السودان
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
متابعات تاق برس- قال السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، أنه لا توجد أي تطورات جديدة بشأن مشروع إنشاء قاعدة بحرية روسية على الأراضي السودانية، نافياً ما تم تداوله مؤخراً حول تقدم في هذا الملف.
وأوضح في تصريحات أدلى بها لوكالة “تاس” الروسية، أن المعلومات التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، والتي تحدثت عن عرض سوداني لروسيا لإنشاء قاعدة بحرية، تعود في أصلها إلى اتفاق تم توقيعه عام 2020، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة متاحة للعامة لكنها لا تزال بحاجة إلى التصديق الرسمي.
وأضاف السفير: “في هذه المرحلة، كل شيء متوقف، ولم يتم إحراز أي تقدم في هذا الصدد بعد. على الأقل، لا أعلم شيئاً عن ذلك. لذا، فإن الحديث عن أي شيء جديد هنا، على أقل تقدير، سابق لأوانه”.
وكانت روسيا قد أعلنت في ديسمبر 2020 عن توقيع اتفاقية مع السودان لإنشاء منشأة دعم لوجستي للبحرية الروسية في مدينة بورتسودان، تُستخدم لأغراض الإصلاح وتزويد السفن بالمؤن، إضافة إلى توفير الراحة لأفراد الطواقم.
وفي فبراير 2025، صرّح وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف، عقب محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، بأن الجانبين “اتفقا على كل شيء” بشأن الاتفاقية، إلا أن التصريحات الأخيرة للسفير الروسي تشير إلى أن المشروع لا يزال في حالة جمود، بانتظار خطوات تنفيذية ملموسة.
البحر الأحمرالسفير الروسيالقاعدة الروسيةالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر السفير الروسي القاعدة الروسية
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: السودان يعرض على روسيا أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا
كشفت مصادر سودانية لصحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة في الخرطوم عرضت على روسيا إقامة أول قاعدة بحرية لها في القارة الأفريقية على ساحل البحر الأحمر، في تطور جيوسياسي لافت قد يغير موازين القوى في واحد من أهم الممرات التجارية البحرية في العالم.
وبحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين سودانيين، فإن العرض يشمل منح موسكو موطئ قدم دائم على البحر الأحمر، ما يتيح لأسطولها إعادة التزود والتموين والإصلاح في موقع استراتيجي يطل على طرق تجارة أساسية تربط بين آسيا وأوروبا. وإذا تم الاتفاق، ستكون هذه القاعدة أول حضور بحري رسمي لروسيا في أفريقيا، ومن أبرز نقاط ارتكازها خارج المحيطات التقليدية لنفوذها.
مكسب استراتيجي لموسكو… وقلق أمريكي متزايدوترى دوائر غربية أن القاعدة البحرية المقترحة قد تمثل مكسبًا مهمًا لروسيا، التي تسعى منذ سنوات إلى تعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في أفريقيا، لكنها واجهت منافسة شديدة من الصين وضغطًا متواصلًا من الولايات المتحدة.
أما واشنطن، فتنظر إلى التطور باعتباره «مقلقًا للغاية»، إذ تخشى من إمكانية استخدام روسيا لهذه القاعدة لتهديد حركة التجارة العالمية أو لعرقلة الوجود البحري الأميركي والغربي في البحر الأحمر، خاصة في ظل التوترات الراهنة في المنطقة وارتفاع أهمية الممر المائي كبديل لمسارات مهددة في البحر الأسود.
البحر الأحمر… ساحة تنافس عالميويمنح الموقع المحتمل للقاعدة روسيا نفوذًا مباشراً على واحد من أهم الشرايين البحرية في العالم، حيث تمر نسبة كبيرة من التجارة الدولية، إضافة إلى قربه من مضيق باب المندب شديد الحساسية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الساحل الغربي للبحر الأحمر تنافسًا حادًا بين قوى عالمية عدة، بينها الولايات المتحدة والصين وتركيا، إلى جانب القوى الإقليمية.
ورغم أن السودان كان قد ناقش المشروع نفسه مع موسكو في السنوات الماضية، فإن الحرب الحالية والانقسامات الداخلية جعلته أكثر اعتمادًا على الدعم الخارجي، ما قد يفسر إعادة إحياء العرض الروسي.
وحتى الآن، لم تؤكد موسكو توقيع اتفاق نهائي، فيما تشير مصادر سودانية إلى أن المحادثات لا تزال جارية، وقد تتضمن حوافز اقتصادية وعسكرية تقدمها روسيا مقابل منحها الامتياز.
وفي حال إتمام الصفقة، فإنها ستشكل نقطة تحول جديدة في التوازنات البحرية الدولية، وستثير موجة من ردود الفعل الغربية، خصوصًا من واشنطن التي تسعى لمنع خصومها من إقامة موطئ قدم عسكري على الممرات البحرية الحيوية للقارة الأفريقية.