مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
البلاد (الخرطوم)
أدانت منظمة العفو الدولية، أمس (الأربعاء)، ما أسمته “جرائم حرب” ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان خلال اقتحام مخيم زمزم للنازحين على حدود الفاشر في وقت سابق من هذا العام، مستندة إلى شهادات حديثة من الناجين وشهود عيان. وكان المخيم، الذي يضم نحو مليون شخص قبل الهجوم، قد شهد فرار أكثر من 400 ألف مدني بعد الهجوم الذي وقع في إطار الصراع المستمر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ عامين.
وحسب تقرير المنظمة، فقد قامت قوات الدعم السريع بقتل المدنيين عمدًا، واحتجازهم كرهائن، ونهب وتدمير المساجد والمدارس والعيادات الطبية، وفق شهادات 29 شخصًا من شهود وأقارب ضحايا وصحافيين. وبين 11 و13 أبريل الماضي، استخدمت القوات المتفجرات وفتحت النار بشكل عشوائي على مناطق مكتظة بالسكان، بحسب المنظمة التي طالبت بالتحقيق في الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وأكدت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار أن الهجوم “المروّع والمتعمّد على المدنيين اليائسين والجوعى في مخيم زمزم يؤكد ازدراء قوات الدعم السريع بالحق في الحياة”، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية في 16 أبريل أظهرت حفرًا جديدة ناتجة عن الاستخدام الواسع للأسلحة المتفجرة، وهو ما تسبب في سقوط مئات القتلى.
وتفاقمت مأساة دارفور، إذ أفادت الطبيبة في اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين أديبة إبراهيم السيد، بمقتل 25 ألف طفل منذ اندلاع الحرب، إضافة إلى تعرض 45 قاصرًا للاغتصاب أثناء فرارهم من الفاشر إلى مدينة طويلة. كما وصل نحو 800 طفل منفصل عن أسرهم إلى طويلة، يعانون من سوء التغذية والصدمات النفسية، وتلقت حالات العنف الجسدي العلاج من منظمة”أطباء بلا حدود”.
من جانبها، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن مخيم زمزم شهد عمليات قتل عمدية واحتجاز رهائن ونهب وتدمير منشآت حيوية، مؤكدة أن كل هذه الأفعال تصنف كجرائم حرب وطلبت تحقيقًا فوريًا وفق القانون الدولي.
سياسيًا، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس دونالد ترمب يتولى شخصيًا حل الأزمة في السودان، معتبراً إياه القائد القادر على إدارة الملف. ومن جانبه، شدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، على أهمية توحيد الإرادة الوطنية وبناء رؤية واضحة للسلام المستدام والوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن السلم الاجتماعي وقبول الآخر ونبذ خطاب الكراهية هما أساس أي تحول سياسي ناجح في السودان.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تخريب الكنائس في بورتسودان.. السودان يعرض على روسيا قاعدة بحرية!
أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، أنه أحبط هجومًا شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مؤكّدًا أن قواته تمكنت من التعامل الميداني مع الاعتداء وإفشاله بالكامل.
وأوضح الجيش في بيان أن قوات الدعم السريع استمرت في الهجوم على المدينة رغم إعلانها هدنة وصفها الجيش بأنها “مناورة سياسية وإعلامية مضللة تهدف إلى تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي والتغطية على تحركاتهم الميدانية وتدفق الدعم الخارجي”.
وأكد الجيش أن إعلان الهدنة كان مجرد غطاء لتحركات عسكرية تزيد من الأزمة الإنسانية في البلاد، مشددًا على أنه لن يسمح باستغلال الوضع الإنساني لأي أنشطة عسكرية تهدد المدنيين أو تعقّد المشهد الإنساني.
وأشار البيان إلى أن الهجوم الأخير جاء استمرارا لمحاولات قوات الدعم السريع خرق الهدنة التي أعلنتها بنفسها، مؤكّدًا أن القوات المسلحة تعاملت مع الاعتداء بحزم دفاعًا عن المدينة وسكانها، وجدد الجيش التزامه بحماية المدنيين ومواصلة عملياته لإفشال أي تحركات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق النزاع.
الدعم السريع تتهم الجيش السوداني بخرق الهدنة للمرة الثامنة وتعلن صدّ هجوم في بابنوسة
اتهمت قوات الدعم السريع في السودان، مساء الاثنين، الجيش بخرق الهدنة الإنسانية للمرة الثامنة، بعد تنفيذه هجوماً مباغتاً فجر اليوم على مواقع “قوات تأسيس” في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان.
وقالت “الدعم السريع” في بيان إن الهجوم يشكّل “خرقاً واضحاً” للهدنة التي دعت إليها دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات)، مؤكدة التزامها الكامل بوقف إطلاق النار منذ لحظته الأولى.
وأضافت أن قوات الجيش استخدمت تشكيلات وصفتها بـ”المتطرفة”، مشيرة إلى أن الهجوم يعكس “عدم احترام الجيش لأي التزام إنساني أو قانوني”، وأنه يستهدف تعطيل جهود السلام ومنع وصول المساعدات للمدنيين.
وأوضحت “الدعم السريع” أن “قوات تأسيس” صدت الهجوم بالكامل قبل تنفيذ عملية عسكرية مضادة أدت إلى تحرير الفرقة 22 ومدينة بابنوسة بالكامل، وتحييد “تهديدات” قالت إنها كانت تستهدف المدنيين.
وذكرت أن العملية أسفرت عن تكبيد الجيش “خسائر كبيرة” وتدمير آليات ثقيلة والاستيلاء على معدات عسكرية “متطورة” من دول إقليمية.
وأكد البيان أن استعادة بابنوسة تمثل “محطة مفصلية” في مواجهة مجموعات “متطرفة” داخل الجيش، مجددة التزامها بالهدنة الإنسانية واستعدادها للانخراط في مسار سلام “عادل ودائم” يستبعد الحركة الإسلامية والإخوان.
في السياق، شهدت مدينة بورتسودان السودانية، أعمال تخريب طالت كنيستين في وسط المدينة، حيث قام مجهولون بكتابة شعارات دينية إسلامية على الجدران الخارجية لكل من الكنيسة الإنجيلية المشيخية والكنيسة الأرثوذكسية المجاورة باستخدام رشاشات حمراء.
وبحسب ما نشر موقع “ذا كريستيان بوست”، تقع الكنيستان في منطقة السوق وسط المدينة، مقابل مركز شرطة وبالقرب من المكاتب الحكومية، إلا أن السلطات المحلية لم تتخذ أي إجراءات لوقف هذه الأعمال أو التحقيق فيها.
ورغم وضوح الحادث وموقعه في منطقة عامة مزدحمة، قرر قادة الكنيسة الإنجيلية عدم تقديم شكوى رسمية لتجنب تأجيج التوترات المجتمعية، وقام المصلون بتغطية الكتابات وتحويلها إلى أعمال فنية تجريدية.
وعبرت إحدى عضوات الكنيسة عن قلقها، قائلة: “الله وحده يعلم ما سيحدث بعد ذلك إذا تم التسامح مع هذه الجريمة المليئة بالكراهية”.
وتأتي هذه الحوادث في وقت حساس بالنسبة للسودان، حيث أبدت الحكومة السودانية في بورتسودان رغبتها في توقيع اتفاقية مع روسيا لإقامة قاعدة بحرية على البحر الأحمر لمدة 25 عاماً.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، قد يُسمح بموجب الاتفاقية لموسكو بنشر ما يصل إلى 300 جندي ورسو أربع سفن حربية، بما في ذلك السفن النووية، بالإضافة إلى الحصول على امتيازات التعدين في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا.
ويتيح الموقع الاستراتيجي لبورتسودان لموسكو مراقبة حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس، الممر البحري الحيوي بين أوروبا وآسيا، ويمنحها القدرة على توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي في المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تثير توتراً دولياً، خصوصاً مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يراقبون بقلق تنامي النفوذ العسكري الروسي في إفريقيا والممرات البحرية الحيوية.
وتعد بورتسودان ثاني أكبر مدينة ساحلية في السودان، وميناءً استراتيجياً على البحر الأحمر، ما يجعلها موقعاً حساساً دولياً.
وتأتي أعمال التخريب في الكنائس ضمن سلسلة تحديات أمنية واجتماعية تواجه السودان منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح البرهان، حيث تتصاعد التوترات بين مختلف المجموعات الدينية والسياسية.
من جهة أخرى، يسعى السودان لتعزيز تحالفاته الدولية عبر اتفاقيات استراتيجية مع روسيا، في محاولة لتأمين دعم عسكري واقتصادي، لكنه يواجه ضغوطاً دولية من الولايات المتحدة وأوروبا، التي تخشى توسع النفوذ الروسي في البحر الأحمر وإفريقيا بشكل عام.