مجلس ديالى: المحافظة تجاوزت المنطقة الحمراء في مواجهة الحمى القلاعية
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
بغداد اليوم - ديالى
أكد مجلس ديالى، اليوم الجمعة (28 شباط 2025)، أن المحافظة تجاوزت ما يسمى "المنطقة الحمراء" في مواجهة مرض الحمى القلاعية الذي يعد من أخطر الأمراض الفتاكة للثروة الحيوانية.
وقال رئيس مجلس ديالى، عمر الكروي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الحمى القلاعية من الأمراض الفتاكة التي تسبب نفوق أعداد كبيرة من الماشية وقطعان الجاموس".
وأشار الكروي إلى أن "المستشفى البيطري والفرق المنتشرة في أكثر من 20 وحدة إدارية، بما في ذلك الأغذية والنواحي، كانت في حالة استنفار على مدار الساعة لرصد أي حالات اشتباه وتقديم العلاجات بشكل مباشر".
وأضاف أنه "حتى هذه اللحظة لم يصل لديه أي تقرير رسمي يؤكد وجود حالة مؤكدة للحمى القلاعية في المحافظة، لكن تم الإيعاز للمستشفى البيطري بالتعامل مع حالات الاشتباه بشكل مباشر وكأنها حالات إصابة مؤكدة من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية".
وأوضح أن "آخر تقرير للمستشفى البيطري أكد أن المحافظة تجاوزت المنطقة الحمراء للحمى القلاعية، وذلك من خلال انحسار معدلات حالات الاشتباه بنسبة تزيد عن 70% خلال الـ48 ساعة الماضية، وهو مؤشر إيجابي سيؤدي إلى حالة من الطمأنينة".
وأكد الكروي أن "ديالى لم تسجل أي حالة انتقال للمرض من حالات الاشتباه إلى الإنسان، وبالتالي لا توجد مخاطر من تناول اللحوم والألبان والأجبان"، نافيًا ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية انتقال المرض إلى الإنسان، خاصة بعد أن نفت وزارة الصحة هذا الموضوع.
واختتم الكروي بالقول إن "رغم تراجع معدلات حالات الاشتباه، إلا أن القيود المشددة على حركة الماشية والجاموس مستمرة ولن ترفع إلا بناءً على تقرير رسمي يؤكد زوال الخطر. وبذلك، ستستمر ديالى في فرض القيود، التي تطال حاليًا ثمانية مناطق بشكل مباشر، أبرزها خان بني سعد".
والجمعة الماضية، أعلن مجلس ديالى، تفعيل خلية الأزمة لمواجهة وباء الحمى القلاعية داخل المحافظة.
وقال رئيس مجلس ديالى، عمر الكروي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الحمى القلاعية من الأمراض الفتاكة التي تصيب الثروة الحيوانية، وخاصة قطعان الجاموس والمواشي"، لافتًا إلى أن "مجلس ديالى في تواصل مستمر مع المستشفى البيطري للوقوف على آخر المستجدات، والسعي لتقديم كل وسائل الدعم والإسناد لتفادي انتقال المرض إلى داخل المحافظة، خصوصًا مع تسجيل إصابات مرتفعة جدًا في العاصمة بغداد، بمناطق قريبة من ديالى".
وأضاف أن "وفق قراءات المستشفى البيطري، تم تسجيل حالات اشتباه بالإصابة في عدة مناطق زراعية داخل ديالى خلال الأيام الماضية، منها خان بني سعد، الغالبية، والمقدادية، حيث تم أخذ العينات وإرسالها إلى المختبرات المختصة لحسم النتائج، سواء كانت سلبية أو إيجابية، وبالتالي ننتظر نتائج تلك الفحوصات لمعرفة الوضع الوبائي بشكل دقيق".
وأشار إلى أنه "تم تفعيل خلية الأزمة لدعم المستشفى البيطري والمراكز المنتشرة في أكثر من 20 وحدة إدارية، بهدف احتواء أي إصابات مؤكدة قد تظهر، حيث نحرص من خلال جهودنا على حماية الثروة الحيوانية، التي تشكل مرفقًا اقتصاديًا ومصدر رزق لآلاف العوائل التي تعتمد عليها في معيشتها".
وأكد الكروي أن "جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية مع المحافظات المجاورة تم اتخاذها، ومنها منع حركة قطعان الماشية والجاموس، إضافة إلى تفعيل فرق الرصد الوبائي الميدانية، والتواصل مع المناطق الزراعية للإبلاغ عن أي حالات اشتباه، بهدف تطويق أي إصابات محتملة".
بدوره أكد رئيس لجنة الزراعة النيابية السابق، فرات التميمي، الأربعاء (19 شباط 2025)، أنه لا يوجد أي دليل على أن الكارثة الوبائية التي ضربت الثروة الحيوانية في العراق ناجمة عن فعل مدبر.
وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "أجرى لقاءات مع عدد من المختصين في الثروة الحيوانية للوقوف على أسباب الكارثة الوبائية التي ضربت بغداد وعدداً من المحافظات، من خلال انتشار مرض الحمى القلاعية، والذي أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من قطعان الجاموس والمواشي، ما خلق مأساة لآلاف العوائل التي تعتمد بشكل مباشر على تربية الثروة الحيوانية لتأمين مصادر رزقها".
وأضاف، أن "الاستنتاجات الأولية، ومن خلال الحديث مع المختصين، استبعدت أن يكون ما حدث نتيجة فعل خارجي، ولم تظهر أي مؤشرات بهذا الاتجاه حتى هذه اللحظة ولكن المختصين قدموا مجموعة من الأسباب التي قد تكون وراء انتشار المرض، ومنها عدم تلقيح قطعان الجواميس، إضافة إلى التقصير من قبل دائرة البيطرة في ملف الثروة الحيوانية، ما أدى إلى حصول هذه الكارثة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الثروة الحیوانیة المستشفى البیطری حالات الاشتباه الحمى القلاعیة حالات اشتباه بغداد الیوم بشکل مباشر مجلس دیالى من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
سحق غزة بعد زيارة ترامب وقمة بغداد
ستبقى زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى المنطقة عنوان فخر وإنجاز تحقق لدونالد ترامب على المستوى الشخصي، ومكسبا غير مسبوق لأمريكا، استثمارات هي الأضخم في التاريخ بحسب وصفه للعقود المبرمة مع الدول التي زارها، والتي تضمن مئات آلاف الوظائف للأمريكيين واستمرارا للانتعاش الاقتصادي الذي يطمح ترامب بتحقيق "عظمة" لأمريكا به وجعلها في المرتبة الأولى. من على متن الطائرة التي اختتم بها زيارة أبو ظبي، سأله الصحفي إن كان يشعر بالإحباط لتشكيلة وفد روسيا المفاوض لأوكرانيا في إسطنبول، أجاب: "للتو حصلنا على 4 تريليونات دولار في أربعة أيام وتتحدث عن الإحباط وعن تشكيلة وفد، هذا لا يهم"؛ رد ترامب هذا كافٍ للكشف عن مزاعمه الانتهازية وعن القناع الزائف لمواقفه.
تحدث دونالد ترامب في رحلته العربية بكثير من مفردات الثناء على زعماء المنطقة، وبقليل الكلام عن أهم القضايا التي تمر بها المنطقة العربية، وبشكل أدق لم يُسمع بشكل صريح ومباشر شيء عن ضرورة ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف العدوان، بل أعاد السردية الصهيونية عن السابع من أكتوبر وتعاطفه مع إسرائيل أمام مضيفيه.. طقوس وحرارة استقباله حدث مستعاد في العلاقة الأمريكية الخليجية، حتى لو غيّر الأول طريقة تعاطيه مع ملفات عربية فالمصالح باقية ولم تتأثر، ولن تخضع لتحولات استراتيجية تنزع نحو بحثٍ عن تعدد الأقطاب والمصالح من الطرف الثاني على مبدأ التكافؤ والمساواة.
في الأيام القصيرة التي أعقبت زيارة ترامب، زادت أوضاع غزة مأساوية بخلاف أجواء التفاؤل التي سبقت مجيئه للمنطقة، وكشفت عن هشاشة العلاقة لناحية التأثير العربي المنعدم بالمصالح مع الإدارة الأمريكية مقابل التريليونات التي تحصل عليها، فالتسلح بفهلوة وابتسامات عربية يُبقي حالة التراجع والهزيمة تتسيد الموقف الرسمي العربي، وكما أثبتت تجربة ولاية ترامب الأولى بتحقيق التطبيع والاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس ونقل السفارة إليها وبضم الجولان، تثبت فاتحة رئاسته الثانية إمكانية تحويل المسار العربي السياسي بالافتراق الفعلي عن قضية فلسطين، وبقابلية تخلي النظام العربي عن نجدة غزة، بهذا الشكل الفاضح بعد واقعة حصاد التريليونات العربية.
مكامن القوة الاقتصادية والمالية العربية لا قيمة فعلية لها، والنتائج السابقة للاستثمار العربي لم تكن قائمة على ندية المصالح، ولن تتغير بغير الاتجاه الذي وضعت به، بأن تكون بعيدة كل البعد عن أن تكون عامل قوة ذاتي، وبقيت تشكل عامل اهتراء للأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. عند الحديث عن الحاجة العربية لعقود واستثمارات ضخمة بمجالات معينة لا تفيد وتخدم مستقبل هذه المجتمعات، وإن كانت هذه الاستراتيجية معروفة مسبقا، إلا أنها بقيت ضمن رهان التطلع العربي بممارسة نوع من ضغط المصالح التي تحفظ بعض ما تبقى من سياسة عربية، وتعيد ما فقدته من أوزان وتأثير في العقدين الماضيين.
لم يتبق في جعبة السياسة العربية ما يشير لحنكة ودهاء وأخلاق ومصالح وكرامة، بغير تلك المرتبطة باستراتيجية أمريكية صهيونية، لا شيء في الخطاب العربي أمام هول المذابح والجرائم الإسرائيلية بحق أبناء فلسطين، سوى مزيد من دعوات سخيفة تُطالب الجلاد بالكف عن سفك الدماء. فخلال عشرين شهرا من جرائم الإبادة الجماعية التأم العرب في اجتماعات وقمم عدة، أفضت لتحويل غزة لمقابر جماعية وقتل بمختلف الوسائل حتى الموت جوعا، فكم من شجاعة بَحث عنها العربي في قهره السائل؛ شربة ماء وما يسد به رمق جوع الغزيين قبل الموت بقنابل أمريكا و"عربات جدعون" التي تسحق أجساد فتك بها المرض والحصار والتدمير!
يتلقى الفلسطينيون بعد زيارة ترامب مواعظ كثيرة؛ فيها من إسفاف الكلام والتضليل والخداع للتسليم بقضاء المحتل وقدره، كلام يشير إلى أن أقصى ما يمكن أن يحصل عليه ضحايا الإبادة الجماعية في غزة، هو درس الاجترار السوداوي للكلام العربي بعد مراقبة الأفعال التي تنتهي عند تقوية شوكة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.
لكل ذلك، بدت القمة العربية في بغداد كسابقاتها عنوانا للعجز والتواطؤ العربي، وباهتة جدا بعد زيارة ترامب ومكاسبه، فأي كلام بعد هذه الزيارة لا معنى سياسيا له، فلا شيء يدل على ابتهاج عربي بإرادة حرة وكرامة وعزة، سلبها الأمريكي في أربع ليالٍ، ومنح المحتل طريقا لـ"عربات جدعون" ليستكمل سحق الأرض وما عليها، فلولا خطاب رئيس وزراء إسبانيا أمام زعماء العرب وممثليهم في قمة بغداد، لن يسجل في محاضر القمة ما يدل حقيقة عن صلابة مواقف، فحتى خطاب رئيس الوزراء الإسباني سانشيز كان بمثابة تعميق لفضيحة كبرى في عصر ما بعد انكسار المواقف العربية أمام جرائم الإبادة والعدوان المستمر.
بين زيارة ترامب والقمة العربية في بغداد، ربما تحضر رحلة هزيمة السياسة العربية، في انحدار أخلاقيات التآزر والتضامن العربي والإنساني مع غزة، وقد قلنا وكررنا مرات عدة، أن ما يفتقده الفلسطينيون شعبا وقضية هو حليف عربي فعلي على الطريقة الأمريكية الغربية لإسرائيل، ليس حليفا يدعم بالقنابل والذخيرة والمال واللوبيات، فقط في إثبات بعض من أخلاق وإنسانية لمن يموت بفعل سلاح الجوع والحصار والمرض، وهذا أدنى درجات التحالف، بعيدا عن "فذلكة" الشعارات والكلمات التي أتقن ترامب بشعبوية خطابه بعضا من فنها في طرح واقع خيالي مرسوم في ذهنه الاستعماري عن المنطقة العربية وعن فكرة التطهير العرقي لسكان غزة.
أخيرا، أثناء انعقاد القمة العربية في بغداد حذر قادة سبع دول أوروبية إسرائيلَ من أن آلاف الغزيين قد يموتون جوعا "ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية" لإدخال المساعدات الإنسانية، والتهديد بفرض عقوبات على إسرائيل والتفكير بمراجعة اتفاق الشراكة الأوروبي مع إسرائيل. البيان الصادر عن آيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورج ومالطا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، مرتبط بما تشهد عواصمها من مظاهرات ضخمة مؤيدة لفلسطين، وتضغط على حكوماتها لاتخاذ قرارات حاسمة. بالمنطق، ألا يفترض أن تكون مواقف عربية مماثلة ومبدئية بـ"مكارم الأخلاق" والغذاء والدواء، بأن يقال له للتو حصلت على أربعة تريليونات، وهو يستحق عتابا على الأقل؟
x.com/nizar_sahli