دبلن- شهد مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب حادثة غير مسبوقة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بترحيل وفد برلماني أوروبي رسمي نسق مسبقا مع تل أبيب مهمة دبلوماسية تحت اسم الأسبوع الأخضر في فلسطين، وكان قد رتب كافة التصريحات اللازمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وشمل الترحيل نائبتي البرلمان لين بويلان وريما حسن، بالإضافة إلى اثنين من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لا يمكن الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، فيما صادر مجموعة أفراد إسرائيليين بدون زي رسمي أجهزة الوفد الإلكترونية.

 

ترحيل وفد أوروبي من مطار بن غوريون (مواقع التواصل) فوضى مدبرة

و نددت النائبة الأوروبية لين بويلان بالحادثة ووصفتها بأنها "فوضى مدبرة وإهانة غير مسبوقة للبرلمان الأوروبي". وأكدت بويلان، في اتصال هاتفي للجزيرة نت، أن ما جرى يشكل سابقة تاريخية، إذ لم يسبق أن تم ترحيل عضو في البرلمان الأوروبي من مطار بهذه الطريقة.

وأضافت أن الواقعة أثارت موجة غضب واسعة داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن ردود فعل غاضبة في كل من جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية.

و تمثل بويلان جمهورية أيرلندا في البرلمان الأوروبي عن حزب شين فين.

وكشف خبير قانوني في الاتحاد الأوروبي، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن قرار الترحيل ربما صدر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، إلا أن الجهة الأمنية التي نفذت العملية لا تزال غير معروفة.

وفي الوقت ذاته، علمت الجزيرة نت أن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر كان يعقد اجتماعًا مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا يوم 24 فبراير/شباط  بالوقت نفسه الذي تم فيه ترحيل وفد البرلمان من قبل بلاده.

كما أكد مصدر مطلع داخل البرلمان الأوروبي أن وزير الخارجية لم يُبلغ رئيسة البرلمان مسبقًا بأي نية لترحيل الوفد.

 

تعرضت النائبة ريما حسن للتنمر، ووضعت في الجزء الخلفي من الطائرة بمفردها بعد ترحيلها رفقة الوفد الأوروبي من بن غوريون (مواقع التواصل) ترحيل دون تبرير

بحسب شهادة بويلان للجزيرة نت، بدأ الأمر فور هبوط الطائرة، حين استُقبل الوفد بمجموعة من الأفراد يرتدون ملابس سوداء، لم يقوموا بتعريف أنفسهم وقاموا على الفور بمصادرة جوازات سفر الوفد وأجهزته الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف وأجهزة آيباد وأجهزة تتبع اللياقة البدنية الخاصة بالمسؤولين المصاحبين للنائبتين.

إعلان

وتصف بويلان المشهد بالقول "قاموا بتصويرنا باستمرار، ولم يجيبوا على أي من أسئلتنا، فقط طلبوا منا اتباعهم بصرامة وحزم".

و أضافت النائبة في البرلمان الأوروبي أنه تم اقتياد أفراد الوفد إلى غرفة خاصة، حيث تم تفتيش أمتعتهم بالكامل، و احتُجزت أجهزتهم الإلكترونية لمدة ساعة و40 دقيقة.

تقول بويلان "خلال هذا الوقت، تم تفتيش المسؤولين بشكل منفصل خلف ستار، مما أثار مخاوف جدية حول انتهاك خصوصيتهم".

بعد انتهاء التفتيش، تم إبلاغ الوفد بأنه سيتم ترحيلهم، دون تقديم أي تبرير واضح. وأوضحت بويلان أنه لم يتم استجوابها أو استجواب ريما حسن أو المسؤولين معهما، فقط تم إعطاؤهم ورقة ترحيل في اللحظات الأخيرة، كتب عليها أنهم يشكلون تهديدًا للأمن العام، دون -حتى- جوازات سفرهم التي تمت مصادرتها.

ووصف الوفد للجزيرة نت رحلة العودة بأنها "عدائية"، حيث تم وضع ريما حسن في الجزء الخلفي من الطائرة بمفردها، ورفض طاقم الطائرة السماح للوفد بالجلوس بجانبها، أو حتى تبديل المقاعد معها. وتعرضت ريما حسن للتنمر طوال فترة انتظار دخول الطائرة، حيث أصول ريما حسن سورية و بشرتها ملونة.

ولم يتسلم أفراد الوفد جوازات سفرهم إلا من قبل الشرطة البلجيكية عند الوصول إلى بروكسل.

 

 انتهاك البيانات

أثارت مصادرة الأجهزة الإلكترونية مخاوف جدية حول انتهاك البيانات، خاصة وأن الوفد كان قد تلقى تعليمات من مؤسسات الاتحاد الأوروبي بعدم إحضار أجهزتهم الشخصية بسبب مخاوف تتعلق بالمراقبة الإسرائيلية.

وكشفت بويلان أنهم كتبوا رسالة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي مايكل ماكغراث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بشأن اتفاقية كفاية البيانات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وقالت "نحن لا نؤمن بأن إسرائيل تتعامل مع البيانات بمعايير الاتحاد الأوروبي نفسها، خاصة مع استخدامهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي".

إعلان

وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا في أروقة الاتحاد الأوروبي، حيث وصفها العديد من النواب بـ"عمل غير مقبول"، و"إهانة للبرلمان الأوروبي".

وتطالب بويلان بإجراء تحقيق كامل في الحادثة، وإعادة جدولة زيارة الوفد إلى فلسطين. كما دعت الحكومة الأيرلندية والحكومات الأوروبية الأخرى إلى دعم هذا المطلب.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

كندا خارج أوروبا جغرافيًا... فهل تدخلها سياسياً عبر بوابة الاتحاد الأوروبي؟

أطلق السياسي الألماني وعضو البرلمان الأوروبي يواخيم شترايت حملة غير معتادة تدعو لانضمام كندا إلى الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ"الأكثر أوروبية خارج أوروبا". اعلان

في مبادرة غير مسبوقة، أطلق السياسي الألماني وعضو البرلمان الأوروبي يواخيم شترايت حملة فردية طموحة تدعو لانضمام كندا إلى الاتحاد الأوروبي، واصفًا الفكرة بأنها "تطلّعية" رغم إدراكه لصعوبتها القانونية.

وقال شترايت، الذي لم يسبق له زيارة كندا، إن تعزيز الاتحاد الأوروبي يتطلب توثيق الشراكات مع دول تشاركه القيم، مضيفًا: "رئيس وزراء كندا نفسه يصف بلاده بأنها الأكثر أوروبية خارج أوروبا".

تبدل تصور شترايت لكندا، الذي لطالما اعتبرها جنة من الغابات والأنهار، بعد عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، مما دفعه لإعادة النظر في علاقات الغرب التقليدية وفتح الباب أمام رؤية جديدة لعلاقة أعمق بين أوروبا وكندا. وأوضح: "مثلنا، بدأ الكنديون يشكّون في حليفهم الأمريكي... علينا تقوية الروابط مع أصدقائنا الحقيقيين".

وأشار إلى أن انضمام كندا سيكون إضافة قوية للاتحاد، إذ ستصبح رابع أكبر اقتصاد ضمنه، وهي عضو في الناتو، ويتمتع 58% من مواطنيها في سن العمل بمؤهلات جامعية، فضلًا عن امتلاكها احتياطات طاقة هائلة يمكن أن تساعد أوروبا في تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.

Relatedكارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟ترامب يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات بنسبة 25% وامتعاض في أوروبا كندا كارني يؤكد من البيت الأبيض أن كندا ليست أبدًا للبيع وترامب يردّ: لا تقل أبدًا

وقد بدأ شترايت حملته رسميًا الشهر الماضي، في وقت تتزايد فيه التكهنات حول إمكانية أن تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51، مما أضفى مزيدًا من الزخم على اقتراحه. وكان وزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل قد صرّح في يناير بأن كندا "أوروبية أكثر من بعض أعضاء الاتحاد أنفسهم"، داعيًا لانضمامها.

وأظهر استطلاع للرأي أُجري في فبراير أن 44% من الكنديين يؤيدون دراسة خيار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، فإن متحدثًا باسم الاتحاد الأوروبي أشار إلى أن المعاهدات الحالية لا تسمح سوى للدول الأوروبية بالتقدم بطلب عضوية.

شترايت قلل من أهمية العائق القانوني، مستشهدًا بأقاليم فرنسية تقع خارج القارة الأوروبية وتُعد جزءًا من الاتحاد، وبقبرص الواقعة جغرافيًا في غرب آسيا، فضلًا عن جزيرة هانز التي تتشاركها كندا وجرينلاند التابعة للدنمارك. وقال مازحًا: "حتى جغرافيًا، ثمة صلة ضئيلة مع أوروبا".

في أبريل، قدم شترايت استفسارًا رسميًا إلى البرلمان الأوروبي حول إمكانية تأويل بند المعاهدة أو تعديله قانونيًا ليسمح بانضمام كندا. كما وجّه رسائل إلى مفوضين أوروبيين مطالبًا بإطلاق برنامج تبادل مهني على غرار "إيراسموس" لتعزيز التفاهم المتبادل بين مسؤولي الاتحاد وكندا.

وقال: "سيكون ذلك خطوة رمزية وعملية نحو مزيد من الاندماج"، مشيرًا إلى العلاقات القائمة بالفعل، مثل الاتفاق التجاري بين الطرفين ومشاركة كندا في برنامج الأبحاث الأوروبي "هورايزن".

وقد التقى شترايت مرتين بمبعوث كندي رفيع إلى الاتحاد الأوروبي، وتواصل مع جمعية تجارية كندية في بروكسل. وتلقى مكتبه رسائل دعم من مواطنين يقترحون حججًا متنوعة لتخطي العقبات الجغرافية، إحداها أشارت إلى أن كندا، كعضو في الكومنولث، مرتبطة بالملكة المتحدة، وبالتالي بأوروبا.

وأضاف شترايت ممازحًا: "ومن هو رأس الدولة في كندا؟ الملك تشارلز، وهو أوروبي".

ورغم إدراكه لصعوبة تحقيق الهدف، يرى شترايت أن الفرصة قائمة لبناء علاقة استراتيجية شبيهة بتلك التي تجمع الاتحاد الأوروبي بكل من سويسرا والنرويج.

وختم قائلاً: "في بعض الأحيان، تُفتح نوافذ التاريخ للحظة عابرة... وعلينا أن نغتنمها قبل أن تُغلق".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يحدد استراتيجيته الرقمية الدولية
  • إسرائيل تنقل نشطاء سفينة مادلين إلى مطار بن غوريون تمهيدا لترحيلهم
  • نقل 8 من نشطاء السفينة مادلين إلى مطار بن غوريون لترحيلهم
  • نقل نشطاء “مادلين” إلى مطار بن غوريون تمهيدا لترحيلهم
  • عاجل | الخارجية الإسرائيلية: النشطاء على متن سفينة مادلين تم نقلهم إلى مطار بن غوريون تمهيدا لترحيلهم إلى بلدانهم
  • عاجل | مصدر أمني للجزيرة: تفجير وتبادل لإطلاق النار بين القوات الأفغانية ومسلحي تنظيم الدولة قرب مطار كابل
  • كندا خارج أوروبا جغرافيًا... فهل تدخلها سياسياً عبر بوابة الاتحاد الأوروبي؟
  • هبوط طائرة في مطار الكويت بعد الإبلاغ عن وجود قنبلة على متنها
  • بلاغ بوجود قنبلة على متن إحدى رحلات طيران الخليج
  • مشاورات صينية أوروبية بشأن المعادن