عائدون إلى البلاستيك.. لماذا يلاحق ترامب المصاصات الورقية؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
بعد انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، والتزامه بزيادة إنتاج النفط والغاز، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بجرة قلم جديدة، إعادة المصاصات البلاستيكية بعد سنوات من محاولة استبدالها بالورقية، مما أثار التساؤلات حول الأضرار المحتملة للاعتماد على البلاستيك.
وانتقد ترامب مصاصات الشرب الورقية التي روَّج لها الرئيس السابق جو بايدن، وعبَّر عن استيائه بقوله "هل جرًّب أحد المصاصات الورقية؟ إنها تتفكك أثناء الشرب".
وقال ترامب للصحفيين الحاضرين في البيت الأبيض، يوم الاثنين 10 فبراير/ شباط الماضي، عندما وقَّع على أمر تنفيذي لمراجعة سياسات الشراء الفدرالية التي تقيد المصاصات البلاستيكية "لقد استخدمتها عدة مرات، وفي بعض الأحيان تنكسر وتنفجر. إذا كان هناك شيء ساخن فإنها لا تدوم طويلاً، إنه وضع سخيف. سنعود إلى المصاصات البلاستيكية".
وكتب ترامب على موقعه "تروث سوشيال" خلال عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت توقيع الأمر التنفيذي "استمتع بمشروبك التالي بدون مصاصة تذوب في فمك بشكل مقزز!!!" ووصف في منشوره سياسة بايدن بـ"الميتة".
وتقول الخبيرة في السياسة البيئية جوديث إينك، وهي أستاذة ومستشارة أولى في كلية بينينغتون، وتدرِّس فصولاً عن تلوث البلاستيك إن "تصنيع المصاصات الورقية عملية مختلفة تماما عن إنتاج البلاستيكية، وعادة ما يتم تصنيعها من 3 طبقات من الورق، ويتم ربط الطبقات معا بكمية صغيرة من اللاصق المائي أو مواد لاصقة تذوب في الحرارة".
إعلانوعلى عكس ما يروج ترامب حول مدى سوء المصاصات الورقية وقصر عمرها، تضيف إينك في تصريحات للجزيرة نت "المصاصات الورقية المتينة قادرة على مقاومة السوائل لمدة 3 ساعات قبل أن تبدأ بالتفكك".
ووفق ترامب، فإن الأسباب الأخرى التي يسوقها لتبرير هذا القرار تتمثل في أن هذه المصاصات تكلف الدولة ميزانية ضخمة، كما أنها "غير فعالة" زيادة على ذلك، يرى أنها غير مضرة بصحة الأسماك في المحيطات.
وعلى الرغم من احتجاجات دعاة حماية البيئة، فإن ترامب واثق من أن المصاصات البلاستيكية "لن تؤثر على أسماك القرش كثيرًا أثناء تناول طعامها، وأثناء مضغها لواحدة في المحيط" لذا أصدر أمرًا يوجه الحكومة الفدرالية بالتوقف عن شراء المصاصات الورقية وتطوير إستراتيجية وطنية لإنهاء استخدامها.
وتستهدف هذه الخطوة سياسة إدارة بايدن للتخلص التدريجي من المشتريات الفدرالية للمواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، بما في ذلك المصاصات، من خلال إنهاء استخدامها في عمليات تقديم الطعام والمناسبات والتغليف بحلول عام 2027، ومن جميع العمليات الفدرالية بحلول عام 2035.
ولأن الحكومة الفدرالية هي أكبر مشترٍ للسلع الاستهلاكية في العالم، فقد أمل مسؤولو إدارة بايدن أن يكون لهذه الخطوة تأثير مضاعف مما قد يقلل من إنتاج البلاستيك القابل للتصرف، وهو البلاستيك الذي يستخدم مرة واحدة أو الذي يمكن التخلص منه أو إعادة تدويره.
وقد سعى بايدن للقضاء على أدوات تناول الطعام البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، واقترح تدابير بيئية لخفض استهلاك البلاستيك غير القابل للتحلل البيولوجي، ودعمت إدارته معاهدة عالمية تهدف إلى وضع حد أقصى لإنتاج البلاستيك.
وحدث هذا قبل أن يعاود ترامب مرة أخرى ملاحقة المصاصات الورقية التي انتشرت خلال السنوات الماضية كبديل عن البلاستيكية، وكجزء من الجهود الدولية للحفاظ على البيئة، والتخفيف من آثار التلوث.
إعلانولم يكن عداء ترامب للمصاصات الورقية جديدا، فقد كان مهووسًا بذلك منذ ولايته الأولى، حيث باع المصاصات البلاستيكية التي تحمل علامته التجارية مقابل 15 دولارًا للحزمة المكونة من 10 قطع، واصفًا إياها بأنها بديل لـ "المصاصات الورقية الليبرالية".
ويُعتقد أن الحملة التي دعت إلى إعادة انتخابه باعت عام 2020 ما قيمته نصف مليار دولار من هذه المصاصات وحدها.
ولذلك، لا يبدو قرار ترامب مستغربًا بالنسبة لإينك التي أسست منظمة "بيوند بلاستيكس" عام 2019 بهدف القضاء على التلوث البلاستيكي، وتصف هذا القرار بقولها "يبدو كأنه مزحة سياسية" وتقول إنه "يتسق مع تشكيكه في إجراءات حماية البيئة، فقد وصف مرارًا وتكرارًا التحذيرات من التغير المناخي بأنها عملية احتيال".
يقدر المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة أن هناك 8.3 مليارات مصاصة بلاستيكية تلوث شواطئ العالم، وحوالي 7.5 ملايين مصاصة بلاستيكية على طول سواحل الولايات المتحدة.
ولكن هذا العدد الضخم يبدو فجأة صغيرًا عندما النظر إلى كل النفايات البلاستيكية التي يمكن العثور عليها في كل موطن بحري على وجه الأرض، من الجليد القطبي إلى أعمق خنادق المحيط.
وقد زاد معدل نمو إنتاج البلاستيك بنسبة 620% منذ عام 1975. وخلال العقدين الماضيين فقط، تضاعف الإنتاج العالمي السنوي إلى حوالي 460 مليون طن، ومن المتوقع أن يتضاعف 4 مرات مرة أخرى بحلول عام 2050.
وقدرت أستاذة الهندسة البيئية بجامعة جورجيا، جينا جامبيك، أن ما يقرب من 9 ملايين طن (18 مليار رطل) من النفايات البلاستيكية ينتهي بها المطاف في محيطات العالم وسواحله كل عام.
ووفق دراسة جامبيك المنشورة في مجلة "ساينس" عام 2015، فإن هذا ينطبق فقط على المحيطات وبالقرب منها. ففي كل عام، يتم إنتاج أكثر من 35 مليون طن من التلوث البلاستيكي حول الأرض، وينتهي حوالي ربع هذا التلوث حول المياه.
إعلانويخصص ما يقرب من نصف البلاستيك المنتج للاستخدام مرة واحدة. وباعتبارها مادة تستخدم لمرة واحدة، تُعَد المصاصات البلاستيكية واحدة من أكبر المساهمين في هذه النفايات البلاستيكية بالمحيطات والمناطق الساحلية حول العالم.
ومما يثير القلق أن المواد البلاستيكية لا تتحلل بيولوجيًا، بل تتحلل إلى قطع أصغر من البلاستيك الدقيق الذي شق طريقه إلى المياه الجوفية وإمداداتنا الغذائية. وتتراوح التقديرات الخاصة بمدة بقاء البلاستيك في المحيطات بين 450 عامًا إلى الأبد.
مخاطر بيئية وصحيةوبينما يُلقى اللوم على المصاصات البلاستيكية في تلويث المحيطات والإضرار بالحياة البحرية، يقول ترامب إنه يعتقد أنه "من الجيد" الاستمرار في استخدامها.
ورغم أن الهيئات البيئية في جميع أنحاء العالم اتفقت منذ فترة طويلة على أن المصاصات البلاستيكية ضارة بالبيئة بسبب صغر حجمها ووزنها الخفيف، فإن معظم آلات إعادة التدوير غير قادرة على إعادة تدوير المصاصات البلاستيكية، وبالتالي يمكن أن تدخل البيئة كنفايات.
وبشكل عام، يتم إعادة تدوير 9% فقط من البلاستيك، وهي النسبة التي لم تتغير منذ عام 2012 رغم تضاعف إنتاج البلاستيك، وزيادة جهود إعادة التدوير والتعليم.
ولا تتسرب المواد البلاستيكية الدقيقة من هذه المصاصات إلى إمدادات المياه فحسب، بل يمكن أن تكون ضارة أيضًا بالحياة البرية، حيث يتم الخلط بينها وبين الطعام، وتعلق في حلوق الحيوانات والطيور البحرية أو تستقر في أنوف الحيوانات المائية.
وبينما يصعب تقدير عدد الحيوانات المتأثرة، يُعتقد أن أكثر من 800 نوع تتأثر بنفايات المصاصات البلاستيكية.
ويمكن للطيور البحرية أن تبتلع ما يصل إلى 8% من وزن أجسامها من البلاستيك، وهو ما يعادل بالنسبة للبشر "وزن المرأة المتوسطة التي تحمل في بطنها وزن طفلين". وبحلول عام 2050، سوف تأكل كل أنواع الطيور البحرية تقريبًا على هذا الكوكب البلاستيك.
إعلانوتصنف مجموعة حملة "أور لاست سترو" المصاصات البلاستيكية من بين أكبر 10 مصادر للحطام البلاستيكي البحري في جميع أنحاء العالم، مما يسلط الضوء على حجم المشكلة الهائل.
وبما أن البلاستيك لا يتحلل بيولوجيًا، فإن المنظمة تقدر أنه بالمعدل الحالي، وسوف يفوق وزن القمامة البلاستيكية وزن الأسماك في محيطاتنا بحلول عام 2050.
وتُظهر الأبحاث أن المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في مياه الشرب وإمداداتنا الغذائية وأجسامنا، وارتبط التعرض لهذه لمواد بالسرطانات والعيوب الخلقية وضعف المناعة واضطراب الغدد الصماء وأمراض أخرى.
وكشفت دراسة جديدة أن عينات دماغ البشر احتوت على جزيئات بلاستيكية دقيقة بلغ وزنها 4800 ميكروغرام، أي ما يعادل ملعقة بلاستيكية قياسية كاملة.
هل أنقذ حظر المصاصات البلاستيكية العالم؟لم يكن التحول المناهض للمصاصات البلاستيكية مفاجئًا على الإطلاق، إذ يُعتقد أن الحركة بدأت عام 2011 مع طفل يدعى ميلو كريس، يبلغ من العمر 9 سنوات في بيرلينغتون بولاية فيرمونت.
ومع ذلك، انفجر الاهتمام بهذه القضية عام 2015 عندما انتشر مقطع فيديو على يوتيوب لسلحفاة بحرية بها مصاصة عالقة في أنفها. وقد أثارت جهود أحد العلماء لسحب البلاستيك من منخر السلحفاة الملطخ بالدماء غضب المشاهدين.
وخلال السنوات التي تلت ذلك، تبنت آلاف المطاعم والمقاهي سياسات لخفض استخدام البلاستيك للاستخدام مرة واحدة، بما في ذلك استبدال المصاصات البلاستيكية بأخرى ورقية أو معدنية. وبدأ البعض يسألون العملاء عما إذا كانوا يريدون مصاصة، بدلاً من افتراض أنهم يريدونها.
وعام 2018، أصبحت سياتل أول مدينة أميركية كبرى تحظر المصاصات والأوعية البلاستيكية، وحذت مدن وولايات أخرى حذوها، رغم أن القواعد الجديدة لم تكن في كثير من الأحيان صارمة.
وفي كاليفورنيا ونيوجيرسي وأوريغون ورود آيلاند وفيرمونت وواشنطن، تحد قوانين الولاية من المصاصات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، وتتطلب من الشركات توفيرها فقط عند الطلب. كما أن مدينة نيويورك وهاواي وكاليفورنيا لديها تشريعات معلقة لحظر المصاصات البلاستيكية.
إعلانوقد انتقل هذا الزخم أيضًا إلى قطاع الأعمال الخاص، فقد اتخذت العديد من الشركات الكبرى والحكومات المحلية بالفعل إجراءات للحد من استهلاك المصاصات البلاستيكية والتخلص منها. وعلى سبيل المثال، أوقفت "ستاربكس" استخدام المصاصات البلاستيكية من جميع متاجرها عام 2020.
واتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات بشأن المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة بما في ذلك المصاصات منذ عام 2014، ويُطلب من جميع الدول الأعضاء حظر المصاصات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة بحلول عام 2021.
ومع ذلك، يكاد يكون من المستحيل إزالة المصاصات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة من حياتنا اليومية تمامًا بسبب عادات الشرب الطبيعية ومتطلبات النظافة.
وتشكل المصاصات البلاستيكية حاليا حوالي 99% من سوق المصاصات العالمية للشرب، والتي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، في حين تشكل المصاصات الورقية والزجاجية والمعدنية نسبة 1% المتبقية.
وعلى الجانب الآخر، يرى خبراء البيئة أن النقاش حول نوع المصاصة يجب أن يكون أعمق من مجرد راحة المستهلك.
وتقول إينك "إن الحل الحقيقي هو تجنب المصاصات كلما أمكن ذلك".
وتضيف "يمكن للعديد منا تناول المشروبات دون أي مشكلة بدون مصاصة، ولكن إذا كنت بحاجة حقًا إلى واحدة، مثل إذا كنت تعاني من نوع من الإعاقة، فإن المصاصات القابلة لإعادة الاستخدام متاحة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي النفایات البلاستیکیة المواد البلاستیکیة إنتاج البلاستیک مرة واحدة بحلول عام
إقرأ أيضاً:
جانين فارس بيرو المدعية العامة التي حققت حلم طفولتها في واشنطن
جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء بنيويورك.
في عام 2006 ولجت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، آخرها "الخمسة" على قناة فوكس نيوز.
وفي مايو/أيار 2025 عينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفدرالي بالعاصمة واشنطن.
المولد والنشأةولدت جانين فارس بيرو في 2 يونيو/حزيران 1951 بمدينة إلميرا في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان.
كان والدها ناصر فارس بائعا للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر عوض فارس -التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت– فكانت عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك.
نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية عامة.
حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في الآداب من جامعة بافالو.
نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة.
إعلان الحياة المهنيةفي عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب.
وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام.
غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في عامي 1997 و2001.
وفي 23 مايو/أيار 2005، قررت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر.
في 10 أغسطس/آب 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري.
ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك.
في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن" وغيرهما.
إعلانفي عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون "سي دبليو" أن جانين بيرو ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم "القاضية جانين بيرو"، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام 2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة.
بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج "العدالة مع القاضية جانين"، الذي كان يبث على قناة "فوكس نيوز" في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء الأسبوع.
وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع.
بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن "الانتخابات سرقت منه".
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج "The Five" (الخمسة) على قناة "فوكس نيوز"، وفي مايو/أيار 2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن العاصمة.
في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.
وفي تجربتها المهنية الجديدة ستكون جانين بيرو على رأس إدارة كانت مشرفة على بعض المحاكمات المثيرة للجدل بعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020، ومنها متابعات قضائية لبعض الشخصيات المحسوبة عليه.
وتولت جانين هذا المنصب -الذي يخضع لرقابة شديدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين- بعد أن تم سحب ترشيح سلفها إد مارتن لتعثر المصادقة عليه في الكونغرس بسبب مواقفه من أعمال الشغب التي وقعت أثناء هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 بعد انتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
إعلان