"لا أرض أخرى".. عمل فلسطيني اسرائيلي عن الاستيطان يفوز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
فاز فيلم "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار كأفضل وثائقي طويل يوم الأحد. وهو عمل يسرد معاناة الفلسطينيين مع الاستيطان، من إخراج الرباعي باسل عدرا، حمدان بلال، يوفال أبراهام، وراحيل تسور، صادر عام 2024 بتعاون فلسطيني نرويجي.
عند دعوتهما لتسلّم الجائزة، اغتنم المخرجان الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام الفرصة للدعوة إلى إنهاء الظلم والتأكيد على رسالة الوثائقي الأساسية.
وقال عدرا إنه أصبح مؤخرًا والدًا لطفلة، ودعا الله أن لا تعيش ابنتُه نفس الحياة التي يعيشها هو الآن، لافتًا إلى العنف الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الاستيطان وعمليات التهجير القسري.
من جانبه، قال أبراهام: "نحن من صنعنا هذا الفيلم، الفلسطينيون والإسرائيليون، لأن أصواتنا معًا أقوى."
وتابع قائلاً إنهم يشهدون على "الدمار الفظيع الذي لحق بغزة وأهلها، والذي يجب أن ينتهي بتحرير الرهائن الذين أخذوا بوحشية في جريمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
وأضاف: "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي. لكننا غير متساويين. نحن نعيش في نظام حيث أتمتع بحرية في ظل القانون المدني، بينما يعيش باسل تحت القوانين العسكرية التي تدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها. هناك مسار مختلف."
وأوضح أبراهام أن الحل يجب أن يتمثل بمسار سياسي ينهي المعاناة قائلًا: "لم يفت الأوان للحياة وللأحياء، لا يوجد طريق آخر."
الفيلم، الذي أخرجه عدرا، الفلسطيني من الضفة الغربية، بالشراكة مع الإسرائيلي أبراهام، يروي في 95 دقيقة قصة قرية التوانة في "مسافر يطا" جنوب الخليل، حيث يواجه الفلسطينيون صراعًا مستمرًا مع المستوطنات الإسرائيلية.
وتتصاعد معاناة عدرا بعدما تقرر تل أبيب تحويل قريته إلى منطقة تدريبات عسكرية، فتباشر في هدمها. عندها، يعتزم توثيق الظلم الذي يتعرض له، فيلتقي بالإسرائيلي أبراهام الذي يشاركه رحلته رغم قدومهما من عالمين مختلفين.
يُذكر أن الفيلم اختير لعرضه لأول مرة في قسم البانوراما في الدورة 74 من مهرجان برلين السينمائي الدولي في 12 فبراير/ شباط 2024، حيث حاز على جائزتين.
وفي 23 يناير 2025، تم ترشيحه لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والتسعين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تستأنف إسرائيل الحرب؟ آمال معلقة على ويتكوف وصبر حتى يستلم زامير رئاسة الأركان ألمانيا تدرس إنشاء صندوقين بمئات المليارات لتمويل ميزانية الدفاع والبنية التحتية جنبلاط يدعو السوريين للحذر من "المؤامرات الإسرائيلية" ويؤكد زيارته المرتقبة إلى دمشق جائزة أوسكارالضفة الغربيةفيلم وثائقيالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستوطنة يهوديةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي سوريا دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي سوريا جائزة أوسكار الضفة الغربية فيلم وثائقي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستوطنة يهودية دونالد ترامب إسرائيل أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي سوريا روسيا حركة حماس فلاديمير بوتين غزة رمضان كير ستارمر وثائقی طویل فیلم وثائقی لا أرض أخرى باسل عدرا
إقرأ أيضاً:
في الطريق لبيت الله الحرام.. تاريخ أفريقي طويل من التضحية والعبادة
ظل الحج من أفريقيا إلى مكة المكرمة عبر العصور رمزًا للعبادة والتضحية، حيث واجه الحجاج تحديات ومخاطر جسيمة في طريقهم إلى الديار المقدسة.
فمنذ انتشار الإسلام في القارة الأفريقية قبل قرون، شكّل الحج أحد أهم الشعائر الدينية، وكانت القوافل تجوب القارة الشاسعة، مرورًا بطرق برية وجبلية في رحلة محفوفة بالمخاطر.
كانت القوافل الراجلة وعلى ظهور الدواب تستغرق شهورًا طويلة يمكن أن يفقد فيها الحاج حياته وهناك آلاف يدركهم الموت ويدفنون في الطريق قبل أن يصلوا أو في طريق العودة.
طرق الحج الأفريقية القديمةمن أقدم الطرق التي سلكها حجاج غرب أفريقيا كان "درب الأربعين" الذي كان يمرّ عبر بلاد الهوسا (شمال نيجيريا وجنوب النيجر)، وصولًا إلى البحر الأحمر ثم إلى مكة.
وكان هذا الطريق يستغرق وقتًا طويلًا، ويشهد مرور قوافل كبيرة للحجاج، معظمهم من غرب أفريقيا ووسطها.
ومثلما كانت هذه الرحلة طويلة وشاقة فقد كان لها بعد اقتصادي إذ كانت هذه القوافل تحمل السلع والمنتجات الأفريقية فتجعل بعض النقاط في الطريق نفسه سوقا اقتصادية رائجة.
اليوم ورغم تطور وسائل النقل الحديثة، لا تزال هذه الطرق البرية حاضرة في ذاكرة الحجاج والأدباء، كما في الأدب السوداني الذي وثّق العديد من القصائد عن رحلة الحج الأفريقية.
إعلان تحديات الطريق ومخاطرهكانت رحلة الحج في الماضي محفوفة بالمخاطر؛ من قطاع الطرق، والأوبئة، وحتى الحيوانات المفترسة.
وكانت الرحلة شاقة للغاية، واضطر الحجاج إلى تحمل صعوبات جسدية ونفسية كبيرة، بل إن بعضهم كان يطلق زوجته خشية ألا يعود، فيبقى أبناؤه من دون معيل، كما أن بعضهم قد تتقطع به السبل فيضطر إلى المكث والبحث عن عمل في بعض الدول التي يسلكون طرقها ومن ثم مواصلة الرحلة بعد سنة أو أكثر.
وبعضهم طاب لهم المقام فاستقروا في العديد من الدول مشكلين بذلك حالة نزوح فريد من نوعه ليس دافعه السعي لتحسين الوضع الاقتصادي كما هو متعارف عليه وإنما فرضته ظروف الرحلة إلى الأراضي المقدسة.
استقبلت بعض الدول مثل السودان موجات من حجيج غرب أفريقيا مثل نيجيريا والكاميرون وتشاد ومالي والنيجر الذين استقروا في البلاد سواء قبل وصولهم إلى مكة أو بعد عودتهم منها، ليبدؤوا حياة جديدة ويصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي، بل إن بعضهم بقي في السعودية وفضل عدم العودة لبلاده.
لكن هذه الظاهرة ربما اختفت تماما حاليا لتغير طرق الوصول إلى الحج ومتطلبات الجنسية والتأشيرة وغيرها من الشروط.
ورغم هذه التحديات، ظل الحجاج عازمين على أداء الفريضة، وهو ما وثّقه العديد من العلماء والشعراء، من أبرزهم العلامة الشنقيطي الذي سجّل رحلته في كتابه "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام".
في السنوات الأخيرة، ومع تطور وسائل النقل الحديثة، تغيّرت أنماط الحج بشكل كبير.
فقد أصبحت الرحلة أسهل وأسرع بفضل الطائرات التي تنقل الحجاج مباشرة إلى الأراضي المقدسة.
وفي هذا السياق، نظّمت العديد من الدول الأفريقية، مثل غينيا، موسم حج 2025 بشكل احترافي وآمن.
فقد غادر أول فوج من الحجاج الغينيين مطار كوناكري في 11 مايو/أيار 2025، متجهين إلى مكة المكرمة.
إعلانووفقًا للمدير العام لوزارة الشؤون الدينية في غينيا، تم إصدار جميع التأشيرات، واستُكملت الاستعدادات لانطلاق الحجاج.
ويميز موسم حج 2025 الدعم الذي قدمته الدولة الغينية لمواطنيها، إذ قررت الحكومة دعم تكاليف الحج جزئيا، بما في ذلك توفير الأساور الإلكترونية التي تساعد في تتبع الحالة الصحية للحجاج.
ويعكس هذا الدعم التزام الدولة بضمان سلامة الحجاج وراحتهم، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
كذلك ترافق الحجاج فرق طبية وإدارية لضمان سلامتهم طوال فترة الحج، ويخضع الحجاج لدورات تدريب ومحاكاة لكيفية أداء المناسك لضمان حج صحيح.
وتقوم وزارات الحج وهيئاته في العديد من الدول الأفريقية باستعدادات مبكرة تلبية لشروط نقل الحجاج في الأراضي المقدسة وتحركهم، وذلك التنسيق مع الجهات المسؤولة عن تنظيم هذه الشعيرة في المملكة العربية السعودية سعيا لراحة ضيوف الرحمن.
ومن أبرز تلك الاستعدادات تأكد إدارة وفود الحج من تحديد مواقع إقامتها سواء في مكة أو المدينة وكذلك وسائل نقلها بين المناسك.
وتمثل هذه الترتيبات جزءا من متطلبات الحج في وقت يشهد ارتفاعًا عالميا في تكاليف الحج، مما يجعل دعم الدول الأفريقية خطوة مهمة تحظى بترحيب واسع من المواطنين الأفارقة.
أفق جديد للحج الأفريقيمع تقدم وسائل النقل وتطور التقنيات الحديثة، أصبح أداء مناسك الحج أسهل وأسرع، لكن تبقى الرحلات البرية القديمة التي خاضها الحجاج الأفارقة جزءًا مهما من التاريخ الإسلامي في القارة.
ورغم اعتماد معظم الحجاج اليوم على الطائرات، لا يزال البعض يحنّ إلى طرق الحج القديمة التي تذكرهم بتاريخ المسلمين العريق في أفريقيا.
وتعد تجربة الحج من غينيا لموسم 2025 مثالًا حيًّا على كيفية تطور هذه الرحلة الروحية، مع استمرار احترام الجوانب التاريخية والتقاليد العريقة التي تحتفظ بها القارة الأفريقية في سعيها لأداء هذه الفريضة العظيمة.
وينظر إلى الحاج بكثير من الاحترام والتقدير عند عودته لدياره، ويبقى لقب "حاج" جزءا أصيلا من اسمه طوال حياته، ويزخرف باب البيت بالآيات القرآنية والأدعية الدينية لتكون شاهدة على هذه النقلة الاجتماعية.
وهكذا يظل الحج من أفريقيا شاهدًا على إيمان لا تحدّه المسافات، وتاريخًا يربط بين الأجيال في رحلة إلى بيت الله الحرام.
إعلان