سواليف:
2025-08-12@07:16:19 GMT

خواطر رمضانية

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

#خواطر_ رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

كثيرا ما أرثي لحال غير المؤمنين، خاصة عندما يعزي أحدهم آخر بوفاة عزيز له، فلا يجد بدا من القول: لروحه الرحمة، رغم أنه لا يؤمن بالروح ولا بإله يرحمها، كما أنه عندما يريد أن يواسي مريضا، فهو لا يستطيع أن يدعو له بالشفاء، فمن سيدعو وهو لا يجوز له أن يؤمن بوجود الله؟، وفيمن رجاؤه بأن بعد الضيق فرجا، وهو ينكر أن هنالك إلهاً يرعى الناس ويحميهم!.


لذلك ليس من سبيل إلا أن يقول له: أنت قوي..إقهر المرض، فإرادتك أقوى من الموت ويمكنك أن تهزمه.
مك هي مضحكة هذه العبارات الغبية، فهل هنالك من لا يتمسك بالحياة!، وهل تمكن أحد بقوته وسلطانه من قهر الموت؟.
ربما لا يختلف الأمر في الجانب الغربي من العالم، فالملحدون يؤمنون كثيرا بالطب، ويعتقد كثيرون أنه هو الذي يحدد الحياة والموت، والمسألة ليست قدرا، بل ما يحددها توفر عناية طبية أو عدمها.
يبقى المؤمنون بالله هم فقط من يعرفون أن الله هو الشافي، وما الطب والعلاجات إلا الأدوات التي بها يشفي الله بها من شاء له الشفاء.
يقول مثل فرنسي:” أعظم الناس حظّاً هم الأطباء.. الله هو الذي يشفي وهم يقبضون الثمن”.
ينبهر كثير من الناس بما تحقق من تقدم في الطب والعلم، وكلما كان مستوى الشخص العلمي منخفضا كان أكثر انبهارا، وذلك يعود إلى أنه كلما تبحر المرء في التعلم وعرف حدود ما وصله الإنسان، أدرك أنه مازال على الشاطيء من بحر هائل الإتساع.
يحمد الأطباء الله على نعمة ثقة الناس بقدراتهم، فحين يحار الطبيب أحيانا عندما لا توجد للحالة علاجات، والمريض لا يقبل بذلك، لأنه يعتقد أن الطب متقدم ولديه الحل لكل حالة، ولو صارحه الطبيب بالحقيقة لاعتقد أنه غير ماهر وسوف يبحث عمن هو مشهور أكثر، لذلك يلجأ كثير من الأطباء الى التظاهر بأنه وصف له العلاج الشافي ويطمأنه بالتحسن خلال أيام.
وفعلا يتحسن المريض إن لم يكن يشكو من الأمراض القاتلة المعروفة، لكن ذلك لم يكن لمهارة الطبيب ولا لنجاعة علاجه، فما وصفه له بعض أدوية مزيلة للأعراض خففت معاناة المريض وهي لم تعالجه مطلقا، ما شفاه هوالطبيب الذاتي المزود به جسم كل كائن حي، فهو يشخص الحالة بدقة معتمدا على تحليلات وفحوص تتم على مدار الساعة، وحين يكتشف خللا ما يرسل إشارة الى الدماغ الذي يوعز الى الغدة النخامية الموجودة في حضن الدماغ أسفله، فتقوم بتوزيع المهام على الأجهزة المختصة ، وذلك من خلال بعض هرموناتها العشرة التي تسيطر على كافة الغدد، وتأمرها بإفراز المطلوب، لكي تبدأ الأنسجة بترميم التالف وإصلاح الخلل، من خلال قاعدة من الخلايا المولدة موجودة في كل نسيج.
كل تلك العمليات تبدأ فورا ومن غير تأجيل لثانية واحدة، وتتم بآلية تلقائية لا تخضع لإرادة الشخص ولا يمكنه إيقافها ولا تشغيلها، ولا تختلف في كفاءتها بناء على كون المرء غنيا ولا فقيرا ولا لوجوده في بلد متقدم أو متخلف، كل البشر لديهم الآليات ذاتها، بل حتى كل الكائنات الحية باختلافات متعلقة بخصائصها.
قد يتساءل البعض: هل يعني ذلك أنك تشكك بأهمية الطب ودور الإطباء مع أنك طبيب؟.
بالطبع لا فكثير من الحالات لم تكن لتنجح لولا التدخل الطبي في الوقت المناسب، صحيح أن التقدم في الجراحة أكثر بكثير من التطور في المعالجة (الطب) والذي لا زال يعتمد على المضادات الحيوية، والتي شكل البنسلين وما اشتق منه قفزة نوعية في معالجة الإنتانات الناجمة عن جراثيم البكتريا، لكن الفيروسات لا زالت خارج قدرتها ولا حيلة للطب في مقاتلتها إلا بالإعتماد على مقاومة الجسم أي الطبيب الذاتي، ولولاه لمات الإنسان من نوبة زكام أو عدوى بالإنفلونزا.
كما أن التقدم (الباهر!) كان أكثره في التقنيات الجراحية وتداخلاتها.. أي فتح ما انسدَّ أو إغلاق ما انفتح وما يلحق بهما.
الأطباء يخفون عن المريض حقيقة دورهم، فهم لم يفعلوا أكثر من دفع السيارة دفعة بسيطة فاشتغلت.
لكن من شغّلها حقيقة بعد تعطلها هو الذي صنعها وزوّدها مسبقا بمُصلّح آلي ماهر، هو الذي يصلح مجانا، لكن الطبيب يقبض الأجرة!.

مقالات ذات صلة هل سيقيم الأردن منطقة عازلة في الضفة؟ 2025/03/03

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خواطر هاشم غرايبه هو الذی

إقرأ أيضاً:

استعباد.. "نواب الأطباء"

رسالة موجعة على الفيس بوك كتبتها طبيبة حديثة التخرج تعلن فيها استقالتها بسبب ظروف العمل اللا إنسانية واللا مهنية، دقت جرس الخطر عما يعانيه شباب الأطباء حديثو التخرج من متفوقى الدفعات والذين تم تعيينهم "نوابا" فى المستشفيات التعليمية.

تحدثت الدكتورة "رنين جبر"عن أسوأ 11 شهرا مروا فى حياتها وهى المدة التى قضتها كنائب فى قسم النساء والتوليد بمستشفي كلية الطب جامعة طنطا، وقالت: إن استقالتها لم تكن الوحيدة، بل سبقها اليها 7 آخرون من إجمالى 15 طبيبا من نفس الدفعة، ووصفت ماحدث معها بالعبء المفرط والإجهاد النفسي والجسدي، وأوضحت قائلة: "كنا نؤدي نبطشيات تصل إلى 82 ساعة متواصلة، ننام فيها على الأرض أو على أسرة المرضى، وفي بعض الأحيان على الكراسي، النوم أقل من 6 ساعات في ثلاثة أيام، ولا يُسمح لنا بالراحة أو حتى بقضاء احتياجاتنا الأساسية دون إذن".

وأضافت الطبيبة الشابة، أن قوانين القسم كانت صارمة لدرجة حرمان النواب من أي أيام راحة أو إجازات مرضية، بالاضافة الى مهام غير طبية أُجبرت على أدائها، مثل إدارة العمال والبحث عن المرضى داخل المستشفى لغياب التواصل معهم.

الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، قال فى تصريحات صحفية: إن النقابة تواصلت بالفعل مع الطبيبة وعدد من زملائها، و أن ما حدث "ليس حالة فردية"، وأوضح بقوله:"تواصلنا معهم وقدمنا المساعدة في هذه الأزمة، وحاليًا على تواصل مع جهات داخل الجامعة للتحقق مما ورد في هذا المنشور".

مساء الجمعة الماضي توفيت طبيبة امتياز أثناء عملها بكلية طب قصر العيني، ونفت جامعة القاهرة أن يكون سبب الوفاة مرتبطًا بالإجهاد أو ضغط العمل، كما تم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.

بيان الجامعة أكد حرصها على توفير بيئة عمل آمنة وداعمة لجميع أعضائها من الأطباء وهيئة التمريض والطلاب، و أن المستشفيات الجامعية تعمل وفق المعايير الطبية والمهنية المتعارف عليها، وأنها لا تتوانى عن تقديم الدعم والرعاية لجميع منتسبيها.

حالات وفاة الأطباء الشباب أثناء العمل تكررت فى الفترة الماضية، بشكل يدعو الى التساؤل عن السبب، لأن معظم حالات الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية، والمعروف أن التوتر والاجهاد الشديد هو أهم أسباب هذه النوبات المرضية.

ما حدث مع طبيبة طنطا يحدث فى بعض وأشهر المستشفيات التعليمية، فالاطباء الاقدم يتحكمون فى النواب الجدد، بدرجة تصل الى الاستعباد وسط بيئة عمل بالغة القسوة، فلا مكان لائقا لراحة الاطباء، وحتى ان وجد فهو مكان واحد لكل النواب، ويفتقر لكل التجهيزات فلا ثلاجة ولا حتى مروحة، ناهيك عن ساعات عمل طويلة جدا قد تمتد الى اربعة أيام متواصلة، وقد يصل الامر الى "تكدير"الطاقم الطبي كله ومنع الاجازات عنهم وهو ما أكدته طبيبة جامعة طنطا.

نعلم أن المستشفيات التعليمية إمكاناتها محدودة وقد يصل الأمر بالأطباء الى تجميع مبالغ لشراء مستلزمات طبية للتمكن من إسعاف الحالات الطارئة، ونعلم أيضا أن هذه المستشفيات تضم "خيرة"الاطباء، وانها مدرسة كبيرة لاكتساب الخبرات، وانها تضيف للطبيب المنتمى اليها صفة مهنية تفتح أبواب المستقبل أمامه، ولكن ألا يوجد نظام يوفر بيئة عمل تترفق بهؤلاء الأطباء الشباب، ولا تكون طاردة لهم، قبل أن نفاجأ بموجات الهجرة وقد التهمت كل العقول؟ نتمنى ذلك.

مقالات مشابهة

  • مباهاة
  • استعباد.. "نواب الأطباء"
  • الكرامةُ تركُ الكرامة!!
  • أمين الفتوى يحذر التجار من هذه التصرفات في البيع والشراء
  • بسبب بوست به إيحاءات خارجة للنائبات المستقيلات.. أستاذ طب المنصورة يواجه هذه العقوبة
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 10 أغسطس 2025.. «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء»
  • 8 علامات تنذر باحتمالية إصابتك بمرض السكري.. استشر الطبيب فور ظهورها
  • العلاقات السامة
  • إيران:حشدنا الشعبي أصبح أكثر قوة وتماسكا مع باقي فصائل المقاومة في المنطقة
  • إيحاءات خارجة للنائبات المستقيلات.. بوست أستاذ طب طنطا يثير موجة غضب