رسالة موجعة على الفيس بوك كتبتها طبيبة حديثة التخرج تعلن فيها استقالتها بسبب ظروف العمل اللا إنسانية واللا مهنية، دقت جرس الخطر عما يعانيه شباب الأطباء حديثو التخرج من متفوقى الدفعات والذين تم تعيينهم "نوابا" فى المستشفيات التعليمية.
تحدثت الدكتورة "رنين جبر"عن أسوأ 11 شهرا مروا فى حياتها وهى المدة التى قضتها كنائب فى قسم النساء والتوليد بمستشفي كلية الطب جامعة طنطا، وقالت: إن استقالتها لم تكن الوحيدة، بل سبقها اليها 7 آخرون من إجمالى 15 طبيبا من نفس الدفعة، ووصفت ماحدث معها بالعبء المفرط والإجهاد النفسي والجسدي، وأوضحت قائلة: "كنا نؤدي نبطشيات تصل إلى 82 ساعة متواصلة، ننام فيها على الأرض أو على أسرة المرضى، وفي بعض الأحيان على الكراسي، النوم أقل من 6 ساعات في ثلاثة أيام، ولا يُسمح لنا بالراحة أو حتى بقضاء احتياجاتنا الأساسية دون إذن".
وأضافت الطبيبة الشابة، أن قوانين القسم كانت صارمة لدرجة حرمان النواب من أي أيام راحة أو إجازات مرضية، بالاضافة الى مهام غير طبية أُجبرت على أدائها، مثل إدارة العمال والبحث عن المرضى داخل المستشفى لغياب التواصل معهم.
الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، قال فى تصريحات صحفية: إن النقابة تواصلت بالفعل مع الطبيبة وعدد من زملائها، و أن ما حدث "ليس حالة فردية"، وأوضح بقوله:"تواصلنا معهم وقدمنا المساعدة في هذه الأزمة، وحاليًا على تواصل مع جهات داخل الجامعة للتحقق مما ورد في هذا المنشور".
مساء الجمعة الماضي توفيت طبيبة امتياز أثناء عملها بكلية طب قصر العيني، ونفت جامعة القاهرة أن يكون سبب الوفاة مرتبطًا بالإجهاد أو ضغط العمل، كما تم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي.
بيان الجامعة أكد حرصها على توفير بيئة عمل آمنة وداعمة لجميع أعضائها من الأطباء وهيئة التمريض والطلاب، و أن المستشفيات الجامعية تعمل وفق المعايير الطبية والمهنية المتعارف عليها، وأنها لا تتوانى عن تقديم الدعم والرعاية لجميع منتسبيها.
حالات وفاة الأطباء الشباب أثناء العمل تكررت فى الفترة الماضية، بشكل يدعو الى التساؤل عن السبب، لأن معظم حالات الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية، والمعروف أن التوتر والاجهاد الشديد هو أهم أسباب هذه النوبات المرضية.
ما حدث مع طبيبة طنطا يحدث فى بعض وأشهر المستشفيات التعليمية، فالاطباء الاقدم يتحكمون فى النواب الجدد، بدرجة تصل الى الاستعباد وسط بيئة عمل بالغة القسوة، فلا مكان لائقا لراحة الاطباء، وحتى ان وجد فهو مكان واحد لكل النواب، ويفتقر لكل التجهيزات فلا ثلاجة ولا حتى مروحة، ناهيك عن ساعات عمل طويلة جدا قد تمتد الى اربعة أيام متواصلة، وقد يصل الامر الى "تكدير"الطاقم الطبي كله ومنع الاجازات عنهم وهو ما أكدته طبيبة جامعة طنطا.
نعلم أن المستشفيات التعليمية إمكاناتها محدودة وقد يصل الأمر بالأطباء الى تجميع مبالغ لشراء مستلزمات طبية للتمكن من إسعاف الحالات الطارئة، ونعلم أيضا أن هذه المستشفيات تضم "خيرة"الاطباء، وانها مدرسة كبيرة لاكتساب الخبرات، وانها تضيف للطبيب المنتمى اليها صفة مهنية تفتح أبواب المستقبل أمامه، ولكن ألا يوجد نظام يوفر بيئة عمل تترفق بهؤلاء الأطباء الشباب، ولا تكون طاردة لهم، قبل أن نفاجأ بموجات الهجرة وقد التهمت كل العقول؟ نتمنى ذلك.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
المستشفيات التعليمية تطلق أول دبلومة مهنية في القسطرة المخية بمصر
كتب – أحمد جمعة:
أعلنت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بدء فعاليات أول دبلومة مهنية متخصصة في القسطرة المخية التداخلية، تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وتنظيم مركز تدريب الأمانة العامة بالهيئة. وتم اعتماد الدبلومة من المجلس الصحي المصري ونقابة الأطباء، بهدف تطوير الكفاءات الطبية في علاج أمراض المخ والأعصاب باستخدام القسطرة المخية.
وقال الدكتور محمد مصطفى عبد الغفار، رئيس الهيئة، إن طب الطوارئ يمثل المحرك الأساسي لأي منشأة طبية، وإن تطوير هذا التخصص يأتي على رأس أولويات الهيئة، تنفيذًا لتوجيهات وزير الصحة. وأشار إلى أن مستشفيات ومعاهد الهيئة استقبلت منذ بداية 2025 وحتى الآن نحو مليون و700 ألف مريض في أقسام الاستقبال والطوارئ، ما يستلزم تدريب الأطقم الطبية ضمن منظومة متكاملة توفر أحدث البرامج التدريبية وشهادات معتمدة.
وأوضح أن الهيئة تولي اهتمامًا خاصًا ببرامج القسطرة المخية وعلاج السكتة الدماغية، وفي مقدمتها هذه الدبلومة، مؤكّدًا حرصها على تسجيل وحدات علاج السكتة بالمنظمة العالمية للسكتة الدماغية، والتي منحت مستشفيات الهيئة ثلاث جوائز خلال الربع الثاني من العام الجاري تقديرًا لتميزها.
وأضاف أن الهيئة نظمت أكثر من 4 آلاف فعالية علمية وبحثية خلال الفترة الماضية، شارك فيها 65 ألف متدرب، ما يعكس التزامها بالتدريب والبحث العلمي منذ تأسيسها قبل 50 عامًا.
وشهدت الاحتفالية كلمات دعم من الدكتور محمد لطيف، رئيس المجلس الصحي المصري، والدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، اللذين أشادا بجهود الهيئة في تقديم برامج تدريبية معتمدة ذات قيمة علمية عالية، خاصة الدبلومة التي تجمع بين ثلاثة تخصصات متكاملة: طب المخ والأعصاب، وجراحة المخ والأعصاب، والأشعة التداخلية.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد البسيوني، أستاذ المخ والأعصاب ومدير البرنامج، أن هذه الدبلومة الأولى من نوعها في المنطقة وتمتد لعامين، وتهدف لتأهيل 150 طبيبًا لمواجهة 50 إلى 60 ألف حالة قسطرة مخية سنويًا، من خلال إنشاء مراكز متخصصة في كل محافظة وتزويدها بأحدث التجهيزات والكوادر المدربة.
حضر الفعالية عدد من قيادات الهيئة وأعضاء المجلس العلمي للدبلومة، وأقيمت الاحتفالية بقاعة المؤتمرات في مستشفى المطرية التعليمي.
اقرأ أيضاً:
تصل لـ46 درجة.. الأرصاد تحذر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد اليوم
تصل لـ270 جنيه في هذه الحالة.. تعرف على رسوم الخصم من عداد "أبو كارت" عند الشحن
برلماني يطالب بخطة إعلامية متكاملة استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
دبلومة مهنية متخصصة المستشفيات التعليمية دبلومة مهنية في القسطرة المخيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة