تقرير يتحدث عن هشاشة سلاح الجو الفرنسي..الرافال لا تكفي
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
سلّط موقع "لو ديبلومات" الفرنسي الضوء على تقرير صادر عن المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية يثير مخاوف بشأن قدرة سلاح الجو الفرنسي على مواجهة صراع عالمي كبير ضد قوى عظمى مثل روسيا والصين.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الوثيقة تكشف عن ثغرات هيكلية وعملياتية تهدد التفوق العسكري الفرنسي في المجال الجوي.
التقرير من إعداد الخبيرين العسكريين، المقدم أدريان غوريمان، والضابط السابق في سلاح الجو الفرنسي جان-كريستوف نويل، وهو يعمل حاليًا باحثًا في مركز دراسات الأمن التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
تغيّر موازين القوى
وفقًا للتقرير، فإن تطور أنظمة الدفاع الجوي الروسية والصينية يقلص بوتيرة سريعة الفجوة التكنولوجية مع الغرب في مجال السيطرة الجوية. وتلعب الطائرات المسيرة المتطورة، والصواريخ الفرط صوتية، والأنظمة المتقدمة للحرب الإلكترونية، دورا محوريا في تغيير موازين القوى، مما يزيد من صعوبة حفاظ القوى الغربية على تفوقها الجوي.
وأشار التقرير إلى هذا التفوق الذي استمر منذ عام 1945 وحتى حرب الخليج الأولى، قد يكون الآن على وشك الانتهاء، حيث إن نزاعات العقود القادمة لن تكون فيها المقاتلات قادرة على تنفيذ مهامها بنجاح من خلال على التخفي عن الرادارات، بل سيكون من الضروري التفوق في تدمير الدفاعات الجوية للأعداء، وهو مجال تتخلف فيه فرنسا بشكل مثير للقلق.
وأضافت الوثيقة أن العقيدة العسكرية الفرنسية، التي كانت ترتكز تاريخيًا على الردع النووي وحماية الأراضي الفرنسية، قد تكون غير ملائمة لمواجهة صراع واسع النطاق.
مخزون الذخائر غير كافٍ
كما أوضحت الوثيقة أن إحدى أكثر النقاط إثارة للقلق مخزون الذخائر، إذ يُعتبر هذا العامل نقطة الضعف الحقيقية في سلاح الجو الفرنسي. وتعدّ الصواريخ جو-جو٬ وجو-أرض المتاحة غير كافية بشكل واضح، مما يحد من قدرة فرنسا على خوض صراع طويل الأمد.
ووفقًا لمؤلفي التقرير، فإن سلاح الجو الفرنسي لن يتمكن في حال اندلاع حرب، من القتال بكامل طاقته إلا لمدة ثلاثة أيام فقط، وذلك بسبب نقص الصواريخ.
بالنسبة لبعض أنواع الذخائر، مثل صواريخ ميتيور، فإن هذه المدة تنخفض إلى يوم واحد فقط من العمليات القتالية المكثفة. وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب تزويد أوكرانيا بالأسلحة، حيث تم سحب صواريخ "سكالب" و"أستر-30" من المخزون الفرنسي، مما أدى إلى وصول الاحتياطيات إلى مستوى حرج، دون وجود خطة واضحة لتعويض النقص.
وبعد مصادقة فرنسا على اتفاقية أوسلو بشأن الذخائر العنقودية في عام 2010، فقدت إحدى أهم مواردها الاستراتيجية لضرب الأهداف المنتشرة على مساحات واسعة.
وفي الوقت الحالي، يعدّ الحل الوحيد لتدمير البنى التحتية الحيوية، مثل مدارج المطارات التابعة للعدو، استخدام عدد كبير من الصواريخ البعيدة المدى، لكن هذا النهج يتطلب مخزونًا أكبر بكثير مما تمتلكه فرنسا حاليا، وفقا للتقرير.
التخلف التكنولوجي
إلى جانب مشكلة الذخائر، يسلط التقرير الضوء على مشكلة جوهرية أخرى، وهي غياب طائرة مقاتلة من الجيل الخامس. وبعد ظهور الطائرات الشبحية الأمريكية في التسعينيات، اعتمدت فرنسا بالكامل على طائرة رافال، وهي مقاتلة عالية الأداء، لكنها تظل طائرة وسيطة بين الجيل الرابع والجيل الخامس.
وحسب التقرير، يؤثر ذلك بشكل مباشر على الأداء العملياتي، حيث يواجه الطيارون الفرنسيون صعوبة في المنافسة عند إجراء التدريبات مع الحلفاء الذين يمتلكون طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل إف-35.
واعتبر مؤلفا التقرير أنه في ظل غياب طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، والنقص الحاد في الصواريخ بعيدة المدى، لن يكون سلاح الجو الفرنسي أكثر من مجرد قوة داعمة داخل تحالف عسكري في حال نشوب حرب واسعة النطاق.
مستقبل مقلق
أكد الموقع أن تقييم المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية واضح: سلاح الجو الفرنسي غير قادر حاليا على مواجهة صراع عالي الكثافة.
ويرى الموقع أن العوامل التي ذكرها التقرير يُظهر أن القوات الجوية الفرنسية في موقف ضعيف أمام التحديات المستقبلية، مقابل نجاح إيطاليا في اعتماد خيار استراتيجي مغاير من خلال مشاركتها في برنامج المقاتلة إف-35.
فمن خلال استحواذه على طائرات إف-35، بات سلاح الجو الإيطالي والبحرية الإيطالية يمتلكان طائرة مقاتلة من الجيل الجديد، مما يمكنهما من الحفاظ على دور قيادي في أي معركة قادمة، وضمان تكامل أفضل مع الحلفاء.
وختم الموقع بأن فرنسا إن لم تتمكن من سد فجواتها التكنولوجية واللوجستية، فإنها قد تفقد نفوذها داخل التحالفات الغربية مستقبلا، وقد تُجبر على لعب دور ثانوي في عالم أصبحت فيه الهيمنة الجوية تحدّيا صعبا للغاية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية فرنسا فرنسا الطيران اف 35 الرافال صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مقاتلة من الجیل الجیل الخامس
إقرأ أيضاً:
تقرير: الهجوم الإسرائيلي قد يدفع إيران لصنع سلاح نووي
نفذت إسرائيل هجوم "الأسد الصاعد"، فجر الجمعة، بهدف "القضاء على المشروع النووي الإيراني" ومنعها من امتلاك سلاح نووي، لكن تقريرا يحذر من أن الهجوم الإسرائيلي سيمنح الشرعية لإيران لتخصيب اليورانيوم وأن تصبح قوة نووية.
كشف تقرير لموقع "Foreign Affairs" أن إيران تملك خيارات محدودة للرد المباشر على الهجمات الإسرائيلية.
لكن طهران لديها خيار بالانسحاب من التزاماتها في مجال الحد من التسلح والمضي قدما بشكل جدي في بناء أسلحة نووية،وفقا لذات المصدر.
وفي حال فشل "المغامرة" الإسرائيلية، يقول تقرير، فإن الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها إسرائيل قد تواجهان قوة نووية إيرانية فعلية.
كيف سترد طهران على "الأسد الصاعد"، الذي قتل أبرز القادة العسكريين وأصاب المفاعلات والمنشآت النووية حساسة؟
وتواجه إيران عراقيل عديدة في ردها هجوم "الأسد الصاعد" أبرزها المسافة الطويلة بين البلدين ونظام الدفاع الإسرائيلي المتطور.
إذ لا تملك طهران القدرة على استخدام قوتها الجوية ضد إسرائيل، كما أن شنّ هجوم بري يُعد مستحيلا، وفقا للتقرير.
ويرجح للمصدر، أن ترد إيران باستعمال الصواريخ والطائرات المسيرة.
وتشعر إيران بأنها مضطرة للرد على إسرائيل، ولو من باب حفظ ماء الوجه. غير أن إسرائيل تملك منظومة دفاع صاروخي قوية، وسكانها محميون بشكل جيد، ما يقلل من جسامة أضرار تُحدث الهجمات الإيرانية.
السيناريوهات المحتملة..
التقرير يرجح أن ترد إيران بالهجمات السيبرانية، فقد أظهرت تطورا ملحوظا في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
كما أشار تقرير "فورين أفيرز" إلى احتمال أن تستهدف إيران صادرات النفط في الخليج أو تحاول إغلاق مضيق هرمز.
غير أن هذا الخيار يبدو مستبعدا، إذ أن إغلاق المضيق قد يؤدي إلى أزمة نفط عالمية ويمثّل تهديدا مباشرا لجميع الدول، ما قد يدفع الولايات المتحدة والصين إلى التدخل عسكريا لإعادة فتحه، بحسب التقرير نفسه.
الرد الإيراني الأخطر ليس ذلك الذي سيحدث خلال الساعات أو الأيام المقبلة، بل ذاك الذي قد يظهر على المدى الطويل.
يمكن أن تنسحب طهران من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) لعام 1968، وهي المعاهدة التي تشكّل الأساس القانوني للاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA)، وفقا ل"فورين أفيرز".
وفي هذه الحالة، قد تعلن إيران أنها ستبني أسلحة نووية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لردع "الهجمات غير المبررة"، من طرف إسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن إيران تمتلك بالفعل كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب تسمح ببناء عدة أسلحة نووية، وأنها قامت بتخزين هذا اليورانيوم في مواقع متعددة.
وبينما تعتقد إسرائيل أنها على دراية بمواقع جميع أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن إيران قد تمتلك أجهزة طرد إضافية في مواقع غير معروفة حتى الآن.
واستنادا نفس الموقع، فإن الوسيلة الأنجع لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي هي عقد صفقة نووية.
وبهجوم "الأسد الصاعد"، تكون إسرائيل قد أخرت إخراج البرنامج النووي الإيراني إلى أرض الواقع لعام أو عامين، لكنها لم تقض عليه نهائيا.