حوارات ثقافية| فاطمة حسن لـ «البوابة نيوز»: الموتيفات النوبية أساس معرضى «إيكادولى».. الفن التشكيلى يحتاج إلى الدعم الحكومي والمؤسسي.. النقد مهم للفنان والجمهور
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
_ أنظم وقتى بين العبادة والعمل والرسم فى شهر رمضان
_ الفن التشكيلى يحتاج إلى الدعم الحكومى والمؤسسى.. والسوق يُحد من حرية الإبداع
_ اعتمدت فى معرضى «إيكادولى» على الموتيفات النوبية
_ دمج الفن البصرى مع المحتوى الصحفى يصل أسرع للمتلقى
_ النقد يساعد الجمهور على فهم العمل الفنى بشكل أعمق
الفنانة التشكيلية فاطمة حسن
«إيكادولي».
استلهمت فاطمة حسن من الحضارة النوبية إبداعاتها الفنية، فأحيت التراث النوبى بريشتها الرشيقة، واختارت من شهر الحب "فبراير" موعدًا لانطلاق معرضها «إيكادولي»، المعرض، المقام فى جاليرى “دروب” بجاردن سيتي، شهد حضورًا كثيفًا من عشاق الفن التشكيلى ومحبى التراث النوبي. اقتحمت «البوابة نيوز» عالمها الإبداعى وكان هذا الحوار..
■ حدثينا عن طقوسك كفنانة تشكيلية فى شهر رمضان المبارك؟
طقوسي في رمضان أنني أحب جداً تنظيم وقتي بين العبادة والعمل والرسم، وأحب أن أشارك في وجبات خفيفة أوزعها للناس قبل الإفطار. وهذه تكون من أمتع اللحظات في شهر رمضان. ولازم أرسم كل يوم، حتى لو اسكتشات بسيطة، لأن الفن بالنسبة لي أسلوب حياة، والتجربة اليومية تطور مني. والانتظام في الرسم يُجبر العقل على خلق أفكار جديدة وينهي الكسل الفني. والرسم بالنسبة لي وسيلة للتعبير عن مشاعري ويساعدني على التخلص من أي ضغوط في يومي كأنه تمرين يومي للعقل واليد، وهذا مفتاح التطوير والإبداع.
■ "إيكادولى" هو اسم معرضك الأخير.. ما سبب اختيار هذا الاسم؟
-اخترت اسم إيكادولى لأن لوحاتى تتحدث عن الحب، وإيكادولى تعنى "أحبك" بالنوبية، وقد عممت كلمة "أحبك" على كل الأشياء التى أحبها وتأثرت بها. على سبيل المثال، رسمت الحمام فى معظم لوحاتى لأن والدتى كانت تحب الحمام وتربيته فى بيتنا، وأنا نشأت على حب الحمام والطيور والعصافير، فأحببت أن أضيف الطيور فى لوحاتى من حبى لها. كما أن والدى كان يزرع الورد البلدى فى بيتنا بشكل مستمر، وأنا أحب الورد وأضفته فى لوحاتي، ومعظم المعارض السابقة كانت عن الورد. أيضًا، لعبت فى طفولتى بألعاب مثل العروسة القماش والحصان الخشبى والطائرة الورقية والمراكب الورقية، وكل هذه من الأشياء الجميلة التى تأثرت بها، فمعرض إيكادولى يعبر عن كل مشاعرى وحبى فى طفولتى وبيتى وعائلتى مع زخارف نوبية تربط كل الأحلام والذكريات الجميلة ببعضها، بجانب الحب الرومانسى فى بعض اللوحات لتأكيد فكرة الاسم.
الفنانة فاطمة حسن■ ما الرسالة التى أردت توصيلها من خلال معرضك؟
-الرسالة التى أوصلها من خلال معرضى هى أن الحب لغة يفهمها الجميع وتصل أسرع إلى قلوب الناس، وهى رسالة إنسانية تقوى العلاقات والروابط بين الناس، والحب يجعلنا صادقين مع أنفسنا. واخترت شهر فبراير لأنه شهر الحب ليكون هو توقيت معرضى.
■ ما الوقت الذى استغرقه المعرض لتجهيزه.. والخامات المستخدمة فى لوحاته؟
-استغرقت ثلاث سنوات فى رسم معرضي، وذلك لأننى كنت أعمل على أفكار كثيرة وتم إلغاؤها، إلى أن جاءت فكرة الحب، وعملت عليها كثيرًا لأصنع شيئًا مختلفًا وناجحًا، لأننى فى البداية يجب أن أعمل اسكتشات كثيرة للفكرة قبل التنفيذ، ومع الوقت تظهر أفكار كثيرة أخرى، يمكننى تغييرها أو إضافة فكرة جديدة. واستخدمت الألوان الزيتية لأنها تتميز بالمرونة ويمكننى استخدام طبقات كثيرة وتجف ببطء، وهذا ساعدنى فى أن أعمل على اللوحة أكثر من مرة إذا أحببت تعديلها. كما أن اللون يحمل دفء وحيوية وهذا يساعد على توصيل فكرة المعرض أكثر لأنها غنية وأستطيع أن أعمل فيها ملامس وتفاصيل دقيقة.
■ كيف ترين أعمالك الفنيه فى معرض ايكادولى؟
-فلسفة معرضى قائمة على الرموز، فالرموز هى وسيلة للتواصل الفكرى والعاطفى بين الفنان والمشاهد، وهى تعكس مفاهيم ثقافية، دينية، فلسفية أو اجتماعية. وقد رسمت كل الشخصيات فى المعرض فى وضع الصورة المباشرة لكى أعتز بالإنسان أكثر، ويكون هو فى دور البطولة فى الحب والإنسانية مع الرموز مثل الموتيفات النوبية، ولعب الأطفال، والطيور، والورد، والحصان، فكل هذه رموز تخدم الفكرة.
■ لاحظنا اهتمامك وحبك الشديد للنوبة وظهر ذلك فى لوحاتك الفنية.. ما تعليقك؟
-النوبة من أقدم الحضارات فى العالم، ولها تاريخ طويل وثقافة غنية فى الفنون والموسيقى والآثار والأعمال اليدوية. والنوبة مليئة بمناظر جميلة على نهر النيل تلهم أى فنان ليقوم بالرسم. بجانب حبى الشديد للنوبة وأهلى هناك، كان من الضرورى أن أتأثر بكل ذلك؛ وكل سنة أسافر أكثر من مرة لأصور المناظر هناك وأرتدى الزى النوبى الرسمى وأتصور لأننى أكون أجهز لمعارض كثيرة عن النوبة. فحبى للنوبة وشغفى بلا حدود، وعندى أفكار كثيرة عن لوحات تخص النوبة وأفكار كثيرة.
■ كفنانة تشكيلية محترفة.. هل تشعرىن بالرضا عن أداء الفن التشكيلى فى مصر؟
-الفن التشكيلى فى مصر يحتاج إلى وعى أكبر عند الجمهور لأن الإقبال على الفن التشكيلى قليل ومحدد بين المثقفين والنخبة وليس عامة الناس لأنه لا يحتوى على الترفيه المباشر مثل السينما والمسرح والأغانى التى تحمل إحساسًا فوريًا بالمتعة والسعادة، لكن الفن التشكيلى يحتاج إلى جهد وتحليل وتفكير ووعي، ولهذا السبب لا يوجد إقبال عليه مثل الفنون الأخرى. كما يحتاج إلى اهتمام أكبر من الدولة واهتمام بقاعات العرض والدعاية والتسويق مثل الاهتمام بالحفلات والأفلام. والفن يحتاج إلى الدعم الحكومى والمؤسسى للفنانين. أيضًا، السوق الفنى أصبح يفرض على الفنانين نوعًا معينًا من الأعمال التى تناسب الذوق التجاري، وهذا يحد من حرية الفنان فى الإبداع والتجريب.
الفنانة فاطمة حسن■ ماذا أضاف لك الرسم الصحفى كفنانة تشكيلية؟
-الرسم الصحفى ساعدنى فى تطوير أفكارى فى الفن التشكيلى بسرعة الأداء والتعبير الفورى عن الأحداث، وجعلنى أكثر ارتباطًا بالواقع اليومى وحياة الناس، وأكثر تفاعلًا مع القضايا الاجتماعية. لأن دمج الفن البصرى مع المحتوى الصحفى والتعبير المختزل يوصل للناس أسرع، ومن الناحية التقنية، فقد أفادنى كثيرًا فى رسم الشخصيات وحركتهم بشكل صحيح وترجمة كل ذلك فى لوحة فنية.
■ كفنانة تشكيلية ما زالت تعمل بالريشة والألوان.. هل يقلقك اقتحام الذكاء الاطنطناعى للفن؟
-لا أقلق أبداً من الذكاء الاصطناعي، وأراه فرصة للفنان وليس تهديداً لأنه يمكن أن يكون أداة تساعد الفنان فى اكتشاف أفكار جديدة وتطويرها بأسلوبه الخاص. والتحدى الأساسى هو كيفية توظيف الذكاء الاصطناعى بشكل يخدم الإبداع بدلاً من أن يكون بديلاً للإبداع البشري. وبالتأكيد، فإن الناس الذين يمتلكون لوحات يهتمون بأن تكون اللوحة أصلية بتوقيع من الفنان، ومهما اختلفنا، سيظل العمل اليدوى أهم وأفضل.
■ هل ترى ان النقد الفنى شىء ايجابى للفنان التشكيلى؟
النقد الفني مهم للفنان التشكيلي لأنه يساعد الفنان على رؤية عمله من جوانب أخرى ومن منظور مختلف، ويتيح له رؤية جوانب القوة والضعف. والنقد البناء وسيلة لتحسين تقنيات الفنان سواء في تكوين الألوان أو الأفكار، ويساعد الفنان على الخروج من النمط التقليدي وتجربة أفكار جديدة. كما أن النقد الفني يساعد الجمهور على فهم العمل الفني بشكل أعمق، ويساهم في تسويق العمل واكتشاف المواهب الجديدة. والعكس صحيح، فإذا كان النقد الفني متحيزًا أو مجاملًا فلن يساعد الفنان على تطوير ذاته.
■ فى رائيك ماهى ابرز ازمات الفن التشكيلى فى مصر؟
الفن التشكيلي يحتاج إلى تغطية إعلامية بسبب أزمة التسويق ويحتاج إلى وعي للناس وفهم أنه عندما يقتنون لوحة فهي استثمار على المدى الطويل، وأن هناك فرق كبير بين اللوحات الأصلية لفنان ولوحات مقلدة رخيصة للديكور. ولأن بعض قاعات العرض تكون مسيطرة على السوق وتحدد أسعار الأعمال الفنية وتوجه الذوق العام، فإن ذلك يقلل من فرص الفنانين المستقلين. ولا يوجد نظام واضح لتسعير الأعمال الفنية، وبعض الفنانين يبالغون في الأسعار أو يقللون منها بشكل يؤثر على قيمتها. ولأنه لا يوجد تقييم نقدي مؤسسي يحدد القيمة الحقيقية للعمل الفني. وطبعًا لا يوجد دعم كافٍ من الدولة لترويج الفن المصري عالميًا سواء من خلال بعثات ثقافية أو مشاركات دولية. وطبعًا ضعف التمويل الموجه لقطاع الفنون التشكيلية مقارنة بالفنون الأخرى.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شهر رمضان الفن التشكيلي حرية الإبداع إيكادولي الفن التشکیلى یحتاج إلى فاطمة حسن لا یوجد
إقرأ أيضاً:
تقارير سرية لـ50 عاما ومكافأة مجزية.. تفاصيل كثيرة تحيط بجائزة نوبل
مع اقتراب حفل توزيع جوائز نوبل في المجالات المتعددة، يستذكر الكثيرون كيف نشأت الجائزة، والظروف التاريخية التي مر بها صاحبها، خاصة أن الأمر ارتبط بمأساة شخصية قادت لتكون مدار تنافس للعلماء على مدار العقود الماضية.
وتعود جائزة نوبل إلى المخترع السويدي ألفريد نوبل، المولود عام 1833، والذي اشتهر بتصنيع المتفجرات، بناء على إرث عائلي حيث كان عائلته تعمل في هذ القطاع.
وكان والد إيمانويل يمتلك مصنعا للأسلحة والذخائر، وعمل ألفريد في تصنيع ألغام أرضية لقيصر روسيا، حين كان يقيم مع عائلته في سان بطرس بيرغ، وكان المصنع يحقق أرباحا كبيرة، ورغم عده ارتياده للمدرسة، إلا أنه كان بارعا في الكيمياء، ويتحدث بأربع لغات.
ظهور الديناميت لأول مرة
ومع نهاية حرب القرم عام 1856، وإفلاس مصنع العائلة، عاد أفرادها إلى السويد، لكن الأبناء الأكبر ومن بينهم ألفريد بقي في سان بطرس بيرغ، وبدأ بإجراء تجارب على مادة النيتروجلسرين، وهو سائل شديد الانفجار اخترعه الإيطالي اسكانيو سوبريرو، ورأى فيه فرصة لتحقيق أرباح طائلة وتعويض خسائر المصنع بعد انتهاء الحرب.
وبعد عدة تجارب، تمكن من التوصل إلى مركب يجمع النيتروجلسرين، والبارود الأسود، وتحولت المادة إلى مزيد أكثر أمانا عند التعامل معه للتفجير، وبناء عليه نال براءة الاختراع عن هذا المنتج الجديد، والذي أطلق عليه الديناميت.
وتسبب اختراع الديناميت في جني نوبل أرباحا طائلة، رغم تعثر بعض أعماله، لكن الحادثة الأكثر مأساوية والتي أثرت عليه بشكل كبير، كان انفجار مصنع نوبل للمتفجرات في ستوكهولم عام 1864 والذي قتل فيه شقيقه الأصغر إميل.
ولعبت الكاتبة النسماوية وناشطة السلاح بيرتا فون سوتنر، دورا كبيرا في التأثير على نوبل، لدعم جهود نزع السلاح بعد تحول الديناميت لأداة فتاكة بيد العسكريين، من خلال العديد من المراسلات بينها وبينه.
وبحسب موقع الجائزة، يسود الاعتقاد أن فكرة إنشائها، كان مستوحى من تلك الرسائل والأفكار التي وردت فيها، مع الصحفية النمساوية، لكن أحدا لم يعلم بالأمر، إلا بعد موته، إذا إن محتوى فكرة الجائزة لم يعرف سوى بعد فتح وصيته بعد وفاته في 10 تشرين أول/أكتوبر عام 1896.
وبناء على الوصية، يخصص الجزء الأكبر من جائزة نوبل، من الثروة الطائلة بسبب الديناميت والمتفجرات، لتمويل جوائز في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء والأدب والسلام، ولاحقا أضيف الاقتصاد بعد سنوات.
كيف يختار الفائزون؟
يجري اختيار الفائزين بجوائز نوبل من خلال لجان متخصصة وهيئات علمية وأكاديمية مختلفة، تحددها وصية نوبل، ولكل جائزة جهة مانحة مستقلة.
ففي مجالات الفيزياء والكيمياء والعلوم الاقتصادية تختارها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ، أما في مجال الطب أو علم وظائف الأعضاء.. يختارها معهد كارولينسكا في ستوكهولم عبر "جمعية نوبل".
وفي مجال الأدب، تختار الأكاديمية السويدية الفائزين، وفي مجال السلام اللجنة النرويجية لنوبل، والمكونة من 5 أعضاء منتخبين من البرلمان النرويجي، تختار الفائزين بهذه الجائزة.
وترسل آلاف الاستمارات السرية للترشيح إلى أساتذة جماعات وباحثين ومؤسسات بحثية وشخصيات سياسية، وفائزين سابقين، لترشيح أسماء لكن لا يحق لشخص أن يرشح نفسه.
وفي نهاية يناير من كل عام، تبدأ لجان متخصصة بالتدقيق، في الترشيحات، ويجري استبعاد كل شخص لم يستوف الشروط للترشيح للجائزة.
وتخضع أسماء المرشحين والنقاشات حولهم والتقارير لبند السرية، لمدة 50 عاما، بعد مرور هذه الفترة يمكن أن يفتح الأرشيف للباحثين للاطلاع عليه.
ما قيمة الجائزة؟
يحصل الفائزون على ميدالية من الذهب الخالص من عيار 18 قيراطا، وعليها نقش اسمه الشخصي والسنة التي فاز فيها،
كما يحوز على مكافأة مالية تصل إلى نحو مليون دولار أمريكي، ويمكن تقاسم الجائزة في الحد الأقصى مع 3 أشخاص عند وجود أكثر من فائزة في نفس المجال.
إضافة إلى ذلك، يحصل الفائز على شهادة رسمية، تحمل اسمه والمجال الذي فاز فيه.
طرائف الجائزة
في عام 2018 تقرر حجب جائزة نوبل للآداب بعد فضيحة جنسية هزت الأكاديمية السويدية، حيث تقدمت 18 سيدة بادعاءات تحرش جنسي ضد المصور الفرنسي جان كلود أرنو المتزوج من عضوة سابقة في الأكاديمية.
وفي عام 1953 أعلن عن منح رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل جائزة نوبل للآداب بعد كتابته مذكراته عن الحرب العالمية الثانية في 12 مجلدا، لكن القرار تسبب بصدمة للكثير من الأدباء والنقاد الذين رأوا أن كتاباته لا تحمل قيمة أدبية ترقى للمنافسة، واعتبر البعض أن هذه الجائزة جاءت تعويضا لتشرشل الذي كان مرشحا قويا لجائزة نوبل للسلام قبل ذلك بثماني سنوات ولم يفز بها.
ومنحت جائزة نوبل للاقتصاد في عام 1997 للاقتصاديين الأمريكيين روبرت ميرتون ومبيرون سكولس تقديرا لفتحهما آفاقا جديدة في مجال التقييمات الاقتصادية، بحسب بيان الأكاديمية، لكن الصناديق والشركات المالية التي طبقت نظريتهما خسرت مليارات الدولارات.
وفي عام 1988 باع العالم الفيزيائي ليون ليدرمان جائزته لشخص مجهول عبر دار المزادات لتغطية نفقات علاجه من الخرف، وتلقى مقابلها 765 ألف دولار، وهو نبأ أصاب المجتمع العلمي بالصدمة والحزن.