“القدس الكبرى” مشروع العدو الإسرائيلي: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
الثورة نت/..
تتوالى عمليات القضم الصهيونية للأراضي والتكوينات المعمارية في مدينة القدس، في سعي حثيث لتهويد ما تبقى من معالم المدينة، تنفيذًا لمشروع استيطاني يحلم بإنشاء “القدس الكبرى الإسرائيلية”؛ وهو ما يأتي في سياق مشروع أكبر لابتلاع ما تبقى من الضفة بكل جغرافيتها.
في السياق، تعتزم سلطات العدو الصهيوني التصديق، على إقامة أكثر من 1000 وحدة استيطانية في مدينة القدس الشرقية، لضم مستوطنات في محيط المدينة الفلسطينية وتوسيع حدودها “وتكريس أغلبية يهودية فيها بهدف إنشاء ” القدس الكبرى الإسرائيلية”.
وبحسب إعلام العدو فإنه “من المتوقع أن يتم تقديم خطة لبناء أكثر من 1000 وحدة سكنية في القدس الشرقية اليوم للتصديق عليها من قبل لجنة التخطيط والبناء المحلية في القدس” التابعة لبلدية الاحتلال الصهيونية.
ووفقًا للخطة، من المتوقع “بناء 380 وحدة سكنية في حي (مستوطنة) “نوف تسيون” بالقرب من جبل المكبر. بالإضافة إلى مدرسة وكنيسين ومناطق تجارية”.
وبالقرب من حي صور باهر الفلسطيني، بين كيبوتس (مستوطنة) “رمات راحيل” وحي “هار حوما”، سيتم بناء 650 وحدة سكنية أخرى، ومناطق تجارية، ومدرسة ابتدائية، وكنيس ومركز مجتمعي ورياض أطفال” بحسب إعلام العدو.
وكانت حكومة العدو الصهيوني صعدت عمليات الاستيطان في القدس الشرقية.
الوجود الفلسطيني
في هذا السياق، أصدرت محكمة للاحتلال الصهيوني في القدس قرارًا بإخلاء عائلة الباشا من منزلها التاريخي الكائن في شارع الواد بالبلدة القديمة، لصالح ضمه إلى كنيس يهودي.
وقال المواطن المقدسي، عبد المجيد الباشا، لـوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الثلاثاء، إن عائلته ترفض هذا القرار الجائر وتؤكد تمسكها بحقها المشروع في الأرض والمبنى، الذي يعد جزءا أصيلا من تاريخ القدس وهويتها العربية والإسلامية.
وبيّن أن القرار يُمهل العائلة مدة شهرين لتقديم استئناف، وإلا ستجبر على إخلاء منزلها التاريخي المكون من ثلاثة طوابق.
أيضا، قال المحامي محمد مفيد الباشا، أحد أبناء العائلة، إن “هذا القرار لا يشكل فقط ظلما قانونيا بل هو استهداف واضح للوجود الفلسطيني في القدس”، مؤكدا أن العائلة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية للطعن في القرار ووقف تنفيذه.
ويأتي هذا القرار في سياق ممنهج لتهجير العائلات الفلسطينية من منازلها في البلدة القديمة من القدس المحتلة، بهدف تغيير الطابع الديموغرافي للمدينة المقدسة.
وذكرت وسائل إعلام العدو أن سلطات الاحتلال أرسلت الأسبوع الماضي اقتراحا إلى الحكومة للترويج لقرار حكومي من شأنه توسيع منطقة بلدية القدس الصهيونية لتضم مستوطنات مقامة على أراض مصنفة ضفة غربية في محيط المدينة.
ونقلت وسائل الإعلام تلك عن سلطات الاحتلال إن “الغرض من الاقتراح هو تكريس الأغلبية اليهودية في القدس وتقويتها كعاصمة لدولة “إسرائيل”، على حد تعبيرها.
في 29 سبتمتر2020، حذر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) من أن العدو الإسرائيلي يعمل على بناء “القدس الكبرى”، وابتلاع مساحات فلسطينية أوسع مع تقليل عدد الفلسطينيين فيها.
وبحسب تقديرات العدو فإن الفلسطينيين يشكلون 39 في المئة من عدد السكان في مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي، وهي نسبة تقلق العدو الإسرائيلي بحسب تصريحات مسؤوليه.
وإضافة إلى البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، تسعى حكومة العدو الإسرائيلي لتوسيع حدود القدس بضم مستوطنات مقامة على أراضي مصنفة ضفة غربية في محيط القدس.
وتوجد العديد من المستوطنات الكبيرة في محيط القدس مثل “معاليه أدوميم”، شرقا و”غوش عتصيون”، جنوبا، ومن شأن ضمها إحداث تغيير كبير في الميزان الديمغرافي في مدينة القدس لصالح التهويد.
الاستيطان الصهيوني
وتقدر حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، المختصة بمراقبة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، أن أكثر من 700 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات صهيونية بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وتعتبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة عام 1967 غير قانوني، وتدعو “إسرائيل” إلى وقفه دون جدوى.
وشهدت القدس خلال فبراير 2025 استمرارًا في الاستيطان، حيث صادقت سلطات الاحتلال على مشروعين استيطانيين جديدين في حيّ الشيخ جراح، ضمن سياسة تهويد المدينة.
وفي الموازاة، أعربت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية عن مخاوفها من المخططات الصهيونية الجديدة التي تستهدف التصديق على بناء أكثر من 1000 وحدة استيطانية شرق مدينة القدس المحتلة.
وأشار بيان لمحافظة القدس، اليوم الأربعاء، أن المخطط الاستيطاني جاء ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى ابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وتغيير الواقع الديمغرافي والهوية الوطنية للقدس، وفرض واقع احتلالي عبر مشروع “القدس الكبرى” التهويدي، الذي يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وكشف البيان أن سلطات الاحتلال تهدف من خلال المخطط إلى توسعة الحيين الاستيطانيين “نوف تسيون” و”هار حوما”، المقامين على أراضي الفلسطينيين في “صور باهر” و”جبل المكبر”، عبر بناء وحدات استيطانية جديدة، إلى جانب منشآت تعليمية وتجارية وكُنس، في إطار مساعٍ حثيثة لتهويد المشهد الجغرافي والسكاني للمدينة.
“القدس الكبرى”
وحذرت محافظة القدس من مخطط صهيوني أكثر خطورة، يهدف إلى ضم ثلاث كتل استيطانية ضخمة وهي “غوش عتصيون” التي تضم 14 مستوطنة في الجنوب الغربي من القدس، وكتلة “معالي أدوميم” التي تضم 8 مستوطنات تمتد من شرقي القدس وحتى غور الأردن، بالإضافة لكتلة “جفعات زئيف” التي تضم 5 مستوطنات، وتقع في الجزء الشمالي الغربي من القدس، لما تُسمى “حدود بلدية القدس”.
وأشار البيان إلى أن ذلك يعني فرض مشروع “القدس الكبرى” على مساحة تُقدر بـ 600 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 10 بالمئة من الضفة الغربية “وإذا ما تم تنفيذ هذا المشروع، سيؤدي إلى تقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، وعزل شمال الضفة عن جنوبها.. والقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمة في القدس الشرقية”.
وأكدت محافظة القدس على أن “حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية تُواصل تسريع وتيرة مصادرة الأراضي وتعميق الاستيطان، وممارسة أبشع أشكال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في القدس، في تحدٍ واضح لقرارات الأمم المتحدة، التي تدين الاستيطان، وتعتبره غير شرعي”.
وطالبت محافظة القدس المجتمع الدولي “بضرورة الانتقال من خانة التحذيرات والادانات إلى فرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال، لإجبارها على وقف مخططاتها الاستيطانية وممارساتها العنصرية”.
كما دعت إلى لجم “الإرهاب الاستيطاني” الذي يتغذى من الحماية والدعم الحكومي الصهيوني، بالإضافة للحماية الأميركية دوليًا وأمميًا”.
وقد تميزت ظاهرة الاستيطان الصهيوني في فلسـطين عن غيرها من التجارب الاستيطانية القديمة والحديثة من خلال ارتباط هذه الظاهرة بالعنف والاستيلاء على أراض مملوكة لأصحابها الشرعيين بالقوة، مع التخطيط المسبق لطرد هؤلاء السكان واستئصال حضارتهم والقضاء على وجودهم، فالاستعمار الاستيطاني اليهودي قام على أسس استعمارية وعنصرية تخالف مبادئ القانون الدولي والعهود والمواثيق والاتفاقات الدولية.
وفي هذا السياق، تدعو حركات المقاومة الشعب الفلسطيني لمزيد من الثبات والتصدي وتصعيد المقاومة، ولإشعال حالة الاشتباك عبر العمليات الموجعة داخل الأراضي المحتلة، وإفقاد المحتل ومستوطنيه الأمن والأمان حتى التحرير والعودة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فی القدس الشرقیة سلطات الاحتلال فی مدینة القدس القدس الکبرى محافظة القدس فی محیط أکثر من
إقرأ أيضاً:
عدوان يتجاوز الخطوط الحمراء .. العدو الصهيوني يهدد أمن الإقليم ورد إيراني يحرك دبلوماسية القوى الكبرى
يمانيون / تقرير / خاص
في تصعيد غير مسبوق، شنَّ الكيان الصهيوني هجومًا جويًا على أهداف استراتيجية داخل العمق الإيراني، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة. وقد فتح هذا التطور الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة، قد تفضي إلى حرب إقليمية أو حتى تدخلات دولية أوسع
الأبعاد السياسية للعدوان الصهيوني
يرى محللون أن العدوان الإسرائيلي محاولة لتكريس الهيمنة الإقليمية ومحاولة بائسة إلى كبح جماح النفوذ الإيراني الإقليمي، خاصة بعد تنامي الدور الإيراني في ملفات عربية وإقليمية ، وهو ما أكده الخبير السياسي الصهيوني “يوآف شتيرن”، في معرض حديثه لصحيفة هآرتس العبرية أن هذه العملية جاءت كمحاولة لإظهار القوة في مواجهة إيران وفرصة إسرائيلية لاختبار موقف الولايات المتحدة التي كانت حتى الآن مترددة في كبح تقدم إيران النووي .
ورغم الإدانات الشكلية من الاتحاد الأوروبي، أشار الخبير الأمريكي “جيسون بروك” إلى أن واشنطن منحت تل أبيب “تفويضًا غير معلن” للتحرك، مقابل تعهد بعدم الانجرار إلى حرب شاملة .
الأبعاد العسكرية والاستراتيجية
استهدفت الغارات مواقع في نطنز وأصفهان، وكذلك منشآت صاروخية قرب طهران، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإيرانية وفق ما أعلنته وكالة تسنيم 12 يونيو 2025 ، ويشير تحليل نشره موقع “Janes Defence” إلى أن العدو الصهيوني استخدم طائرات F-35 وأسلحة إلكترونية لتعطيل الدفاعات الجوية فيما لم تمهل إيران الكيان الإسرائيلي كثيراً حتى جاء الرد على تلك الهجمات ،حيث أطلقت طهران صواريخ ومسيرات باتجاه قواعد عسكرية إسرائيلية في النقب والجليل، ومواقع أخرى وأحدثت دماراً هائلاً في تلك الأهداف لا سيما مقر وزارة الحرب الصهيونية ، مؤكدة أن الرد لن يكون لمرة واحدة ، وهو ما أكده المتحدث باسم الحرس الثوري الجديد من أن “إيران ستغير المعادلة بالكامل”، مما يرفع احتمال تصعيد طويل الأمد.
السيناريوهات المحتملة لتصعيد المواجهة
أشار عدد من المحللين والخبراء في الشأن السياسي والعسكري أن هناك عدد من السيناريوهات المحتملة في المواجهات الحالية بين كبان الاحتلال الاسرائيلي وإيران وأن سقف التوقعات لا يزال مرشح للتوسع ، وهو ما توقعته قناة BBC Arabic في برنامجها التحليلي من أن تبادل الضربات الجوية والميدانية قد تستمر ولكن دون الدخول في حرب شاملة، وأن الصين وروسيا ستعمل كوسيط دولي لحسم هذه المواجهات ، بينما سلطت الضوء على توقع آخر محتمل وهو تحول المواجهة إلى مواجهات متعددة في عدة جبهات على المستوى الإقليمي هذه الفرضية أوردها معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو، محذرًا من “نزاع متشعب قد يدفع الخليج وأمريكا للتدخل”
وفي سياق أكثر سخونة توقعت قناة الــ CNN تصعيد يؤدي إلى تدخل دولي مباشر سيؤدي في النهاية إلى دخول واشنطن مباشرة للدفاع عن إسرائيل أو لحماية الملاحة الدولية، مقابل دعم روسي غير مباشر لطهران.
وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، تباينت ردود الفعل العربية والدولية بشكل ملحوظ، ما يعكس تعقيدات الصراع الإقليمي وتعدد المصالح الدولية.
الولايات المتحدة أكدت بصورة واضحة عن دعمها الكامل للكيان الإسرائيلي. وعبر الرئيس الأمريكي ’’ترامب’’ عن سعادته لهذا الهجوم ، فيما أصدر الاتحاد الأوروبي بيانات تعكس مدى القلق البالغ مما يحدث، مؤكدا أن “دوامة العنف بين إسرائيل وإيران قد تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية واسعة” ،أما روسيا فقد أدانت الهجوم الإسرائيلي، واعتبرته انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة ومن جانب آخر أبدت استعدادها للمساعدة في إدارة الوضع من خلال الحوار ، الصين من جانبها أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرت أن هذه الأعمال تنتهك سيادة إيران وأمنها وسلامتها الإقليمية. في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، دعا السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، إسرائيل إلى وقف جميع العمليات العسكرية فورًا، محذرًا من التصعيد الإضافي ، وأدانت باكستان الهجوم الإسرائيلي على إيران، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي. ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد،
تأثير المواقف الدولية على المواجهات:
تُظهر المواقف الدولية تباينًا في التعامل مع التصعيد بين إسرائيل وإيران. الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يشجعها على مواصلة عملياتها العسكرية، بينما قد يؤدي الضغط الدولي، خاصة من روسيا والصين، إلى دفع الأطراف نحو التهدئة. المواقف العربية، التي تتراوح بين الإدانة والدعوة للتهدئة، قد تؤثر في مسار التصعيد، خاصة إذا تم التنسيق بينها.
خاتمة
يؤكد الخبراء والمحللون أن العدوان الصهيوني على إيران يشكل نقطة مفصلية في تاريخ الصراع الإقليمي. وبينما تتعدد الخيارات أمام طهران، يبقى الخيار الأكثر ترجيحًا هو الرد المتزن الذي لا يشعل حربًا، لكنه يغير قواعد الاشتباك. في جميع الأحوال، فإن التداعيات لن تكون محلية فحسب، بل قد تطال الأمن العالمي وأسواق الطاقة والاقتصاد الدولي ، وبالنسبة لإيران فإن هذا العدوان لن يؤثر عليها كما يتوقع العدو الصهيوني بل سيدفع إيران لتشديد موقفها وربما تسريع تخصيب اليورانيوم كرد فعل نتيجة التهديدات الصهيونية الأمريكية المتكررة