نصائح لجعل شرب الماء عادة يومية
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
المناطق_متابعات
يهمل الكثيرون ترطيب أجسامهم بشكل كاف، ما قد يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الصداع، والإرهاق، وجفاف البشرة، وحتى مشاكل صحية أكثر خطورة.
وبينما يعد الشعور بالعطش أكثر أعراض الجفاف وضوحا، هناك علامات أخرى أقل وضوحا تشمل البول الداكن، وقلة التبول، وجفاف الجلد أو الفم، والإرهاق، والدوخة، والصداع. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يكون الجفاف خطيرا أو حتى قاتلا، حيث تشمل الأعراض الأكثر خطورة تسارع ضربات القلب، وصعوبة التنفس، والتهيج، والإغماء.
ويقول الخبراء إن الحفاظ على ترطيب الجسم لا يتطلب جهدا كبيرا، إذ يكفي اتباع بعض النصائح البسيطة لتحويل شرب الماء إلى عادة يومية.
وتحدث بنجامين نيفاريس، مدرب شخصي معتمد ومالك مركز I.E. Health، مع صحيفة “نيويورك بوست” حول كيفية التأكد من حصولك على كمية كافية من الماء، وشارك أفضل نصائحه للتذكير بالترطيب:
اضبط المنبه
يمكن لهاتفك أن يساعدك على إرواء عطشك، حيث يقول نيفاريس: “استخدم المنبه على هاتفك. تأكد من شرب كمية معينة من الماء كل ساعة”.
تحقق من حالتك المزاجية
وفقا لنيفاريس، فإن “المزاج يتأثر مباشرة بالترطيب”، لذا، إذا بدأت تشعر بالضيق، فمن الجيد أن تشرب بعض الماء.
اجعل الماء في مرمى بصرك
يشير نيفاريس إلى أنه يجب عليك “دائما إبقاء الماء أو مشروبا يحتوي على إلكتروليتات قريبا منك، على مكتبك، أو في السيارة. فهذا يذكرك بالترطيب ويساعدك على رؤيته باستمرار”.
التحرك
يقول نيفاريس إن الحركة تذكر الناس بشرب الماء بشكل غريب. ولهذا السبب يوصي بالذهاب في نزهة على الأقدام لإعطاء جسمك فرصة لتذكيرك بالترطيب. وإذا كنت تعمل من المنزل، يؤكد نيفاريس على ضرورة النهوض من المكتب بشكل دوري، و”اجعل شرب الماء روتينا عندما تفعل ذلك”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: شرب الماء شرب الماء
إقرأ أيضاً:
الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
نعيش في زمن تُهيمن عليه السرعة، اللحظة الخاطفة، المحتوى الخفيف، والصوت الأعلى لا الأعمق. زمنٌ تتقدّم فيه التفاهة بثقة، وتُصبح «الترندات» معيار القيمة، ويقاس الإنسان بما يقدّمه من ترفيه لا بما يصنعه من معنى. وربما وأنت تقرأ هذا الآن، يا صديقي، تشعر أن المشهد مألوف أكثر مما ينبغي. في عالم كهذا، يبدو التفكير الفلسفي كأنه فعل خارج السياق... أو هكذا يُراد له أن يكون. لكن الحقيقة، يا عزيزي، أن الفلسفة اليوم ليست رفاهية، بل فعل مقاومة.
الفلسفة في جوهرها ليست كلامًا معقّدًا، بل قدرة على التوقف حين يركض الجميع، وعلى التفكير حين يكتفي الآخرون بالتلقي، وعلى رؤية ما وراء الضجيج. وأنت تعلم، يا صديقي، أن التفاهة لا تنتصر بالقوة، بل بالهيمنة على الوعي، عبر محتوى سريع يلهيك عن السؤال. وهنا تظهر الفلسفة في صورتها الأجمل: شجاعة السؤال في زمن يكره الأسئلة.
الفلسفة تُعلّم الإنسان ألا يبتلع ما يُقدَّم له دون تساؤل، وألا ينساق خلف الرائج فقط لأنه شائع. وربما توقفتَ هنا لحظة، يا عزيزي، لتفكر في كمّ الأفكار التي مرّت عليك دون فحص. التفاهة تُحب النسخ، أما الفلسفة فتُقدّس الفرد. التفاهة تشغلك، والفلسفة تُصغي لك. التفاهة تمنحك متعة عابرة، بينما الفلسفة تمنحك معنى يبقى.
كما تكشف الفلسفة كيف تُصنع الرغبات، وكيف يتحوّل الإنسان إلى مستهلك للمحتوى بدل أن يكون صانعًا لمعناه. وربما هنا، يا صديقي، تبدأ الأسئلة الحقيقية. إنّها تُعيد الإنسان إلى موقعه الأصلي: كائن يفكّر لا كائن يُقاد. الفلسفة ليست معركة ضد أحد، بل معركة مع النفس؛ لاستعادة الوعي من قبضة الضجيج.
وحين نفهم هذا، نكتشف أن الفلسفة في زمن التفاهة تشبه إشعال شمعة في غرفة مزدحمة بالضوضاء؛ لن تطرد الظلام، لكنها تمنحك رؤية. وربما، يا عزيزي، كل ما نحتاجه اليوم هو هذه المساحة الصغيرة. فهي ليست دعوة للانعزال، بل لاستخدام العقل وسط الزحام، ولتذوّق الحياة ببطء حين يصبح كل شيء سريعًا.
إن مقاومة التفاهة لا تتم بالرفض فقط، بل بالفعل: بأن نقرأ بعمق، نفكر بصدق، ونتأمل بوعي. وربما توافقني، يا صديقي، أن الفلسفة لا تجعل العالم أهدأ، لكنها تجعلنا أقل هشاشة أمام الضجيج.
وفي النهاية، حين نقف في وجه التفاهة، نحن لا نحارب العالم، بل نحمي ذواتنا. وحين نختار الفلسفة، نختار أن نكون أعمق من السطح، وأوعى من كل ما يحاول أن يسحبنا إلى الأسفل.
الفلسفة ليست نظرية... إنها مقاومة.
كاتب في السرديات الثقافية وقضايا الشرق الأوسط
[email protected]