سلطت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، الضوء على محاولات وزارة الدفاع الروسية ورجال فيلق أفريقيا في بانغي، إقناع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا بقبول استبدال وحدات فاغنر بهيكل جديد.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في بداية الشهر الجاري قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، بزيارة إلى بانغي للقاء الرئيس فوستان أرشانج تواديرا.



وتضيف المجلة أن يفكيروف المكلف من قبل الكرملين بتأمين التعاون العسكري في أفريقيا يُعد من الوجوه المألوفة في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى بفضل زياراته المتتالية، خاصة منذ وفاة يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة فاغنر.


وخلال اللقاء، تبادل  يفكيروف وفوستان أرشانج تواديرا الآراء حول نية روسيا وجمهورية إفريقيا الوسطى تعزيز تعاونهما في مجال الأمن. كما اغتنم نائب وزير الدفاع المحادثات للكشف عن طموحات الكرملين والجيش الروسي تجاه جمهورية إفريقيا الوسطى.

بافيل بريغوجين وديمتري سيتي في المقعد الساخن
ويُحاول يفكيروف منذ عدة أشهر إقناع تواديرا بمسألة استبدال وحدات فاغنر بفيلق إفريقيا في جمهورية إفريقيا الوسطى وضمان انتشار الفيلق بشكل دائم. مع العلم أن وحدات فاغنر بقيادة ديمتري سيتي، الذي نسج شبكة العلاقات مع تواديرا، تسيطر على الأعمال الروسية في مجال الخشب والذهب بشكل خاص.

وتواجد سيتي في  الأول من آذار/ مارس في القصر الرئاسي لاستقبال يفكيروف، إلى جانب سفير روسيا هناك ألكسندر بيكانتوف. ومع ذلك، مثل زميله في وحدات فاغنر ديمتري دريدنيي، لم يعد سيتي جزءًا من خطط وزارة الدفاع الروسية، التي تقوم على الرغبة في تثبيت رجالها وإعادة الضباط السابقين التابعين ليفغيني بريغوجين، الذي قُتل في آب/ أغسطس 2023، إلى روسيا.

وذكرت المجلة أن الجيش الروسي وجهاز الاستخبارات العسكرية الروسي، اللذان يسيطران على فيلق أفريقيا، يعتمدان على دينيس بافلوف، الذي يشغل رسميًا منصب مُلحق الاستخبارات في سفارة روسيا، وفلاديمير إيلين، القنصل الروسي في جمهورية إفريقيا الوسطى. هؤلاء مُكلفون، بتأمين مهمة استبدال وحدات فاغنر بـ"فيلق أفريقيا" في مجال التعاون السياسي والعسكري مع بانغي.


ويهدف كل من يفكيروف وأندريه أفيريانوف، الضابط المسؤول عن "فيلق أفريقيا" في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى إبعاد بافيل بريغوجين، نجل يفغيني بريغوجين، الذي تولى جزئيًا مسؤولية والده داخل فاغنر، عن المنظمة الروسية في أفريقيا. وعلى الرغم من أن بافيل بريغوجين لم يعد مقيمًا في بانغي في الأشهر الأخيرة، إلا أنه يجري اتصالات منتظمة مع فوستان أرشانج تواديرا.

فيلق أفريقيا يتوسع
وأوردت المجلة أن تواديرا غير مقتنع تمام باستبدال وحدات فاغنر بفيلق أفريقيا وسيطرته على النظام القائم. وقد دعا في العديد من المناسبات إلى الاحتفاظ بالرجال الموثوق بهم، وخاصة دميتري سيتي. ويطلب رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى الحصول على ضمانات روسية بشأن ضمان أمنه الشخصي، المهمة التي تتقلدها شركة فاغنر منذ سنوات.

واستطاع الضباط السابقين التابعين ليفغيني بريغوجين نسج شبكة علاقات متينة داخل جمهورية إفريقيا الوسطى، خاصة من خلال وزير الثروة الحيوانية وصحة الحيوان حسن بوبا الذي يُعد شريكًا مميزًا لهم.

وذكرت المجلة أنه من بين الحجج التي قدمتها روسيا لتبرير استبدال فاغنر بـ"فيلق إفريقيا"، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى زيادة عدد القوات الروسية المتواجدة في أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى.


ويعلق يفكيروف آمالا على تحديث أو فتح قواعد عسكرية، خاصة في بامباري، العامل الكفيل بتعزيز التواجد الروسي في إفريقيا، خاصة بفضل فيلق أفريقيا، الذي عزز وجوده بشكل ملحوظ في ليبيا ويسعى إلى الحصول على موطئ قدم في التشاد. إلى جانب ذلك، تعد غينيا الاستوائية من المناطق التي تسعى روسيا لتعزيز نفوذها داخلها، ويظهر ذلك من خلال الزيارة التي أداها يفكيروف الى مالابو بعد زيارته لجمهورية إفريقيا الوسطى.

وتجدر الإشارة إلى اللقاء الذي جمع بين نائب وزير الدفاع الروسي ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، والذي أثمر عن توقيع اتفاقيات للتعاون العسكري.

وفي ختام التقرير، نوهت المجلة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة، تم الإبلاغ عن وجود مئات من المدربين الروس في غينيا الاستوائية، الخبر الذي لم تؤكده أو تدحضه الحكومة. من خلال ذلك ترغب موسكو في  الاتفاق مع عائلة أوبيانغ على ضمان وجود دائم لجيشها في خليج غينيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية أفريقيا فاغنر روسيا روسيا أفريقيا فاغنر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمهوریة أفریقیا الوسطى جمهوریة إفریقیا الوسطى الدفاع الروسی المجلة أن

إقرأ أيضاً:

خطة نتنياهو الجديدة بشأن غزة.. نافذة دبلوماسية أخيرة أم بداية لفرض واقع جديد؟

في تطور لافت على صعيد التعامل الإسرائيلي مع ملف قطاع غزة، طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع "المنتدى الوزاري المصغر" الذي عُقد مساء الاثنين، خطة عمل جديدة قال إنها تمثل "تغييرًا في النهج" السياسي والاستراتيجي الذي تتبعه إسرائيل في تعاملها مع الملف الفلسطيني، وتحديدًا مع حركة حماس في قطاع غزة.

الفرصة الأخيرة

بحسب ما كشفته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة، فإن الخطة الجديدة تقوم على منح الوسطاء الدوليين فرصة أخيرة لإقناع حركة حماس بقبول مقترح الصفقة الذي تم تقديمه قبل نحو أسبوعين، وهو المقترح الذي سبق لإسرائيل أن أعلنت موافقتها عليه.

ورغم إتاحة هذه الفرصة الجديدة للعمل الدبلوماسي، شدد نتنياهو خلال الاجتماع على أن إسرائيل لن تنتظر إلى الأبد، موضحًا أن فترة زمنية محددة سيتم منحها للطرف الآخر لتقديم رد إيجابي على المقترحات المطروحة، بما يفتح الباب أمام تقدم ملموس في المفاوضات.

وفي حال رفض حماس أو استمرارها في المماطلة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حكومته لن تتردد في اتخاذ خطوات أحادية الجانب، كان أبرزها ما ورد في الخطة من نية لضم أراضٍ في قطاع غزة، وهو تطور يعكس تحولًا جذريًا في السياسة الإسرائيلية من استراتيجية الضغط السياسي بهدف التوصل إلى تسوية، إلى فرض واقع ميداني جديد بالقوة.

وتضمن الاجتماع كذلك مناقشة اقتراح بإنشاء إدارة مدنية وأمنية خاصة لإدارة المناطق التي قد يتم ضمها، وهو ما يشير إلى نية إسرائيلية لإعادة هندسة المشهد السياسي والإداري داخل القطاع، بمعزل عن أي توافق فلسطيني أو إقليمي.

ورغم ما تحمله هذه التوجهات من تهديدات ضمنية وتغييرات ميدانية محتملة، ترى القيادة السياسية الإسرائيلية – بحسب الصحيفة – أن هناك فرصًا واقعية لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، خاصة إذا أبدت حركة حماس مرونة في التعاطي مع المقترحات التي يجري بحثها حاليًا عبر وسطاء إقليميين ودوليين.

تأتي هذه الخطوة من نتنياهو وسط ضغوط داخلية متزايدة، ومطالب من جهات سياسية وعسكرية في إسرائيل بضرورة تسريع الحسم أو التوصل إلى اتفاق يضمن استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، مع الحفاظ على ما تصفه تل أبيب بـ"الأمن القومي الإسرائيلي" في جنوب البلاد.

فشل محاولات التعتيم 

من جانبه، شدد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن وصول هذه المساعدات جاء بعد فشل محاولات التعتيم على صور المجاعة.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الادعاءات الإسرائيلية والأمريكية بأن الصور المتداولة "مصنّعة بالذكاء الاصطناعي" لم تصمد، خاصة بعد أن نقلت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية نفس المشاهد، مما دفع أكثر من 25 دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وكندا، لمطالبة الاحتلال بفتح الممرات الإنسانية.

وبشأن المفاوضات، أشار الرقب إلى أن جهودًا تقودها القاهرة والدوحة وواشنطن لا تزال جارية، لكنه اتهم الإدارة الأمريكية بالانقلاب على تفاهمات سابقة، بعد قبولها خرائط إسرائيلية جديدة تختلف عن المقترحات المطروحة سابقًا. كما حذّر من أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات قد تُستغل كغطاء لعمليات استخباراتية داخل غزة، في ظل انعدام الثقة الكامل بالجانب الإسرائيلي.

وأكد الرقب أن الاحتلال يحاول تبييض صورته دوليًا من خلال الإعلان عن المساعدات الجوية، رغم استمرار الانتهاكات وآخرها اعتقال طاقم سفينة "حنظلة" ومصادرة محتوياتها. ورجّح أن تشهد الأيام القادمة تطورات دراماتيكية قد تفضي إلى هدنة مؤقتة، لكنه شدد على أن الحديث لا يزال يدور عن هدنة وليس عن وقف شامل للعدوان.

طباعة شارك غزة قطاع غزة إسرائيل نتنياهو بنيامين نتنياهو فلسطين حماس حركة حماس

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • شخصيات إسرائيلية عامة تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تدعو لفرض عقوبات قاسية على إسرائيل
  • ترامب يستعد لفرض رسوم جمركية جديدة وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة
  • لاجئون سودانيون يتعرضون للنهب في إفريقيا الوسطى
  • والد جندي أسير في غزة يدعو أوروبا لفرض عقوبات على "إسرائيل"
  • في بولندا.. العثور على فارس من العصور الوسطى مدفونًا تحت متجر آيس كريم
  • خطة نتنياهو الجديدة بشأن غزة.. نافذة دبلوماسية أخيرة أم بداية لفرض واقع جديد؟
  • رئيس إفريقيا الوسطى يعلن ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري وسياسي محتدم