منذ عرض الجزء الأول، نجح مسلسل "المداح" في جذب شريحة واسعة من الجمهور، مستفيدًا من مزيج مشوق يجمع بين الرعب والدراما العائلية الإنسانية. وعلى مدار 4 أجزاء، حصد المسلسل نجاحًا كبيرًا بفضل عناصر الإثارة، والمؤثرات البصرية، وأداء الأبطال، إضافة إلى قرب أحداثه من المشاهد العادي، رغم بساطة الحبكة التي تدور حول صراع صابر المداح مع قوى الشر.

في الجزء الخامس، حافظ المسلسل على شعبيته، إذ أدرك صُنّاع العمل أن الحبكة التقليدية قد لا تكفي وحدها، وأن تكرار الأحداث قد يؤدي إلى فتور اهتمام الجمهور. لذا، لجؤوا إلى تطوير مفاجئ وغير متوقع: عودة صابر المداح من الموت، وظهور نسخة شريرة منه، مما أضاف بُعدًا جديدًا للتشويق وكسر نمط الصراع المعتاد. وقدّم حمادة هلال أداء متميزا، فقد استطاع التعبير عن الفرق بين الشخصيتين من خلال نظراته وتعبيرات وجهه، بينما اعتمد المخرج على تفصيل بسيط لتمييز صابر المداح الأصلي، وهو خصلة شعر بيضاء صغيرة في لحيته، مما ساعد المشاهدين على التفريق بين الشخصيتين بسهولة.

شهد الجزء الخامس من مسلسل "المداح" انضمام مجموعة من الأبطال الجدد، من بينهم خالد الصاوي، الذي جسّد شخصية الملك الأحمر. إلا أن أداءه جاء مفتعلًا، سواء من حيث تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت، إلى جانب اختيار مكياج شعر مستعار، وملابس مستوحاة من أجواء "ألف ليلة وليلة"، مما جعله أقل إقناعًا، خاصة عند مقارنته بأداء فتحي عبد الوهاب في دور سميح الجلاد في الجزء الرابع.

إعلان

أما غادة عادل، فقد قدمت شخصية ست الحسن، ابنة إبليس، التي تطلق خادمها كابوس لمطاردة صابر المداح والقضاء عليه. كما تتنكر في شخصيات متعددة لتضييق الخناق عليه وكشف خطواته المقبلة.

كذلك، انضم طارق النهري إلى العمل، حيث يجسد شخصية رجل صالح يسعى لمساعدة صابر المداح، إلا أن المسلسل لم يوضح حتى الآن كيف بدأت علاقتهما، تاركًا الأمر دون إشارات واضحة في سياق الأحداث.

خالد الصاوي جسّد شخصية الملك الأحمر (مواقع التواصل الاجتماعي) نظرية المؤامرة تسيطر على المداح

رغم أن الجزء الخامس استمر في تناول الموضوعات الغيبية المعتادة، إلا أن عودة المداح من الموت منحت شخصيته قوة مضاعفة في مواجهته لقوى الشر، التي تمثّلت في بنات إبليس والملك الأحمر، الذي جسده خالد الصاوي، إلى جانب صراعه مع مجموعة من رجال الأعمال وأصحاب النفوذ الذين يسعون للسيطرة على مصائر البشر بشتى الطرق.

نجح صُنّاع المسلسل في اختيار قضايا تُثير اهتمام الجمهور وتشعل النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من خلال الربط بين عالم الجن وما يشبه "مجلس قيادة العالم" في صورة مصغرة. يجمع هذا المجلس بين شخصيات نافذة من رجال الأعمال وأصحاب السلطة، يُزعم أنهم يتحكمون في إطلاق الأوبئة واللقاحات، ويوجهون الأفكار والمعلومات المتداولة عبر المنصات الرقمية. ويظهر في هذا السياق دور مي كساب، التي تجسد عالمة فلك تتنبأ بالكوارث المستقبلية، بناء على ما يُملى عليها من تلك المجموعة، ما يزيد من ثقة الجمهور بها كلما تحققت نبوءاتها المشؤومة، مثل انتشار الأوبئة والأمراض والموت.

يُقدّم المسلسل هذه المجموعة كقوة غامضة تفرض سيطرتها على العالم بأساليب غير تقليدية، ويقودها في هذا الجزء أحمد بدير، الذي يعود مجددًا بعد وفاته في الجزء الأول، وظهوره لاحقًا كـشبح الشيخ سلام. في هذا الموسم، يتخذ بدير دور زعيم المجموعة المختارة، التي لا تهدف فقط إلى جمع الثروات، بل تسعى لتحقيق غايات خفية تتعلق بالتحكم في مصير البشر، مما يعزز فكرة نظرية المؤامرة، التي تلقى صدى واسعا لدى المشاهدين.

حمادة هلال في أحد مشاهد مسلسل "المداح" (مواقع التواصل الاجتماعي) الديكورات والمؤثرات البصرية والموسيقى

يعتمد جزء كبير من الرعب والإثارة في مسلسل "المداح" على الديكورات والمؤثرات البصرية، حيث استخدم القائمون على المسلسل أثاثًا ضخمًا وبيوتًا ذات سقوف عالية تحتوي على العديد من الغرف والسلالم والأماكن المخفية.

إعلان

تخلق هذه العناصر جوًا من الغموض والتوتر، كما تضفي الإضاءة الخافتة الصفراء طابعا من السكون الموحش على المشاهد. أما المشاهد التي صورت في المعابد الفرعونية مثل معبد دندرة، فقد صورت بطريقة أظهرت اتساع المعابد ورهبتها، ما يعكس ضآلة الناس داخلها ويزيد من الشعور بالعظمة والخوف في الوقت نفسه.

جاء المكياج الخاص بشخصيات الجن وبنات إبليس في هذا الجزء، أقل تخويفا وأكثر افتعالا من الأجزاء السابقة، أقرب للمكياج المستخدم في أفلام الأبطال الخارقين الأميركية، وظهرت هذه المشاهد كأنها مشاهد منفصلة عن عالم المداح، بينما تجلى الرعب الفعلي في المشاهد التي ظهر فيها أهل قرية صابر المداح متأثرين بأفعال الجن، خاصة مع كلمات ترنيمة "بالك مندار" والموسيقى المصاحبة لها التي تعلو عند ظهور الجن، والتي تكمل نجاح ترنيمة الجزء الرابع "لقيناك حابس". الترنيمة تأليف الشاعر أسامة محرز وألحان وموسيقى كريم عبد الوهاب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان صابر المداح فی هذا

إقرأ أيضاً:

العَودة «الطوعية».. كذبة بحجم مأساة!

العَودة «الطوعية».. كذبة بحجم مأساة!

حسن عبد الرضي الشيخ

في بلادٍ تُساق فيها الشعوب كالقطعان، لا عجب أن تتحوّل “العودة الطوعية” إلى مشروعٍ قسريٍّ تُساق له الجماهير باسم التنمية، وتُخدع فيه العقول بالبروباغندا الرخيصة، وتُستدرَج الأرواح البسيطة بأوهام الأمن والخدمات، بينما الحقيقة أكثر فجاجةً وسوادًا مما يتصوره العقل.

إنّ ما يُسمى بـ”العودة الطوعية” إلى ولاية الخرطوم ليس إلا فخًا منصوبًا بعناية، تُديره عقولٌ اعتادت الكذب والخداع على مدار ٣٥ عامًا من حكم التمكين والاستهبال المؤسسي. مأساةٌ حقيقية أن يظل البسطاء يصدّقون هؤلاء الكذّابين الذين لا يخجلون من استغلال معاناة الناس لتمرير أجنداتهم ومصالحهم.

بل الكارثة أن الوالي العجيب ــ صراحةً لا تلميحًا على شاشة تلفزيون بورتوكيزان الصدئة ــ يربط الخدمات بعودة المواطنين! أي غلظة هذه؟! أيُّ منطقٍ أن يُطلب من الضحية أن يعود ليكون درعًا بشريًا، ليحتمي خلفه من ينهب الأرض ويحتل البيوت؟! إنها عودةٌ لأجل العوائد!

محصّلو الضرائب والعوائد ـ أول الكائنات التي “عادت” إلى الخرطوم ـ يطوفون الأسواق: العربي، الأفرنجي، بحري، أم درمان، يطلبون من التجّار العودة! لماذا؟ لأجل تحصيل العوائد، لا لأجل “عودة الحياة”! يريدون من التاجر أن يعود ليُعصر ماليًا مرةً أخرى، وهو الذي فقد رأس ماله، ودُمر دكانه، ونهبت بضاعته، وشُرّد أهله.

فأي وقاحةٍ أن تطلبوا من هؤلاء أن يُرمّموا محلاتهم من جيوبهم؟! من أين؟! من أين لرجلٍ فقد كل شيء أن يبدأ من جديد؟! من أين لبائعة الشاي، أو تاجر الخردوات، أو بائع الذهب أن يجلب بضاعةً جديدة، في ظل انهيار المنظومة المصرفية، وانعدام الأمن، وانفلات الأسواق؟! ومن يحمي المواطن؟!

دعونا نكون واضحين: لا توجد شرطة. لا يوجد أمن. لا جيش. المواطن يتعرّض يوميًا للنهب، والشفشفة، والاغتصاب. لا حماية ولا قانون. من يملكون السلاح هم من يحتلون البيوت، ويسرقون الهواتف، ويُذلون الناس في طوابير البؤس واليأس. فهل نُعيد المواطن إلى قلب الجحيم ليُسلَب مرتين: مرةً باسم الحرب، ومرةً باسم التنمية؟!

يا بلابسة السلطة ومهزلة “الحلم”! أيها المنتفعون، البلابسة، دعاة “إعادة الإعمار”، أنتم تحلمون بأن يعود المواطن ليدفع من جيبه، ليُعمِّر، ليُرمِّم، ليبني على أنقاض الخراب دولةً لا وجود لها! هؤلاء العجائز الذين فقدوا البوصلة لا يملكون ذرةً من منطق. يحسبون أن اللسان المعسول يمكن أن يُعيد الخرطوم إلى ما كانت عليه، دون أن يُحاسب القتلة والناهبون، ودون أن تُسترد الحقوق، ودون أن تتوفر منظومة أمنية حقيقية تحمي الإنسان لا تبتزّه.

رسالتي إلى البسطاء: أقولها بكل صراحة: لا تعودوا. سوف تظلون رهائن في أيدي الكذبة. إن عدتم الآن، فلن تخرجوا. قد تمنعكم سلطات الولاية لاحقًا من المغادرة بحجة أن التنمية لا تكتمل إلا بوجودكم، أن الأسواق لا تنهض إلا بجيوبكم، أن الطرق لا تُعبَّد إلا بأكتافكم. لن تكونوا سوى دروعٍ بشرية في مسرحيةٍ قذرة، أبطالها حفنة من الكذّابين والمهرّجين السياسيين.

ختامًا: أين الكهرباء؟ أين الماء؟ أين الأمن؟ أين النقود وأين رُخص الأسعار والسلع نفسها؟! أوقفوا هذه المهزلة. عودتكم اليوم، بلا ضمانات أمن، ولا تعويضات، ولا وجود حقيقي للدولة، هي انتحار جماعي. افضحوا الكذبة، واحذروا الدعاية، فالوطن لا يُبنى بالخداع، والمواطن لا يُعاد بالإكراه. ولعنة الله على الكاذبين.

الوسومالجيش السودان العودة الطوعية الكهرباء الكيزان الماء حسن عبد الرضي الشيخ ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • حمادة هلال يعتذر بشكل مفاجئ عن حفل مراسي لهذا السبب
  • شريهان ومني الشاذلي أبرز الحاضرين .. عرض يمين في أول شمال علي مسرح السلام
  • القسّام تبث مشاهد محاولة أسر جندي إسرائيلي خلال اغارة على تجمع لجنود الاحتلال شرقي خانيونس
  • ما بين الرومانسية والخيانة.. تعرف على شخصية صبا مبارك فى «220 يوم»
  • بيراميدز يحدد شروطه.. الزمالك يطارد محمود صابر والصفقة تنتظر الاتفاق المالي
  • العَودة «الطوعية».. كذبة بحجم مأساة!
  • الإعلام الحربي يوزع مشاهد استهداف وإغراق السفينة “ETERNITY C” في البحر الأحمر
  • شاهد تطرح البوسترات الرسمية لمسلسل 220 يوم| صور
  • محمود صابر يرحب بالانضمام للزمالك.. ورقم ضخم يشعل المفاوضات
  • غرق السفينة (إترنيتي سي) قبالة اليمن