ألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية كلمة في المجالس الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، والأستاذ الدكتور محمد الخلايلة وزير الأوقاف، و أحمد الصَّفدي رئيس مجلس النواب، و فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان، ومحمد الغزو رئيس المجلس القضائي، ومحمد محمود العبادنة رئيس المحكمة الدستورية، واللواء عبيد الله المعايطة مدير الأمن العام، والدكتور أحمد الخلايلة إمام الحضرة الهاشمية، والدكتور محمد المومني وزير الإعلام، والدكتور فراس الهواري وزير الصحة، وعدد من كبار الشخصيات والعلماء.

 

ورحَّب الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي في مستهل كلمته بصاحب السمو ولي العهد وبالحضور، معربًا عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال والمشاركة في هذا المحفل العلمي الرفيع، وأكد أن المكون الشخصي للإنسان يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، مستشهدًا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل -عليه السلام- حيث لا تخلو شخصية الإنسان من واحدة من هذه الركائز التي تتفاوت بين الخوف والرغبة والمحبة.  

وتناول في كلمته أهمية النية في أعمال العبد، مستشهدًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما الأعمال بالنيَّات"، مشيرًا إلى أن الارتباط بالله -تعالى- في مقامات الإسلام والإيمان والإحسان ينبغي أن يكون قائمًا على المحبة، لا على مجرد الخوف والرهبة، وبيّن أن مقام الإيمان يقوم على الإخلاص، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ"، موضحًا أن هؤلاء قصدوا الله بصدق نيَّاتهم، فكان جزاؤهم الجنة.  

وتحدث عن دائرة الإسلام، موضحًا أن بعض الناس يؤدون العبادات بدافع الخوف أو الطمع، بينما يرتقي البعض الآخر إلى مقام الإحسان، مستشهدًا بمثال من الفقه الحنفي حول حكم القصر في الصلاة عند السفر، حيث اعتبر بعض الفقهاء أن من يسافر لزيارة والديه لا يقصر صلاته، حتى لا يُشعِر والديه أنه أصبح ضيفًا عليهم، مما يعكس روح الإحسان في التشريع الإسلامي.  

وأشار إلى أن مقام الإحسان الذي يقوم على النية الصادقة يحتاج إلى مزيد من التوفيق، لافتًا إلى أن بعض الناس يشكرون على النعمة، ولكن ليس كل إنسان يوفق إلى الشكر ذاته، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبٕادِي الشَّكُورُ"، موضحًا أن من يُوفق إلى شكر النعم ينبغي أن يشكر الله على توفيقه لهذا المقام الرفيع.  

وأكد في كلمته أن النوايا الطيبة يمكن أن تضاعف أجر العمل الواحد، فهناك من يؤدي العمل بنية واحدة، بينما يؤديه غيره بألف نية حسنة، فيكون للأخير أجرٌ مضاعف، مشيرًا إلى أن هذا هو السر في حرص السيدة عائشة -رضي الله عنها- على تطييب الصدقات، حيث كانت تقول: "إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير".  

وتناول في حديثه أهمية الزكاة في تزكية النفس وتطهير المال، مبينًا أن الله -تعالى- شرعها لتكون وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي وإرساء معاني الرحمة بين أفراد المجتمع، مؤكدًا أن إخراج الزكاة بنية صادقة يجعلها أداة عظيمة للنماء والبركة في المال.  

وتطرق إلى مفهوم الإيثار، موضحًا أنه من أسمى درجات الإحسان، حيث يقدم الإنسان حاجة غيره على حاجته، مستدلًا بقوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، ومبينًا أن هذا الخلق النبيل كان سمة بارزة في مجتمع الصحابة -رضي الله عنهم-.  

وأكد أن المجالس العلمية تُعد فرصة سانحة لتعزيز القيم الإيمانية وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة، داعيًا إلى ضرورة استثمار هذه اللقاءات العلمية في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي بين الشعوب.  

وختم كلمته بالإشادة بدور المجالس الهاشمية في نشر الفكر المستنير، مؤكدًا أن هذه المجالس أصبحت منبرًا علميًا راقيًا يجمع بين أهل العلم والفكر لتعزيز الحوار البناء وخدمة قضايا الأمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المزيد موضح ا أن مستشهد ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الهواء الحار يقترب من المملكة والرياح الشمالية الغربية تُعيق تعمّقه

#سواليف

قال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي بأن آخر مُخرجات المُحاكاة الحاسوبية الخاصة بتتبع حركة الكُتل الهوائية تُشير إلى استمرار مكوث #الهواء_الحار على مقربة من المملكة، يتراجع قليلاً تارة ويتمدد تارة أُخرى، ويُنذر ذلك باستمرار مُتوقع للأجواء #الصيفية بشدة مُتباينة من يوم لآخر بإذن الله، لكن دون حدوث #موجات_حارة بحمد الله.

ارتفاع على درجات #الحرارة بدءًا من يوم الثلاثاء ودرجات الحرارة أعلى من المعدلات الأيام القادمة
هذا ويتوقع بمشيئة الله أن يتمدد الهواء الحار الموجود فوق #الجزيرة_العربية ليصبح على مقربة من المملكة، وبالتالي يطرأ ارتفاع على درجات الحرارة بدءًا من يوم الثلاثاء، لتكون أعلى من معدلاتها المعتادة نسبةً لمثل هذا الوقت من العام بحوالي 3-5 درجات مئوية، وتسود من الثلاثاء حتى الخميس #أجواء_صيفية حارة نسبياً في مختلف المناطق، وحارة إلى #شديدة_الحرارة في مناطق الأغوار والبحر الميت والعقبة.

وتتراوح درجات الحرارة العظمى أثناء النهار ما بين مطلع ومنتصف الـ30 مئوية إن شاء الله في المدن الرئيسية بما في ذلك العاصمة عمّان، بينما تصل إلى الـ40 مئوية في مناطق الأغوار والبحر الميت والعقبة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة مستوطن يهاجم نتنياهو .. على ماذا تبتسم يا عديم الإحساس يا محتال يا فاشل 2025/06/09

ارتفاع إضافي على درجات الحرارة نهاية الأسبوع
أما عن يوم الخميس وعطلة نهاية الأسبوع، وكنتيجة لاستمرار تموضع الهواء الحار بالقرب من المملكة، يُتوقع أن تعاود درجات الحرارة ارتفاعها وتكون متجاوزة مُعدلاتها بمقدار 5-7 درجات مئوية، ويكون الطقس حاراً نسبياً إلى حار وسط أجواء صيفية في عموم مناطق المملكة. وتستمر الرياح الشمالية الغربية بالنشاط عصراً ومساءً، مما يرافقها في تقليل الإحساس بحرارة الأجواء وإثارة #الغبار في ذات الوقت بشرق وجنوب المملكة.

والله أعلم.

مقالات مشابهة

  • رحلة الروح بين الصعود والهبوط.. واقع الإيمان زمن الفتن
  • الهواء الحار يقترب من المملكة والرياح الشمالية الغربية تُعيق تعمّقه
  • جامعة أسيوط تنعي السائق خالد شوقي وتشيد بموقفه الإنساني النبيل
  • الصول: ما يقوم به الدبيبة يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة المواطنين بطرابلس
  • آخر أيام التشريق.. 13 حقيقة ودعاء لا يرد يجعلك تغتنمه الآن
  • إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
  • يوم النفر الثاني بدأ منذ دقائق.. فيه يكرم الله عباده بنعيمين
  • وزير الإدارة المحلية يبحث مع وجهاء محافظة إدلب الواقع الخدمي وتفعيل المجالس المحلية
  • مساعد وزير الصحة: تفعيل المجالس الطبية بكفر الشيخ لإصدار قرارات العلاج
  • ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرى