جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-12@13:33:36 GMT

الأندية.. شركات أهلية

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

الأندية.. شركات أهلية

 

 

 

أحمد السلماني

 

تشهد الرياضة العالمية تحولًا جذريًا من مجرد أنشطة تنافسية إلى صناعة متكاملة تحقق أرباحًا ضخمة وتعزز النمو الاقتصادي. وفي ظل التسارع الكبير الذي يشهده هذا القطاع، أصبح من الضروري إعادة النظر في وضع الأندية العُمانية؛ حيث ما يزال العديد منها يعاني من شح الموارد المالية وضعف البنية التحتية والإدارية.

وهُنا تبرز فكرة تحويل الأندية إلى شركات أهلية مساهمة عامة، بحيث تصبح كيانات اقتصادية مستدامة تدار وفق أسس تجارية ومؤسسية حديثة.

وتحويل الأندية إلى شركات أهلية يساهم في تحقيق عدة أهداف محورية، منها:

1. الاستدامة المالية والتطوير المؤسسي

عندما يصبح النادي شركة مساهمة، يكون له رأس مال واضح ومستثمرون من أبناء الولاية أو حتى مستثمرين محليين وأجانب، مما يضمن تدفقًا ماليًا مستمرًا. كما أن وجود إدارة تنفيذية متكاملة، برئاسة رئيس تنفيذي وطاقم إداري متخصص، يساعد في تعزيز الأداء المالي والإداري للنادي.

2. تنويع مصادر الدخل

يعتمد النموذج الحالي للأندية على الدعم الحكومي وبعض الرعايات التجارية، واستثمارات عقارية "دكان وشقة"، مما يجعلها عرضة للتقلبات المالية. لكن مع التحول إلى شركات رياضية استثمارية، يمكن للنادي أن يمتلك مشاريع تجارية مثل المولات، المطاعم، المقاهي، الفنادق، والمرافق الرياضية والصحية، مما يخلق مصادر دخل متعددة ومستدامة فضلاً عن خلق وظائف للباحثين عن عمل.

3. تفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية

تتحول الأندية إلى مراكز متكاملة تقدم خدمات متنوعة، من رياضات تنافسية وأنشطة شبابية إلى برامج ثقافية واجتماعية، ما يعزز الترابط المجتمعي ويجذب المزيد من الأعضاء، وبالتالي يعزز العوائد المالية والاستدامة.

4. رفع التنافسية والمواكبة العالمية

في ظل التغيرات المتسارعة، فإن الأندية التي لا تتطور إداريًا وماليًا تجد نفسها متأخرة عن الركب. وعليه، فإن تحويلها إلى شركات يجعلها أكثر قدرة على استقطاب المواهب، تطوير الفئات السنية، استقطاب استثمارات خارجية، والمشاركة في بطولات عالمية، ف"إن لم تتجدد ستتبدد".

الإطار القانوني والحوكمة: مفتاح النجاح

ولضمان نجاح هذا التحول، يجب وضع إطار قانوني وتشريعي واضح، بحيث تكون الحكومة شريكًا بالأصول، ولها اليد الطُولى في القرارات السيادية وفق أسس تحفظ حقوق جميع الأطراف، بما في ذلك، الملاك والمستثمرون، الأعضاء والمجتمع المحلي، الجهات الرقابية والتشريعية.

كما إن حوكمة الأندية تضمن الشفافية، المحاسبة، وضبط الإنفاق، مما يعزز ثقة المستثمرين والجمهور في المشروع.

 

وتحويل الأندية إلى شركات أهلية مساهمة لم يعد مجرد فكرة طموحة؛ بل هو حتمية رياضية واقتصادية لضمان استدامة القطاع الرياضي ومواكبة التطورات العالمية، عدا ذلك فسنظل ندور في فلك التخلف وقد تتجمد أندية وتضمحل أخرى.

ويتطلب هذا التحول فكرًا ثوريًا وقرارًا جريئًا، يُعيد صياغة مفهوم الأندية لتصبح مؤسسات اقتصادية رائدة، تُحقِّق التوازن بين التنافسية الرياضية، الاستدامة المالية، والخدمة المجتمعية.

إنَّ الرياضة اليوم لم تعد مجرد هواية؛ بل هي صناعة متكاملة، وحان الوقت لنأخذ هذا المفهوم على محمل الجد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدقم تعزز رقعتها الخضراء بخطط متكاملة للتشجير

العُمانية: شهدت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال الفترة من 2015 إلى منتصف عام 2025 تنفيذ خطط متكاملة للتشجير وزيادة المساحات الخضراء.

ففي المرحلة التحضيرية (2015 – 2021) تمت زراعة 3,414 شجرة ومسطّحات خضراء بمساحة 24,760 مترا مربعا مع تركيب أنظمة ري حديثة لعدد من مواقع التشجير، إضافة إلى تنفيذ مشاريع لربط هذه المواقع بشبكات مياه الصرف الصحي المعالجة، مما أسهم في إعادة استخدام المياه المعالجة وتقليل استهلاك المياه العذبة وخفض تكاليف التشغيل، وشملت الأعمال تشجير الشوارع الرئيسية مثل شارع السلطان سعيد بن تيمور، وشارع صاي، والشارع السياحي.

وأما المرحلة الأولى (2021 – 2025)، فقد شهدت توسعًا كبيرًا، حيث تمت زراعة 8,398 شجرة ومسطحات خضراء بلغت مساحتها 24,144 مترًا مربعًا مع تغطية جميع المواقع بأنظمة ري حديثة، كما تم إنشاء أول مشتل زراعي في الدقم على مساحة 5,000 متر مربع لإنتاج آلاف الشتلات سنويًا لدعم مشاريع التشجير واستبدال الأشجار المتأثرة وتشجيع المبادرات الخضراء، وشملت المشاريع مواقع حيوية مثل شارع السلطان قابوس بن سعيد، وشارع المطار، وحديقة الحي التجاري في صاي، ومتنزه الشاطئ بالمنطقة السياحية.

وبلغ إجمالي ما تمت زراعته خلال المرحلتين 11,812 شجرة، وما يقارب 48,904 أمتار مربعة من المسطحات الخضراء بتكلفة تنفيذية للأعمال تقدر بنحو 4.4 مليون ريال عُماني.

وأوضح المهندس إبراهيم بن زاهر الرواحي رئيس قسم التشجير والحدائق في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية شاملة لتعزيز الرقعة الخضراء وتحسين جودة الحياة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بما يسهم في تلطيف المناخ المحلي، والحد من آثار الرياح الرملية، وتوفير متنفس طبيعي للسكان والزوار والمستثمرين، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة البيئية باستغلال مياه الصرف الصحي المعالجة في عمليات الري.

وأشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ مشاريع تشجير أوسع وربط مواقع إضافية بأنظمة ري مستدامة، لترسيخ مكانة الدقم كمدينة حديثة متكاملة المرافق وذات بيئة جاذبة للعيش والاستثمار.

وأكد أن التوسع في المساحات الخضراء لا يسهم فقط في تحسين البيئة المحلية، بل يعزز من جاذبية الدقم كوجهة سياحية واستثمارية واعدة، حيث توفر المساحات المزروعة والحدائق العامة بيئة مريحة وآمنة للأنشطة العائلية والفعاليات المجتمعية، إلى جانب دعم المشروعات السياحية والفندقية التي تشهدها المنطقة، بما يعكس تكامل التخطيط العمراني مع الاهتمام بالاستدامة البيئية.

مقالات مشابهة

  • الدقم تعزز رقعتها الخضراء بخطط متكاملة للتشجير
  • كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات
  • تايمز أوف إسرائيل: زعيم حريدي يحذر من حرب أهلية في إسرائيل
  • بغداد.. اشتباك بالسلاح الأبيض قرب كلية أهلية
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 284 (إسلام مطر)
  • “المالية” تُكشر عن أنيابها أمام شركات الاتصالات
  • الرقابة المالية تصدر قرارات لـ 6 شركات
  • سون.. «مساهمة» في «الظهور الأول»
  • الحديث عن حرب أهلية مجرد حكي صالونات
  • الأردن الأول إقليمياً في مساهمة الصناعة بالناتج المحلي وفق مؤشر الأمم المتحدة 2024