أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد بهاء حلال أن المشهد في سوريا لا يزال معقدًا جدًا، وأن التطورات الأخيرة تمثل جزءًا من سلسلة أحداث متواصلة، وليست مجرد عملية واحدة انتهت بإعلان الاستقرار في الساحل السوري.

وأشار العميد، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج "ملف اليوم"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن التدخلات الأمنية العنيفة ضد المدنيين، بالإضافة إلى الاشتباكات المسلحة بين القوى المختلفة داخل البلاد، زادت من حالة عدم الاستقرار، كما أوضح أن السقوط السريع للنظام السابق أدى إلى ارتدادات داخلية، كان من أبرزها ظهور رامي مخلوف الذي حاول توجيه رسائل إلى الطائفة العلوية، متهمًا بعض ضباط الفرق العسكرية بالتسبب في الأوضاع الحالية.

وأضاف أن النهج المتبع حاليًا لا يختلف كثيرًا عن سياسات النظام السابق، رغم طرح السلطات الجديدة مرحلة انتقالية سياسية، إلا أن غياب إشراك كل الفئات والمكونات السورية في الحوار الوطني تسبب في زيادة التوتر.

كما أشار إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق توازن بين روسيا وتركيا في سوريا، وتعمل على فرض سيطرتها جنوب البلاد، بينما تضغط الولايات المتحدة على روسيا لإبقاء قواعدها في الساحل السوري، موضحًا أن هذه التحركات تشير إلى صراع على سوريا وليس مجرد صراع داخلها، حيث تسعى كل قوة إقليمية ودولية إلى تحقيق مصالحها على حساب وحدة واستقرار البلاد.

وحذر العميد بهاء من أن الأحداث الأخيرة ليست سوى مقدمة لمواجهات أعنف مستقبلاً، خاصة مع وجود مقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة مثل الأفغان والإيجور، الذين يشتبه في أنهم مدفوعون بأجندات استخباراتية دولية لزعزعة الاستقرار داخل سوريا.

وختم حديثه بالتأكيد على أن دول الجوار، مثل لبنان والأردن، ستكون في عين العاصفة إذا ما استمر التصعيد أو حدث تقسيم لسوريا، مشيرًا إلى أن الأوضاع القادمة قد تكون أكثر تعقيدًا مما هو متوقع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا التدخلات الخارجية المنطقة استقرار المنطقة المشهد المزيد

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري إسرائيلي: أفضل خبراء التجميل لا يمكنهم إخفاء صفعات ترامب المتتالية لنتنياهو

قال خبير عسكري إسرائيلي، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بات يتلقى الصفعات تباعا من واشنطن، بشكل لم يعد أحد قادرا على إخفائه، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يعود سلبا على دولة الاحتلال برمتها.

ألون بن ديفيد الخبير العسكري للقناة 13، ذكر أنه "رغم أن اليهود صمدوا حتى بعد زوال مملكة الحشمونائيم، آخر دولة يهودية، لكن الشعور السائد أن دولة الاحتلال الحالية دخلت سنوات الانهيار، حيث يقودها القائم بأعمال رئيس الوزراء، بتسلئيل سموتريتش، لتحقيق رؤيته للحرب الدائمة، ونجح بالفعل في إجبار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تجاوز الخط الأحمر، الذي شحب وجهه مؤخرا، وبات مثل وجه قارعة الطريق، يتلقى ضربة تلو الأخرى من واشنطن، وحتى خبراء التجميل الموهوبون لديه يفشلون بإخفاء آثارها".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "دولة الاحتلال اليوم أكثر عزلة من أي وقت مضى، وبات نتنياهو عاجزا حتى عن إيجاد مسار لعطلة مفتعلة في أذربيجان، وبات يوصف بالفاشل، فيما يقود دونالد ترامب سياسة أمريكية مستقلة في الشرق الأوسط، ودولة الاحتلال ليس لها مكان على طاولة صنع القرار فحسب، بل غير محدثة".

وأكد أن "نتنياهو يطلع على السياسة الأمريكية من التلفاز، لقد تخلى ترامب عنها في مواجهة الحوثيين، ويجري مفاوضات مستقلة مع إيران في طريقها لاتفاق نووي لا نعرف ما يتضمنه، أو ما إذا كان مفيدا للاحتلال، وسيعلن قريبا عن صفقة أسلحة مع السعودية، لا نعرف تفاصيلها حتى".

وأشار أنه "في قضية غزة أيضا، سيقرر ترامب ما إذا كان سيبرم صفقة أم سيواصل الحرب، لكن إذا كان هناك من يستطيع إنقاذ الدولة من الاستثمار في حرب لا نهاية لها وعقيمة في غزة، فهو ترامب تحديدا، صحيح أنه سطحي، يفتقر لأي رؤية استراتيجية، ويمكن تلخيص الخطوط العريضة لسياسته خلال الأشهر الأربعة التي قضاها في منصبه بعبارة: سأقول شيئا، وأرى ما سيحدث، لكن في هذه الأثناء، لم يحدث له أي خير، كل الوعود والإعلانات والتهديدات تحولت لكلام فارغ".

وأوضح أن "الظروف أصبحت مواتية لاتفاق نووي محسن، حيث انهار موقعها الإقليمي مع محورها، واقتصادها مدمر، وسلسلة انفجارات تعاني منها تفاقم شعور عدم الاستقرار، وكان الإيرانيون مستعدين لرئيس صارم، لكنهم يدركون اليوم أن ترامب يركز اهتمامه على التصريحات أكثر من مضمونها، حيث يجري مبعوثه ويتكوف المفاوضات معهم، ويبدو أنها تجرى على مستوى عال، دون اهتمام بالتفاصيل، ولذلك، فإن جوهر الاتفاق سيرتكز على التفاصيل، في كل غرام من المواد الانشطارية، وكل جهاز طرد مركزي، وسرعة دورانه".

وأشار أن "نتنياهو يدرك أنه قد يجد نفسه أمام أمر واقع يتمثل باتفاق نووي سيئ كاتفاق سلفه، أو حتى أسوأ، وفي هذه الحالة، سيكون من الصعب عليه معارضة ترامب علنا، وهو رئيس لا يملك أي ضوابط، بل يتلذذ بإذلال القادة الذين لا يناسبونه، وفي سنه المتقدمة، سيحتاج نتنياهو لكل ما تبقى لديه من مهارات التهريج ليشرح لماذا لن يعارض الاتفاق هذه المرة".



وأوضح أن "نتنياهو سيواجه تصويت ثقة حاسما من المجتمع عقب تراجع نسبة جنود الاحتياط الذين سيلتحقون بالجيش بزعم توسيع الحرب للمرة الثانية، وأكثر من أي استطلاع، تظهر مدى ثقة المجتمع بالحكومة التي أنتجت موسم الحرب الجديد له، وكما يعلم الجيش فهذا ليس استطلاعا، لأن نسبة المشاركين ستعكس النتائج الحقيقية لاختياره، لذلك، يمضي الجيش قدما بخطوات مترددة للغاية نحو توسيع نطاق القتال، وتعكس الخطط الموافقة عليها بالفعل تقدما بطيئا ومدروسا في القطاع، في محاولة لتقليل عدد الخسائر قدر الإمكان".

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري إسرائيلي: أفضل خبراء التجميل لا يمكنهم إخفاء صفعات ترامب المتتالية لنتنياهو
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال يعاني أزمة تجنيد حادة وتذمر بين الجنود
  • خبير عسكري: هذه مراحل عملية عربات جدعون بغزة وأبرز ملامحها
  • تحذير أمريكي من جهات دولية روسية وصينية تسعى لشرعنتهم وتبييض صورتهم ... مليشا الحوثي تدخل في تنسيق عسكري مباشر مع موسكو وتتلقى دعماً استخباراتياً من الأقمار الصناعية الروسية و أسلحة صينية
  • رئيس الجمهورية: العراق يرفض سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة
  • خبير عسكري: سحب حاملة الطائرات ترومان رسالة طمأنة لإيران
  • خبير عسكري: هذه أهداف إسرائيل حاليا بغزة وجيشها يواجه تحديات
  • وزير الخارجية: نسعى لتعزيز التنسيق العربي المشترك لمواجهة تحديات المنطقة
  • مصر تدق ناقوس الخطر.. وزير الخارجية يحذر من تصعيد الأوضاع في ليبيا
  • «المرداس»: الدبيبة قرأ المشهد بشكل خاطئ.. وأدخل القوى في صراع مع بعضها