قال دبلوماسيون اليوم الأحد إن الولايات المتحدة وروسيا طلبتا من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع مغلق غدا الاثنين لبحث تصاعد العنف في سوريا.

أتى ذلك، بعد المواجهات الدامية في الساحل السوري بين القوات الأمنية وعدد من المسلحين الموالين لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، خلال الأيام الماضية.

وأعلنت الرئاسة السورية، اليوم الأحد، تشكيل لجنة مستقلة بهدف التحقيق في الاشتباكات.

وقالت في بيان نشر على حسابها في “تيليغرام” إن اللجنة المكلفة “بالتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري التي وقعت بتاريخ 6 مارس 2025، تتألف من 7 أشخاص، ومن مهامها “التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون وتحديد المسؤولين عنها”، و”إحالة من يثبت تورطهم بارتكاب الجرائم والانتهاكات إلى القضاء”، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

يذكر أنه منذ الخميس الماضي، اشتعل التوتر والاشتباكات بعدة مناطق في الساحل السوري، تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية، إثر توجه مجموعة أمنية لتوقيف أحد المطلوبين، إلا أنه رفض تسليم نفسه، ثم بدأت مجموعات من “فلول النظام السابق” بنصب كمائن للقوات الأمنية في مناطق الساحل، لتشتعل المواجهات بشكل موسع لاحقاً.

  

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

دعوات إسرائيلية لإعادة تقييم الموقف من النظام السوري الجديد.. هل تُفتح صفحة جديدة؟

دعا الباحث والكاتب الإسرائيلي، جاك نيريا، دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى: "إعطاء فرصة إلى الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع". فيما يعلّل ذلك بالقول إنّ: "القائد الجديد (لا يزال مؤقّتا) لسوريا، منذ سقوط نظام الأسد، في كانون الأول/ ديسمبر 2024، بدأ مسارا جديدا في علاقات سوريا الخارجية".

وأوضح نيريا، في مقال، على موقع "القناة 12" العبرية: "بخلاف التوقعات والتقديرات، قد أطلق الشرع تصريحات فاجأت الباحثين، وكذلك السياسيين، في ما يتعلق بعلاقة النظام الجديد مع إسرائيل"، مردفا بأنّ: "تصريحات الشرع التصالحية تجاه إسرائيل، قوبلت ببرود وبشكوك كبيرة حيال نيّته الحقيقية". 

ويرى نيريا، وهو يهودي من أصل لبناني، عمل في الاستخبارات العسكرية كضابط وملحق جيش الاحتلال في فرنسا، أنّ: "الحجة الأساسية تتمثل في كونه جهاديا سابقا، ومن مؤسسي جبهة النصرة، ومؤسس "هيئة تحرير الشام" التي سيطرت في السنوات الأخيرة على جيب إدلب في الشمال السوري، ونجحت في 8 كانون الأول/ ديسمبر في إسقاط النظام الذي حكمته عائلة الأسد و"حزب البعث" ما يقرب من خمسين عاما.

"التعامل الإسرائيلي المشكك والمتهكم يستند إلى مقولة النبي إرميا: هل يغيّر النمر جلده؟" أردف نيريا، مبرزا: "في الوقت الذي يستمر التشكيك في نيات الشرع في إسرائيل، فإنه يواصل إطلاق تصريحاته التصالحية".

وأورد: "في كانون الأول/ ديسمبر 2024، أعلن أن حكومته لن تسعى إلى صراعات، لا مع إسرائيل، ولا مع أي جهة أخرى، ولن تسمح باستخدام سوريا كقاعدة لأعمال عدائية من هذا النوع. نحن لا نريد تهديد أمن إسرائيل، ولا أمن أي دولة أخرى".

إلى ذلك، استرسل نيريا بأنّ: "الموضوع المتكرر في تصريحات الشرع كان التزام اتفاق فصل القوات (1974)، والتأكيد أن سوريا ملتزمة باتفاق 1974"، داعيا في الوقت نفسه: "قوة مراقبي الأمم المتحدة "يوندوف"، إلى: العودة إلى خط الفصل الأزرق". 

"كذلك، أشار الشرع مرارا إلى أنه بعد سقوط نظام الأسد لم يعد هناك ما يبرر للإسرائيليين قصف المنشآت السورية، أو التقدُّم داخل سوريا" بيّن الكاتب الإسرائيلي ذاته، مردفا: "قال الشرع أيضا إنه لا يوجد لإسرائيل أي سبب للاستمرار في إيذاء سوريا، وخصوصا أن النظام الحالي يعارض إيران وحزب الله؛ عصر القصف على طريقة العين بالعين يجب أن ينتهي، فلا يمكن أن تزدهر أمة، سماؤها مليئة بالخوف".


ويقول نيريا: "في الوقت الذي اختارت فيه إسرائيل تجاهل تحرّكات الشرع، أعلن الأخير، في أيار/ مايو 2025، أن حكومته تُجري: محادثات غير مباشرة، مع إسرائيل عبر وسطاء. والهدف المعلن من هذه المحادثات هو: تهدئة الأوضاع ومحاولة تحقيق الاستقرار كي لا تصل الأمور إلى مرحلة تفقد فيها الأطراف السيطرة".

إلى ذلك، أشار نيريا، إلى تقارير عربية وغربية بخصوص لقاءات قد عُقدت في أذربيجان والإمارات بين ممثلين للطرفين. وفي الآونة الأخيرة، ذُكر أيضا إجراء لقاءات في المنطقة العازلة بين دولة الاحتلا الإسرائيلي وسوريا، إذ مثّل الجانب الإسرائيلي رئيس شعبة العمليات في الجيش، بينما مثّل الجانب السوري محافظ السويداء.

أيضا، ذكّر بلقاء الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعاه للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، حيث تخلّل اللقاء تصريحات نُسبت إلى الشرع، جاء فيها أنه مستعد لمداولات أمنية. ويتابع نيريا: "فضلا عن التصريحات الكلامية، بادر القائد السوري الجديد واتخذ خطوة فريدة في نوعها تهدف إلى بناء الثقة مع إسرائيل. ففي مطلع أيار/ مايو 2025، تم نقل أغراض شخصية ووثائق وصور تتعلق بإيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أُعدم في دمشق سنة 1965، لإسرائيل، وتشير التقارير إلى أن أحمد الشرع صادق شخصيا على عملية النقل".

وفي نقده للموقف الإسرائيلي، أبرز نيريا: "بينما نواصل في إسرائيل الإصرار على تسميته بالجولاني، بدلا من الشرع، ونتجاهل تحركاته تجاه إسرائيل، تُجري الولايات المتحدة ودول الغرب والدول العربية وتركيا، اتصالات، تهدف إلى إعادة إعمار الدولة السورية المدمّرة. وأحسنت الولايات المتحدة حين قررت رفع جميع العقوبات التي كانت مفروضة على نظام الأسد، فيما وقّعت الإمارات، عقدا، بمئات الملايين من الدولارات لإعادة تأهيل ميناء طرطوس".

إلى ذلك، أشار إلى أنّ: "الولايات المتحدة أعلنت، في هذه الأيام، أنها لم تعد تعارض دمج 3500 جهادي في صفوف الجيش السوري الذي تتم إعادة تشكيله. كذلك، قرّرت سحب قواتها من حقول النفط المعروفة باسم "كونوكو"، لتمكين سوريا من استعادة السيطرة على مواردها الطبيعية والحصول على إيرادات لخزينتها الفارغة".

ويعتبر نيريا أنّ: "هذه التصريحات، إلى جانب خطوات ملموسة، مثل إعادة أرشيف إيلي كوهين، تدل على تغيير إستراتيجي في اتجاه تخفيف التصعيد والانخراط المحتمل في ترتيبات مستقبلية، بعيدًا عن عقود من العداء العلني"؛ بينما يسعى لتبرير رؤيته بالقول إنّ: "الواقع الجيوسياسي يخلق اليوم تقاطع مصالح نادرا بين إسرائيل وسوريا".

وختم بالقول: "إسرائيل تسعى لمنع تسلل الجهاديين نحو هضبة الجولان، وهو سيناريو يحمل في طياته خطر تكرار 7 أكتوبر من هذه الجبهة، ولذلك فهي بحاجة لتعاون من النظام السوري الجديد". مستطردا: "الشرع، من جانبه، يدرك تماما طبيعة العلاقة بين إسرائيل وبعض أفراد الطائفة الدرزية، وكذلك علاقاتها مع الأكراد، والإمكانات الكامنة في هذه العلاقات لزعزعة استقرار النظام في سوريا".


وأكّد نيريا: "نظرا إلى السياسة الأمريكية التي تسعى لتحطيم المحور الإيراني عبر إنشاء بديل إقليمي بقيادتها، من الجدير بصنّاع القرار وراسمي السياسات في إسرائيل محاولة نسيان النبي إرميا، ومنح الفرصة لشيء مختلف، كما قال مناحيم بيغن".

من جهته، قال البروفيسور في جامعة حيفا، أمازيا برعام، إنّه فيما يتعلق بالتقارير عن تنسيق عسكري جديد مع النظام في دمشق، فإنّ: "الحل يكمن في أن يرسل النظام الجديد في دمشق الأشخاص الأكثر ثقةً إلى مرتفعات الجولان السورية، وأن يُسلّحهم بالأسلحة الخفيفة فقط".

وأبرز برعام، في مقابلة له مع صحيفة "معاريف" العبرية، الاثنين، أنّه: "سيتعين عليهم أن يُظهروا لنا أنهم يحرسون خط التماس بيننا وبين سوريا. الأراضي الجديدة التي استولت عليها إسرائيل في جنوب سوريا كانت تهدف تحديدا لمنع المتطرفين من العمل ضدنا انطلاقا من الأراضي السورية". 

وتابع: "الآن، مع بروز اتفاق جديد مع النظام السوري الجديد ، بات من الواضح أن هذا المبدأ صحيح، وكان ينبغي التوصل إليه قبل بضعة أشهر"، مشيرا إلى أنّه: "إذا نجح النظام الجديد في جنوب سوريا، فهناك أمل في إمكانية الانسحاب بشكل تدريجي من جميع الأراضي التي استولينا عليها خارج الجولان الإسرائيلي". 

"سيكون الانسحاب من مرتفعات الجولان السورية ممكنا، ولكن في جبل الشيخ السوري، سيتعين علينا البقاء لفترة أطول لنرى كيف يعمل هذا النظام" تابع  البروفيسور في جامعة حيفا، مردفا: "هذه الاتفاقية ليست سوى الجزء المرئي من التعاون المطلوب".

وأورد: "بعيدا عن الأنظار، علينا التوصل إلى تعاون كامل مع النظام السوري ضد الجماعات الجهادية في الجنوب"، مبيّنا أنّ: "هناك العديد من العصابات والجماعات في جنوب سوريا التي لا يسيطر عليها الجولاني. إنهم في الواقع أعداؤه".

إلى ذلك، يقترح برعام، ما وصفه بـ"نموذج متقدّم للتعاون الاستخباراتي والعملياتي" بالقول: "عندما نتلقى تقريرا من النظام السوري يفيد بوجود مجموعة مسلحة هنا وهناك لا سيطرة للنظام عليها وتريد القضاء عليها، فإننا نستطيع المساعدة في القضاء عليها، حتى لو كانت على مسافة 100 كيلومتر داخل جنوب سوريا".

"لدينا مصلحة مشتركة جوهرية مشتركة في محاربة حزب الله. كل إجراء نتخذه ضد حزب الله في لبنان يساعد الجولاني، وكل مواجهة يخوضها أتباع الجولاني على الحدود مع لبنان عند المعابر الحدودية لمنع حزب الله من الحصول على الأسلحة والذخيرة تخدم إسرائيل" بحسب برعام.


وأضاف: "لدينا أيضا مصلحة في مساعدة الجولاني في كبح الأنشطة العراقية في شرق سوريا. لقد أطلقوا النار علينا خلال الحرب في الشمال، وهم يحاولون تهريب أسلحة إلى حزب الله. وقد طرد مؤخرا عناصر حماس وعناصر فلسطينية أخرى من سوريا".

وفي ختام حديثه، أكّد برعام على: "أهمية مراقبة تواصل الجولاني المفتوح" مبرزا "ما دام الجولاني يقول إنه لا يريد حربا مع إسرائيل، بل يريد التنمية فقط، ولا يريد أن تستفز القوى المتطرفة إسرائيل حتى لا تضرّ بالمصالح السورية، فهذا أمرٌ مهم". واستطرد: "بقوله هذا، يُخاطر ببعض شركائه، حتى في نخبته الذين ما زالوا جهاديين ، ومع ذلك يُعلن أنه لا يريد مواجهة إسرائيل. ولهذا السبب، هذا مهم"، مسترسلا: "عليكم أن تصغوا لما يقوله القائد. يقول الجولاني: لا أريد حربا، لا أريد صدامات، أنا بحاجة إلى تنمية".

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة “أدنوك”
  • دعوات إسرائيلية لإعادة تقييم الموقف من النظام السوري الجديد.. هل تُفتح صفحة جديدة؟
  • خالد بن محمد بن زايد يترأّس اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة «أدنوك»
  • اجتماع أمني لمناقشة التحديات بقسم شرطة النجدة في الجفارة
  • الكرملين: بوتين يرأس اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • رئيس منطقة الغربية الأزهرية يعقد اجتماعًا لمناقشة خطة العمل المستقبلية
  • الكرملين : اجتماع موسع لمجلس الأمن الروسي بقيادة بوتين.. في هذا الموعد
  • سوريا: العثور على جثة مسؤول أمني مفقود في ريف طرطوس
  • اجتماع في ذمار لمناقشة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الإسهالات المائية