صحيفة البلاد:
2025-12-01@21:54:07 GMT

القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %

الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس.

والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يطلق النسخة الـ32 من المسابقة العالمية للقرآن الكريم

يعقد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بعد غدٍ الاثنين، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن إطلاق النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، وذلك في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.

ويتضمن المؤتمر كلمة لوزير الأوقاف، وتلاوة قرآنية يقدمها أحد متسابقي برنامج «دولة التلاوة»، إلى جانب الكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة من المسابقة، بما يشمل فروعها، وجوائزها، وشعارها الجديد لهذا العام.

 

مشروع دولة التلاوة

أكد الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أن مشروع «دولة التلاوة» يمثل مبادرة استثنائية تعبر عن الهوية الثقافية المصرية، وتبرز أحد أهم عناصر قوتها الناعمة، موضحًا أن البرنامج احتاج إلى مجهود كبير ليخرج بصورة مصرية خالصة على مستوى الفكرة والتنفيذ والمحتوى.

وأشار رسلان إلى أن المشروع يعمل على إحياء جماليات الصوت الحسن في تلاوة القرآن، وتقديم نموذج فريد للعالم لم يشهد مثله من قبل، مؤكدًا المقولة الشهيرة: «القرآن نزل في الحجاز وقُرئ في مصر»، للدلالة على ريادة مصر في هذا الفن عبر العصور.

وأضاف أن ملف التلاوة حظي باهتمام كبير على مدار سنوات من العمل والتطوير، حتى اكتملت ملامح المشروع وترسخت قواعده، وأصبحت حلقاته الأربع الأولى تحصد نسب مشاهدة ضخمة وصلت إلى مئات الملايين.

 

انتشار واسع وتفاعل جماهيري كبير

بيّن المتحدث الرسمي أن برنامج «دولة التلاوة» انطلق منذ أربعة أشهر في جميع محافظات الجمهورية، موضحًا أنه سيتم الإعلان عن الفائزين وتكريم أوائل المشاركين في أولى ليالي شهر رمضان المبارك.

وأكد أن النسخة الحالية تمثل الموسم الأول للمسابقة، على أن تتبعها مواسم أخرى في الأعوام المقبلة، مع الالتزام بعدم ضم مشاركين جدد في الوقت الحالي لتحقيق العدالة بين المتسابقين الحاليين.

كما أوضح أن لجنة التحكيم تتكون من ثلاثة من كبار المتخصصين في فنون التلاوة والتجويد، ولهم صلاحيات كاملة في منح الدرجات، بينما يشارك ضيوف شرف من رموز بارزة داخل مصر وخارجها لإثراء التجربة وتأكيد قيمتها.

 

رفع الوعي بالمقامات وتقدير الفن المصري الأصيل

أشار رسلان إلى أن «دولة التلاوة» نجح في جمع أفراد الأسرة المصرية حول محتوى هادف، وفتح نقاشات واسعة حول المقامات الموسيقية ومعايير الذوق الفني في التلاوة، ما أسهم في رفع وعي الجمهور وقدرته على التمييز بين مستويات الأداء.

واعتبر أن هذا التفاعل الواسع دليل واضح على حيوية المجتمع المصري وقدرته على التواصل الإيجابي مع البرامج التي تقدم قيمة حقيقية.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالأزهر يوضح أعظم الأحاديث التي بينت كيف يكون الإنسان راقيا
  • أوقاف البحيرة تواصل عقد مقارئ القرآن الكريم
  • التحضير للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • قنا|سيدة تتجاوز الـ 80 تتحرر من الأمية وتتم حفظ القرآن الكريم كاملًا
  • انطلاق المسابقة التصفوية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم وتجويده
  • محافظ قنا يكرم سيدة أتمت حفظ القرآن الكريم بعمر 80 عاما
  • هل تأخر الزواج غضب من الله؟.. له 5 أسباب وهذه الآية تحل العقدة
  • أسامة الجندي: القرآن الكريم نورٌ لا يشقى معه أحد
  • عالم بـ الأوقاف: الالتزام بالقرآن يحوّل حياة الإنسان إلى حالة من الطمأنينة
  • وزير الأوقاف يطلق النسخة الـ32 من المسابقة العالمية للقرآن الكريم