عربي21:
2025-05-09@09:03:03 GMT

اللهم همة كهمة دانيال!

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

في عالم يضج بالصخب والمصالح، يبرز بين الحين والآخر أشخاص يُختارون أن يكونوا صوتا للحق، حتى وإن كان الثمن جسديا ونفسيا. ومن بين هؤلاء الناشط البريطاني دانيال، الذي خطّ بقدميه العاريتين ملحمة صمود حين صعد برج بيغ بن في لندن منذ السابعة من صباح السبت (8 آذار/ مارس)، حاملا علم فلسطين، ومتحديا البرد القارس لـ17 ساعة متواصلة، ليطالب بالإفراج عن 18 ناشطا من حركة "بال آكشن" التضامنية مع فلسطين.



لم يكن هذا مجرد احتجاج عابر، بل كان موقفا يفيض بالمعنى، حيث نزف دانيال من قدميه، وعانى الجوع والعطش، لكنه ظل متمسكا بموقفه، رافضا النزول رغم محاولات الشرطة إقناعه. كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين.

كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين
تاريخ من التضحية لأجل فلسطين

لم يكن دانيال الأول، ولن يكون الأخير. فمن قبله، قدم العديد من النشطاء الغربيين مواقف بطولية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. أحد أشهر هذه الأمثلة هو راشيل كوري، الناشطة الأمريكية التي وقفت أمام جرافة الاحتلال عام2003  في غزة، محاولة منعها من هدم منازل الفلسطينيين، فدهستها الجرافة وقتلتها بوحشية. لم تكن مجرد متضامنة، بل كانت تؤمن أن الإنسانية تفرض علينا أن نقف في وجه الظلم، بغض النظر عن جنسيتنا أو ديانتنا.

وفي عام 2010، انضم مئات النشطاء من مختلف أنحاء العالم إلى أسطول الحرية الذي سعى إلى كسر الحصار عن غزة، وكان من بينهم الصحفي التركي فرقان دوغان، الذي كان يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، لكنه قُتل برصاص الاحتلال خلال الهجوم على السفينة مافي مرمرة.

وفي عام 2018، لفتت الشابة الإسبانية جولييتا لاغوس الأنظار عندما انضمت إلى المظاهرات المناهضة للاحتلال في الضفة الغربية، حيث أصيبت برصاص الاحتلال أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية لدعم حقوق الفلسطينيين. رغم ذلك، لم تتوقف عن التضامن، بل استمرت في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية في بلدها.

كما شهدت السنوات الأخيرة مشاركة العديد من النشطاء الغربيين في حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والتي كان لها تأثير واضح على الشركات المتواطئة مع الاحتلال، رغم الضغوط التي تمارسها الحكومات الغربية لإسكات هذه الأصوات.

أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟
ليسوا وحدهم.. فأين نحن؟

أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟

إذا كان دانيال يستطيع الصمود 17 ساعة على برج بيغ بن حافي القدمين، وإذا كانت راشيل كوري قد قدمت حياتها، وإذا كانت جولييتا لاغوس قد تعرضت للإصابة، وإذا كان أهل غزة أنفسهم في مقدمة الصفوف رغم القصف والجوع، فكيف نبرر تقاعسنا؟

فلسطين لا تحتاج متفرجين، بل تحتاج أصحاب همة.. فهل نكون منهم؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين التضامنية غزة بريطانيا فلسطين غزة تضامن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بل کان لم یکن

إقرأ أيضاً:

ما أقدسَ .. أم ما أرخص .. التُراب

صراحة نيوز ـ شجون : عوض ضيف الله الملاحمة

ما أقدس .. التُراب
أم ما أرخص .. التُراب
أم التِبر .. من التُراب

ما أرخص .. التُراب
عندما ينعق فيه .. الغُراب
وتنهشه .. الذئاب
وتولغ فيه … الكلاب
ويوغل فيه .. النصّاب
ويتغوّل فيه .. الأغراب
ويكون مرتعاً … للذباب
ولقمةً سائغة لكل .. نهّاب

عندها هاجر .. هاجر ..
وأهجر الأهل .. والصِحاب

سبق لي ان هاجرت .. قسراً
ولم أملك من أمري .. أمراً
وذقت في حياتي حلواً .. ومُرَّاً
لكنني كنت .. إستثناءاً
أعزّني البلد المُضيف ..
وأسبل عليّ عِزاً .. وسِتراً

كل شيء طعمه .. تُراب
عند فُرقة .. الأحباب
والبعد عن .. الصِحاب
والقلب قد صدأ .. وذاب

تُراب الوطن .. أقدس تُراب
تُرابه تِبر .. أبداً .. ليس كما التُراب
عندما لا يُذلُّ فيه .. مواطن غلبان
ولا يطلب فيه إبنه .. الإحسان
ترتفع قيمة الوطن ..
ويُقدِّسه .. الإنسان

حُبُّ الأوطان متجذر .. عند الإنسان
أينما ذهب الإنسان .. وابتعد
يكون لوطنه .. أواب
لاشتياقه للأهل .. والصِحاب

ترُاب الأوطان .. تِبر
وإستمرار الحب .. للأوطان
يحتاج الكثير .. من الصبر
وتَحَمُّلِ الذُلّ .. والقهر

البُعد أحياناً .. ضرورياً
إختيارياً كان .. او إجبارياً
لأن الغربة .. ( في ) الأوطان
أقسى من البعد .. على الإنسان
عندما تعاني .. من الحرمان
ولا تجد غصناً .. كما الطير
تشدو عليه .. وتعزف الألحان

عندما لا تجد .. نفسك
يُصبح الأمر عندك .. سِيّان
لا فرق بين الحِلِّ .. والهِجران

ما أقساه عندما يكون .. طارداً
وحضنه على أبنائه .. بارداً
ويأبى الوطن .. أن يكون له أحضان

يصبح التواجد فيه .. كما الهجران
لا يختلفان .. يصبحان .. صِنوان
وعند المظلوم .. سِيّان

أحياناً .. يصعب ..
زرع الإنتماء للأوطان
كيف تنظِّر على إنسان .. ( جوعان )
او على شاب عن العمل .. ( عطلان )
التغني بالوطن .. لا يُطعِم الإنسان

سيغادر الناس .. الأوطان
لو كان حاكمها .. بن الخطاب
ولا يحِنّون .. للإياب

لأنهم لا يملكون حفنة .. من تُراب
وكل طاريء .. يتقمص دور المواطن
لكنه يلعب دور .. النهّاب
وهو المحترف .. النصّاب
وفي السّرِ .. يقذف الوطن ..
باللعنات .. وأقذعِ السِباب

هذا مصير الأوطان .. كل الأوطانّ
التي تراهن على الغريب .. النصّاب
وإبن الوطن .. في غياهب النسيان
مركوناً للضياع .. ( يَرّْمَعُ ) التراب
( ويسِفُّ) ما يأبى تناوله .. الذُباب

مقالات مشابهة

  • شاهد | رد ترامب عندما سُئل هل أنت قلت ستقضي على الحوثيين؟ ..كاريكاتير
  • “مركز فلسطين”: العدو الصهيوني يقتل 12 أسيرًا في سجونه بالتعذيب والإهمال الطبي
  • مركز فلسطين: العدو الصهيوني يقتل 12 أسيرًا في سجونه بالتعذيب والإهمال الطبي منذ بداية العام
  • حادث خطير في جيش الاحتلال .. شجار بين مجندات تخلله تحرش وانتهى بطعن مجندة
  • ضياء رشوان: فلسطين القضية المركزية لنا.. وطوفان الأقصى أيقظ الوعي العربي
  • ناشطة يهودية تروي لـعربي21 كيف حولها الاحتلال إلى مدافعة عن قضية فلسطين (شاهد)
  • رئيس وزراء فلسطين: قطاع غزة أصبح منطقة مجاعة
  • فلسطين: صمت المجتمع الدولي على مجازر إسرائيل بغزة شراكة بالعدوان
  • مكتب العلاقات الإعلامية في مديرية إعلام حلب ينظم جلسة حوارية مع عدد من النشطاء والإعلاميين لبحث الواقع الإعلامي في المحافظة
  • ما أقدسَ .. أم ما أرخص .. التُراب