عربي21:
2025-12-07@13:18:24 GMT

اللهم همة كهمة دانيال!

تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT

في عالم يضج بالصخب والمصالح، يبرز بين الحين والآخر أشخاص يُختارون أن يكونوا صوتا للحق، حتى وإن كان الثمن جسديا ونفسيا. ومن بين هؤلاء الناشط البريطاني دانيال، الذي خطّ بقدميه العاريتين ملحمة صمود حين صعد برج بيغ بن في لندن منذ السابعة من صباح السبت (8 آذار/ مارس)، حاملا علم فلسطين، ومتحديا البرد القارس لـ17 ساعة متواصلة، ليطالب بالإفراج عن 18 ناشطا من حركة "بال آكشن" التضامنية مع فلسطين.



لم يكن هذا مجرد احتجاج عابر، بل كان موقفا يفيض بالمعنى، حيث نزف دانيال من قدميه، وعانى الجوع والعطش، لكنه ظل متمسكا بموقفه، رافضا النزول رغم محاولات الشرطة إقناعه. كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين.

كان يدرك أن التضحية ليست خيارا سهلا، ولكنها ضرورة عندما يكون الظلم فادحا والحق صامتا. لم يكن وحده، بل كان امتدادا لسلسلة طويلة من النشطاء الغربيين الذين تحدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم من أجل فلسطين
تاريخ من التضحية لأجل فلسطين

لم يكن دانيال الأول، ولن يكون الأخير. فمن قبله، قدم العديد من النشطاء الغربيين مواقف بطولية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. أحد أشهر هذه الأمثلة هو راشيل كوري، الناشطة الأمريكية التي وقفت أمام جرافة الاحتلال عام2003  في غزة، محاولة منعها من هدم منازل الفلسطينيين، فدهستها الجرافة وقتلتها بوحشية. لم تكن مجرد متضامنة، بل كانت تؤمن أن الإنسانية تفرض علينا أن نقف في وجه الظلم، بغض النظر عن جنسيتنا أو ديانتنا.

وفي عام 2010، انضم مئات النشطاء من مختلف أنحاء العالم إلى أسطول الحرية الذي سعى إلى كسر الحصار عن غزة، وكان من بينهم الصحفي التركي فرقان دوغان، الذي كان يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، لكنه قُتل برصاص الاحتلال خلال الهجوم على السفينة مافي مرمرة.

وفي عام 2018، لفتت الشابة الإسبانية جولييتا لاغوس الأنظار عندما انضمت إلى المظاهرات المناهضة للاحتلال في الضفة الغربية، حيث أصيبت برصاص الاحتلال أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية لدعم حقوق الفلسطينيين. رغم ذلك، لم تتوقف عن التضامن، بل استمرت في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية في بلدها.

كما شهدت السنوات الأخيرة مشاركة العديد من النشطاء الغربيين في حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والتي كان لها تأثير واضح على الشركات المتواطئة مع الاحتلال، رغم الضغوط التي تمارسها الحكومات الغربية لإسكات هذه الأصوات.

أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟
ليسوا وحدهم.. فأين نحن؟

أولئك النشطاء الغربيون لم يكن لديهم روابط دم أو هوية مع فلسطين، لكنهم أدركوا أن العدل لا يُحدّ بالحدود. فماذا عنّا؟ كيف نقبل أن يبذلوا أرواحهم وراحتهم بينما نتحجج بالبرد أو التعب؟

إذا كان دانيال يستطيع الصمود 17 ساعة على برج بيغ بن حافي القدمين، وإذا كانت راشيل كوري قد قدمت حياتها، وإذا كانت جولييتا لاغوس قد تعرضت للإصابة، وإذا كان أهل غزة أنفسهم في مقدمة الصفوف رغم القصف والجوع، فكيف نبرر تقاعسنا؟

فلسطين لا تحتاج متفرجين، بل تحتاج أصحاب همة.. فهل نكون منهم؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فلسطين التضامنية غزة بريطانيا فلسطين غزة تضامن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بل کان لم یکن

إقرأ أيضاً:

عندما يصبح المعلق الرياضي مراسلاً حربياً !!

ول عهد جيلنا بمتابعة مباريات كرة القدم، كانت من خلال راديو هنا أم درمان، بصوت الراحل طه حمدتو، والذي كان يرسم للمستمع الميدان بأبعاده ومربعاته واتجاهاته، واللاعبين بأسمائهم وألقابهم وأرقام قمصانهم، وحركة الكرة واستلامها وتمريرها والحرفنة والأخطاء التى يقع فيها اللاعبون، وخطة المدرب وهتاف المشجعين، وبالضرورة الأهداف التى تُسجل، وقدرة الحكام على إدارة المباراة ومدى تطبيقهم لقانون اللعبة، والزمن المتاح حتى نهاية الشوط، ولم يكن هناك وقتذاك من معينات تتيح المعرفة الدقيقة لكل ما يدور فى الملعب إذ أن تقنية الفار VAR لم تكن قد أكتشفت بعد.

ومع ذلك كانت نسبة أخطاء المعلق الرياضي تكاد أن تكون معدومة، واستمرت تلك القدرات والخبرات في التراكم فجاء من بعد طه حمدتو، وأبوعاقلة يوسف، على الحسن مالك، والرشيد بدوى عبيد وغيرهم، حياهم الله ورحم من مات منهم. وكل ذلك كان فى وصف ما يدور فى المستطيل الأخضر وخشباته الثلاث ولعيبته الأحد عشر لكل جانب وزمنها الذى لا يتجاوز ساعة ونصف من الزمن قد تزيد لدقائق معدودة.

ولما وقعت حرب الكرامة في طول السودان وعرضه، أرادت فئة من الكتاب والنشطاء، تحويل متابعتهم للحرب، وكأنها وصف لمباراة في كرة القدم!! مع ادعاء المعرفة الأكيدة بالعلوم العسكرية وتلك هى المصيبة!!

تخيلوا لو أن وصف أي معركة صغيرة كانت أم كبيرة، تعرُّضية كانت أم غير ذلك، والحرب عبارة عن عدة معارك لو أُخضعت لوصف تفصيلي على غِرار وصف مباراة في كرة القدم لجاء الوصف كما يلى:- الجندي ماشي وماشي وماشي استخدم الساتر، نوَّم الخد الأيمن على الدبشك، وقفل العين الخالية من التنشين، وكتم النَفَس ومرر النظر عبر النشنكاة إلى الضبانة، وانتخب أسفل منتصف الهدف،حيضرب حيضرب حيضرب، قووووون قون قون!! ثم يفيض المعلق في ذكر اسم الجندي ونمرته العسكرية وفصيلته وحكمداره وضابطه الأعلى والوحدة التى يتبع لها والمنطقة العسكرية ورقم الفرقة واسم قائدها ثم يعرِّج على نوع البندقية والذخيرة ولا بأس من أن يذكر الطريقة الميكانيكية التى تعمل بها أجزاء البندقية وسعة الخزنة خاصتها !! إنه أمر يمكن أن يُوصف بأنه مسرح اللامعقول!!

هل يجوز لنا أن نسقط مقولة عدو عاقل خير من صديق جاهل على مثل هؤلاء؟؟ دون أن نشكك فى تأييدهم للجيش وإخلاصهم للوطن، فالحرب التي يخوضها جيشنا غير مسبوقة في تاريخ الحروب حول العالم ولا يمكن أن نختصر نتيجة الحرب في كسب معركة أو خسارة أخرى وهى لا تزال مستمرة ولا يجوز أن نقحم أنفسنا ونحشر أنوفنا فى ما ليس لنا به علم، ولا أن نمنح العدو نصراً معنوياً لا يستحقه، ولا أن نستعجل النهاية فكل شئ بقدر وكل خطوة لها ما بعدها حتى الوصول إلى النصر الحاسم الذى هو النتيجة الراجحة إن شاء الله، مع الصبر ، وإنما النصر صبر ساعة مع حسن الظن بالله تعالى.

وقد لفت الكثير من القادة نظر المشفقين من أن الإعلان عن الحشد أو التحركات ضرّه أكبر من نفعِهِ، وأن درجات السرية حتى في المكاتبات من محظور، إلى سري للغاية وشخصي، إلى سري وشخصى لا يفتح إلا بواسطة…إلى سري إلى عادي لم توضع عبثاً، وأن قاعدة العلم على قدر الحاجة أو need to know ليست اعتباطاً، وأنه ما أهلك مليشيا عيال دقلو بالرغم من كثرة قطعانهم وتوفر سلاحهم ومركباتهم إلا افتقارهم لأبسط أساسيات العلوم العسكرية وأهمها الضبط والربط، فالحكاية ما جاغت وخلاص. فحسبوها لعب ولهو!!

يا أيها الشعب الكريم ويا أيها الزملاء الأعزاء دعوا ما للجيش للجيش، فهو لن يخذلكم ولن ينكسر باذن الله، وختوا الكورة واطة !!
فالله ناصرنا ولا ناصر لهم.
والله اكبر ولا نامت اعين الجبناء.

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/04 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة من يدفع دم الوطن… ومن يحصد ثماره؟2025/12/04 إبراهيم شقلاوي يكتب: القاعدة الروسية وتكتيكات عض الأصابع2025/12/04 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خطيب لا يُبالي بجهلك)2025/12/04 قرارات بلا جذور… لا تعالج أزماتنا ؟2025/12/04 إدانة الحرب دون تحديد المعتدي تواطؤ أخلاقي وسياسي2025/12/04 ما بعد أوكرانيا: هل يفرض ترمب شروطه لإنهاء الحرب السودانية ؟2025/12/04شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات عنصرية الجنجويد المتطرفة 2025/12/04

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • عندما يتحوّل الملعب إلى وطن (2)
  • البرلمان العربي: مستمرون في الدفاع عن فلسطين
  • إلهان عمر ترد على ترامب: الإهانة والتحقير لن تخيفنا وسندافع عن أنفسنا
  • فلسطين: انتهاكات خطيرة تهدد حياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية
  • اتحاد العمال يدين اقتحام قوات الاحتلال مقر اتحاد عمال فلسطين بقلقيلية
  • أحمديات: عندما يخرج العنف عن السيطرة
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم كن لهم في فلسطين والسودان
  • عندما يصبح المعلق الرياضي مراسلاً حربياً !!
  • مصير لا يتغير.. هكذا انتهت حياة أبرز المتعاونين مع الاحتلال في فلسطين
  • رئيس جامعة بنها الأسبق يشيد بطلاب الثانوي النشطاء على منصة ذكاء اصطناعي يابانية