رومانيا على صفيح ساخن.. هل يقود استبعاد جورجيسكو إلى اضطرابات سياسية أوسع؟
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت العاصمة الرومانية بوخارست اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، بعد استبعاد السياسي اليميني المتشدد والمقرب من موسكو، كالين جورجيسكو، من خوض الانتخابات الرئاسية. هذا القرار أثار غضب أنصاره، الذين نظموا احتجاجات تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، ما يطرح تساؤلات حول تداعيات هذا الحدث على المشهد السياسي في رومانيا.
تصاعد الموقف
ما بدأ كتجمع سلمي أمام مقر لجنة الانتخابات الرومانية، سرعان ما تصاعد إلى أعمال عنف وشغب، حيث اخترق المتظاهرون حواجز الشرطة، مما دفع قوات الأمن إلى الرد باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. في المقابل، رد بعض المحتجين بإلقاء الحجارة والألعاب النارية على الشرطة، بل وأضرموا النيران في أثاث المقاهي المجاورة.
الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ هاجم المتظاهرون شاحنة بث تابعة لمحطة تلفزيونية، متهمين الإعلام المحلي بالانحياز ضد جورجيسكو، في إشارة إلى تنامي حالة عدم الثقة بالمؤسسات الإعلامية والسياسية بين أنصاره. وعلى الرغم من اعتقال الشرطة لعدد من المشتبه بهم في أعمال الشغب، فإنها لم تصدر أرقامًا دقيقة بشأن عدد المحتجزين.
استبعاد قانوني أم إقصاء سياسي؟
يأتي هذا التصعيد بعد أن ألغت المحكمة الدستورية الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 24 نوفمبر الماضي، والتي كان جورجيسكو قد فاز بها بشكل مفاجئ.
ومع اقتراب موعد إعادة الانتخابات في 4 مايو المقبل، قررت لجنة الانتخابات رفض ترشحه استنادًا إلى حكمين سابقين من المحكمة الدستورية.
يرى أنصار جورجيسكو أن هذا القرار ذو دوافع سياسية، ويهدف إلى إقصاء مرشح يمثل تيارًا غير مرغوب فيه داخل المؤسسة الحاكمة، خاصة وأنه معروف بتوجهاته المؤيدة لروسيا في وقت تشهد فيه رومانيا توترًا سياسيًا مع موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا.
تعكس هذه الاضطرابات حالة الاستقطاب العميقة داخل المشهد السياسي الروماني، حيث تتصادم التيارات الموالية للغرب والمناهضة لروسيا مع تيارات شعبوية وقومية تسعى لتعزيز نفوذها. كما تُبرز الأحداث التوتر بين السلطات والمؤسسات القضائية من جهة، والمعارضة الشعبوية من جهة أخرى، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوترات خلال الأسابيع المقبلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرومانية بوخارست
إقرأ أيضاً:
نيكوسور دان المؤيد لأوروبا يفوز بالانتخابات الرئاسية في رومانيا
فاز رئيس بلدية بوخارست الوسطي نيكوسور دان بالانتخابات الرئاسية التي أجريت، الأحد، في رومانيا، وفق النتائج النهائية التي صدرت الاثنين، في عملية اقتراع صبّت لصالح العلاقة مع بروكسل ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وفي الانتخابات التي أجريت بعد خمسة أشهر من إلغاء اقتراع سابق شابته شكوك بتدخّل روسي، نال نيكوسور دان البالغ 55 عاما، 53,6 في المئة من الأصوات بعد انتهاء عمليات الفرز.
وشكّلت هذه النتيجة مفاجأة بعدما حلّ دان ثانيا في الدورة الأولى بفارق كبير خلف خصمه جورج سيميون.
وقال دان أمام أنصاره وسط هتافات تشيد بأوروبا وتسخر من روسيا: "هذا هو انتصار آلاف الأشخاص الذين آمنوا بأن رومانيا قادرة على التغيير في الاتجاه الصحيح"، بعد حسم الفوز ليل الأحد.
ووجه أيضا كلمة لأولئك الذين لم يصوتوا له، داعيا إياهم إلى "بدء العمل" و"بناء رومانيا موحدة".
وتابع المجتمع الدولي الانتخابات الرئاسية في رومانيا.
وعقب صدور النتائج الشبه نهائية، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين باختيار الرومانيين لصالح "أوروبا قوية"، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الديمقراطية" انتصرت "رغم محاولات تلاعب عدة".
بدوره، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي أن نتيجة الانتخابات في رومانيا هي نجاح "تاريخي" مذكّرا "بأهمية وجود رومانيا كشريك موثوق".
"تلاعب"
وتأمل رومانيا أن تطوي الانتخابات صفحة حالة من عدم اليقين منذ فوز اليميني المتطرف كالين جورجيسكو المفاجئ في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر، علما أن منتقديه يتهمونه بأنه مؤيد للكرملين. لكن الانقسامات عميقة. وبعدما رفض بداية الإقرار بالهزيمة وندد بحصول "تلاعب" في النتائج، هنأ المرشح اليميني القومي جورج سيميون خصمه، لكنه تعهد "مواصلة القتال".
وكان سيميون الذي يبدي إعجابا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، تصدّر الدورة الأولى بفارق كبير، بحصوله على حوالي 41 في المئة من الأصوات، ضعف ما ناله منافسه.
لكن رومانيين كثرا ضاعفوا الجهود لقلب الموازين في انتخابات تم تقديمها على أنها حاسمة لمستقبل البلاد المجاورة لأوكرانيا.
وسجّلت نسبة المشاركة ارتفاعا إذ بلغت 65%، مقارنة بـ53% في الدورة الأولى.
وقال المحلل السياسي سيرجيو ميسكويو لـ"فرانس برس" إن دان استفاد من "خطوات ناقصة" قام بها المعسكر المنافس بين دورتي الاقتراع، ومن "تحشد غير مسبوق تقريبا مرتبط برد فعل مضاد من قبل مؤيدي الديمقراطية".
وأضاف: "لم يسبق لانتخابات أن كانت حاسمة بشأن مستقبل البلاد إلى هذا الحد... مع مضاعفات جيوسياسية".
ورومانيا التي يقطنها 19 مليون نسمة، هي عضو في الاتحاد الأوروبي، ودولة مجاورة لأوكرانيا اكتسبت أهمية متزايدة في حلف شمال الأطلسي منذ بدء الغزو الروسي في العام 2022.
وللرئيس صلاحية تعيين الموظفين الكبار وتمثيل بوخارست في اجتماعات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وغالبا ما انتقد سيميون "السياسات العبثية للاتحاد الأوروبي".
وكان نيكوسور دان قال الأحد: "هذه نقطة تحوّل، انتخابات حاسمة. رومانيا تختار مستقبلها ليس فقط للسنوات الخمس المقبلة، بل لفترة أطول بكثير".
وكان سيميون يطالب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وبـ"تعويض مالي" عما تمّ تقديمه حتى الآن، داعيا إلى "الحياد"، ويدافع عن كونه "صديقا (للرئيس الروسي) فلاديمير بوتين".
وكرّر سيميون موقفه، الأحد، مجددا وقوفه مع كالين جورجيسكو الذي فاجأ الجميع بحصوله على المركز الأول في انتخابات 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
كان مفتاح نجاح سيميون في الجولة الأولى، هو فوزه الاستثنائي بين الناخبين المغتربين بالخارج في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة.
وقد تظاهر أنصاره بقوة مجدداً، الأحد، حيث أظهرت النتائج الجزئية حصوله على 68.5 في المئة من الأصوات في إسبانيا و 66.8 في المئة في إيطاليا و67 في المئة في ألمانيا. كما أنه حصل على أصوات كثيرة في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فقد خرج المُصوتون لدان بأعداد أكبر في رومانيا وخارجها. ففي دولة مولدوفا المجاورة، أيد 87 في المئة من الرومانيين رئيس بلدية بوخارست.
ويستغل اليمين المتطرّف في رومانيا استياء السكان، خصوصا في المناطق الريفية، من "السياسيين اللصوص" الذين يمسكون بالسلطة منذ العام 1989. كما يستفيد من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها إحدى أفقر دول الاتحاد الأوروبي.