قال السفير الفلسطيني لدى دمشق سمير الرفاعي، إنهم وثقوا اختفاء 1784 معتقلا فلسطينيا في سجون نظام بشار الأسد خلال الفترة (2000-2024) الذي أطاحت به الثورة السورية نهاية العام المنصرم.

وتحدث الرفاعي في مقابلة مع الأناضول بمقر السفارة الفلسطينية في العاصمة دمشق، عن تغييرات سلبية بالتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال آخر سنتين من حكم الأسد.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، طفت على السطح قضية السجون التي احتُجز المعتقلون فيها خلال الحرب السورية (2011-2024)، وتعرضوا لتعذيب ممنهج، ومن أبشعها سجن صيدنايا بدمشق التابع لوزارة الدفاع.

وقال الرفاعي إنه جرى توثيق اختفاء 1784 معتقلا فلسطينيا بسجون الأسد، وهم مفقودون حتى اليوم، ما يعني احتمال وجود آخرين لم يتم الإبلاغ عنهم، ما يرشح العدد للارتفاع.

وعرض الرفاعي خلال المقابلة، ملفا ورقيا عبارة عن قائمة تتضمن اسم كل معتقل مختفي وتاريخ اعتقاله وملاحظات منها مكان الاعتقال.

ومن بين الأسماء التي رصدتها الأناضول في القائمة ماجد محمد شومر، واعتقل عام 2013 من منطقة مشروع دمر بدمشق، ووسيم محمود بدران، واعتقل في 2014 من درعا جنوب البلاد.

الرفاعي أشار أيضا إلى اسمي طبيبين يعرفهما شخصيا، وفق قوله، وهما علاء الدين يوسف وهايل حميد، وجرى اعتقالهما من دمشق بين 2013 و2014.

وأفاد بأنه في 2013 تم توثيق نحو 500 حالة اختفاء بسجون الأسد، وارتفع العدد في السنوات اللاحقة.

وردا على سؤال بشأن الإجراءات الرسمية إزاء حالات الإخفاء القسري، قال الرفاعي إن السفارة تواصلت مع نظام الأسد، لكنها لم تحصل على إجابات واضحة، وكان كل مسؤول يحيلها إلى آخر، تهربا من الإجابة.

وتفيد تقارير دولية بأن آلاف المعتقلين قُتلوا بشكل منظم وسري داخل سجن صيدنايا، حيث نفذ النظام المخلوع إعدامات دون محاكمات، بمعدل 50 حالة إعدام أسبوعيا بين عامي 2011 و2015 وحدهما.

وبشتى الأساليب حاول نظام بشار الأسد قمع احتجاجات شعبية مناهضة له اندلعت في 2011 وطالبت بتداول سلمي للسلطة، وتسبب في حرب أهلية مدمرة.

كما قال الرفاعي، الذي قضى بسجون الأسد 6 سنوات (1985- 1991)، إن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أرسل أكثر من وفد إلى دمشق لبحث ملفات تهم اللاجئين والمخيمات والمعتقلين والإغاثة والواقع الصحي".

واستدرك: "إلا أن تلك الوفود عادت صفر اليدين دون أي معلومات عن المختفين".

وتابع أنه بعد سقوط نظام الأسد تواصلت السفارة مع معتقلين فلسطينيين خرجوا من السجون، لا سيما صيدنايا، بشأن مصير زملائهم، لكنها لم تصل لمعلومات.

وأوضح أن المغيبين ليسوا فقط من فلسطينيي سوريا (اللاجئين)، بل قسم منهم من الضفة الغربية المحتلة، باعتبار أن سوريا كانت "مكانا آمنا للفدائيين الفلسطينيين"، لكن عددا منهم اختفى في ظروف غامضة، وفق قوله.

وزاد بأنه بعد سقوط نظام الأسد أُطلق سراح أسير فلسطيني من صيدنايا تعود أصوله إلى جنين شمال الضفة، اعتقله نظام الأسد منذ عام 1985.

ودون تحديد ملابسات اعتقاله، بيّن الرفاعي أن هذا المعتقل هو الأسير السابق بشار صالح، وموجود حاليا بدمشق، وله راتب شهري مخصص من الرئيس عباس، لحين ترتيب عودته إلى جنين.

وأردف أن عائلات فلسطينية بالضفة أبلغته خلال زيارات إلى هناك باختفاء عدد من أبنائها في سوريا منذ سنوات، لكنه لم يحصل من نظام الأسد على إجابات بشأن مصيرهم.

 

المصدر : الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار فلسطينيو الشتات غاندي عضو البرلمان الهندي : ندعم حق الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حريته واستقلاله مسؤول هندي يؤكد على حل الدولتين ويستنكر استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا تظاهرة في مدينة بريمن تنديدا باستمرار مجازر الاحتلال في غزة الأكثر قراءة نتنياهو : نستعد للمرحلة المقبلة من معركة الجبهات السبع بن غفير : علينا تجويع حماس وأنصارهم قبل استئناف القتال حماس تعقب على استمرار إغلاق معابر غزة إسرائيل تقطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه في دير البلح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: بسجون الأسد نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

سوريا على الطاولة.. ملف العقوبات يتصدر أجندة ترامب في السعودية

وسط مراسم استقبال رسمية حملت الكثير من الرمزية والبروتوكول الرفيع، حطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رحاله في العاصمة السعودية الرياض، في أول محطة من جولة شرق أوسطية تعيد خلط أوراق السياسة الإقليمية. غير أن خلف الأضواء والبروتوكولات، برز الملف السوري باعتباره أحد المحاور الحساسة على طاولة المحادثات، في ظل تسريبات تتحدث عن مباحثات محتملة لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا.

ترحيب سعودي وتحركات خلف الكواليس

استُقبل ترامب في مطار الملك خالد الدولي من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث عُزفت الموسيقى العسكرية، وفُرش السجاد البنفسجي المميز، وعُقدت جلسة ترحيبية في صالة التشريفات الملكية تناول خلالها الجانبان القهوة السعودية في مشهد يعكس دفء العلاقات الثنائية.

لكن خلف هذه الأجواء الاحتفالية، يتحرك ملف سوريا بصمت وتصاعد، مع أنباء عن سعي أطراف دولية وعربية لترتيب لقاء يجمع الرئيس الأميركي بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في سابقة دبلوماسية قد تفتح الباب أمام تغيير كبير في المسار السوري.

التسريبات تفتح أبواب الأسئلة

وكالة "رويترز" كشفت عن جهود يقودها ناشطون أميركيون مقربون من ترامب، أبرزهم جوناثان باس، لترتيب اجتماع غير معلن بين ترامب والشرع، بالتنسيق مع أطراف خليجية، وعلى هامش زيارة ترامب للرياض، الدوحة، وأبوظبي. وأكدت صحيفة "التايمز" البريطانية أن هذا اللقاء مطروح فعليًا، رغم انقسام فريق ترامب حول جدواه السياسية.

ما يزيد من ترجيح الطرح، هو ما نُقل عن تصريحات ترامب قبل مغادرته واشنطن، حيث قال للصحفيين:

"سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات على سوريا، والتي قد نرفعها قريبًا… نحن ندرس منح دمشق بداية جديدة."

رفع العقوبات.. مدخل استراتيجي أم مجازفة؟

تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه دمشق لتسويق مقاربة جديدة للتعاون مع واشنطن، تتضمن عروضًا مغرية من بينها صفقات استثمارية أميركية في قطاع المعادن، بل وطرح إنشاء برج ترامب في دمشق، كرمزية لمرحلة جديدة من العلاقات، على غرار ما حدث في أوكرانيا سابقًا.

كما أفادت "وول ستريت جورنال" أن الرئيس السوري أطلق ما سُمي بـ "حملة هادئة" لإقناع الإدارة الأميركية بضرورة تخفيف القيود الاقتصادية، ضمن خطة تشبه "مارشال"، حيث تكون الشركات الأميركية والأوروبية في موقع الريادة بإعادة إعمار سوريا.

خلفية التفاوض.. رسائل متبادلة وعروض إقليمية
واشنطن تلقت، وفق رويترز، وثيقة سورية من أربع صفحات تتضمن ردًا رسميًا على الشروط الأميركية لرفع العقوبات، منها ما تم تنفيذه بالفعل، فيما تتطلب بنود أخرى تفاهمات سياسية إضافية. ويُرجّح أن تكون هذه الوثيقة جزءًا من ملف موسّع قد يُطرح خلال اللقاءات الخليجية التي يجريها ترامب.

من جهتها، تلعب الرياض والدوحة دور الوسيط الفاعل، إذ ذكرت مصادر دبلوماسية أن قادة الخليج يسعون لإدماج سوريا الجديدة في منظومة الاستقرار الإقليمي، في ظل حاجة المنطقة إلى خارطة أمنية جديدة تتجاوز ملفات الحرب المستعصية، خصوصًا في غزة واليمن.

تركيا في الخلفية.. دور أردوغان غير الغائب

وفي موازاة الجهود الخليجية، قال ترامب إنه "سيقوم بعمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا"، لافتًا إلى أن الأخير طلب رفع العقوبات عن دمشق، وهو ما يُعيد ترسيم ملامح مثلث جديد في الإقليم (واشنطن–أنقرة–الرياض) قد يرعى ترتيبات ما بعد الأسد.

وتحدثت أوساط أميركية عن احتمال انعقاد لقاء رباعي في أنقرة أو الدوحة يضم ترامب، أردوغان، بوتين، وزيلينسكي، ما قد يمنح الملف السوري بعدًا دوليًا غير مسبوق في ترتيبات الحل النهائي.

هل تنفتح أبواب دمشق من الرياض؟

زيارة ترامب إلى السعودية قد تُسجّل في التاريخ كأكثر من مجرّد عودة دبلوماسية للرئيس الأميركي، بل كمنصة لإطلاق تحول استراتيجي في الملف السوري، يمهد لرفع العقوبات، وعودة تدريجية لسوريا إلى الحظيرة الدولية بشروط أميركية–خليجية.

وبينما لا تزال المفاوضات في مراحلها التمهيدية، فإن الحراك النشط خلف الأبواب المغلقة يعكس حقيقة واحدة: سوريا عادت إلى الطاولة، ليس كأزمة، بل كفرصة سياسية واقتصادية في مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.


 

مقالات مشابهة

  • دمشق تعلق على حديث ترامب بشأن إمكانية رفع العقوبات عن سوريا
  • سوريا على الطاولة.. ملف العقوبات يتصدر أجندة ترامب في السعودية
  • التفكيك ونشر الفوضى خيار إسرائيل بسوريا بدل التطبيع معها
  • ترامب: ندرس رفع العقوبات عن سوريا لمنحها بداية جديدة
  • أبو الغيط: السماح لسوريا بالعودة للجامعة العربية محاولة لدعمها
  • القبض على 3 طيارين من فلول الأسد بريف دمشق
  • قرار رئاسي يُنصف 91 ألف مواطن سوري احتجز نظام الأسد ممتلكاتهم
  • بنوك تركية في سوريا.. فرص اقتصادية وأبعاد استراتيجية
  • العثور على جثة الصحفي الأمريكي المختطف في سوريا أوستن تايس
  • سوريا الجديدة.. كورال “غاردينيا” النسائي يتنسم الحرية