«التطلي» والذكريات الرمضانية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
من الذكريات الرمضانية قديمًا، عندما كانت الحياة بدائية، والأكلات شعبية ومعروفة ومحدودة، ولم تتنوع كما في وقتنا الذي نعيشه حالياً-ولله الحمد والفضل والمنة-، ظهر مايسمى بحلَى التطلي ( الكاسترد ) فهو يعدّ من أشهر أنواع الحلى الحديثة التي عرفت وكانت تصنع في رمضان حيث تقوم بعمله وصنعه ربات البيوت من الحليب والنشاء وبودرة الكاسترد ثم تتركه حتى يبرد ثم تقدمه على مائدة الإفطار للصائمين، وكان من أجمل وألذ أنواع الحلى وطريقته وتركيبته ومقاديره سهله وانتشرت بسرعه حتى لايكاد تخلو.
يقول لي أحد كبار السن: كنا في غربة وعزوبية في إحدى المدن من أجل العمل، فقررنا عمل التطلي، وبعد أن وضعنا المقادير، فبدل السكر أضفنا له الملح، فكانت النتيجة أنه ظهر تطلي مالح، ففشلت الطبخة، لكنها بقيت حكاية تروى.
وهذا شاعر يصف التطلي بأبيات شعبية جميلة يقول فيها:
التطلي انا لقيته زين
مايجيب للكبد قدادي
شيئا خفيف يجي بصحين
لا هو بشرّبِ ولا زادي
ومن المقولات التي ظهرت عن حلى زمان التطلي قولهم : ( نأس تأكل تطلي بنشأ، وناس تبات من غير عشا).
وبعد وأخيرًا ، هذه ذكريات رمضانية زمان أول، عن أشهر حلَى عمل ووضع على مائدة الصائمين . قبل أن تتنوع أصناف الحلويات والأكلات التي توضع وتقدم للصائمين كما في وقتنا الحاضر.
لذلك، واجبنا أن نتذكر كيف كان أجدادنا ، ونحمد الله ونشكره على نعمه التي تترى وأغدق بها علينا.
وفي النهاية، هذه تكملة مقالات متواصلة لسلسة ذكريات رمضانية ماضية، كان لها أثر في الذكرى.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ما هي القنابل الارتجاجية التي قصف بها الاحتلال الضاحية الجنوبية؟
أثار قصف جيش الاحتلال، لمواقع في الضاحية الجنوبية من بيروت مساء أمس، بواسطة قنابل ارتجاجية خارقة للتحصينات، بزعم تدمير منشآت تحت الأرض لحزب الله، مخاوف من تأثيراتها على المباني.
هذه القنابل، المعروفة عسكريا باسم "المطرقة"، تعد من أخطر الأسلحة التي تستخدم ضد المخابئ والمنشآت العسكرية تحت الأرض.
وتحدث القنابل الأمريكية الصنع، هزات أرضية عنيفة نتيجة انفجارها في عمق الأرض بعد أن تخترق الطبقات الصخرية والمسلحة لعشرات الأمتار.
وغالبا ما يشعر السكان بهذه الهزات في محيط المناطق المستهدفة، وقد تمتد تأثيراتها إلى مناطق بعيدة نسبيا، نظرا لشدة العصف والاهتزاز.
وتعتمد القنابل الارتجاجية على تقنيات توجيه دقيقة، أبرزها التوجيه بالليزر، وتصنع بأوزان مختلفة تبدأ من طن واحد، مع عمق يصل إلى 9 كيلومترات. ويبلغ طول الصاروخ الواحد نحو 7.5 أمتار، وقد بدأ إنتاج هذا النوع من الذخائر في تسعينيات القرن الماضي، ضمن خطط تطوير أسلحة مخصصة لحروب الأنفاق والتحصينات العميقة.
وفي السياق نفسه، كشف موقع "إنتيلي تايمز" الأمني الإسرائيلي أن الغارة التي استهدفت منطقة البسطة الفوقا قبل أشهر استخدمت فيها قنابل من طراز MK-84، وهي من أثقل وأشد الأسلحة التفجيرية في سلاح جو الاحتلال.
وتزن القنبلة الواحدة حوالي 2000 رطل (نحو 900 كغم)، وتحوي 400 كغم من المواد المتفجرة، ما يعادل 45 بالمئة من وزنها الإجمالي، وتتمتع بقدرة تدميرية هائلة قادرة على سحق التحصينات الخرسانية وضرب الأهداف بدقة عالية.
ويشار إلى أن قنابل MK-84 ظهرت لأول مرة خلال حرب فيتنام، ولاحقا استخدمها في عمليات متعددة في قطاع غزة، حيث عثر على بقايا منها في مواقع الغارات الجوية، بحسب فرق هندسة المتفجرات.
ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، يتخوف اللبنانيون من عودة سيناريو القصف العنيف على الضاحية الجنوبية، لا سيما في ظل الاتهامات الموجهة لحزب الله باستخدام مناطق سكنية لتخزين أو تشغيل وحدات عسكرية تحت الأرض، ما يزيد من المخاطر على المدنيين في حال تطور الوضع إلى مواجهة واسعة.
وفي ظل هذا التوتر، يبقى المشهد مفتوحا على احتمالات التصعيد، وسط تحذيرات من أن استخدام القنابل الارتجاجية في مناطق مأهولة قد يفتح الباب أمام تصعيد إقليمي واسع النطاق، لا سيما مع التداخل الجغرافي والسياسي بين الجبهات اللبنانية والسورية والفلسطينية.