وزير الأوقاف: نرفض سقف صحن الإبراهيمي لإضراره بمكانته التراثية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمد مصطفى نجم، إن وزارته، بناءً على توجيهات الحكومة الفلسطينية، ترفض مطالب الاحتلال الإسرائيلي بسقف صحن الحرم الإبراهيمي، وذلك لإضراره بالمكانة التاريخية والتراثية له، ولتعديه على الصلاحيات التي تمتلكها بشكل حصري وزارة الأوقاف.
وأوضح في بيان صادر عن الوزارة، اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، أن أحقية الوزارة تشمل أعمال الترميم والإصلاحات التي يحتاج إليها الحرم بما فيها القسم المحتل منه.
وشدد نجم، على أن "الأوقاف" لن تقبل بأي شكل من الأشكال الانتقاص من هذه الصلاحيات أو تعدي الاحتلال عليها، هذا بالإضافة إلى أن الحرم الإبراهيمي الشريف موجود على قائمة الموروث الحضاري، ومعترف به من المنظمات الحقوقية وعلى رأسها اليونسكو التي نصت على عدم تغيير أي معلم من معالم الحرم الإبراهيمي؛ ولذا لا يجوز القيام بأي تغيير لمعالم الحرم بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن المكان المنوي سقفه في الحرم هو المتنفس الوحيد للحرم حين اكتظاظ المصلين المسلمين، وهناك خشية من تسبب السقف في حالات اختناق بينهم، خاصة في منطقة "مصلى الإسحقية"، كما توجد في منطقة السقف مصارف للمياه في حال المطر، خشية من تراكمها وإضرارها بالحرم إن تم بناؤه. كما أن الحرم بهذا سيكون عرضة لأضرار بنيوية وعمرانية، نتيجة إنشاء سقف معدني قد يؤثر في بنية الحرم.
وقال نجم، إن هناك خطورة في الموافقة على سقف الحرم تتمثل في تجاوز الاحتلال الإسرائيلي لجميع المرجعيات القانونية التي يُعمل وفقها منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994، وذلك بتجاوزه ما أقرَّته ما تسمى بـ"لجنة شمغار"، بتأكيد مرجعية وزارة الأوقاف بالقيام بالإصلاحات بشكل حصري؛ وهو أمر يعني إخضاع الحرم الإبراهيمي ومجريات الأمور فيه وتطوراتها لمزاج الضباط الميدانيين لقوات الاحتلال، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة تستغل حالة الحرب اليومية التي يشنها الاحتلال على أبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة ؛ وهذا أمر خطير جداً سيؤدي إلى الإضرار بالحرم الإبراهيمي وبالمصلين الذين تُنتقص حقوقهم في العبادة بشكل يومي خاصة في شهر رمضان المبارك.
وتابع: الاحتلال الإسرائيلي طالب منذ مجزرة الخليل بسقف منطقة صحن الحرم الإبراهيمي الشريف، وكانت المطالب كثيرة بسقف الصحن، وكانت الأوقاف دائما تمانع هذا، لما في ذلك من أضرار كبيرة وتأثير خطير في مكانة الحرم وعدم السماح للاحتلال بالمساس به. ففي مساء يوم الثلاثاء الموافق 9/7/2024، وحتى ليلة الخميس 11/7/2024، حاول الاحتلال سقفه دون موافقة الأوقاف، من خلال رفع قضبان وألواح حديد، وسقفوا الجزء المكشوف من صحن الحرم الإبراهيمي الشريف الواقع في القسم المحتل، فتفاجأ موظفو الحرم الإبراهيمي وسدنته عند فتحه الساعة الرابعة فجراً بما قام به الاحتلال أثناء الليل من اعتداء خطير على صحن الحرم. إلا أنه بعد سلسلة إجراءات قادتها الحكومة الفلسطينية من خلال وزارة الأوقاف ومعها المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة الخليل، من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة، أزالت قوات الاحتلال الاعتداء السافر الذي مارسته بحق الحرم الإبراهيمي الشريف بدءاً من يوم الجمعة الموافق 12/7/2024 وحتى يوم الثلاثاء الموافق 16/7/2024. إلا أن الاحتلال الإسرائيلي عاد وطرح موضوع سقف صحن الحرم بتاريخ 9/12/2024، بحجة أن القرار قد اتُخذ على المستوى السياسي بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية عليه، وبأن عملية سقف الحرم التي تمت سابقاً كانت دون قرار سياسي. وهنا تأتي خطورة ما يُطرح الآن من كونه يأتي ضمن توجهات حكومية رسمية وليس تجاوزات لعدد من المستعمرين. وبتاريخ 25/2/2025م أُبلغت وزارة الأوقاف بنيّة الاحتلال سقف صحن الحرم الإبراهيمي الشريف، وأن هيئة التخطيط الإسرائيلي هي التي سوف تشرف على هذا الأمر، لأن وزارة الأوقاف والمؤسسات الرسمية والوطنية ترفض ذلك.
وقال نجم، إن أهداف الاحتلال من خلال ذلك، أولاً: أخذ قرار سياسي بهذا الأمر ضمن حكومة احتلال يمينية متطرفة تعمل بشكل حثيث على تحويل الحرم إلى كنيس يهودي خالص، والعمل على سحب صلاحيات الوزارة في الموضوع الخاص بسقف صحن الحرم، ثانيا: أصبح واضحا في السيطرة على الحرم وتجاوز تقسيمه زمانياً ومكانياً، بالاتجاه إلى السيطرة عليه كاملاً من خلال طمس معالمه الدينية والتاريخية والتراثية الإسلامية.
ونوه، إلى أن الحرم الإبراهيمي تعرض سابقاً لانتهاكات واعتداءات كإقامة مصعد كهربائي أدى إلى تشويه المظهر التاريخي والعمراني للحرم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بتمديدات وحفريات داخل أروقة الحرم وساحاته، بالإضافة إلى ما يتعرض له الحرم من انتهاكات يومية تجاه سدنته وموظفي وزارة الأوقاف والمصلين الذين يؤمونه لصلاة فروضهم الخمسة ولصلاة التراويح.
وطالب نجم، المجتمع الدولي والمؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان وحماية التراث العالمي بضرورة القيام بدورها في منع الاحتلال من سقف صحن الحرم ومن انتهاكاته اليومية التي تعمل تحت غطاء سياسي حكومي واضح.
كما طالب مؤسسات محافظة الخليل الرسمية والأهلية بالقيام بدورها في حشد الطاقات ووضع البرامج التي تمنع الاحتلال من تنفيذ تهديداته التي تؤثر في مستقبل الحرم وهويته الدينية والتراثية، فيما طالب أبناء محافظة الخليل بضرورة الرباط في الحرم وتأدية الصلوات والمشاركة في المناسبات الدينية التي تقام فيه؛ فبجهودهم هم ستسقط مخططات الاحتلال وتذهب إلى الأبد.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة: استشهاد شابين برصاص الاحتلال فجر اليوم في مدينة جنين أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة الداخلية بغزة تنشر بياناً بشأن الاحتكار ورفع أسعار المواد الغذائية الأكثر قراءة دعاء للميت في رمضان 2025 مكتوب مسودة الخطة المصرية بشأن غزة.. تشكيل لجنة لإدارة القطاع لمدة 6 أشهر متحدث نتنياهو: لا نستبعد قطع المياه والكهرباء عن غزة سموتريتش يجري زيارة "خاطفة" للولايات المتحدة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الحرم الإبراهیمی الشریف الاحتلال الإسرائیلی وزارة الأوقاف من خلال
إقرأ أيضاً:
١٣ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ ﻣﻦ »اﻷوﻗﺎف« ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ
ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت رﺋﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺣﻔﻈﺔ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ ﺑﺠﻮاﺋﺰ ﺗﺸﺠﻴﻌﻴﺔ«الأزهرى»: القرآن يمنح العقل القدرة على الإبداع وصنع الحضارة.. و«المفتى» يشيد بمشروع «دولة التلاوة»
اختتمت وزارة الأوقاف فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم فى حفل كبير أقيم بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبحضور عدد كبير من الوزراء والقيادات الدينية والتنفيذية وممثلى السفارات.
وألقى الدكتور زياد الحج عضو لجنة التحكيم بالمسابقة كلمة بالنيابة عن المحكمين أعرب فيها عن تقديره العميق لما شهده من مستويات رفيعة للحفظ والتجويد والأداء، ناقلا تحيات دار الفتوى فى الجمهورية اللبنانية ومفتى لبنان.
وأشاد بالدور المصرى الرائد فى خدمة القرآن الكريم ورعاية فرق الحفظ والتلاوة، مؤكدًا أن ما تقدمه مصر من تنظيم محكم وبيئة علمية راقية يعكس مكانتها الرفيعة بين دول العالم الإسلامى، كما ثمن «الحج» جهود وزارة الأوقاف فى احتضان المتسابقين ورعاية أهل القرآن وتيسير كل السبل لإنجاح هذه الدورة التى شهدت مشاركة متنافسين من سبعين دولة، مشيرًا إلى أن جميع المشاركين فائزون بشرف الانتساب إلى كتاب الله وحمل رسالته.
وألقى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى كلمة نيابة عن رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى أكد خلالها أن رعاية الرئيس السيسى للمسابقة وبرنامج «دولة التلاوة» تعكس المكانة التى توليها الدولة للقرآن الكريم وحفظته.
واستعرض «الأزهرى» ما تحقق خلال هذه الدورة موضحًا أن برنامج» دولة التلاوة» جاء ليكشف عن المواهب القرآنية المصرية الأصيلة، وأن البرنامج يمثل رافدًا لخدمة القرآن الكريم داخل مصر، وأن المسابقة العالمية منبر لخدمة حملته من شتى أنحاء العالم، حيث أسهمت فى جمع نخبة من أهل القرآن من مختلف أرجاء الأرض فى واحة إيمانية وعلمية تجسد رسالة مصر الحضارية، كما أوضح دلالة شعار المسابقة «نور وكتاب مبين» مبينًا أن القرآن يقود الإنسانية دومًا إلى الأكمل والأقوم والأطهر ويمنح العقل القدرة على الإبداع والبناء وصنع الحضارة.
وبين «الأزهرى» أن النسخة الحالية تحمل اسم القارئ الكبير الراحل الشيخ الشحات محمد أنور أحد أعلام دولة التلاوة الذى صدح بصوته فى مشارق الأرض ومغاربها، مشيرًا إلى شرف حضور نجله القارئ الشيخ محمود الشحات أنور هذه الدورة وفاء لوالده وتقديرًا لمسيرته.
وكرمت وزارة الأوقاف الفائزين فى فروع المسابقة الثمانية، وعبر «الأزهرى» عن اعتزازه بالمشاركين، مؤكدًا أن هذه المسابقة تهدى إلى شعب مصر العظيم وإلى الأمة كافة، وأن وزارة الأوقاف ماضية فى مسيرتها لخدمة أهل القرآن وتجديد الخطاب الدينى. كما كرمت الوزارة المحكمين من داخل مصر وخارجها وأسرة القارئ الراحل الشيخ الشحات أنور والذى حملت هذه الدورة من المسابقة اسمه.
وقد رصدت وزارة الأوقاف جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصرى، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة فى تاريخ المسابقة، تأكيدًا لمكانة القرآن وأهله، كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بصرف جوائز تشجيعية قدرها 850 ألف جنيه للمشاركين فى المسابقة العالمية للقرآن فى دورتها الثانية والثلاثين، تقديرًا لجهودهم ومشاركتهم المتميزة فى حفظ وتلاوة كتاب الله ودعمًا للموهوبين فى هذا المجال على المستويين المحلى والدولى. ويحظى الفائزون بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفالية الكبرى التى تقيمها الوزارة احتفاء بليلة القدر فى شهر رمضان المبارك.
كانت فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين قد انطلقت السبت الماضى على مدار خمسة أيام متتالية لإجراء التصفيات النهائية بحضور المشاركين من 72 دولة بعضها ليست ذات أغلبية مسلمة، حتى اجتمع فى ضيافة مصر 158 متسابقًا من جميع أنحاء العالم، كما ضمت محكمين من ثمانى دول.
وشارك فضيلة الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية فى الجلسة الختامية للمسابقة، مؤكدًا أن هذه المسابقات تمثل تجسيدًا حيًا لعناية الأمة بكتاب الله، وبناء جيل واع يحمل القرآن خلقًا ومنهجًا قبل أن يحمله حفظًا وتلاوة، بما يعزز مكانة القرآن الكريم فى النفوس، ويرسخ حضوره فى واقع الحياة اليومية، ويعمق الارتباط بين الأجيال وتعاليمه السامية، وأشاد مفتى الجمهورية بجهود وزارة الأوقاف فى تنظيم هذه المسابقة العالمية، وما تبذله من عناية كبيرة ودعم مستمر لحفظة كتاب الله وما تضطلع به من دور محورى فى ترسيخ القيم الدينية الوسطية، ونشر صحيح الدين، بما يسهم فى بناء الإنسان وتعزيز استقرار المجتمع.
وأشاد «عياد» بمشروع دولة التلاوة الذى تتبناه الأوقاف وترعاه الدولة بكافة مؤسساتها وأطياف المجتمع فيها، ويهدف إلى إحياء مدرسة التلاوة المصرية من خلال اكتشاف ورعاية المواهب الشابة فى ترتيل القرآن الكريم وتجويده وتعزيز القيم والأخلاق الإسلامية الرفيعة فى التعامل مع كتاب الله، مبينًا أن المشروع يعيد إحياء النظام الصوتى البديع الذى وزعت فيه حروف المد والغنة وتنوعت فيه الحركة والسكون بما يجدد نشاط السامع ويحقق انسجام النفس أثناء التلاوة ما جعل العرب يصفونه بأنه ضرب من السحر، لجمعه بين طرفى الإطلاق والتقييد فى حد وسط، منح التلاوة جلال النثر وروعة الشعر وجمال الأداء.
شهد الاحتفال وزراء الكهرباء والتموين وقطاع الأعمال والعمل والتربية والتعليم وفضيلة مفتى الجمهورية ومحافظو القاهرة والجيزة والقليوبية وسماحة السيد محمود الشريف نقيب الأشراف والشيخ عبدالهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية وضيوف مصر من أنحاء العالم.
واختتمت فعاليات المسابقة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمود الشحات أنور نجل القارئ الراحل الكبير الشيخ الشحات أنور الذى حملت المسابقة فى دورتها لهذا العام اسمه احتفاء به وتكريمًا له.