أعلى محطة تزلج أوروبية.. اكتشف عجائب يونغفرايوخ السويسرية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
عند الوقوف على ارتفاع 3 آلاف و454 مترا فوق مستوى سطح البحر، ستشعر بمرور الهواء الجليدي على وجهك وتساقط الثلوج تحت قدميك. ويمكنك الغوص في هذا العالم الاستثنائي في محطة سكة حديد يونغفرايوخ في سويسرا والملقبة بـ"قمة أوروبا".
وفي منظر بانورامي يخطف أنفاسك، ستشاهد هضبة سويسرا حتى فرنسا ونهر أليتش الجليدي الذي تصطف على جانبيه قمم جبال الألب البرنيزية في جنوبي سويسرا، والتي يصل ارتفاعها إلى 4 آلاف متر.
ندعوك إلى الانغماس في أرض العجائب الجبلية المرتفعة من الثلوج والجليد والصخور لاكتشاف أبرز معالم هذه المنطقة من إنترلاكن إلى غريندلفالد التي تستقطب مليون زائر من كل أنحاء العالم سنويا.
قمة أوروباوقبل بدء المغامرة نحو أعلى قمة في أوروبا، التقيت "الجزيرة نت" المرشد السياحي لسكة الحديد نيكلاوس غاميتر في محطة أنترلاكن لركوب القطار باتجاه غريندلوالد في رحلة تستغرق ساعة و40 دقيقة للوصول إلى محطة سكة حديد يونغفرايوخ على ارتفاع 11 ألفا و332 قدما فوق مستوى سطح البحر.
وبعد الوصول إلى أعلى محطة سكة حديد في القارة الأوروبية وعلى بعد 10 دقائق فقط منها، شاهدنا أروع نقطة جذب في جبال الألب: الهضبة أو منصة المراقبة حيث تمتد منطقة ميتلاند وتوفر إطلالة على الغابة السوداء وجبال فوج. ولكل من يزور هذا المكان، سيتفق على حقيقة أنه لا يمكن الحصول على منظر أفضل في أي مكان آخر!
وإذا كنت قد اكتفيت، فهناك المزيد من عوامل الجذب التي يمكن اكتشافها حول أعلى محطة سكة حديد في أوروبا في جولة مدتها ساعة ونصف، أو يمكنك ببساطة تناول الوجبات الشهية والمرطبات في أحد المطاعم.
إعلانومع تزايد عدد السياح المتوافدين على المكان من الهند، تم افتتاح مطعم بوليوود في عام 2000 لتلبية أذواقهم. أما بالنسبة للضيوف من آسيا بشكل عام، يعد حساء المعكرونة الوجبة الأكثر طلبا، وفق إدارة يونغفراويوخ.
قصر الجليدتجد المقولة الشهيرة "لو كان بوسع المرء أن يجمّد الزمن" معناها المثالي داخل قصر الجليد في قمة أوروبا حيث يتألف من سلسلة من الممرات التي تحتوي على عشرات المنحوتات الجليدية.
وبينما أنشأ مرشدو الجبال الممرات والقاعات في ثلاثينيات القرن العشرين باستخدام الفوانيس والمناشير في وسط جبل يونغفراو، يصنع الفنانون اليوم من الجليد منحوتات بقدر كبير من الجمالية الفنية والذوق الرفيع.
وقد تم نحت هذه الأعمال الرائعة في نهر أليتش، أطول نهر جليدي في أوروبا، بين قمتي مونش ويونغفراو. وعند التجول بين الجدران الجليدية داخل الأنفاق المتفرعة، سيحيط بك هواء بارد ومنعش لكن يُنصح بالتمسك بالأسوار لأن الأرض الجليدية زلقة للغاية.
ومن أكثر الأشياء المضحكة التي ستستمع بمشاهدتها في قصر الجليد هي البحث عن شخصية "سكرات"، السنجاب ذو الأنياب الحادة من الفيلم الشهير "العصر الجليدي" وهو يمسك جوزة البلوط.
وأثناء تجولك في هذا المعلم السياحي، ستشعر بقشعريرة لا يمكن وصفها، ليس فقط بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى 15 درجة تحت الصفر، وإنما أيضا بسبب التضحيات التي قدمها عمال المناجم لإنشاء هذه المحطة، والتي تشهد 30 لوحة تذكارية على جهودهم وعملهم الشاق.
وتتميز هذه المنطقة بالجمع بين أكثر من 100 عام من التاريخ والارتفاع والإبداع الهندسي والأهمية السياحية، مما يجعلها تجربة سكك حديدية فريدة من نوعها في جميع أنحاء العالم. كما أن يونغفراويوخ "قمة أوروبا" تعد علامة تجارية معروفة عالميا ونقطة جذب سياحية رائدة في سويسرا وأوروبا عموما.
إعلانوتم بناء خط سكة حديد يونغفراويوخ بين عامي 1896 و1912، ويتم فحص النفق كل أسبوع وتجديد البنية التحتية وصيانة العربات بانتظام. كما تتوفر عربات السكك الحديدية الحديثة على شاشات معلوماتية ترفيهية للزوار.
وبعد أكثر من 100 عام من انطلاقته، يعمل القطار على نفس المسار إلى محطة إيغرغليتشر ومن خلال نفق يبلغ طوله 7.6 كيلومترا إلى يونغفرايوخ. ولأنه لم يكن من الممكن القيادة بالبخار داخل النفق، تم بناء محطة طاقة كهرومائية أيضا لا تزال قيد الاستخدام حتى يومنا هذا.
ويمكن الوصول إلى قمة أوروبا طيلة العام حيث يستمر تشغيل القطارات والتلفريك حتى في الظروف العاصفة والثلجية. وبفضل مرور مسار سكة الحديد داخل نفق عبر جبال إيغر ومونش، تبقى السكك الحديدية أقل تعرضا لظروف الطقس.
ومن خلال تحسين التنوع البيولوجي والحد من استهلاك المياه والورق والطاقة، تهدف المحطة إلى الحفاظ على مبدأ الاستدامة. وبفضل استخدام الطاقة المتجددة، يمكن للزوار السفر من أي مدينة سويسرية باستخدام القطار أو التلفريك دون الحاجة إلى ركوب السيارة أو الحافلة.
تصنيف اليونسكو
في عام 2000، صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) منطقة يونغفراو-أليتش في جبال الألب السويسرية ضمن قائمة التراث العالمي، حيث تتألف المنطقة بشكل أساسي من المناظر الطبيعية الجبلية المرتفعة.
ويمثل هذا الموقع التراثي الجمال الطبيعي الرائع لجبال الألب، ففي قلبه تقع كتلة صخرية تتألف من جبال إيغر ومونش ويونغفراو، والمناظر الطبيعية الجليدية المحيطة بنهر أليتش الجليدي المهيب، وهو أكبر نهر جليدي في جبال الألب، ويبلغ طوله 20 كيلومترا.
وعلى المنحدرات الجنوبية لجبل بيتشهورن، يتحول هذا المشهد الجبلي المرتفع تدريجيا إلى سهول صخرية بمحاذاة البحر الأبيض المتوسط.
إعلانومن بين الحقائق المحزنة هي أن نحو 280 كيلومترا مربعا من الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي مغطى حاليا بالجليد، لكن إذا افترضنا ارتفاع درجات الحرارة بنحو 3 إلى 5 درجات سنويا، فسيظل نحو 10 إلى 20% فقط من هذا الجليد موجودا في عام 2100.
جدير بالذكر أنه يتم إجراء الكثير من الأبحاث على جبل يونغفراويوخ، إذ تأسست محطة أبحاث جبال الألب المرتفعة التابعة للمؤسسة الدولية في يونغفراويوخ عام 1930. وبعد عام واحد فقط، افتتحت محطة الأبحاث "مرصد سفينكس"، وبدأت دراسات مكثفة في مجالات علم وظائف الأعضاء والأرصاد الجوية وعلم الجليد والإشعاع، وعلم الفلك والأشعة الكونية.
ويعتبر الهواء النظيف والوصول المثالي للسكك الحديدية شرطا أساسيا لمجموعة متنوعة من الدراسات العلمية. واليوم يقدم علماء الفلك والجيولوجيا والفيزياء والأرصاد الجوية والمياه مساهمات قيمة في مجال البحوث البيئية التي تتم في المرصد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محطة سکة حدید قمة أوروبا جبال الألب أعلى محطة
إقرأ أيضاً:
بديل مختلف لإيزاك بطموحات أوروبية.. نيوكاسل يضع عينه على سيسكو
بينما يستعد نيوكاسل يونايتد لخوض غمار دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، لم تكن فترة الانتقالات الصيفية سهلة كما كان يُتوقع. فرغم التعاقد المثير مع الجناح أنطوني إيلانجا، فإن النادي يواجه أزمة حقيقية في مركز رأس الحربة، خاصة بعد تعثر المفاوضات مع عدد من الأسماء، وظهور أنباء عن حالة من عدم الرضا يعيشها ألكسندر إيزاك داخل الفريق.
إيزاك، الذي يُعد من أبرز نجوم نيوكاسل، لا يزال مستمرًا حتى الآن، لكن رحيله المحتمل دفع إدارة النادي للتفكير بخيارات هجومية جادة، يأتي في مقدمتها اسم بنجامين سيسكو مهاجم لايبزيج الشاب، الذي لطالما كان محل إعجاب لدى مسؤولي التعاقدات في "الماكبايس".
نيوكاسل سبق وأن حاول التعاقد مع سيسكو عام 2022 عندما كان في ريد بول سالزبورج، وقبل حتى التوقيع مع إيزاك، واليوم، يبدو أن الحلم القديم قد يتحول إلى واقع، خاصة أن سيسكو بات متاحًا، والنادي بات في وضع مالي أقوى.
وبحسب تقرير لصحيفة "ذا أثليتك" البريطانية، فإن سيسكو ليس مجرد مهاجم تقليدي طويل القامة، رغم أن طوله البالغ 195 سم يفرض تلك الصورة النمطية. فهو يمتلك قدرة كبيرة على الحركة، ويجيد الانطلاق في المساحات، كما يشارك بفعالية في بناء اللعب من الخلف. قوته البدنية تترافق مع مهارة ملفتة في المراوغة، وقدرة على التمركز الذكي، ما يجعله مهاجمًا شاملاً وليس فقط "رأس حربة صريح".
ففي لايبزيج، لم تكن الظروف مثالية الموسم الماضي، بعد إقالة المدرب ماركو روز وتراجع جودة التمرير في خط الوسط، ما أجبر سيسكو وزملاءه في الهجوم على التراجع كثيرًا للمساندة. رغم ذلك، نجح سيسكو في تسجيل 13 هدفًا في "البوندسليجا"، وهو رقم يعكس نضجه وتطوره في أحد أقوى دوريات أوروبا.
لكن القوة الحقيقية لسيسكو تظهر حين يلعب في المساحات، خصوصًا في الهجمات المرتدة، وهو ما يتوافق تمامًا مع أسلوب نيوكاسل الذي يعتمد كثيرًا على التحولات السريعة. وجود أجنحة سريعة مثل إيلانجا وجوردون، وخط وسط متوازن، يمنحه بيئة مثالية للتألق. كما يتميز بقدرة خارقة على التسديد من خارج المنطقة، إذ سجل ثلاثة أهداف من مسافات بعيدة، وأظهر قدرة استثنائية على ضرب الكرة بدقة وقوة.
ومع ذلك، لا يخلو أداء سيسكو من العيوب. فقراراته أحيانًا تفتقر للنضج، إذ يفرط في التسديد حتى حين تكون خيارات التمرير أفضل. كما أن أداءه في الانفرادات لا يزال بحاجة إلى تحسين، إذ يصبح مكشوفًا في إنهائها، وغالبًا ما يفضل نفس الطريقة، ما يُسهل على الحراس توقعه.
لكن رغم تلك الهفوات، يظل سيسكو من أكثر المهاجمين الشباب إقناعًا على الساحة الأوروبية. فقوته، وسرعته، وشراسته أمام المرمى، وقدرته على التطور، كلها عوامل تجعل منه صفقة تحمل مخاطرة محسوبة.
وإذا رحل إيزاك، فإن سيسكو لن يكون مجرد بديل، بل خيار يعيد تشكيل طريقة لعب نيوكاسل، ويمنحه بُعدًا هجوميًا جديدًا أكثر مباشرة وقوة، وهو ليس نسخة طبق الأصل من النجم السويدي، لكنه يقدم هوية مختلفة قد تكون ما يحتاجه نيوكاسل ليواصل صعوده كقوة حقيقية في كرة القدم الأوروبية.