خبير دولي: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة جريمة حرب مكتملة الأركان
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
وصف الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان وإمعان في الإذلال وانتهاك الكرامة الإنسانية، مشيداً بموقف مصر الرافض لهذه الممارسات الإسرائيلية.
وأشار الدكتور مهران في تصريح صحفي إلى أن قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن قطاع غزة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين وتلزم قوة الاحتلال بتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وقال إن توقيت هذا القرار مع حلول شهر رمضان المبارك ينطوي على استهتار واضح بالقيم الدينية والإنسانية، ويعكس سياسة ممنهجة للإذلال والترهيب، لافتا الي ان قطع الكهرباء في هذه الأيام المباركة يحرم المدنيين من أبسط حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بكرامة.
وأشاد أستاذ القانون الدولي بموقف مصر الذي جاء في بيان وزارة الخارجية، مؤكداً أن إدانة مصر لقطع الكهرباء عن غزة تعكس التزامها الثابت بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض سياسات العقاب الجماعي، مشددا علي ان موقف مصر يستند إلى أسس قانونية راسخة في القانون الدولي الإنساني.
وشرح مهران الأبعاد القانونية للقرار الإسرائيلي قائلاً: المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل قاطع العقوبات الجماعية وجميع تدابير التهديد أو الإرهاب، كما بين أن المادة 55 تلزم دولة الاحتلال بتزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، وهي مهام يستحيل القيام بها دون توفر الكهرباء.
وأضاف أن قطع الكهرباء عن المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومرافق الصرف الصحي يمثل تهديداً مباشراً لحياة مئات الآلاف من المدنيين، وهو ما قد يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية عندما يتسبب في وفيات جماعية بسبب تفشي الأمراض ونقص الرعاية الطبية.
وحول تداعيات قطع الكهرباء خلال رمضان، تابع الدكتور مهران: شهر رمضان يتطلب احتياجات خاصة للصائمين، من حفظ الأغذية وتحضير وجبات الإفطار والسحور، مشيرا الي ان قطع الكهرباء يحول حياة الصائمين إلى معاناة يومية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة حفظ الطعام والدواء.
واستكمل: ان المستشفيات تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء لتشغيل أجهزة الإنعاش والتنفس الصناعي والحضانات وغرف العمليات، مؤكدا ان قطع الكهرباء سيؤدي حتماً إلى وفاة عشرات المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
وشدد مهران على أن توقيت القرار الإسرائيلي يأتي في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، مؤكدا ان قطع الكهرباء يفاقم هذه الكارثة ويجعل من الصعب على المنظمات الدولية تقديم المساعدات الإنسانية.
وطالب المجتمع الدولي، وتحديداً الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف، باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات، معتبرا الصمت على هذه الجرائم يمثل تواطؤاً ضمنياً وإخلالاً بالالتزامات القانونية.
كما أضاف انه يجب على مجلس الأمن الدولي التدخل الفوري لإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول الكهرباء والمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة دون عوائق، مشيرا الي ان التاريخ شيشهد علي هذا التراخي ضد الانسانية، وان الجهاز المنوط به الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين فقد دوره بسبب استخدام حق الفيتو بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا واقترح الدكتور مهران ضرورة إنشاء ممر إنساني آمن تحت إشراف الأمم المتحدة او لجنة دولية لضمان وصول الوقود والمساعدات الإنسانية، وفرض عقوبات محددة على المسؤولين عن قرارات قطع الكهرباء والمياه عن المدنيين، واتخاذ إجراءات فورية ورادعة ضد اسرائيل من المجتمع الدولي بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية بشكل فردي او جماعي لحمل اسرائيل علي الالتزام بالقانون الدولي الإنساني علي الاقل.
وفي ختام تصريحاته اكد الدكتور مهران ان قطع الكهرباء عن غزة خلال رمضان يمثل جريمة أخلاقية قبل أن تكون جريمة قانونية، مناشدا العالم ادارك أن مئات البشر في غزة يعانون من انتهاكات يومية لكرامتهم الإنسانية، وأن صمت المجتمع الدولي يشجع على استمرار هذه الانتهاكات.
اقرأ أيضاًحماس: الاحتلال يواصل حصاره لغزة وتصعيده في الضفة الغربية
مدبولي: مصر مستمرة في دعم غزة وتعزيز التعاون مع الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر
ميناء رفح البري يستقبل 36 جريحا فلسطينيا و58 مرافقا لهم من قطاع غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر إسرائيل حقوق الإنسان قطاع غزة الأمم المتحدة مجلس الأمن المساعدات الإنسانية شهر رمضان المجتمع الدولي قطع الكهرباء جريمة حرب القانون الدولي الإنساني اتفاقية جنيف العقاب الجماعي الأزمة الإنسانية الدولی الإنسانی قطع الکهرباء عن ان قطع الکهرباء القانون الدولی الدکتور مهران قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
دول أوروبية بارزة تدعو إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي
دعت دول أوروبية بارزة الاحتلال الإسرائيلي إلى الالتزام بالقانون الدولي وحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وذلك في ظل تواصل خروقات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية.
وقال وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل في بيان مشترك الخميس: "نحن ندين بشدة التصعيد المهول للعنف من جانب المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، وندعو إلى الاستقرار في الضفة الغربية"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وفي وقت سابق، أضرم مستوطنون إسرائيليون، النار بمسجد وخطّوا شعارات عنصرية في بلدة بِدّيا، غربي محافظة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن مستوطنين "اقتحموا محيط مسجد الفلاح في منطقة أبو زعين، شمال بلدة بديا، وأضرموا النار في أجزاء منه، ما تسبب بحدوث أضرار فيه، قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة على الحريق".
وبينت الوكالة أن المستوطنين "خطّوا شعارات عنصرية على جدران منزل بالقرب من المسجد، قبل فرارهم من المكان".
ويأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، تخللته عمليات اقتحام واعتقال واغتيال، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية التي بدأت في قطاع غزة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستمرت عامين.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية من قبل الجيش والمستوطنين، عن استشهاد أكثر من 1083 فلسطينيًا وإصابة نحو 11 ألفًا واعتقال ما يزيد على 20 ألفًا و500 شخص منذ بدء التصعيد.
كما طالت الاعتداءات الممتلكات الزراعية، حيث تم تدمير واقتلاع نحو 48 ألفا و728 شجرة، بينها 37 ألفا و237 شجرة زيتون.
وتواصل "إسرائيل" خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع حركة حماس ودخل حيز التنفيذ في 10 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بوساطة قطرية مصرية تركية ورعاية أميركية.
ومنذ ذلك خرق الاحتلال الاتفاق نحو 500 مرة، وقتلت أكثر من 340 فلسطينيا، وفق أرقام نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.