وصف الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان وإمعان في الإذلال وانتهاك الكرامة الإنسانية، مشيداً بموقف مصر الرافض لهذه الممارسات الإسرائيلية.

وأشار الدكتور مهران في تصريح صحفي إلى أن قرار إسرائيل قطع الكهرباء عن قطاع غزة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر العقاب الجماعي ضد السكان المدنيين وتلزم قوة الاحتلال بتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

وقال إن توقيت هذا القرار مع حلول شهر رمضان المبارك ينطوي على استهتار واضح بالقيم الدينية والإنسانية، ويعكس سياسة ممنهجة للإذلال والترهيب، لافتا الي ان قطع الكهرباء في هذه الأيام المباركة يحرم المدنيين من أبسط حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بكرامة.

وأشاد أستاذ القانون الدولي بموقف مصر الذي جاء في بيان وزارة الخارجية، مؤكداً أن إدانة مصر لقطع الكهرباء عن غزة تعكس التزامها الثابت بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض سياسات العقاب الجماعي، مشددا علي ان موقف مصر يستند إلى أسس قانونية راسخة في القانون الدولي الإنساني.

وشرح مهران الأبعاد القانونية للقرار الإسرائيلي قائلاً: المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل قاطع العقوبات الجماعية وجميع تدابير التهديد أو الإرهاب، كما بين أن المادة 55 تلزم دولة الاحتلال بتزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، وهي مهام يستحيل القيام بها دون توفر الكهرباء.

وأضاف أن قطع الكهرباء عن المستشفيات ومحطات تحلية المياه ومرافق الصرف الصحي يمثل تهديداً مباشراً لحياة مئات الآلاف من المدنيين، وهو ما قد يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية عندما يتسبب في وفيات جماعية بسبب تفشي الأمراض ونقص الرعاية الطبية.

وحول تداعيات قطع الكهرباء خلال رمضان، تابع الدكتور مهران: شهر رمضان يتطلب احتياجات خاصة للصائمين، من حفظ الأغذية وتحضير وجبات الإفطار والسحور، مشيرا الي ان قطع الكهرباء يحول حياة الصائمين إلى معاناة يومية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة حفظ الطعام والدواء.

واستكمل: ان المستشفيات تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء لتشغيل أجهزة الإنعاش والتنفس الصناعي والحضانات وغرف العمليات، مؤكدا ان قطع الكهرباء سيؤدي حتماً إلى وفاة عشرات المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

وشدد مهران على أن توقيت القرار الإسرائيلي يأتي في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، مؤكدا ان قطع الكهرباء يفاقم هذه الكارثة ويجعل من الصعب على المنظمات الدولية تقديم المساعدات الإنسانية.

وطالب المجتمع الدولي، وتحديداً الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف، باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات، معتبرا الصمت على هذه الجرائم يمثل تواطؤاً ضمنياً وإخلالاً بالالتزامات القانونية.

كما أضاف انه يجب على مجلس الأمن الدولي التدخل الفوري لإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول الكهرباء والمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة دون عوائق، مشيرا الي ان التاريخ شيشهد علي هذا التراخي ضد الانسانية، وان الجهاز المنوط به الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين فقد دوره بسبب استخدام حق الفيتو بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا واقترح الدكتور مهران ضرورة إنشاء ممر إنساني آمن تحت إشراف الأمم المتحدة او لجنة دولية لضمان وصول الوقود والمساعدات الإنسانية، وفرض عقوبات محددة على المسؤولين عن قرارات قطع الكهرباء والمياه عن المدنيين، واتخاذ إجراءات فورية ورادعة ضد اسرائيل من المجتمع الدولي بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية بشكل فردي او جماعي لحمل اسرائيل علي الالتزام بالقانون الدولي الإنساني علي الاقل.

وفي ختام تصريحاته اكد الدكتور مهران ان قطع الكهرباء عن غزة خلال رمضان يمثل جريمة أخلاقية قبل أن تكون جريمة قانونية، مناشدا العالم ادارك أن مئات البشر في غزة يعانون من انتهاكات يومية لكرامتهم الإنسانية، وأن صمت المجتمع الدولي يشجع على استمرار هذه الانتهاكات.

اقرأ أيضاًحماس: الاحتلال يواصل حصاره لغزة وتصعيده في الضفة الغربية

مدبولي: مصر مستمرة في دعم غزة وتعزيز التعاون مع الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر

ميناء رفح البري يستقبل 36 جريحا فلسطينيا و58 مرافقا لهم من قطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر إسرائيل حقوق الإنسان قطاع غزة الأمم المتحدة مجلس الأمن المساعدات الإنسانية شهر رمضان المجتمع الدولي قطع الكهرباء جريمة حرب القانون الدولي الإنساني اتفاقية جنيف العقاب الجماعي الأزمة الإنسانية الدولی الإنسانی قطع الکهرباء عن ان قطع الکهرباء القانون الدولی الدکتور مهران قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خبير سويدي: حرب جديدة بين إسرائيل وإيران تقترب وستكون أشد عنفا

من المرجح أن تشن إسرائيل حربًا أخرى على إيران خلال أشهر، وربما حتى قبل نهاية أغسطس/آب الحالي، وتشير الحسابات الإستراتيجية لكلا البلدين أنها ستكون أشد عنفًا، وفقا لخبير سويدي من أصل إيراني.

ويذكر تريتا بارسي -في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية- أن إيران تتوقع هجوما إسرائيليا وتستعد له.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف غطى الإعلام الدولي اغتيال شهداء الجزيرة في غزة؟list 2 of 2تلغراف: هكذا تسعى أوكرانيا لاختراق أسطول روسيا النوويend of list

ويشير إلى أن طهران انتهجت إستراتيجية طويلة الأمد في الحرب الأولى، فرتّبت هجماتها الصاروخية بما يتوافق مع توقعها لصراع طويل الأمد.

أما الجولة التالية، فيرجح بارسي أن تشهد شن إيران هجومًا حاسمًا منذ البداية، بهدف تبديد أي فكرة بأنها يمكن أن تخضع للهيمنة العسكرية الإسرائيلية.

ويستنتج الكاتب، وهو سويدي من أصل إيراني، من ذلك أن الحرب القادمة ستكون أكثر دمويةً من الأولى.

أهداف إسرائيل

وحدد بارسي، المؤسس المشارك ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحكم المسؤول، 3 أهداف رئيسية لإسرائيل كانت تود تحقيقها عندما هاجمت إيران، وذلك علاوة على إضعاف البنى التحتية لإيران.

ولفت إلى أنها سعت إلى جر الولايات المتحدة لصراع عسكري مباشر مع إيران، وإسقاط النظام الإيراني، وتحويل هذا البلد إلى ما يشبه سوريا أو لبنان أخرى حيث يمكن لإسرائيل القصف متى ما شاءت، دون رقيب ودون أي تدخل أميركي، لكنها لم يتحقق سوى هدف واحد من الأهداف الثلاثة.

وأشار الكاتب في تحليله إلى أن إستراتيجية إسرائيل "الجزّ العشبي" -وهي ضربات وقائية متكررة للحفاظ على التفوق العسكري- تُحفّز على شنّ هجمات لاحقة أسرع قبل أن يتمكن الخصوم من إعادة بناء قدراتهم.

لكنه أبرز أن إيران تعلّمت من وتيرة الصراع الأول، ومن المُرجّح أن تردّ بحزم أكبر منذ البداية في أي حرب جديدة، مُتخليةً عن نهج "اللعبة الطويلة".

وهنا لاحظ بارسي أن هذا التحوّل في الإستراتيجية الإيرانية، إلى جانب ما يصفه بتعزيز التماسك الداخلي عقب هجمات يونيو/حزيران، يُمكن أن يجعل أي صراع جديد أكثر تدميراً بشكل ملحوظ.

معضلة ترامب

ويُقدّم التحليل ترامب على أنه عالق في فخّ تصعيدي من صنع إسرائيل فبعد أن قدّم لها دعماً محدوداً في يونيو/حزيران مع رفض المشاركة الكاملة، يواجه الآن خياراً ثنائياً في أي صراع مُستقبلي: إما الالتزام الكامل بالحرب مع إيران أو مقاومة الضغوط الإسرائيلية كليا.

إعلان

ويرى أن ترامب إذا رضخ للضغوط الإسرائيلية مجددًا وانضم إلى القتال، فقد تواجه الولايات المتحدة حربًا شاملة مع إيران يتوقع أن تكون أصعب لواشنطن من حربها على العراق.

ويشرح بارسي أن سجلّ ترامب يُشير إلى أنه قد يُواجه صعوبة في تحقيق المقاومة المُستدامة اللازمة لرفض الخيار الأخير.

حطام نتيجة غارة جوية إيرانية في 22 يونيو/حزيران 2025 على حي رامات أفيف في تل أبيب (غيتي إيميجز)التداعيات الإقليمية

تطرح هذه المقالة تساؤلات مهمة حول ما إذا كانت هذه الديناميكية ستؤدي إلى تغييرات في السياسة النووية الإيرانية، بالنظر إلى ما تصفه بقصور ركائز الردع الإيرانية الحالية. وقد يُحدث هذا تغييرًا جذريًا في حسابات الأمن الإقليمي.

ويشير عنصر التوقيت الذي يُشدد عليه بارسي -وهو أن الحسابات السياسية تُصبح أكثر تعقيدًا مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي الأميركية- إلى احتمال تزايد المخاطر خلال الأشهر المقبلة.

وما يُلفت الانتباه بشكل خاص -وفقا للكاتب- هو كيف يُؤطر هذا التحليل الصراع على أنه مدفوع بحسابات توازن القوى الإقليمية أكثر من المخاوف النووية تحديدًا، مما قد يجعل الحل الدبلوماسي أكثر صعوبة.

مقالات مشابهة

  • خبير سويدي: حرب جديدة بين إسرائيل وإيران تقترب وستكون أشد عنفا
  • يجب محاسبة المسؤولين.. «الاتحاد الدولي للصحفيين»: مقتل 238 صحفياً في غزة جريمة حرب
  • الدولي للصحفيين: مقتل 238 صحفياً في غزة جريمة حرب
  • فرنسا تندّد بخطة إسرائيل لاحتلال غزة.. وتقترح تشكيل تحالف دولي
  • غضب دولي ومطالب بتحقيق مستقل عقب اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة في غزة
  • الدولي للصحفيين: استهداف الإعلاميين في غزة جريمة ممنهجة
  • مراسلون بلا حدود تدين اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة في غزة وتطالب بتحرك دولي
  • العريمي: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة.. والمجتمع الدولي عاجز عن ردع الاحتلال
  • برلماني: احتلال غزة جريمة مكتملة.. والصمت العالمي مريب
  • اللجنة الوزارية العربية: التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية