اللجنة الأولمبية تحتفي بإنجاز منتخب المبارزة الحاصل على برونزية آسيا
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
احتفت اللجنة الأولمبية العُمانية، اليوم بلاعبات المنتخب الوطني للمبارزة، بعد تتويجهن بالميدالية البرونزية في بطولة آسيا للمبارزة للناشئين، التي أقيمت في دولة الكويت خلال الفترة من 20 إلى 28 فبراير الماضي، وجاء هذا التكريم تقديرًا للأداء المتميز الذي قدّمته اللاعبات، وتحفيزًا لهن لمواصلة تحقيق الإنجازات التي ترفع اسم سلطنة عمان في المحافل الرياضية الدولية.
وأقيم الحفل بمقر اللجنة الأولمبية العُمانية، بحضور خالد بن محمد الزبير، رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، وخالد بن سعيد الشعيبي، رئيس اللجنة العُمانية للمبارزة، إلى جانب السيدة سناء بنت حمد البوسعيدية، رئيسة اللجنة العُمانية لرياضة المرأة والمساواة بين الجنسين، وطه بن سليمان الكشري، الأمين العام للجنة، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة.
واستُهل الحفل بعرض مرئي تناول رحلة المنتخب في البطولة، بدءًا من مرحلة الإعداد، مرورًا بالتحديات التي واجهتها اللاعبات خلال المنافسات، وصولًا إلى تحقيقهن لهذا الإنجاز المشرف، كما استعرض العرض دور الجهاز الفني، بقيادة المدرب هشام بن علي كرشود، في وضع خطة تدريبية مكثفة ساهمت في تطوير مستوى اللاعبات وتحقيق هذه النتيجة.
وفي ختام الحفل، قام خالد بن سعيد الشعيبي، برفقة خالد بن محمد الزبير، بتكريم اللاعبات جنى بنت محمد الشرجية، وإسراء بنت سيف السيابية، وسلمى بنت سعيد الدغيشية، بالإضافة إلى المدرب هشام بن علي كرشود، تقديرًا لجهوده في إعداد الفريق وصقل مهارات اللاعبات، مما أسهم في تحقيق هذه النتيجة التي تعكس تطور رياضة المبارزة النسائية في سلطنة عُمان.
ثمرة الجهود الكبيرة
أشاد خالد بن محمد الزبير، رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية، بالإنجاز الذي حققته لاعبات المنتخب الوطني للمبارزة، معربًا عن اعتزازه بالأداء المتميز والروح القتالية العالية التي أظهرتها اللاعبات خلال المنافسات في بطولة آسيا للمبارزة للناشئين، وأكد أن تحقيق الميدالية البرونزية يعد ثمرة للجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة العُمانية للمبارزة، سواء من خلال توفير بيئة تدريبية متكاملة أو وضع استراتيجيات تطويرية تهدف إلى الارتقاء بمستوى اللعبة على الصعيدين المحلي والدولي، كما أشار إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق دون الدعم المستمر من أولياء الأمور، الذين قاموا بدور محوري في تحفيز اللاعبات، وتوفير البيئة المناسبة لممارسة الرياضة، وتعزيز ثقافة الاحتراف والانضباط لديهن، وأكد أن تضافر جهود اللجنة والجهاز الفني والأسر ساهم في بناء فريق قوي قادر على المنافسة، مما يعزز مكانة سلطنة عمان في رياضة المبارزة ويفتح آفاقًا لمزيد من الإنجازات مستقبلاً.
المبارزة في مسارها الصحيح
من جانبه، أكد خالد بن سعيد الشعيبي، رئيس اللجنة العُمانية للمبارزة، أن الإنجاز الذي حققته لاعبات منتخبنا الوطني في بطولة آسيا للمبارزة للناشئين، هو نتاج عمل دؤوب ومتواصل بذلته كل من اللاعبات والجهاز الفني والإداري على مدار الفترة الماضية، وأضاف أن هذا الإنجاز يعد دليلًا على المسار الصحيح الذي تسير فيه رياضة المبارزة في سلطنة عُمان، مؤكدًا أن اللجنة العُمانية للمبارزة ماضية في خططها الطموحة لتطوير هذه الرياضة، وزيادة قاعدة الممارسين لها على مستوى سلطنة عمان.
وأوضح الشعيبي أن تكريم اللجنة الأولمبية العمانية للاعبات المنتخب يعكس التقدير والاحترام للجهود المخلصة التي بذلها الجميع لتحقيق هذا الإنجاز، معتبرًا إياه أحد أفضل الإنجازات الرياضية في رياضة المبارزة على مستوى سلطنة عُمان حتى الآن، وأضاف قائلًا: هذا الإنجاز ليس فقط بداية لمسيرة النجاح، بل هو أيضًا خطوة مهمة نحو مزيد من الإنجازات المستقبلية التي نتطلع إليها بكل تفاؤل.
وتابع الشعيبي: إن اللجنة العُمانية للمبارزة كانت قد بدأت رحلتها منذ عام 2019، رغم التحديات التي واجهتها في بداية انطلاقها، إلا أن العمل المتواصل والتخطيط المدروس قد أثمرا في النهاية عن هذه النتائج المشرفة. وأضاف: كنا دائمًا نضع أمامنا هدفًا واضحًا وهو الوصول إلى منصات التتويج، وإنجازنا اليوم هو دليل على أننا نسير في الاتجاه السليم.
وفيما يتعلق بالمستقبل، أعرب رئيس اللجنة العُمانية للمبارزة عن تطلعه لتحقيق المزيد من الميداليات في البطولات القادمة، مشيرًا إلى أن اللجنة تسعى لتعزيز جهودها بشكل مستمر لتحقيق أفضل النتائج. وقال: خططنا للفترة المقبلة واضحة جدًا، حيث تشمل المشاركة في العديد من البطولات الدولية، بالإضافة إلى تنظيم معسكرات تدريبية مكثفة للاعباتنا من أجل ضمان جاهزيتهن التامة للتحديات القادمة.
واختتم الشعيبي حديثه بالتأكيد على أن المرحلة القادمة ستكون أفضل، إذ أن اللجنة تواصل العمل على رفع مستوى الأداء، وتعزيز استعدادات اللاعبين لتحقيق نتائج أفضل، مشددًا على أن التفاؤل هو السمة الرئيسية التي تسود الجميع في اللجنة، حيث يطمح أن يكون المستقبل أكثر إشراقًا، وأن تواصل رياضة المبارزة في سلطنة عُمان تحقيق النجاحات والإنجازات.
طموح الميدالية الأولمبية
وشكر هشام بن علي كرشود، مدرب المنتخب الوطني للمبارزة، اللجنة الأولمبية العُمانية على التكريم الذي حصل عليه منتخبنا الوطني، مؤكدًا أن هذا التكريم يمثّل دافعًا كبيرًا لهم لمواصلة العمل الجاد وتحقيق المزيد من الإنجازات، كما أضاف أن هذا التكريم يعكس الدعم المستمر من الجهات المعنية بالرياضة في سلطنة عُمان ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم في المنافسات القادمة.
وفي حديثه عن أهداف المنتخب الوطني، أكد كرشود أن اللجنة العُمانية للمبارزة تسعى للوصول إلى الميدالية الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2033، مشيرًا إلى أن هذه الفترة هي مرحلة العمل المتواصل لتحقيق هذا الهدف الكبير، وأوضح أن الفريق يعمل بجدية وعزيمة على تحقيق هذه الطموحات، معتبرًا أن هذا الهدف ليس بعيد المنال.
وأشار أيضًا إلى أهمية دعم الرياضة النسائية على المستوى العالمي، معبرًا عن أمله في زيادة هذا الدعم لتطوير أداء اللاعبات وتعزيز قدراتهن، وأكد أن طريق الحصول على ميدالية عالمية يتطلب توافر العديد من الإمكانيات، لكنه واثق بأن هذه الإمكانيات ستكون متاحة قريبًا بفضل الجهود المبذولة من جميع الأطراف.
كما أعرب كرشود عن تقديره للدعم الكبير الذي قدمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب، مشيرًا إلى أن التكريم الذي تم من قبل رئيس اللجنة الأولمبية العمانية كان له أثر بالغ في تحفيز الفريق ودفعهم نحو تحقيق مزيد من النجاحات، وأضاف أن هذا الدعم يعزز عزيمتهم على تقديم أفضل أداء في البطولات الدولية، وأكد كرشود أن دور أولياء الأمور لا يقل أهمية عن دور الجهاز الفني في تحقيق هذا الإنجاز، وأوضح أن الدعم الذي تقدمه الأسر للاعبات، سواء من خلال توفير بيئة محفزة أو الدعم النفسي يسهم بشكل كبير في رفع معنوياتهن وتعزيز عزيمتهن في مواجهة التحديات والمنافسات.
فرحة الإنجاز
عبّرت اللاعبات عن سعادتهن البالغة بهذا الإنجاز، مشيرات إلى أن تحقيق الميدالية البرونزية جاء بعد تدريبات مكثفة، حيث أكدت جنى بنت محمد الشرجية أن البطولة كانت مليئة بالتحديات والتنافس الشديد، لكن روح الفريق والتعاون المثمر مع الجهاز الفني والإداري كان لهما دور كبير في تخطي الصعوبات والوصول إلى منصة التتويج، وأضافت أن هذا الإنجاز يعزز عزيمتهن ويوفر دافعًا إضافيًا لمواصلة العمل الجاد لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.
من جانبها، أكدت إسراء بنت سيف السيابية أن الفوز بالميدالية البرونزية كان بمثابة تحقيق حلم طال انتظاره بعد أشهر من الإعداد المكثف، واعتبرت أن هذه اللحظة ستظل خالدة في ذاكرتها، مشيرة إلى أن الطموح الآن هو تقديم أداء أقوى في البطولات القادمة، مع الاستفادة من هذا الإنجاز باعتباره محفزًا للمزيد من التطور.
أما سلمى بنت سعيد الدغيشية، فقد عبّرت عن فخرها الكبير بتمثيل سلطنة عُمان في هذه البطولة الآسيوية، مشيرة إلى أن المنافسة كانت شديدة وتتطلب تركيزًا عاليًا، وأضافت أن العزيمة والإصرار كانا العاملين الرئيسيين للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة، مؤكدة أن هذا الإنجاز يعكس التقدم الملحوظ في رياضة المبارزة في سلطنة عُمان، ويمهد الطريق لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة الع مانیة المیدالیة البرونزیة المنتخب الوطنی ریاضة المبارزة هذا الإنجاز المبارزة فی رئیس اللجنة أن اللجنة خالد بن إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
الأردن في كأس العالم: إنجاز رياضي وفرصة وطنية لا تُقدّر بثمن
صراحة نيوز ـ بقلم: د. محمد عبد الستار جرادات
تأهل المنتخب الوطني الأردني إلى نهائيات كأس العالم، لأول مرة في تاريخه، ليس مجرد حدث رياضي عابر، بل محطة مفصلية في مسيرة الوطن، تحمل أبعاداً وطنية واقتصادية وإعلامية تستحق التوقف عندها بتمعّن. فالحدث، بما يحمله من رمزية وعمق، يتجاوز حدود الملعب إلى فضاءات أوسع تمس الهوية والانتماء، كما تمس فرص النمو والترويج والمكانة الدولية للأردن.
لم يكن هذا الإنجاز ليُكتب لولا الرعاية الهاشمية المستمرة للرياضة والشباب، فقد أولى جلالة الملك عبد الله الثاني منذ سنوات اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية الرياضية، ودعم المنتخبات الوطنية، والتأكيد على دور الرياضة كأداة لتوحيد الأردنيين وبناء روح الفريق. كما شكّل الحضور المتكرر لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لمباريات المنتخب، وتشجيعه العلني للفريق عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، دفعة معنوية كبيرة ليس فقط للاعبين، بل لكل الشباب الأردني الذي يرى في ولي عهده قدوة قريبة وواقعية.
ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن الجهد المتواصل الذي قاده سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي أسس خلال العقدين الماضيين لنهج مؤسسي متوازن، يقوم على بناء القاعدة الرياضية، وتحديث البنية التنظيمية للاتحاد، والعمل على استقطاب الكفاءات الفنية، وخلق منظومة مستدامة من الدعم والرعاية.
لكن الإنجاز الرياضي، على أهميته الرمزية، يفتح كذلك نوافذ جديدة أمام الأردن اقتصاديًا واستثماريًا. فالمشاركة في كأس العالم تمثل أحد أكبر المنصات العالمية للظهور الإعلامي والتجاري. وتقديرات الفيفا تشير إلى أن أكثر من خمسة مليارات شخص تابعوا مباريات النسخة الأخيرة من كأس العالم. هذا يعني أن اسم “الأردن” سيُذكر، وسيرفرف علمه، وستُعرض لقطاته، وسيُسمع نشيده الوطني، في بيوت وملاعب وقنوات حول العالم.
وهنا تبرز أهمية استثمار هذا الإنجاز، لا كفرحة لحظية، بل كمنصة وطنية شاملة لإعادة الترويج للأردن كمقصد سياحي آمن، وكبيئة استثمارية واعدة، وكدولة شباب وطموح واستقرار. فكل دقيقة يظهر فيها اسم الأردن خلال كأس العالم، يمكن أن تُترجم إلى فرص حقيقية في السياحة، وتجارة المنتجات الوطنية، واستقطاب المستثمرين، والترويج للثقافة الأردنية المتنوعة.
لكن هذا الاستحقاق التاريخي لا يمكن فصله عن النقاش الأوسع حول مستقبل الرياضة الأردنية، والضرورة الملحة لإصلاح هيكلي عميق في مؤسساتها، بدءًا من الأندية التي ما زال معظمها يعاني من أزمات إدارية ومالية مزمنة. في هذا السياق، تأتي دعوة سمو ولي العهد الواضحة نحو خصخصة الأندية الرياضية، باعتبارها خطوة ضرورية لتحويل الأندية من كيانات تقليدية إلى شركات رياضية احترافية، تخضع لحوكمة مالية، وتستقطب رؤوس الأموال، وتوفر فرص عمل، وتحقق عائدًا اقتصاديًا حقيقيًا ضمن ما يسمى بـ”الاقتصاد الرياضي”.
وللتوضيح الخصخصة لا تعني بيع الأندية، بل تعني إدارتها بكفاءة، وفتحها أمام القطاع الخاص والشراكات الذكية، وربط أدائها بالمحاسبة والنتائج. وقد أثبتت التجارب العالمية أن الرياضة يمكن أن تتحول إلى صناعة قائمة بذاتها، تدرّ المليارات، إذا ما وُضعت في إطار تشريعي وتنظيمي متين.
وفي هذا السياق، من الضروري أيضًا أن تواكب الحكومة هذا الحدث بخطة وطنية واضحة، تبدأ بإطلاق فعاليات جماهيرية على مستوى المملكة، تشمل البث المباشر للمباريات في الساحات العامة، وتنظيم مهرجانات رياضية، وتحفيز المؤسسات التعليمية والثقافية على المشاركة، وصولاً إلى حملات إعلامية موجهة إقليميًا ودوليًا، تروي قصة الأردن من خلال منتخب وطنه.
كما إن تأهل الأردن إلى كأس العالم ليس مجرد قصة نجاح رياضي، إنها قصة تروى للعالم، قصة بلد صغير في مساحته، كبير في طموحخ، يقةده ملك حكيم وشاب واعد، ويعانقه شعب لا يتوقف عن الحلم، وهي فرصة تاريخية لإعادة تقديم الأردن للعالم بلغة حديثة، وضمن سردية الإنجاز والانفتاح والاستقرار. ويجب استثمار هذا الحدث، بروح مؤسسية وعقلية اقتصادية، ليكون هذا التأهل محطة انطلاق نحو مستقبل جديد، تتقاطع فيه الرياضة مع الاقتصاد، والانتماء مع التنمية، والحلم مع الفعل.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن نحيّي منتخبنا الوطني، لاعبين وجهازًا فنيًا وإداريًا، على ما قدّموه من أداء مشرّف وحضور يليق بالأردن. ونقول لهم: لقد كنتم على قدر الحلم، وكتبتم فصلًا جديدًا في قصة الوطن. فلتستمروا بالعطاء والعزيمة، فالمشوار لم ينتهِ، والعالم الآن يرى الأردن بعيون جديدة